“قفطان النطع الفاسي” يثير الجدل بين المغاربة والجزائريين وشكاية جديدة لليونسكو بعد شكاية الزليج- فيديو وتدوينات

عبد العزيز بنعبو
حجم الخط
0

الرباط- “القدس العربي”:

يبدو أن معارك المغاربة والجزائريين في العالم الافتراضي لا تنتهي، والتدوينات والتغريدات تعمق الجرح المغاربي وتواصل النزف على سجادة المودة والمحبة التي يبدو أنها تآكلت بسبب الإصرار على نسب هذا التراث إلى غير موطنه الأصلي، رغم أن جذور التشارك في المصاهرة والدين واللغة وأشياء كثيرة، لم تشفع، ويأتي قفطان مدلل في فاس منذ قرون ليزيد الهوة تباعدا ويراكم فوق السابق من خصومات تدوينات وتغريدات أخرى، غالبا يفرح لها مالكو الفيسبوك وأنستغرام وتويتر، فهم الرابح الأول من هذا الجدل المشتعل.

وخلال الساعات الماضية الأخيرة، اعتلت تدوينات وتغريدات مغاربة، لتعبر عن غضبهم من تقديم الجزائر لملف إلى اليونسكو بهدف إدراج مجموعة من الألبسة ضمن الموروث الخاص بالجارة الشرقية للمغرب.
الغضب المغربي توّجته جريدة إلكترونية مغربية بتصريح لـ “مصدر مسؤول” من وزارة الثقافة المغربية، أكد فيه أن هذه الأخيرة، باشرت “مجموعة من الإجراءات القانونية من أجل التصدي لمحاولات السطو الجزائرية على القفطان المغربي، ونسبه إلى تراثها وتسجيله في الملف الذي قدمته لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)”.
ولم يكن الملف هو سبب غضبة المغاربة، فهو يتضمن العديد من الصور لألبسة جزائرية، لكن صورة واحدة كانت كافية لإثارة كل هذا النقع وإشعال فتيل الغضب، وهي تلك التي ترتدي فيه سيدة “قفطان النطع الفاسي” الشهير نسبة إلى مدينة فاس.
بعبارة أخرى، صورة قفطان النطع الفاسي المغربي، هي القشة التي قصمت ظهر البعير، وجعلت التدوينات تذهب رأسا إلى ما عرفت به حسابات مغاربة وجزائريين من شد وجذب وسب وقذف وتهجم.
تصريحات “المصدر المسؤول” في وزارة الثقافة المغربية والتي أوردتها جريدة “هسبريس” الإلكترونية، أُفيد من خلالها بأن “المسطرة القانونية التي اتبعتها الوزارة الوصية هي وضع شكاية عبارة عن تعرض لدى لجنة اسمها لجنة التقييم لدى (اليونسكو).
وأوضح المصدر نفسه، أن الهدف هو سحب صورة القفطان من الوصف المكتوب تحت الصورة وليس اسم الملف، وتحرك وزارة الثقافة سيكون بالتنسيق مع وزارة الخارجية المغربية ومندوبية المغرب لدى (اليونسكو)”.
وزيادة في التوضيح من كون المغرب لا يستهدف الملف الجزائري برمته بل “قفطان النطع الفاسي” فقط، أبرز المصدر “أن المغرب قد وضع رسميا، منذ شهرين، ملف القفطان لدى اللجنة الحكومية لصون التراث لسنة 2025″، و”أن وزارة الثقافة ستدافع بشدة عن القفطان المغربي لدى (اليونسكو)، والإجراءات التي تقوم بها ستكون معقولة وهدفها الدفاع عن التراث المغربي”.

إلى هنا، كل الكلام لا يسيء لأحد، وهي إجراءات تهدف توضيح أن “ما لله لله وما لقيصر لقيصر”، وليس الكل في سلة واحدة، لكن بالنسبة إلى المغاربة والجزائريين معهم، فإن المناسبة هي مأدبة جديدة دسمة مكونها الأساس السب والقذف والتهجم.
في المغرب، وعبر حسابات في تويتر وفيسبوك وغيرهما، نجد مغاربة وقد كتبوا الكثير لكننا نتوقف عند الموضوعي منها فقط، من دون الغرق في بحر الكلام الذي لا يليق. وبالنسبة إلى وزارة الثقافة فهي دائما تنشر ما يفيد بمجهوداتها الدائمة “لحماية التراث أمام سطو الشركات الكبرى وبعض الدول…”

https://www.facebook.com/mmbensaid/videos/3247211125589556?_rdc=1&_rdr

 

أما عموم الرأي العام، فنجد من يزن كلامه والبعض الآخر ينهل من قاموس قدحي لا يليق، وفي باب الموضوعية نورد تدوينة لصفحة مغربية تدعى “أميرة إل”، قالت فيها “التمويه في أبهى حلة لماذا لم يحمل عنوان الملف كلمة فقطان المجبود المدسوس في الملف خلسة؟؟! ”
وأضافت صاحبة التدوينة موضحة، “داخل الملف القندورة والملحفة، حاطين قفطان النطع الفاسي اي قفطان المجبود”، وأضافت “ولن نقبل بأي تجاوز كما سبق”.

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=pfbid037EZBNB51TSor2254rqZPFqxaAwHEzrkCrAyqDdEjwAJPBkWdT6wYLvyrHNZ56cFMl&id=100051960336468&_rdc=1&_rdr

أما صفحة تدعى “اكسيولوجيا” على الفيسبوك، فقد كانت أكثر دقة وهي تقدم نماذج لمقالات نشرت في صحف عالمية قبل مدة طويلة من الزمن، تتحدث عن قفطان النطع الفاسي المغربي.

https://www.facebook.com/MehdiElManjera/posts/pfbid0s5jVg9P5GP9EKQSG4DkxZzgmSEqbJAyGzuSs8cBE6bgbZV9DsbyGFqkJwSDSgjoTl?_rdc=1&_rdr

 

ونشرت مدونة أخرى تدعى فاطمة الزهراء، صورا توثق لارتداء مصور عالمي شهير لقفطان النطع الفاسي، وهو المصور الفرنسي “أرنود دو روزناي” خلال زيارته لمدينة مراكش سنة 1970.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية