قادة 14 آذار يتحسّرون على ذكراها.. وسعيد: إذا لم تقم نفس الثورة في وجه إيران لن ننقذ الوطن

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت- “القدس العربي”: مرّت الذكرى السنوية الـ18 لثورة 14 آذار/مارس حزينة ومن دون أي احتفالات بعدما تفرّق قادتها قبل سنوات وتباعدوا نتيجة دخول بعضهم في تسويات ومصالح جاءت على حساب البلد وسيادته ما أعاد عقارب الساعة إلى الوراء إلى ما قبل نهار 14 آذار، الذي شهد انتفاضة شعبية غير مسبوقة إثر اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري نزل خلالها أكثر من مليون لبناني من مختلف الطوائف إلى ساحة الشهداء وأسفرت عن خروج الجيش السوري من لبنان.

إلا أن هذه الذكرى حضرت في التغريدات وأبرزها لسعد الحريري الذي كتب على “تويتر”: “14 آذار… صناعة لبنانية بامتياز. تاريخ يسطع بالحرية لن يطوى بالنسيان”.

ونشر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على “تويتر” صورة للتظاهرة الضخمة وأرفقها بتعليق “من 18 سنة وكل نهار، وبقينا أوفياء لقضية 14 آذار”.

وأكد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في الذكرى “أن الشعب اللبناني انتصر في إجبار النظام السوري على سحب جيشه، وعلينا إعطاء الحق لهذا الشعب الجبّار”، مشيراً إلى “أن قادة 14 آذار لم يتمكنوا من وضع برنامج سياسي”، مجدداً القول بعد أربعين عاماً “إن النظام السوري دخل على دم كمال جنبلاط وخرج على دم رفيق الحريري وشهداء 14 آذار، وهذا ما قصدت به في العدالة الإلهية”.

وكتب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل: “14 آذار كانت بداية إستعادة الحرية والسيادة والإستقلال. بـ 2005 استعدناهم بعد نضال صعب، بس تبيّن أن الحفاظ عليهم أصعب! لأن الحرية منقوصة لما بتقبل حدا يفرض عليك شي، والاستقلال مش ناجز لما ماليتك مرهونة، والسيادة مش كاملة لما القرار الحر مفقود”، وأضاف “منلتقى بمؤتمرنا 24، 25، 26 آذار لنحكي أكثر”.

ورأى النائب نديم الجميل “ما في خلاص للبنان قبل ما نرجع نشوف 14 آذار جديدة… قبل ما نتوحد مسلمين ومسيحيين ونطالب بكف يد ميليشيا ايران، وباستعادة لبنان سيادته من جديد، للنهوض والخروج من النفق المظلم. السلام لروح شهداء ١٤ آذار”.

من ناحيته، اعتبر منسّق الأمانة العامة السابق لقوى 14 آذار، فارس سعيد، أن “14 آذار أعطتنا الأمل بولادة وطن جديد بعد إجبار النظام السوري على الخروج من لبنان”، وقال “اذا ما حصلت نفس الثورة من جميع اللبنانيين كشعب واحد متحد بوجه إيران لن ننقذ الوطن”، واضاف “بظل إملاءات خارجية واحتلالات لا وجود لأي إصلاحات بل حفنة من المسؤولين غير الوطنيين همّهم جيويهم فقط”.

بعد 18 عاماً على انتفاضة الاستقلال، عاد اللبنانيون لينقسموا بين محورين: محور الممانعة والمقاومة ومحور السيادة، وهذا ما يحول دون اتفاقهم على انتخاب رئيس للجمهورية ويجعلهم ينتظرون نتائج الاتفاق السعودي الإيراني، الذي شكّل، بحسب الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، حدثاً كبيراً، وأمل في “أن يترجم هذا التقارب بتسوية في لبنان، تفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية، قبل حزيران/يونيو”، وقال “لا يمكن لفريق أن يملي مرشح تحد على الآخر”، مفضّلاً “الرئيس التوافقي الذي يملك بعداً اقتصادياً”، سائلاً “لماذا لا نرشّح العنصر النسائي؟”.

وعن لائحة المرشحين التي طرحها مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، قال جنبلاط: “كنت قد طرحت ثلاثة أسماء وهم العماد جوزف عون وجهاد أزعور وصلاح حنين، وفي اللائحة التي طرحتها مع الرئيس بري أضفت اسم المرشحة مي الريحاني”.
وعن ترشيح الأضداد كميشال معوض وسليمان فرنجية، شدد “على ضرورة الخروج إلى الدائرة الأوسع، ففرنجية لم يرشح نفسه، أما معوض فرشّح نفسه وحاولنا 11 محاولة ولكن كفى محاولات”.

ولم يغب الاستحقاق الرئاسي عن الزيارة التي قام بها أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى بيروت حيث زار الرئيس بري، وقال في دردشة مع الصحافيين “سيكون هناك رئيس للجمهورية والمسألة مسألة وقت ويجب أن نسرع بهذه الخطوة لأن الأمور خطيرة”.

ولدى زيارته رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، قال أبو الغيط “إن مؤتمر القمة العربية سيعقد في شهر أيار/مايو المقبل في المملكة العربية السعودية، ومن المرجح أن يكون الموضوع الرئيسي للقمة اقتصادياً ويتناول كيفية مساعدة الأقاليم العربية المحتاجة”. ووصف اللقاء السعودي الصيني الإيراني بأنه “إيجابي جداً”، ورأى “أن مفاعيله الأولية هي إرساء نوع من الاستقرار السياسي والأمني بين السعودية وإيران، ولكن مفاعيله على سائر الملفات المطروحة في المنطقة غير واضحة بعد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية