في داخل حماس: القصة المجهولة للناشطين والشهداء والعملاء :

حجم الخط
0

في داخل حماس: القصة المجهولة للناشطين والشهداء والعملاء :

حماس خططت للانتخابات وارادت بفوزها احراج ناشطي فتح.. لكنها تعيش متوزعة بين خيار البندقية والسلطةلن تذوب ولن تتغير.. وطالما بقيت تمثل الفلسطينيين في صناديق الاقتراع فليس هناك اي خيار الا التفاوض معها في داخل حماس: القصة المجهولة للناشطين والشهداء والعملاء :عرض وتقديم: ابراهيم درويش ماذا يريد الصحافي الفلسطيني زكي شهاب ان يقدم في كتابه الجديد عن حماس، في داخل حماس: القصة المجهولة عن الناشطين، الشهداء والعملاء الصادر عن دار اي بي توريس في لندن، رواية جديدة، خاصة ان العنوان يشي بنوع من الدخول القوي في مسارب الحركة؟ يحاول الصحافي المقيم في لندن تقديم بعد عن حماس، من خلال لقاءات قام بها اثناء عمله الصحافي وتغطياته للاحداث في غزة، وفي داخل حماس هو عن انتصار حماس في الانتخابات الفلسطينية في كانون الثاني (يناير) 2006 الذي يقول انه فاجأ المراقبين والدوائر السياسية في واشنطن واسرائيل ولكنه لم يفاجيء حماس لانه جاء نتاجا لاستراتيجية حماس بعد محادثات القاهرة حيث بدأت حملاتها الانتخابية وقراءة المشهد العام في غزة وقام الفريق الاستراتيجي لحماس بتنظيم الحملة وتقسيم الناخب الفلسطيني الي مؤيد ومتردد ومعارض، ومن هنا اتخذ الفريق من الجامعة الاسلامية في غزة مركز نشاط من اجل تنظيم الاستراتيجية، وبحسب المصادر التي ينقل عنها شهاب وهي فتح فانهم يقولون ان حماس انفقت ما بين 22 -30 مليون دولار، فيما تقول اللجنة الانتخابية التابعة لحماس ان الحركة انفقت 3 ملايين دولار علي الحملة، وبحسب لقاء مع محمود الزهار احد قادة حماس والذي اصبح وزير الخارجية في الحكومة التي شكلتها حماس فان الحركة قامت باعطاء طابع انها لا تريد الفوز ووزعت تعليمات علي افرادها من اجل التعمية علي خطتها حيث كان افراد الحركة يقدمون تعبيرات غامضة حول من سيصوتون. وينقل شهاب عن الزهار قوله ان الحركة لم تخطط فقط للفوز بغالبية المقاعد في البرلمان الفلسطيني بل ولإشعار ناشطي فتح بالخجل من انفسهم، اجواء اليوم الانتخابي التي راقبها في غزة وفي جولة مع محمد دحلان الذي سيقدمه لنا شهاب في كتابه اكثر من مرة تظهر ان فتح كانت تستعد للفوز ولكن اعلان النتائح الانتخابية ادي الي تحول اجواء التحضير للاحتفالات الي يوم عزاء وفي مناطق يعتقد انها مراكز تأثير لفتح مثل حي الزهراء كان الصمت يخيم علي اجواء الحي بعد اعلان الانتخابات. ويشير شهاب الي ان فوز حماس جاء بسبب تصويت الفلسطينيين احتجاجا علي الفساد والمحسوبية، ويقول ان غضب قطاعات فتح من نتائج الانتخابات تم نزع فتيله بفعل تدخل محمد دحلان الذي يصفه بانه العدو رقم واحد لمؤيدي حماس بسبب شعبيته داخل حزبه (فتح) وبسبب هجومه الكلامي علي حماس . كان انتصار حماس تتويجا لجهود قامت بها الحركة لبناء قاعدة دعم شعبي بدأت قبل ثلاثة عقود وان كانت باسم اخر، فنشاطات مؤسسي حماس تمت من داخل تنظيم الاخوان المسلمين الذي كان ناشطا في فلسطين قبل النكبة عام 1948 ولكن قادة الاخوان ومع صعود الانتفاضة قاموا بالاعلان عن ولادة حركة المقاومة الاسلامية واصدار ما صار يعرف بميثاق الحركة. احمد ياسينوفي هذا السياق يقدم لنا شهاب قصة احمد ياسين (1938 ـ 2005)، مؤسس الحركة، وقصة الحادث عام 1952 الذي غير حياته حيث يقول ان الفتي ياسين كان يلعب مع اصدقائه علي الشاطئ عندما التوت عنقه اثناء صراعه مع صديق له ولخوفه من ان يؤدي الحادث الي توتر العلاقة بين عائلته وعائلة زميله اخترع قصة انه وقع عندما كان يقفز مع اصدقائه، وقد ادي الحادث الي ان يصبح ياسين مقعدا طول حياته. وهو هنا، اي الكاتب، يقدم عرضا تاريخيا لنشاطات الشيخ ياسين داخل اطار حركة الاخوان المسلمين، واعتقاله اثناء الادارة المصرية للقطاع،قبل عام 1967 ولكن نشاط ياسين الفعلي بدأ في الحقيقة في بداية السبعينات وهنا يسوق الكاتب قصة بناء المجمع الاسلامي الذي اسس لنشاط الحركة الاسلامية في غزة وكيف ان السلطات العسكرية منحت الشيخ ياسين رخصة قي غضون ساعتين ثم عادت وسحبتها منه ولولا مساعدة مسؤول المحاكم الشرعية لما تم الامر وحصل الشيخ احمد علي الرخصة. ذلك ان المؤسسة الدينية الرسمية كانت تفضل دعم اتفاقية كامب ديفيد التي وقعها السادات مع مناحيم بيغن، حيث قام الشيخ حسن الخازندار باقناع الادارة المدنية الاسرائيلية بالموافقة علي نشاطات المجمع. لماذا سمحت اسرائيل للشيخ احمد ياسين باقامة المجمع الاسلامي؟ هنا يقول شهاب ان السماح بالمجمع الاسلامي كان دليلا علي سياسة غير معلنة لاسرائيل من اجل التأثير علي نشاطات فتح في غزة وينقل مرة اخري عن محمد دحلان قوله ان اسحق رابين الذي كان وزير الدفاع في حكومة اسحق شامير سئل في الكنيست الاسرائيلية عن دعمه لحماس من خلال تمويله للمجمع الاسلامي فاجاب ان هذا الدعم تكتيكي من اجل التأثير علي نشاطات منظمة التحرير الفلسطينية. ويضيف قائلا ان رابين سئل من عضو اخر في البرلمان حول امكانية ان تعمل حماس ضد اسرائيل فاجاب ان الموضوع يمكن مناقشته لاحقا. ينقل شهاب عن الشيخ ياسين قوله ان حركته تطورت من خلال اربع مراحل: الاولي بناء المؤسسات، اما الثانية فتعزيز المقاومة داخل قطاعات الشعب الفلسطيني اما الثالثة فتعزيز البنية العسكرية للحركة واما المرحلة الاخيرة فهي بناء حوار مع الدول العربية والاسلامية لمواجهة اسرائيل، قد يكون عني بالحوار بناء جبهة عالمية وهنا يشير للفرق بين رؤية حماس التي تحرص علي استقلالية القرار الفلسطيني وتجادله مع الدعم العربي والاسلامي باعتبار فلسطين قضية اسلامية. اما عرفات زعيم منظمة التحرير الفلسطينية فكان يري ان علي العرب ان يبقوا بعيدين وان لا يتدخلوا في القرار الفلسطيني. يقول شهاب ان الحركات الاسلامية المتعددة التي اصبحت فيما بعد حماس، نجحت بعد الانتفاضة في تأكيد نفسها وصوتها القوي في داخل المشهد السياسي الفلسطيني. ولكن حماس لم تولد من حركات متعددة بل كانت كما يقول مؤسسوها جناحا من اجنحة الاخوان المسلمين، وشهاب المشغول بالبحث عن دور احمد ياسين في تأسيس الحركة خاصة بعد اعتقاله يقول انه حصل علي اعترافات الشيخ ياسين من احد محاميه عندما كان في السجن، وهنا يشير الي ان دور الشيخ ياسين معقد ودوره محل جدل من عدد من الذين شاركوا في تأسيس الحركة. ويقدم هنا شهادات عدد من قيادات الحركة حول رواية التأسيس والاجتماع التأسيسي الذي قال الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي انه انعقد في بيت الشيخ ياسين في 9 كانون الاول (ديسمبر) 1989، كما ينقل عن الشيخ عبد الفتاح دخان قوله ان المجتمعين قرروا اختصار اسم الحركة بحماس لان الاسم لا يحمل اي ظلال للتهديد. ويشير الي رواية الرنتيسي ان الحركة بدأت اولا في الاطار الشعبي ولم تكن عسكرية منذ البداية وكانت تدار في البداية من خلال مجلس شوري. ولهذا فان اسرائيل لم تكن قادرة علي شل الحركة بسبب نظامها الاداري الذي يؤكد علي ظهور قيادة جديدة لتحل محل القيادة التي اعتقلت. يقدم زكي شهاب عرضا لاليات عمل حماس، ويشير الي ان مناعة الحركة وقدرتها علي التنظيم لا يعني انها لم تكن عصية علي الاختراق فقد عانت من اختراقات، خاصة ان الجيش الاسرائيلي والمخابرات زرعا الاف العملاء داخل الفلسطينيين، ويشير الي تجربة كتائب القسام في رام الله، عندما قام عماد عقل بعدد من العمليات في الضفة، ولكنه يقول ان حماس كانت قادرة علي اختراق جهاز الشاباك الاسرائيلي وتجنيد عملاء لها. ويشير الي تجربة يحيي عياش المهندس وعدنان الغول صانع الصواريخ، وهو هنا يستعرض تاريخ الحركة في جانبها العملياتي ويمزج حديثه بالحديث عن التجربة الشخصية، خاصة في عرضه لمواقف القادة السياسيين، وفي حديثه عن التجربة السياسية للشيخ احمد ياسين يتحدث الكاتب عن العلاقة المضطربة بين حماس وفتح، مع انه يشير الي علاقة احترام متبادلة بين الرئيس الراحل ياسر عرفات والشيخ ياسين، حيث حمل كل واحد منهما الود للاخر الا ان هذا لم ينف وجود عدد من الخلافات، وهنا يدخل في الصورة محمد دحلان الذي يقول الكاتب ان علاقته بياسين كانت وثيقة وعندما خرج الشيخ ياسين من السجن بعد محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها مسؤول المكتب السياسي لحماس خالد مشعل،ـ حيث قال انه لم يعد بحاجة للحديث مع بقية القادة من حماس، ويقول ان دحلان كان يعرف الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، ذلك ان دحلان كان مسؤول شبيية فتح في الجامعة الاسلامية بغزة، ويقول ان دحلان عندما كان مسؤولا للامن تردد في اعتقال الرنتيسي، خوفا من والدته التي كانت تحب الرنتيسي، مشيرا لوجود علاقات عائلية بين الطرفين. ويكشف شهاب ان دحلان عندما كان في باريس اخبرته المخابرات الفرنسية بان اسرائيل تخطط لاغتيال الرنتيسي الذي اصبح القائد بعد اغتيال ياسين، وقام دحلان بتحذير عناصر حماس لاتخاذ الحيطة.حماس والواقع العربي والدولييشير شهاب الي مواقف الشيخ احمد ياسين الذي يصفه بالبراغماتي، وموقفه من الهدنة مع اسرائيل ويقول ان الشيخ ياسين الذي قام بجولة علي عدد من الدول العربية وزار ايران وجنوب افريقيا كان يري ان منظمة التحرير لا تريد ان تحصل حماس علي دعم دولي خاصة في زيارة الشيخ لجنوب افريقيا التي حاولت المنظمة التشويش عليها. وضمن هذا السياق يتحدث الكاتب عن علاقات حماس في الاطار الدولي والعربي، فبحسب الموقف المعلن من حماس انها لا تتدخل في السياسات الداخلية للدول التي سمحت لها بالعمل من داخل اراضيها، ولكنه يري ان حماس كانت علي الاقل في الحالتين الايرانية والسورية، المستفيد من توتر علاقة منظمة التحرير معهما، وهو هنا يقدم سردا للعلاقة التي بدت ودية مع الثورة الاسلامية في ايران، والتي لم تعمر طويلا بعد زيارة عرفات ولقائه مع مرشد الثورة الاسلامية آية الله الخميني، حيث بدأت الالة الاعلامية الثورية الايرانية حملة ضد المنظمة التي اتهمتها بالعلمانية كما انتقدت عرفات لموقفه من الحرب العراقية – الايرانية وكانت اخر زيارة لعرفات لطهران عام 1981، ومن هنا فان توتر هذه العلاقات كان ارضية جيدة لدعم ايران للتيار الاسلامي الفلسطيني والذي جاء بعد اكثر من عقد، حيث بدأت حركة الجهاد الاسلامي تواجدا لها ثم ارسلت حماس في التسعينيات ممثلا لها في ايران، ويتحدث شهاب قائلا ان تواجد ممثلي حماس والجهاد لم يتم بالتنسيق مع ممثل المنظمة الذي سيحاصر مكتبه لمدة ست ساعات ويتم تخريب اثاث المكتب. بالنسبة لسورية حدث نفس السيناريو فالعلاقات المتوترة بين عرفات وحافظ الاسد ادت بالاخير لدعم المتمردين علي سلطة عرفات الذين اقاموا في سورية، ومن هنا فبعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان وخروج المقاومة من هناك، يقول شهاب ان عرفات لم يختر الانتقال لسورية بل قرر نقل مركز المنظمة لتونس بحثا عن استقلالية، ويشي الحديث ان عرفات لو اختار سورية كان يمكن ان يستقبل هناك، ولكن تاريخ علاقة عرفات بالنظام السوري، خاصة الاسد معروف، فقد كان هناك ود مفقود بين الطرفين، وشهاب يذكر ان عرفات زار مرة بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان 1982 دمشق وتم الطلب منه الخروج حالا باعتباره شخصية غير معروفة للنظام وتمت مرافقته من مسؤول امني صغير لكي تتم اجراءات الترحيل بسرعة. شهاب يتحدث عن مكالمة تلقاها من الشهيد فتحي الشقاقي عام 1994 لكي يخبره ان ايران دعمت الفلسطينيين بمبلغ ثلاثة ملايين دولار وبحسب المقابلة طلب الشقاقي نسبة الخبر لمسؤول فلسطيني، وهنا يتحدث عن مصادر دعم المنظمات الفلسطينية الاسلامية ويشير في هذا الاتجاه للدعم الذي تلقته حماس والحركة الاسلامية من المحسنين في دول الخليج، والمؤسسات الخيرية التي عملت علي دعم نشاطات واعمال الحركة الاسلامية مشيرا للاتهامات التي وجهت للصندوق الفلسطيي للاغاثة والتنمية في بريطانيا والذي تعرض لحملة من المنظمات اليهودية لاغلاقه، كما تحدث عن اعتقال السلطات الامريكية لعدد من الناشطين الفلسطينين في امريكا بتهم جمع تبرعات للفلسطينيين، ويقول ان حماس استفادت بعد حرب الخليج والعدوانية التي لقيتها من بعض الانظمة العربية بسبب دعمها لصدام حسين ومن هنا فقد حصلت حماس علي دعم مالي كبير من الدول العربية، مع ان اهم مصدر مالي لتمويل الانتفاضة الذي كان من الكويت توقف بسبب ما تعرض له الفلسطينيون ويشير الي الموقف الامريكي من حماس حيث يقول ان الاخيرة لم تدخل الرادار الامريكي الا بعد سلسلة من العمليات الانتحارية التي نفذها ناشطون من حماس داخل اسرائيل، ويقول انه علي الرغم من ان امريكا وضعت قادة حماس الداخل والخارج علي قائمة الارهاب الا انها اي واشنطن تتطلع في يوم لاقامة علاقات مع حركة اسلامية فلسطينية كما اقامت حوارات هادئة مع حركات الاخوان المسلمين في الاردن وسورية ومصر، ومن هنا يشير الي نشاطات العميل السابق في ام اي 6 / المخابرات البريطانية الخارجية اليستر كروك الذي عمل لخمسة اعوام في المناطق الفلسطينية وكان يري ضرورة فهم والحوار مع حماس، وعقد كروك بعد ان امرت وزارة الخارجية البريطانية باستدعائه خوفا علي سلامته، عددا من المؤتمرات التي جمع فيها رموزاً وقيادات في حماس والتيارات الاسلامية الاخري، ولكن شهاب هنا يدخل مرة اخري محمد دحلان في الصورة حيث يقول ان الاخير لم يكن راضياً عن كروك لانه اعطي حماس من الاهتمام اكثر من اللازم.تغيير في الاتجاه.. ربمايري شهاب ان حماس التي دخلت السلطة ستضطر تحت ضغط ظروف وتبعات العمل لتعديل طرقها، فالنقد من خارج السلطة الذي مارسته في السابق لم يعد مجدياً ويلمح الي ان حماس قد، وربما وجدت نفسها في نفس الورطة التي وقعت فيها السلطة الوطنية، وبالتالي فتح، اذ ان تبعات الحكم بالنسبة لحماس اسوأ في ظل الحصار الدولي المفروض علي الحكومة التي شكلتها حماس. ولكن هناك ما يشير الي ان حماس بدأت تدخل او تدمج عددا من قواتها في قوي الامن الوطنية، ويقدر عدد مقاتلي كتائب الشهيد عزالدين القسام بحوالي 18 الف مقاتل. لكن حماس التي دخلت في اللعبة السياسية وان لم تكن مستعدة للتغيير او لن تتغير كما تأمل امريكا والتحليلات التي ينقل عنها شهاب، اذ ان بعض المحللين، ومعظمهم يهود اسرائيليون وامريكيون ينظرون لحماس من خلال مفهوم الحرب علي الارهاب التي اعلن عنها بوش بعد هجمات ايلول (سبتمبر) 2001 ويرون الطريق للتخلص من حماس التي لا تقل خطورة عن حزب الله هي تغيير في المجتمع الفلسطيني ووصول حكومة ممثلة. خطورة حماس في المفهوم الاسرائيلي بدأت حسب التحليلات بعد اوسلو ورفض الحركة الاتفاقيات الناتجة عنه. مع دينيس روس، المبعوث الامريكي الخاص للشرق الاوسط يري ان خطورتها بدأت بالظهور مع اختطاف الجندي الاسرائيلي ناحوم واكسمان عام 1994، ولكن احد رجال الاستخبارات الذين ينقل عنهم يري ان حماس في اثناء حكومة رابين لم يكن ينظر اليها كحركة خطيرة وانما كان يتم التعامل معها باعتبارها قوة صاعدة في السياسة الفلسطينية. مع ان شهاب يقول ان هناك دلائل عن تغيير في موقف حماس، خاصة في ضوء التصريحات التي صدرت عن اسماعيل هنية، رئيس الوزراء حول الهدنة، ومستقبل الموقف من اسرائيل، علي انها ملامح عن تغيير في المواقف، ويعتقد ان حماس كونها في السلطة، عاجلا ام اجلا ستكون مضطرة لبناء رؤية سياسية براغماتية، تبتعد عن مثالية المعارضة خاصة ان دخولها في الحكومة سلبها من الداعي الاخر لوجودها وهو الادعاء بالمقاومة، فلم يعد ممكنا ان تخوض حماس حرب السياسة والمقاومة، ما تحتاجه حماس التي وان حضرت نفسها للفوز الا انها لم تحضر نفسها للسلطة، هو مساحة للتفكير في خياراتها القادمة التي تتمحور حول قضايا جانبية، وهذا الخيار مناسب لحماس واسرائيل الغير مستعدة للحديث عن الحلول النهائية. ويعتقد ان مرحلة انتقالية مفيدة لحماس كي تعيد ترتيب اوراقها الداخلية. في الوقت الحالي فان حماس في غزة التي تقود الفعل السياسي هي غير حماس ممثلة بخالد مشعل الذي يقيم كما يقول في شقة او بيت في دمشق يحرسه رجال امن سوريون، وهو يقوم بعملية تفكير وتقليب لافكاره حول مستقبل حماس وحلفائه في المنطقة، وفي الوقت الحالي فان احسن خيار متوفر امامه هو الاحتفاظ بالتحالف مع محور سورية – ايران، ولكن سورية تتعرض لمحاولات من الاطراف العربية المعتدلة لادخالها في معسكرهم وان نجح هذا المعسكر فان مشعل مجبر علي التفكير بخيارات جديدة. علي العموم فان محور دمشق ـ طهران تحدي امريكا في لبنان في حرب عام 2006، ولكن قوة هذا المحور سيتم فحصها في مواجهات قادمة. ويقول شهاب ان حماس كانت في واجهة الحركات التي حاولت حشد الدعم لحزب الله، هذا التحالف لا يمكن كما يقول ان يتسيد السياسة الفلسطينية، فهو يفترض ان المستقبل الفلسطيني ليس حكومة حماس، السلطة وان تأثرت فان فتح لم تفقد تأثيرها في السياق الفلسطيني. وهنا يشير شهاب الي ان قوة حماس التي نشأت من خلال ضعف فتح، وتقديمها كبديل عن فتح، كان من العوامل التي زادت من قوتها هو تردد عرفات في ان يتحرك ضدها، فاثناء حكمه واصلت حماس بناء قواتها العسكرية، علي الرغم من الرسالة التي حملها دينيس روس لمحمد دحلان للرئيس عرفات، وروس هو الذي حمل الرسالة نفسها لكل زعيم عربي. حماس ليست عصابة كما يقول شهاب بل هي جزء من المجتمع الاسلامي، وامريكا ارتكبت خطأ عندما قامت بوضعها علي قائمة الارهاب. علي العموم ، اذا كان ثمن اضعاف محور دمشق ـ طهران هو انسحاب اسرائيل من الضفة الغربية فان ثمن قبول حماس هو التحاور معها، لان الحركة لن تذوب ، ايا كان مصيرها السياسي وتختفي، ولن تنجح كل العمليات العسكرية في ردع قوتها العسكرية، وبالنسبة للغرب فان احسن خيار امامه، هو التفاوض مع حماس، طالما انها ظل خيار الفلسطينيين في صناديق الاقتراع، فالنمر لن يغير لونه ورقط جلده.يمزج زكي شهاب في كتابه بين تجربته ومقابلاته الصحافية ومراقبته للوضع الفلسطيني وعلاقته مع المسؤولين والاقطاب، وهو بالاضافة لتقديمه تاريخ حماس، الولادة والنشوء، يضيف اليه فصولا عن الشهداء، وامهات الشهداء مثل ام نضال فريحات، خنساء فلسطين ويخصص فصولا عن الجواسيس الذين زرعهم الشاباك الاسرائيلي داخل حماس. كما يخصص فصلا عن العلاقة التي فبركتها اسرائيل بين حماس والقاعدة، مع انه يشير الي ملامح لتشابك علاقة حماس او افراد منها مع ناشطين بدو في سيناء قاموا بتفجيرات في شرم الشيخ ولهم علاقة بالانفاق وتهريب الاسلحة لداخل غزة. كما يتحدث عن لقاء بين سعيد صيام وزير الداخلية السابق، وعمر سليمان، مدير المخابرات السابق في مركز المخابرات عندما قدم سليمان ملفا يقول شهاب ان هناك تشابكا بين افراد من حماس وناشطين بدو، وترك صيام اللقاء محمر الوجه من الاحراج الذي تملكه. كتاب شهاب سهل القراءة، وكتاب صحافي، لا يهتم بالتوثيق الاكاديمي، ولكني شعرت ان الكاتب متعجل في كتابه، فهناك عدد من الاخطاء المطبعية مثل اسم رعيم الاخوان محمد مهدي عاكف ورد عقل ، و اجتياح صدام لحرب للكويت عام 1990 (ورد 1980)، والكاتب وان قدم مجمل الاراء وان كان حريصا علي ان يوازن اقواله الا ان القاري ء يخرج بانطباع عن الموقف الذي يدعمه. وهو ما سيفتح بابا للنقاش حول مجمل ما ورد فيه ومصادر المعلومات ومرجعيتها في سياقي حماس وفتح. والكتاب يعاني من عدم انسجام وتوزع في القضايا، ترد احيانا في سياق غير مناسب خاصة ان هناك انقطاعاً في السرد، وهو في النهاية سرد من السرديات عن حماس التي ظهرت في الفترة الاخيرة مدفوعة بالانتصار الذي حققته، فهناك كتاب لعزام التميمي الفصول غير المكتوبة الذي صدر قبل اشهر، وهناك كتاب لخالد الحروب عن حماس. والملاحظات السابقة لا تقلل من اهمية هذا الجهد المبذول فيه. زكي شهاب صحافي عمل في اكثر من مؤسسة صحافية، ويعمل محررا سياسيا في تلفزيون حياة – ال بي سي ، وكان قد اصدر العام الماضي كتابه الاول عن العراق العراق يحترق: في داخل المقاومة .Inside HamasThe Untold Story of Militants, Martyrs and SpiesZaki ChehabI.B.TaurisLondon/ 20077

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية