فيلم «نابليون»… وجدل واسع حول التاريخ

لا نعلم أذا كان المخرج البريطاني ريدلي سكوت قد توقع الجدل الحاد الذي ميز فيلمه الجديد «نابليون». ولا نعلم لماذا قام بكل هذه التغييرات المقصودة، وهل كان هدف المخرج عرض فيلم ممتع عن «نابليون»، أم كان لديه هدف آخر، وهل كان الممثلون لاسيما هواكين فينيكس (نابليون) مقنعين في أدائهم، وكيف عبر النقاد عن آرائهم، وهل كان الفيلم واضحا في أحداثه أصلا؟ ليست هذه إلا بعض الأسئلة التي من الممكن طرحها لمناقشة هذا الفيلم المثير للجدل.

أحداث الفيلم

تبدأ أحداث الفيلم عام 1793 حيث يتجمهر الناس للاستمتاع بمشهد إعدام ماري أنطوانيت (كاثرين ووكر)، زوجة الملك لويس السادس عشر من قبل السلطات الثورية في فرنسا. وكان بين هذه الحشود ضابط شاب في أوائل العشرينيات يدعى نابليون بونابارت (هواكين فينيكس). وفي فترة متأخرة من السنة نفسها ينجح نابليون في طرد القوات البريطانية التي كانت تحتل ميناء تولون الفرنسي، ما يجعله محل ثقة السلطات الثورية، التي أصبحت أكثر ثقة به. وبعد إعدام روبسبير وإنهاء عصر الإرهاب في فرنسا، زادت ثقة السلطات به، لاسيما بعد قمعه حركة ملكية عام 1795 فرفعته إلى رتبة عميد. وتتحرش به أرملة من الأرستقراطية الفرنسية، ويحتل نابليون مصر ويقصف الأهرام إلا أنه يسمع خيانة زوجته، فيعود إلى فرنسا معللا للسلطات أن سبب عودته هو سوء الأحوال في فرنسا. ويقوم نابليون بانقلاب عسكري ضد الحكومة ويعين نفسه قنصلا ثم امبراطورا. وينتصر نابليون في معركة «أوسترليتز» ضد الروس والنمساويين بطريقة مثيرة للدهشة. ويعاني من عدم إنجاب زوجته، ما يقلق والدته التي تقدم له شابة جميلة لتجربة قدرته على الإنجاب وينجح في ذلك. ولكن معاناته مع زوجته تستمر حتى إنه يصفعها في إحدى المرات، ثم يطلقها ويتزوج ابنة امبراطور النمسا. ويحاول نابليون الهجوم على روسيا، إلا أنه يفشل في ذلك ويُجبر على التنازل عن العرش ليصبح لاجئا في جزيرة ألبا. ولكنه يسمع بحالة جوزفين الصحية فيغادر الجزيرة ويعود إلى فرنسا، حيث ينجح في إقناع الجنود المرسلين من قبل ملك فرنسا بالانضمام إليهم. ولكنه يخسر معركة واترلو، فينتهي به المطاف لاجئا في جزيرة سانت هيلانة حتى يتوفى هناك عام 1821 في سن الواحدة والخمسين.

تحليل الفيلم

قد يكون الانتقاد الأول للفيلم هو اختيار الممثلين، فقد قدم هواكين فينيكس في تمثيله شخصية «نابليون» عرضا هزيلا، حيث بدا مرهقا ومريضا، على الرغم من أن نابليون كان ممتلئا حيوية. والممثل في التاسعة والأربعين من العمر بينما كان نابليون في الرابعة والعشرين عندما أصبح جنرالا في الجيش الفرنسي. وعندما كان الممثل يتكلم يظهر وكأنه يجد صعوبة واضحة في الكلام، إذ كان صوته كصوت رجل مصاب بمرض عضال. وكان لسبب ما مكتئبا طوال الوقت، فلم تظهر عليه علامات الفرح أبدا، حتى عند تحقيق الانتصارات العسكرية المدهشة. والغريب في الأمر أن الزي العسكري الفرنسي بدا غير لائق عليه، وكأنه صمم لشخص أكثر رشاقة، كما بدت حركته ثقيلة بشكل غير طبيعي، ورد الممثل على الانتقادات الموجهة إليه بقوله «لعلني ممثل سيئ، وأني أقبل بهذا». ولم يحاول الممثل أن يبدو فرنسيا على الإطلاق. أما الممثلة فانيسا كربي، فقد بدت وكأنها تمثل شخصية امرأة من الطبقة المتوسطة في بريطانيا بلكنتها الإنكليزية المحلية وحركاتها. والجدير بالذكر أن «جوزفين» الحقيقية كانت أكبر من نابليون بستة أعوام، بينما الممثلة فانيسا كربي أصغر من هواكين فينيكس بأربعة عشر عاما. كان تطور الأحداث في الفيلم سيئا، فبعد أن كان نابليون في فرنسا نراه فجأة في مصر، دون شرح سبب احتلاله لها. وبعد ذلك نراه فجأة في معركة أوسترليتز دون أي مناسبة. وكذلك الوجود المفاجئ للمسؤول الفرنسي تاليران في اجتماع قادة الدول المعادية لنابليون. واستمر المخرج في الانتقال من مشهد إلى آخر وكأنه توقع معرفة المشاهد بتفاصيل السياسة الأوروبية في تلك الفترة. وليس هذا من ميزات الإخراج الناجح، فالتطور السلس للأحداث من أهم متطلبات الإخراج. ومما زاد من سوء ذلك أن أغلب مشاهد المعارك صورت في أجواء المساء المتأخر، حيث كان ضوء الشمس ضعيفا، ومنع هذا المشاهد أحيانا من التمييز بين الجنود المتحاربين. وفشل المخرج في إعطاء الانطباع بأن عدد الجنود كان كبيرا جدا. وكل هذا يدل على المستوى المتدني لإخراج الفيلم.

فانيسا كربي في دور جوزفين، زوجة نابليون

التغييرات التاريخية

أكثر ما أثار حفيظة النقاد والمؤرخين والكثير من المشاهدين، كان التفاصيل التي لم تكن مخالفة للتاريخ فحسب، بل وعديمة المعنى. وهي كثيرة جدا وسيئة مهما استعمل المخرج من أوصاف وتعليلات لتبريرها، حتى ادعى أن سبب وجودها كان للضحك، ولكن هذه التفاصيل لم تجعل المشاهد يضحك مع الفيلم، بل عليه. وكان أغلب هذه التفاصيل الخيالية تصب في تشويه سمعة نابليون بشكل واضح. وكان عرض التاريخ الحقيقي البشع لنابليون سيبدو أكثر ترويعا وإثارة من أي شيء ظهر في هذا الفيلم. وبدأت هذه التفاصيل منذ بداية الفيلم حيث أدعى الفيلم أن نابليون كان من أصول وضيعة بينما كان الرجل من عائلة نبيلة كورسيكية. وظهر وهو يحضر إعدام الملكة ماري أنطوانيت، ولكن تفاصيل إعدام الملكة لم تكن فقط خاطئة، بل طفولية، إذ ظهرت تمشي نحو المقصلة وشعرها أشعث من الأمام ومسرحا بشكل جميل من الخلف. وكان واضحا أن الشعر مستعار، وأن شعرا بهذا الشكل لا يوجد إلا في فيلم «نابليون». وفي الحقيقة أن شعر الملكة كانت قد تمت حلاقته تماما كي لا يعيق سكين المقصلة ويتم قطع الرأس بضربة واحدة، إذ كان ضحايا المقصلة يقومون بذلك، كي لا يحتاج إعدامهم أكثر من محاولة واحدة لتجنب العذاب.
لم يذهب نابليون إلى مصر بسبب حب المغامرة، بل لأنه أراد قطع طرق الاتصال بين بريطانيا وأهم مستعمراتها، أي الهند. ولم يقصف الأهرام كما لم يصطف جنود المماليك أمامها كالحمقى، وبين هذا المشهد أن نابليون مخرب للحضارة والمماليك جبناء. وقد أدعى المخرج أنه قام بعرض ذلك لكونه مضحكا، ولكن ما هو المضحك في قصف الأهرام. وعلى الرغم من أن نابليون لم يملك الحق في احتلال مصر، فإنه في الواقع جلب معه خيرة علماء فرنسا لدراسة الحضارة والمجتمع المصري. ومما زاد الطين بلة، أننا نجد نابليون في الفيلم يكتب رسالة إلى زوجته يقول فيها «عندما حررنا مصر»، ولا ندري أي نوع من التحرير هذا. وأخفى الفيلم الجريمة المرعبة التي ارتكبها في الشرق الأوسط، فقد غادر مصر مع جيشه متجها شمالا وحاصر مدينة «يافا». وعندما أرسل وفدا إلى أحمد الجزار الحاكم العثماني لمنطقة سوريا ولبنان وفلسطين، وكان من أصول بوسنية، طالبا استسلامها، قام الحاكم العثماني بتعذيب ثم قتل عضوي الوفد، وأمر بالهجوم على الفرنسيين. ولكن المعركة انتهت باحتلال مدينة يافا وإعدام حاكمها العربي عبدالله بيه. وسمح نابليون لجنوده الفرنسيين بالاغتصاب والنهب كما شاؤوا ليومين، ثم أمر بقتل ما بين الفين وأربعمئة وأربعة آلاف من الأسرى بالرصاص أو بحراب البنادق.

واستمرت التغييرات في التفاصيل التاريخية، حيث نجد نابليون يسمع عن خيانة زوجته أثناء وجوده في مصر، فيقرر العودة إلى فرنسا لمواجهتها، ولكن نابليون الحقيقي عرف بعلاقتها الجنسية قبل ذهابه إلى مصر، حتى إنها عندما زارته أثناء حملته في إيطاليا جلبت معها عشيقها الضابط الفرنسي، ما سبب مشادة بينهما. ومن الواضح أن نابليون كان متسامحا جدا، إذ كان قادرا على دفنها هي وعشيقها أحياء. ولم يهن زوجته أمام الآخرين، وبالتأكيد لم يضربها في العلن، كما لم تسأله جوزفين يوما متى سيطلقها لأنها كانت تريد البقاء زوجة معه لأطول فترة ممكنة، ولكنها فشلت في الإنجاب ما أجبره على طلاقها في النهاية. وقد أثارت محادثة الزوجين عندما سألته إن كان قد اتخذ عشيقات له وتأكيده لذلك، السخرية أن ذلك كله غير موجود في كتب التاريخ. أما المشاهد الأسوأ إخراجا بالنسبة للزوجين، فكانت المشاهد الجنسية فالاثنان كانا مرتديان ملابسهما ولا يمكن أن تتم عملية جنسية بهذا الشكل. وكان هنالك مشهد أثار الدهشة حيث نرى نابليون وجوزفين في حوض الاستحمام في كامل ملابسهما، أما مشهد جوزفين وعشيقها فكان بالغ السخافة، إذ كان العشيق عاريا تماما بينما كانت هي مرتدية جميع ملابسها. وعللت الممثلة ذلك بمحاولة المخرج أن يجعل هذه المشاهد مضحكة. ولكن هذه المشاهد لم تكن مضحكة، بل مثيرة للسخرية لسوء تأليفها وإخراجها. ولم يتناول الفيلم شخصية جوزفين التي طالما حاولت إغواء رجال السلطة والجيش حتى نجحت في إيقاع نابليون في حبها. ومع ذلك كانت لا تفوت الفرصة في إقامة علاقة جنسية مع ضابط فرنسي، وساعدته في أعمال تجارية مشبوهة حتى أصبح ثريا بسبب أعماله التجارية غير المشروعة. وبعد نفي نابليون إلى جزيرة «ألبا» سارعت إلى التقرب من قيصر روسيا الذي زارها في قصرها. وأصيبت بالتهاب رئوي أثناء اجتماعها مع القيصر ما أدى إلى وفاتها، وتوفيت قبل مغادرة نابليون للجزيرة وكان على علم بوفاتها.

يدعي الفيلم أن والدة نابليون، عرضت عليه فتاة شابة لتجربة الإنجاب منها. ولكنه في تلك الفترة كان قد أنجب من عشيقاته، ما يعني استحالة ما قامت به والدته. كان هنالك الكثير من التغييرات للتفاصيل التاريخية المتعلقة بتتويج «نابليون» إمبراطورا، فلم يثر أخذه للتاج من يدي البابا دهشة الأخير، لأنهما كانا قد اتفقا على كل التفاصيل.

يدعي الفيلم أن والدة نابليون، عرضت عليه فتاة شابة لتجربة الإنجاب منها. ولكنه في تلك الفترة كان قد أنجب من عشيقاته، ما يعني استحالة ما قامت به والدته. كان هنالك الكثير من التغييرات للتفاصيل التاريخية المتعلقة بتتويج «نابليون» إمبراطورا، فلم يثر أخذه للتاج من يدي البابا دهشة الأخير، لأنهما كانا قد اتفقا على كل التفاصيل. ولم يلقِ نابليون ذلك الخطاب حول تاج فرنسا، بل ألقى قسما مزج فيه التقاليد الملكية الفرنسية والرومانية. وكان هناك مشهد غريب آخر في الفيلم، ألا وهو اللقاء بين مبعوث نابليون، ومسؤول نمساوي رفيع، حيث أبلغه المبعوث الفرنسي برغبة نابليون في خطبة ابنة الامبراطور النمساوي. وكان جواب النمساوي «أن هذه نكتة»، فقال المبعوث الفرنسي بأنه يعدها نكتة كذلك. ومن الصعب تصديق هذه المحادثة لأن العلاقات بين الدولتين لم تكن سيئة، ومن غير الممكن أن يقول المبعوث الفرنسي ذلك، ولكن هنالك جانبا أكثر غرابة، فهذا اللقاء لم يحدث أصلا، لأن النمساويين كانوا في الحقيقة من بادر إلى طرح فكرة هذا الزواج لأسباب سياسية. وأصل الحكاية أن نابليون أراد الزواج من شقيقة القيصر الروسي الذي لم يستسغ الأمر، فلم يعطِ جوابا. ولكن الأمر أرعب النمساويين، فزواج نابليون من الأميرة الروسية كان سيعني حلفا بين دولتين عظميين تقع كل منهما على جانب مختلف بالنسبة للنمسا ما يعني احتمال حصار النمسا بسهولة.
كانت المعارك الحربية الأكثر أهمية في الفيلم، على الرغم من ادعاء المخرج أنها في رأيه غير مهمة، إذ أن علاقة نابليون وزوجته جوزفين، في رأيه، أكثر أهمية. وكانت معركة «أوسترليتز» جزءا مهما من الفيلم حيث يقوم «نابليون» باستعمال جنوده كطعم للجيشين الروسي والنمساوي فيندفعان نحو الجنود الفرنسيين دون الانتباه إلى أنهما يتقدمان على سطح بحيرة متجمدة، فيقوم نابليون بقصف الجيشين المهاجمين وإغراقهما. وقد تطلب هذه الجزء تصوير المشاهد في ثلاثة مواقع مختلفة، ولكنه كان في الحقيقة خياليا تماما، بل إن تفاصيل المعركة الحقيقية أكثر إثارة، فلم تكن هنالك بحيرة، ولكن بركا مائية صغيرة موجودة في أرض المعركة ولم يغرق فيها سوى شخصين ومئة خمسين حصانا، إذ لم تتم تلك المعركة الشهيرة جدا بهذا الشكل. ومن غير المعروف لماذا اختلق المخرج والمؤلف هذه التفاصيل الخيالية. أما معركة «واترلو» التي شكلت الجزء الأهم من الفيلم، فكانت تفاصيلها بعيدة جدا عن الواقع وسيئة التمثيل والإخراج. وكان أول انتقاد لهذا الجزء اختيار الممثل روبرت أيفرت وعمره 64 عاما لتمثيل دور قائد القوات البريطانية «الدوق ولنغتون» الذي كان في السادسة والأربعين من عمره آنذاك. وقد بدا الممثل البريطاني عليل الصحة وبالغ في تمثيل التعجرف الذي عرف به القائد البريطاني الحقيقي. ولكن المفاجأة كانت وجود قناص بريطاني إلى جانب القائد البريطاني، إذ وجه ذلك القناص بندقيته نحو الفرنسيين ورأى بمنظار البندقية نابليون على الجانب الآخر، فأبلغ القائد البريطاني أنه يستطيع قتل نابليون من موقعه، إلا أن القائد أمره بعدم القيام بذلك لأنه ضد قواعده. ولكن المشهد كان غريبا جدا لأن منظار البندقية استُعمِلَ للمرة الأولى في حرب القرم التي جرت بعد معركة «واترلو» بحوالي أربعين عاما. وللعلم أن الجيش البريطاني في المعركة الحقيقية تألف من واحد وثلاثين ألفا كان منهم ستة آلاف من الحرس الألماني لملك بريطانيا وسبعة عشر ألف هولندي وبلجيكي وتسعة آلاف ألماني، ولم يتقدم القائد البريطاني لمواجهة «نابليون» إلا بعد استلامه تأكيدا من البروسيين (بروسيا ولاية في ألمانيا التي كانت مقسمة إلى عدة ولايات) بانضمامهم إليه في المواجهة. ويتفق المؤرخون على أن نتيجة المعركة كادت أن تكون لصالح نابليون، حيث تمت محاصرة موقع القيادة البريطانية حتى إن القائد البريطاني قال، لن ينقذنا سوى البروسيين أو الليل. وأدى دخول الجيش البروسي الألماني إلى ساحة المعركة حوالي الساعة الرابعة والنصف إلى قلب موازين القوى وأخذ الفرنسيين على حين غرة. ولم يكن الجيش البروسي مؤلفا من مجموعة صغيرة من الخيالة كما ظهر في الفيلم، بل كان مكونا من خمسين ألف جندي من مختلف الصنوف ومقسما إلى ثلاث فرق رئيسية. وأخيرا لم يلتقِ نابليون بدوق ولنغتون أبدا، ولم تطأ قدم «نابليون» أرض بريطانيا، أي أن ما ظهر في الفيلم كان محض خيال.

ردود الفعل

انتقد النقاد الفرنسيون الفيلم بشدة واتهم أحدهم الفيلم بكونه معاديا لفرنسا ومؤيدا لبريطانيا. ولكن رد فعل النقاد البريطانيين والأمريكيين كان متناقضا حيث امتدح بعضهم الفيلم من حيث الإخراج واختيار الممثلين والقصة، إلا أن هنالك من انتقده. أما المخرج، فقد كان رد فعله تجاه منتقديه غير مؤدب إلى درجة استعمال كلمات نابية وسوقية. ومن غير المعروف إن كان الفيلم سيحقق نجاحا تجاريا كبيرا، فعندما شاهد كاتب هذه السطور الفيلم في أول يوم لعرضه في ألمانيا لم يكن هناك سوى عشرة متفرجين.

مؤرخ وباحث من العراق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية