الرباط- “القدس العربي”: كما تصنع مواقع التواصل الاجتماعي الفرحة، خاصة مثل نشوة المغاربة بتأهل أسود الأطلس إلى ربع نهائي مونديال قطر 2022، تصنع أيضا المآسي بإشاعة أخبار زائفة، لا سيما عندما يتعلق الأمر بفنانين يلاحقهم الموت الرقمي هكذا مجانا.

صباح الثلاثاء، السادس من كانون أول/ ديسمبر، تناقلت صفحات مغربية على مواقع التواصل الاجتماعي خبر وفاة الفنان الرائد والشهير، عبد الهادي بلخياط، صاحب رائعة “القمر الأحمر”.

بسرعة البرق أو كما يقال مثل النار في الهشيم، امتد الخبر وتمدد وصار واقعا، وبعض ممن صدّقوا، بكوا الفنان وكتبوا بعض التدوينات الحزينة فيها نعي وألم وفقدان.

عشاق الفنان بلخياط الذين يحسبون بالملايين لأن كل المغاربة يحبونه ويعتبرونه أيقونة الأغنية العصرية المغربية، توجسوا خيفة من هذا الخبر المؤلم، وترقّبوا اليقين من خلال خبر رسمي لعائلته أو أحد زملائه في الفن من قدماء الغناء أو التلحين وكتابة الكلمات، الذين عاصرهم.

فجأة، وبعد ساعات من “وفاته” رقميا إن جاز التعبير، يبعث الفنان عبد الهادي بلخياط “حيّاً” في المملكة العربية السعودية وهو يؤدي مناسك العمرة.

تلك كانت تدوينة ابنته مريم بلخياط، التي عممتها على حسابها بموقع “إنستغرام”، ونشرتها في خاصية “الستوري”، وقالت المختصر المفيد: “والدي يؤدي مناسك العمرة، هو بخير، الوفاة إشاعة”، وختمت بقولها: “حسبي الله ونعم الوكيل”.

“ستوري” مريم بلخياط كان مرفقا بصورة والدها الفنان، كما تلاه “ستوريات” أخرى فيها تكذيب من نقيب الموسيقيين أحمد العلوي في تصريح صحافي أكد فيه أن خبر الوفاة إشاعة.

وبات تداول إشاعة وفاة فنانين مغاربة كبار مثل “ملح طعام” مواقع التواصل الاجتماعي، في كل مرة يأتي صاحب تدوينة يعلن فيها وفاة الفنان الفلاني، ويأتي التكذيب سريعا لكن بعد أن يكون قد استبد الهلع بأحبته وجمهوره.

وكان الفنان المعتزل عبد الهادي بلخياط، موضوع إشاعات سابقة، تخص حالته الصحية وتفيد بوفاته، وفي كل مرة يضطر المقربون منه إلى نشر تكذيب معزز بصور تؤكد ن حالته الصحية بخير وهو حي يرزق.