فلسطين كانت الأشد حضورا في المملكة المتحدة عام 2023 والانقسامات داخل المحافظين تتصدر المشهد السياسي

محمد نون
حجم الخط
0

شهد العام إقالة وزيرة الداخلية والإطاحة ببوريس جونسون من مقعده النيابي، وعودة ديفيد كاميرون إلى الحكومة كوزير للخارجية، وبقي الهم المعيشي الشغل الشاغل للناس في بريطانيا.

لندن ـ «القدس العربي»: حضرت القضية الفلسطينية بشكل لافت في الأوساط الشعبية في بريطانيا منذ أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر، على عكس الموقف الرسمي من جانب الحكومة التي دعمت إسرائيل في حربها على قطاع غزة.
وفي المشهد السياسي الداخلي كان العام مليئا بالعواصف داخل حزب المحافظين إذ شهد إقالة وزيرة الداخلية سويلا برافرمان والإطاحة ببوريس جونسون من مقعده النيابي بعد خسارته سابقا منصبة في رئاسة الوزراء، وعودة ديفيد كاميرون إلى الحكومة كوزير للخارجية بعد ما شغل سابقا منصب رئيس الوزراء، كما بقي الهم المعيشي الشغل الشاغل للناس في بريطانيا.
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يتظاهر مئات آلاف الأشخاص في شوارع العاصمة البريطانية، والكثير من المدن البريطانية لتجديد المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة. وفي إحدى التظاهرات في لندن قدّرت الشرطة عدد المشاركين بـ300 ألف شخص، فيما قالت جهات قريبة من المنظمين إن العدد وصل 750 ألفا في المسيرة التي ينظمها «ائتلاف أوقفوا الحرب» تحت شعار «المسيرة الوطنية من أجل فلسطين» ورفع المتظاهرون أعلاما فلسطينية ولافتات تطالب بـ«وقف الحرب على غزة» وهتفوا «الحرية لفلسطين» و«وقف إطلاق النار الآن».

سوناك يطيح بوزيرة الداخلية

تمت إقالة سويلا برافرمان وزيرة الداخلية البريطانية من منصبها في حكومة ريشي سوناك بتاريخ 13 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بعدما حملها البعض المسؤولية عن تجاوزات كثيرة بينها التحريض ضد شرطة العاصمة عندما اتهمتها بالانحياز إلى المظاهرات السلمية التي احتشد فيها مئات الآلاف في شوارع لندن تضامنا مع فلسطين، إلا أن برافرمان كانت قد أطلقت تصريحات محرضة ضد هذه التظاهرات السلمية وعلى أثرها حدثت بعض المشاحنات وأعمال العنف بين متظاهرين وعناصر من الشرطة. وقام سوناك بتعيين جيمس كليفرلي وزيرا للداخلية، وهو كان يشغل بالأصل منصب وزير الخارجية.
واعتبر كثيرون في المملكة المتحدة بمن فيهم نواب محافظون أن مواقف وتصريحات برافرمان اتصفت بالعنصرية والعدائية المبالغ فيها لحد التطرف ضد الأقليات وكل اللاجئين والمهاجرين وخاصة خلال زيارة إلى واشنطن حيث قالت إن سياسة الدمج الاجتماعي في بريطانيا مع الأقليات أفقدت البلاد تراثها الثقافي وبدأ يضمحل ويذوب في ثقافة الأقليات المقيمة في البلاد. وبناء على هذه المواقف كانت برافرمان عرابة خطة تهجير اللاجئين والمهجرين غير الشرعيين إلى دولة رواندا في أفريقيا وصاحبة أفكار إيواء المهجرين في قوارب ضخمة في البحر.
لكن وفي حدث يعتبر استثنائيا في المملكة المتحدة استدعى ريشي سوناك أيضا أحد القادة البارزين في حزب المحافظين وهو رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون وقام بتسليمه حقيبة وزارة الخارجية عوضا عن جيمس كليفرلي. وهذا التعديل الوزاري دفع كثيرين إلى القول إن سوناك يحاول إنقاذ نفسه وحزب المحافظين من خطورة الخسارة للانتخابات البرلمانية المقررة عام 2024.

السياسة تطيح ببوريس جونسون

بكلمة «أنا آسف جدا للمغادرة» وبعد خروجه سابقا من رئاسة الحكومة البريطانية، تنحى بوريس جونسون عن مقعده في البرلمان البريطاني بعد ما يقارب 22 عاما من العضوية المستمرة كنائب في مجلس العموم، وذلك تحت ضغوط من حزبه قبل انتهاء دورته النيابية عن منطقة اوكسبريدج.
التهمة التي أثقلت كاهل رئيس الوزراء السابق والتي تسببت في تقديم استقالته من رئاسة الحكومة، هي نفسها التي أطاحت به ليغادر البرلمان، والتهمة أنه خالف قواعد السلامة التي وضعها في زمن جائحة كورونا فخرق النصوص والبنود في أكثر من مناسبة جرت في مقر الحكومة وخاصة الاحتفال في عيد ميلاده عندما كانت القوانين تنص على منع التجمعات لأكثر من ستة أشخاص في الهواء الطلق.
الإنكار لم يسعفه فتم اتهامه بالكذب أمام البرلمان، وأطبق الخناق عليه من أقرب المقربين إليه فتخلو عنه للنجاة بمستقبلهم السياسي، وكان أولهم مستشاره لوزارة الخزانة البريطانية ورئيس الوزراء الحالي ريشي سوناك. والدلالة الأبرز لذلك في المشهد السياسي البريطاني هو الانقسام داخل حزب المحافظين بفعل الانقلاب على جونسون من قبل سوناك نفسه برفقة العديد من زعماء الحزب البارزين ومنهم أيضا ليز تراس التي تسلمت رئاسة وزراء بريطانيا وحزب المحافظين من بعد بوريس جونسون ولم تمكث في منصبها أكثر من 43 يوما قبل الإطاحة بها من سوناك نفسه واعتلائه المنصب.

مجالس محلية تعلن إفلاسها

يبلغ عدد المجالس المحلية في إنكلترا 315 مجلسا يشكلون مجتمعين كيان إنكلترا الإداري.
وأعلن مجلس نوتنغهام إفلاسه بعد أن سبقه مجلس مدينة برمنغهام في تشرين الأول/أكتوبر لعدم قدرة كل منهما على تلبية حاجيات المنطقة التي يمثلها.
وأثار إفلاس مجلس مدينة برمنغهام خشية من قيام مجالس أخرى في إنكلترا بإعلان إفلاسها وتساقطها تباعا بعدما قام بالخطوة ذاتها مجلس نوتنغهام أيضا في كانون أول/ديسمبر 2023.
فقد أصدر مجلس مدينة نوتنغهام إشعارا بـ«القسم 114» يعترف فيه بأنه لن يتمكن من القيام بالأعباء المتوجبة عليه في العام المقبل. ونتيجة لهذا الإشعار، يتوقف كل الإنفاق الجديد على الفور باستثناء حماية الأشخاص الضعفاء والخدمات القانونية. ووجه المجلس نداء فوريا عاجلا لدعمه ماديا كي يستمر في أداء خدماته الاعتيادية للقاطنين في نطاقه وعدم توقف تلك الخدمات الضرورية.
وأعلن أن تردي وضعه المالي يعود للأسباب التي ستؤثر على بقية المجالس المحلية في جميع أنحاء البلاد، مثل التضخم وارتفاع نسبة التشرد وزيادة الطلب على الرعاية الاجتماعية. وتخشى النقابات في إنكلترا أن يكون ما يصل إلى 1 من كل 10 مجالس في جميع أنحاء البلاد على وشك إصدار إشعارات القسم 114 في الأشهر المقبلة، ما يعني إشهار إفلاسها تباعا. ومن بين تلك المجالس برز مجلس مدينة ليستر، الذي يواجه عجزًا في الميزانية قدره 34.1 مليون جنيه إسترليني هذا العام وطلب مساعدة مالية عاجلة. إن إفلاس المجالس يعد أمرا خطيرا ليس لفقدانها القدرة على تمويل مشاريع إنمائية جديدة في المنطقة التي يمتد عليها نفوذها فحسب، بل ما هو أخطر أنها أصبحت عاجزة عن تأدية الخدمات المحلية المنوطة بها وقد تتأثر إن لم يتم تخصيص المزيد من التمويل الجديد في صناديقها.
وصدرت توقعات في صحيفة بريطانية إن العشرات من المجالس المحلية الأخرى قد يتعين عليها إعلان إفلاسها خلال أسابيع، حيث أن تخفيضات الإعانة من قبل حزب المحافظين والتضخم الذي يضرب البلاد يضعان الخدمات العامة للمجالس المحلية تحت التهديد.
وارتفعت ضريبة المجالس البلدية في إنكلترا بمقدار 360 جنيها استرلينيا وهذا الارتفاع سيشمل نحو مليون أسرة، وضريبة المجلس المحلي وهي صنف من أصناف الضرائب العامة في المملكة المتحدة والتي يخضع لها أغلب البريطانيين دون استثناء إلا في حالات معينة تقررها وزارة الشؤون الاجتماعية والمعاشات. وهي ضريبة عقارية بمعنى أنها تفرض على العقار الذي يشغله الفرد أو الأسرة، وهي تسدد مرة واحدة في السنة لصالح المجلس المحلي الذي يتبع له العقار المملوك بصك ملكية أو المستأجر بعقد إيجار.

أول عيد ميلاد رسمي لتشارلز على عرش بريطانيا

شارك الملك تشارلز يوم 17 حزيران/يونيو الماضي في أول عرض عسكري للاحتفال بعيد ميلاده رسميا بصفته الملكية، حيث امتطى أحد الخيول وتفقد الجنود.
وجاء العرض العسكري المعروف باسم «تروبينغ ذا كالار» بعد أسابيع من تتويج تشارلز ملكا لبريطانيا في السادس من أيار/مايو. وشارك في العرض جنود يرتدون معاطف قرمزية وقبعات من الفرو بينما عزفت الفرق العسكرية الموسيقى. وبظهوره وهو يمتطي الخيل، أحيا تشارلز (74 عاما) تقليدا كانت والدته الراحلة الملكة إليزابيث قد تخلت عنه في عام 1986 عندما كانت في الستين من عمرها.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية