صنعاء – «القدس العربي»: أعلن الناطق العسكري باسم جماعة “أنصار الله”(الحوثيون) في اليمن، العميد يحيى سريع، اعتزامهم استهداف كافة السفن المخترقة لما أسماه قرار حظر الملاحة الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة في البحر الأبيض المتوسط في أي منطقة تطالها قواتهم، في سياق بدء تنفيذ ما أسماها الجولة الرابعة من التصعيد.
وكان زعيم جماعة “أنصار الله”، عبد الملك الحوثي، قد أعلن في خطاب، الخميس، التحضير لجولة رابعة من التصعيد “في حال استمر الأمريكي والإسرائيلي في تعنته” على حد تعبيره.
وقال يحيى سريع في بيان ألقاه، أمس الجمعة، وسط مظاهرة حاشدة بالعاصمة صنعاء تنديدًا باستمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، إن إعلان بدء تنفيذ الجولة الرابعة من التصعيد يأتي “استجابة لنداءات الشعب الفلسطيني ومع تعنت العدو الإسرائيلي والأمريكي”.
وأوضح أنه في حال اتجه العدو الإسرائيلي إلى شن عملية عسكرية عدوانية على رفح فإن “القوات المسلحة اليمنية (التابعة للجماعة) ستقوم بفرض عقوبات شاملة على جميع سفن الشركات التي لها علاقة بالإمداد والدخول للموانئ الفلسطينية المحتلة من أي جنسية كانت وستمنع جميع سفن هذه الشركات من المرور في منطقة عمليات القوات المسلحة، وبغض النظر عن وجهتها”.
وأكد استعدادهم “لمراحل تصعيدية أوسع وأقوى حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
ويرى مراقبون أن توسع منطقة عمليات الحوثيين لتشمل البحر الأبيض المتوسط يمثل تطورًا خطيرًا، لأن البحر الأبيض المتوسط هو ثاني وأهم منفذ بحري بالنسبة لإسرائيل، وسيمثل استهداف السفن هناك تحديًا للحوثيين أنفسهم، ولتحالف “حارس الازدهار” بقيادة واشنطن الذي سيكون مضطرًا لتوسيع دائرة عملياته أيضًا لتشمل البحر الأبيض المتوسط، وهنا ستتسع دائرة المواجهات، وهو ما ينتقل بالمنطقة إلى مرحلة جديدة من التصعيد على هامش العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ويطرح هؤلاء المراقبون تساؤلًا مفاده: كيف سيستطيع الحوثيون تجاوز عاملي الزمن والجغرافيا في دقة استهداف السفن هناك؟ فالبعد الجغرافي يفرض على الصاروخ أو الطائرة المسيرة أن تقطع مسافة طويلة تتجاوز الألفي كيلومتر بين اليمن والبحر الأبيض المتوسط في مدة تستغرق ساعات.
وأوضحوا أن الصاروخ الباليستي أو الطائرة المسيرة التي يتم إطلاقها من اليمن باتجاه جنوب إسرائيل تستغرق على الأقل ثماني ساعات في الوقت الذي تتعامل فيه مع أهداف ثابتة، ما يجدد طرح السؤال: هل سيكون عامل الجغرافيا في صالحهم باعتباره سيتعاملون مع أهداف متحركة وبعيدة أم إنهم سيستخدمون أسلحة جديدة لم يسبق الإعلان عنها؟
وأشاروا إلى أن الحوثيين يؤكدون بهذا الإعلان استعدادهم جيدًا لهذا التصعيد من خلال ما يخفونه من مفاجآت على صعيد التسليح الصاروخي، وهو ما يزيد من تعقيد مهمة السفن الحربية التابعة لتحالف “حارس الازدهار”، فالعمليات تجاوزت منطقة البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي هذه المرة إلى منطقة ذات أهمية استراتيجية موازية؛ وبالتالي اتساع دائرة المواجهات.
وكان الحوثيون قد أعلنوا في نوفمبر/ تشرين الثاني توجيه ضربات صاروخية وطائرات مسيرة على جنوب إسرائيل، ومن ثم استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل والمتجهة إليها في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، وتطور الأمر إلى استهداف السفن الأمريكية والبريطانية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن منذ يناير/ كانون الثاني، وفي مارس/ آذار أعلنوا توسيع منطقة العمليات لتشمل استهداف السفن المرتبطة والمتجهة لإسرائيل عبر المحيط الهندي وطريق رأس الرجاء الصالح.
وشهدت جميع المحافظات اليمنية الواقعة في مناطق سيطرة جماعة “أنصار الله” (الحوثيون)، الجمعة، عشرات المظاهرات تحت شعار “وفاء يمن الأنصار لغزة الأحرار”.
واحتشد في ميدان السبعين بصنعاء الآلاف من اليمنيين، الذين توافدوا من جميع مديرات العاصمة ومحافظة صنعاء؛ وهم يرفعون العلم الفلسطيني، ويهتفون لغزة بالنصر.
وجددت الحشود تأييدها وتضامنها ومناصرتها لفصائل المقاومة الفلسطينية حتى تحرير كامل الأراضي المحتلة، مؤكدين استنكارهم الشديد لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب مجازر الإبادة الجماعة في القطاع على مرأى ومسمع من العالم. واعتبروا الولايات المتحدة والدول الأوروبية بتواطئها مع هذه الجرائم والمجازر شريكًا فعليًا فيها. واستنكروا استمرار الخذلان العربي والإسلامي، وعدم اتخاذ مواقف رسمية بمستوى النزيف الفلسطيني المستمر في قطاع غزة منذ سبعة شهور. وأكدوا تأييدهم للاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية والأوروبية ومناصرتهم لمطالبها المشروعة واستنكارهم لما يتعرضون له من عنف الشرطة؛ وهو ما يثير تساؤلات عن واقع حرية التعبير هناك.
وشهدت محافظة صعدة (شمال) 21 مسيرة، ومحافظة المحويت (شمال غرب) 16 مسيرة، ومحافظة الحديدة (غرب) 21 مسيرة، ومحافظة ريمة (غرب) 19 مسيرة، ومسيرات في محافظات إب، وذمار، والبيضاء، وعمران، وحجة، وتعز، وغيرها.
إلى ذلك، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، الجمعة، أن قواتها نجحت، الخميس، “في التصدي وتدمير ثلاث طائرات بدون طيار ضمن المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن”.