صنعاء – «القدس العربي» : أعلنت جماعة “أنصار الله” (الحوثيون)، أمس الأربعاء، استهداف المدمرة الأمريكية “يو إس إس ماسون”؛ وهو ما كانت القيادة المركزية الأمريكية قد أكدته في بيان لها الثلاثاء، لكن الأخيرة قالت إن المدمرة تصدت لصاروخ الحوثيين، الذي لم يُلحق أي أضرار، وفي وقت أعلن وزير الدفاع البريطاني، غرانت شابس، أنه “سيتم تزويد جميع الفرقاطات المستقبلية بقدرات الهجوم البري” قالت السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبده شريف، إن الهجمات على السفن تقوّض عملية السلام.
وقال في “تدوينة”، أمس الأربعاء: “لقد أثبتت عملياتنا في البحر الأحمر أنه لمواجهة التهديدات المتزايدة لحرية الملاحة، يجب أن نكون قادرين على تدمير الأهداف في البحر وفي الجو وعلى الأرض”. وكأنه يشير إلى أن فرقاطاتهم البحرية الحالية لم تستطع إنجاز مهمتها بنجاح في البحر الأحمر لفقدانها القدرة على التعامل مع الهجمات الحوثية اليمنية القادمة من البر.
كما أن ما يمكن فهمه من تدوينته أن معركتهم مع الحوثيين في البحر الأحمر جعلتهم يعيدون النظر في قدرات سلاحهم البحري، الذي لم يستطع طيلة الشهور الماضية منذ بدء عملية تحالف “حارس الازدهار” إفقاد الحوثيين القدرة على تنفيذ هجماتهم، على الرغم من مشاركة البريطانيين لواشنطن في شن ضربات صاروخية وغارات جوية على أهداف للحوثيين في العمق اليمني منذ نحو أربعة شهور. وما زالت محافظة الحديدة غربي اليمن هي أكثر المحافظات هناك عُرضة لهذه الغارات المتواصلة.
وأعلن الحوثيون، مساء أمس الأول الثلاثاء، تجدد استهداف محافظة الحديدة بأربع غارات. وقالت قناة المسيرة التابعة لهم “إن طيران العدوان الأمريكي البريطاني استهدف بأربع غارات مطار الحديدة الدولي”، ولم تذكر مزيدًا من التفاصيل بشأن الأضرار والضحايا.
في سياق موازٍ، شنت سفيرة المملكة المتحدة لدى اليمن، عبده شريف، أمس الأربعاء، هجومًا ضد الحوثيين، معتبرة أن الهجمات على السفن تمثل تقويضًا لعملية السلام في اليمن.
وقالت في “تدوينة”: “إن هجمات الحوثيين المتهورة ضد سفن الشحن الدولية تهدد بإلحاق الضرر بحياة اليمنيين، مما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الغذاء والمساعدات الإنسانية في بلد يستورد 90٪ من غذائه، وتقويض عملية السلام في اليمن”.
يأتي ذلك في وقت أعلن المتحدث العسكري باسم قوات جماعة “أنصار الله”، العميد يحيى سريع، استهداف وإصابة المدمرة الأمريكية “يو إس إس ماسون” وسفينة “ديستيني” (دون أن يحدد جنسية الأخيرة ونوعها) في البحر الأحمر لتوجهها سابقًا إلى إسرائيل.
وأوضح أنهم استهدفوا المدمرة الأمريكية بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة، “وكانت الإصابة دقيقة”. فيما استهدفت قواتهم البحرية والقوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر في عملية مشتركة سفينة ديستيني، “وكانت الإصابة دقيقة”.
وقال: “إن استهداف السفينة جاء بعد انتهاكها قرار حظر مرور السفن المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، وذلك بتوجهها إلى ميناء إيلات (أم الرشراش)، في 20 أبريل/ نيسان الماضي بأسلوب الخداع والتمويه، بادعاء توجهها إلى ميناء آخر، إلا أنها كانت تحت الرصد والمتابعة”.
وأكد استمرار عملياتهم “نصرةً للشعب الفلسطيني المظلوم ودفاعًا عن اليمن، وإن هذه العمليات لن تتوقف إلا برفع الحصار ووقف العدوان عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
الأمريكيون لم يعلقوا على البيان الصادر عن الحوثيين، لكنهم سبق وذكروا في بيان القيادة المركزية (سنتكوم)، الصادر الثلاثاء، أن المدمرة نجحت في التصدي لصاروخ اُطلق من مناطق الحوثيين.
كما ذكرتْ في البيان عينه أن قواتها نجحت، يوم الإثنين، في تدمير طائرة بدون طيار في منطقة يسيطر عليها الحوثيون.
وأضافت أن “السفينة يو إس إس ماسون (دي دي جي87) نجحت في التصدي وتدمير صاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون في اليمن باتجاه البحر الأحمر”.
وإن كان البيان لم يذكر بشكل واضح أن الصاروخ كان يستهدف المدمرة، لكنه ذكر “أنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار من قبل السفن الأمريكية أو التحالف أو السفن التجارية”.
السؤال: ما دام استهداف المدمرة الأمريكية تم الإثنين فلِمَ أجل الحوثيون الإعلان عن ذلك حتى الأربعاء؟
اعتاد الحوثيون في إعلاناتهم الأخيرة أن يتضمن الإعلان أكثر من عملية، وبالتالي فقد جاء الإعلان عقب استهداف السفينة التالية التي اخترقت الحظر الحوثي؛ وهي سفينة دينتسي، لكن الغريب أن الحوثيين لم يعلنوا ضمن البيان جنسية ونوع السفينة دينتسي.
ويستهدف الحوثيون السفن التي تملكها أو تُديرها إسرائيل أو التي نقلت بضائع إلى إسرائيل، وذلك تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي في قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
وبهدف تعطيل قدرات الحوثيين على شن هجمات بحرية بدأ تحالف أمريكي بريطاني منذ 12 يناير/ كانون الثاني تنفيذ ضربات صاروخية وغارات جوية على أهداف للحوثيين في اليمن. ومنذ بدء تلك العمليات اعتبر الحوثيون السفن الأمريكية والبريطانية أهدافًا عسكرية مشروعة “ردًا على العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن”.