ضغوط دولية على إسرائيل قلقاً على مصير المرضى والمدنيين المحاصرين في مستشفى الشفاء بغزة

حجم الخط
0

باريس- “القدس العربي”:

بينما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته داخله مستشفى الشفاء (المستشفى الرئيسي في غزة)، يتزايد القلق والانتقادات الدولية، لا سيما فيما يتعلق بمصير المرضى وآلاف المدنيين المحاصرين. ففي كسر للصمت لأول مرة منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس، دعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى “وقف مؤقت وممرات إنسانية” في القطاع.

ويتهم الجيش الإسرائيلي حماس باستخدام مستشفى الشفاء كقاعدة عسكرية، وهو الموقع الذي يمثل هدفا رئيسيا في حرب تل أبيب ضد الحركة الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة، وهو ما تنفيه حماس. وبدأت إسرائيل عملياتها في وقت مبكر من يوم الأربعاء، مستثمرة في البنية التحتية للمستشفى قبل سحب جنودها ودباباتها. وتمكن صحافي يعمل مع وكالة فرانس برس من رؤية القوات الإسرائيلية وهي تعيد تمركزها حول المؤسسة الصحية في وقت متأخر من بعد الظهر، تضيف الصحيفة الفرنسية.

 قام الجنود الإسرائيليون أيضًا بتفتيش النساء والأطفال، بحسب الصحافي العامل مع وكالة فرانس برس، وهو موجود في الموقع. وفي أروقة المستشفى، كانوا أحيانًا يطلقون النار في الهواء أثناء انتقالهم من غرفة إلى أخرى. وقالت إسرائيل إنها أرسلت “فرقا طبية مدربة تتحدث العربية” حتى “لا يحدث أي ضرر للمدنيين الذين تستخدمهم حماس كدروع بشرية”.

ادعى الجيش الإسرائيلي أنه عثر على “ذخيرة ومعدات عسكرية” تابعة لحماس في هذا المستشفى. ونشر صوراً لما زعم أنها أسلحة وقنابل يدوية ومعدات أخرى عثر عليها في الشفاء. ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق بشكل مستقل من هذه الادعاءات. وردت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، بأن الجيش الإسرائيلي “لم يعثر على أسلحة ولا معدات عسكرية” في مستشفى الشفاء.

كما أبلغت وزارة الصحة في حكومة حماس عن وجود جرافات إسرائيلية في مجمع المستشفيات هذا، حيث يوجد، وفقًا للأمم المتحدة، حوالي 2300 شخص، بما في ذلك المرضى ومقدمو الرعاية وكذلك النازحون. وأعلنت الوزارة في بيان مقتضب أن “الجرافات دمرت أجزاء من المدخل الجنوبي” للمستشفى.

وأثارت الغارة الإسرائيلية على مستشفى الشفاء، الأربعاء، إدانات دولية ودعوات ملحة لحماية المدنيين الفلسطينيين، حيث دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل إلى توخي “الحذر الشديد”. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، إن الولايات المتحدة “لم تعط الضوء الأخضر لعمليات إسرائيل حول مستشفى الشفاء”. وأضاف: “كنا دائما واضحين للغاية مع شركائنا الإسرائيليين بشأن أهمية تقليل الخسائر في صفوف المدنيين”. لكن عشية ذلك، كان هذا الأخير قد أكد رواية الإسرائيليين بشأن استخدام المستشفيات في قطاع غزة لأغراض عسكرية، بما في ذلك مستشفى الشفاء، وهي تصريحات وصفتها حماس بأنها “ضوء أخضر” لإسرائيل “لارتكاب مجازر جديدة”.

 ودان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، “بأشد الحزم” قصف البنية التحتية المدنية. وقبل ذلك بوقت قصير، أعربت الخارجية الفرنسية عن “قلقها البالغ”، مشددة على أن السكان الفلسطينيين “ليس عليهم أن يدفعوا ثمن جرائم حماس”.

من جانبها، دعت قطر، الوسيط الرئيسي في المفاوضات بشأن إطلاق سراح الأسرى الذين ما زالوا في أيدي حماس، إلى “تحقيق دولي” في الغارات الإسرائيلية على مستشفيات غزة، واصفة العملية في مستشفى الشفاء بأنها “جريمة حرب”.

كما وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إسرائيل بأنها ”دولة إرهابية”، مستنكرا الخسائر في الأرواح البشرية الناجمة عن القصف على قطاع غزة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية