ضربات على غزة.. ووفدا “حماس” وإسرائيل يغادران محادثات القاهرة

حجم الخط
0

رام الله: تكثف إسرائيل ضرباتها في قطاع غزة، الجمعة، بعدما غادر طرفا النزاع طاولة المفاوضات دون اتفاق لتأمين هدنة ومنع هجوم إسرائيلي على رفح.

في الساعات الأولى من يوم الجمعة أفادت فرق وكالة فرانس برس بحصول قصف مدفعي إسرائيلي باتجاه رفح على الحدود المصرية، بينما تحدث شهود عن غارات جوية على منطقة جباليا في شمال القطاع، إضافة الى غارات مماثلة ومعارك في مدينة غزة (شمال).

في غضون ذلك بعثت “حماس” برسالة إلى الفصائل الفلسطينية الأخرى لشرح وجهة نظرها حول حالة المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، والتي كانت جارية منذ الأربعاء في القاهرة.

“حماس”: الاحتلال رفض المقترح المقدم من الوسطاء ووضع عليه اعتراضات في عدة قضايا مركزية. موقفنا هو التمسك بالموقف الوطني الذي وافق على مقترح الوسطاء الأخير. والكرة الآن لدى الاحتلال بشكل كامل

وقالت “حماس”: “الوفد التفاوضي غادر القاهرة متجهاً للدوحة”، مضيفة: “عملياً؛ الاحتلال رفض المقترح المقدم من الوسطاء ووضع عليه اعتراضات في عدة قضايا مركزية. موقفنا هو التمسك بالموقف الوطني الذي وافق على مقترح الوسطاء الأخير. بناءً عليه فالكرة الآن لدى الاحتلال بشكل كامل”.

ودعت مصر “حماس” وإسرائيل إلى إبداء “مرونة” للتوصل إلى اتفاق بشأن هدنة في القطاع وتبادل الرهائن الإسرائيليين بمعتقلين فلسطينيين.

وأفادت الخارجية المصرية بأن الوزير سامح شكري بحث مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن في “المرحلة الدقيقة التي تمر بها المفاوضات الجارية في القاهرة للتوصل إلى هدنة”، واتفقا على “أهمية حث الأطراف على إبداء المرونة وبذل الجهود اللازمة للتوصل إلى اتفاق هدنة يضع حداً للمأساة الإنسانية ويسمح بنفاذ المساعدات الإنسانية بصورة كاملة ومستدامة تلبي الاحتياجات العاجلة لسكان القطاع”.

وجدّد شكري لنظيره تأكيد “مخاطر العمليات العسكرية الإسرائيلية في منطقة رفح الفلسطينية، وما ستسفر عنه من تداعيات إنسانية كارثية على أكثر 1,4 مليون فلسطيني، وعواقب أمنية ستطال استقرار وأمن المنطقة”، مع تشديد الطرفين “على الرفض القاطع للتهجير القسري للفلسطينيين خارج أرضهم”، وفق البيان.

وانتهت، الخميس، جلسة محادثات غير مباشرة في القاهرة بمغادرة ممثلي إسرائيل و”حماس”، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية القريبة من الاستخبارات المصرية.

ونقلت القناة عن مصدر مصري رفيع المستوى أن “الجهود المصرية وجهود الوسطاء مستمرة في تقريب وجهات النظر بين الطرفين” توصّلاً إلى هدنة في غزة.

أكد المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري أن الجيش “يملك أسلحة كافية لإنجاز مهمته في رفح”

وقال البيت الأبيض من جهته إن مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز، الذي شارك بشكل كبير في المحادثات، وكان حاضراً في القاهرة والقدس، هذا الأسبوع، سيعود إلى الولايات المتحدة الجمعة.

وكانت حماس وافقت، الإثنين، على مقترح هدنة عرضه الوسطاء. إلا أن الدولة العبرية أكدت أن هذا الطرح “بعيد جداً” عن مطالبها، وكررت معارضتها وقفاً نهائياً لإطلاق النار طالما “لم تهزم” “حماس” التي تتولى السلطة في غزة منذ 2007 وتعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي “منظمة إرهابية”.

وبعد ساعات من إعلان “حماس” موافقتها، بدأت القوات الإسرائيلية عملية برية في رفح بأقصى جنوب القطاع.

سنقف وحدنا

ويهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، منذ أسابيع، بشن هجوم على مدينة رفح التي يعتبرها آخر معاقل حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ويتكدس فيها بسبب الحرب 1,4 مليون فلسطيني غالبيتهم نازحون.

في وقت سابق من الأسبوع الحالي، وفي تحدٍ للتحذيرات الدولية، دفع الجيش الإسرائيلي بدبابات في المدينة، حيث سيطر على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي مع مصر الذي تمر عبره قوافل مساعدات إنسانية إلى القطاع المحاصر.

وحذرت الولايات المتحدة للمرة الأولى بوقف بعض إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل إذا شنت هجوماً واسعاً على رفح.

ويعتبر هذا أشد تحذير توجهه واشنطن لإسرائيل في ما يتعلق بمسار حربها.

اندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، بعدما نفذت “حماس” هجوماً غير مسبوق على إسرائيل، أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصاً معظمهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وخطف أكثر من 250 شخصاً، ما زال 128 منهم محتجزين في غزة، توفي 37 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليين.

وتعهدت إسرائيل بـ “القضاء” على “حماس”، وتنفذ مذاك حملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة تسببت بسقوط 34904 شهداء، غالبيتهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لـ “حماس”.

وفي رد منه على الموقف الأمريكي، قال نتانياهو، مساء الخميس: “إذا اضطررنا للوقوف وحدنا سنقف وحدنا”. وأضاف: “قلت إنه لو لزم الأمر سنقاتل بأظافرنا”.

من جهته، أكد المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري أن الجيش “يملك أسلحة كافية لإنجاز مهمته في رفح”.

وكانت الخارجية الأمريكية أكدت، في وقت سابق، أن بلينكن كرّر لشكري معارضة واشنطن أي تهجير قسري للفلسطينيين.

وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الخميس أنها أغلقت مؤقتاً مجمع مكاتبها في القدس الشرقية المحتلة، بعدما حاول “متطرفون إسرائيليون” إحراقه مرتين.

وأشارت الوكالة إلى أن حوالى 80 ألف شخص فروا من رفح، منذ 6 أيار/مايو الماضي، عندما أمرت إسرائيل الفلسطينيين الذين يعيشون في شرق المدينة بإخلائها.

وشق البعض طريقهم إلى خان يونس، المدينة المدمرة على بعد كيلومترات قليلة إلى الشمال، بينما كان آخرون لا يزالون يتساءلون إلى أين يذهبون.

 المديرة التنفيذية لليونيسف: باختصار، الوقت الضائع سيصبح قريباً أرواحاً ضائعة

وقال النازح عبد الرحمن لفرانس برس: “الدبابات والمدفعية ودوي القصف لا ينقطع. الناس خائفون ويريدون البحث عن مكان آمن”.

دبابات في كل مكان

رغم إعادة فتح معبر كرم أبو سالم، الأربعاء، بعدما أغلق ثلاثة أيام بسبب إطلاق صواريخ، وفقاً لإسرائيل، لا يزال إيصال المساعدات “صعباً جداً” بحسب ما قال أندريا دي دومينيكو، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأراضي الفلسطينية لوكالة فرانس برس.

أضاف: “إنه جنون”، فالإسرائيليون “لديهم دبابات في كل مكان، قوات على الأرض. إنهم يقصفون المنطقة الواقعة إلى شرق رفح، ويريدون منا الذهاب والحصول على وقود أو سلع أساسية” في مناطق الحرب هذه عندما “يعرفون أننا لا نستطيع الذهاب إلى هناك”.

من جهتها، قالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل إن “الوضع مريع”، مشددة على أنه إذا لم يُسمح بدخول الوقود “فلن يتم توفير آلات الإنعاش للأطفال الذين ولدوا قبل أوانهم، وسيعاني الأطفال والأسر التجفاف، أو سيشربون مياها غير صالحة، وستفيض المجاري، ما سيؤدي إلى نشر الأمراض”. وأضافت: “باختصار، الوقت الضائع سيصبح قريباً أرواحاً ضائعة”.

ويحضر الوضع في غزة على جدول أعمال جلسة استثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة.

(أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية