صورة المرأة المصرية في الدراما تحظى برضا المجلس القومي

كمال القاضي
حجم الخط
0

عقب انتهاء الموسم الدرامي الرمضاني أصدرت لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة تقريرها السنوي حول صورة المرأة في الدراما المصرية، موضحة بعض النقاط الأساسية والجوهرية الخاصة بالتوظيف الإبداعي للمرأة كعنصر فاعل ومؤثر بقوة في المجتمع.
وقد ورد في التقرير ما يدعو للاطمئنان والتفاؤل حول الوضع الراهن للدراما فلم تُسجل لجنة الإعلام أية ملاحظات سلبية خارج السياق هذا العام، فما تم طرحه من صور درامية في إطار القضايا المطروحة ببعض المُسلسلات التي بلغ إجمالي عددها نحو 38 مسلسلاً، من بينهم 14 مسلسلا تصدرت فيها المرأة المُبدعة موقع الصدارة وحظيت بأدوار البطولة.
من أبرز العناوين التي تضمنها تقرير المجلس القومي للمرأة وأشارت إليها لجنة الإعلام، مسلسل «لانش بوكس» بطولة غادة عادل وأحمد وفيق ومسلسل «ليه لأ؟» بطولة أمينة خليل وشيرين رضا وهالة صدقي ومحسن محي الدين، ومسلسل «بدون سابق إنذار» لآسر يسن ومسلسل «صدفة» لريهام حجاج ومسلسل «بـ 100 راجل» لسمية الخشاب ومحمود عبد المُغني، ومسلسل «نعمة الأفوكاتو» لمي عمر وأحمد زاهر وأروى جودة ومسلسل «لحظة غضب» لصبا مبارك ومحمد فراج ومحمد شاهين وعلي قاسم ومسلسل «مليحة» بطولة ميرفت أمين وحنان سليمان وأشرف زكي والفنانة الفلسطينية سيرين خاص التي جسدت دور مليحة، الشخصية الرئيسية التي دارت حولها الأحداث.
كما تضمنت القائمة الدرامية التي أعدتها لجنة الإعلام بالقومي للمرأة مُسلسل «رحيل» لياسمين صبري وأحمد بدير وعارفة عبد لرسول ومسلسل «أعلى نسبة مُشاهدة» ومسلسل «سر إلهي» و«إمبراطورية ميم» و«كامل العدد 2» و«صيد العقارب» لغادة عبد الرازق و«فراولة» لنيلي كريم و«عتبات البهجة» ليحي الفخراني، وغيرها من الأعمال الأخرى التي رأى المُقيمين بالمجلس أنها طرحت قضايا المرأة وواقعها بشكل جيد ومُرضي وأفردت مساحات واسعة للعناصر النسائية كي تُعبر عن مواهبها وتتحدث بنفسها عن همومها ومُشكلاتها.
وبرغم أن المُتابعة الدقيقة للأعمال الدرامية خلال الموسم الرمضاني المُنقضي وبقية المواسم بدأت منذ 9 سنوات على حد ما ذُكر في التقرير إلا أنه في هذه السنة على وجه الخصوص خلا التقرير المعني من الإشارات والملاحظات السلبية القاسية وهو ما يعكس تقدماً واضحاً في مستوى المُعالجات الدرامية وطريقة التوظيف الفني والإبداعي لأدوار المرأة على الشاشة الصغيرة.
كما أن التقرير المُتضمن لبعض المُسلسلات يُدلل أيضاً على مدى تفهم واستيعاب أعضاء لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة لطبيعة العملية الإبداعية والدرامية ومُعطيات التجسيد الفني في ما يتعلق بطُرق وأساليب العرض ومحاولة الاقتراب من القضايا الاجتماعية بما يتفق نسبياً مع الواقع المُعاش ومقتضياته.

تحديد المستوى الفني

اللافت في عملية إحصاء المُسلسلات وقراءتها هذا العام من جانب المُراقبين أنها خضعت لرؤية موضوعية وتقديرات دقيقة في تحديد المستوى الفني وركزت على ما اتصل من الأعمال بقضية العنف ضد المرأة وحددته في بعض النماذج مثل مسلسل «العتاولة» و«نعمة الأفوكاتو» وأعلى نسبة مُشاهدة، غير أن اللجنة المُختصة بالتقييم لم تُصدر توصيات بشأن العينات السابق ذكرها تحظر مشاهدتها أو تعوق تداولها أو غير ذلك من أساليب الحماية والرقابة والمُصادرة، الأمر الذي يُحسب بالطبع للجنة الإعلام بصفة خاصة والمجلس القومي للمرأة بصفة عامة.
وبعيداً عن التقييمات الرسمية للمُصنفات الدرامية المُختلفة جرت عمليات استطلاع كثيرة قامت بها بعض المواقع الصحافية الإلكترونية وتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقد أسفرت الاستطلاعات عن نتائج غير متوقعة سارت في اتجاه آخر موازي يؤكد أن الذائقة الشعبية للقاعدة العريضة من الجمهور لها اختياراتها الخاصة في ما تُشاهده وما تنفعل به، فالغالبية من قطاع الشباب وخاصة طبقة الحرفيين انحازت في آرائها لمُسلسل «العتاولة» بطولة باسم سمرة وأحمد السقا وطارق لطفي وفريدة سيف النصر باعتباره العمل الفني الواقعي الذي عبر عن البيئة الشعبية والحارة المصرية بشخصياتها الحية وصراعاتها اليومية.
ومن ناحية أخرى انحازت نسبة غير قليلة من المُشاهدين لمُسلسل «المداح» في جزئه الثالث واعتبرت أنه يطرح قضية مهمة مسكوت عنها وهي قضية السحر والشعوذة التي عادة ما يتم تناولها بحذر نظراً لخطورة تأثيرها والخوف من تداعياتها الاجتماعية ورفضها من جانب بعض المُثقفين، ورأى المؤيدون للمُسلسل أن حمادة هلال هو الممثل الأفضل في موسم رمضان.
وكذا تعددت الأذواق والرؤى والأمزجة فلم يُجمع الجمهور المصري على عمل واحد وإنما تباينت الآراء حسب ثقافة ووعي ورغبة كل مُتلقي.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية