صحيفة عبرية: البرهان سيحثّ الخطى نحو استكمال التطبيع مع إسرائيل

حجم الخط
1

الناصرة- “القدس العربي”:

قالت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية المقربة من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، إن تحسين العلاقات مع السودان موجود اليوم في إحدى المراحل الأكثر حساسية في تاريخه، وتتوقع أن يمضي الجنرال عبد الفتاح البرهان، رئيس “مجلس السيادة” في استكمال التطبيع.

وتدلل الصحيفة على مزاعمها بالقول إنه في فترة السنتين والنصف الأخيرة منذ التطبيع مع إسرائيل، كانت الخرطوم شاهدة لمظاهرة كبرى ضد الحكم والانقلاب الذي نفذه الجنرال عبد الفتاح البرهان قبل نحو سنة ونصف، حين أطاح برئيس الوزراء. وتابعت: “في لحظات، بدا دولاب الديموقراطية مثلما في دول عربية أخرى، يدور إلى الوراء عائداً إلى دكتاتورية عسكرية. لكن شيئاً ما وقع في السودان في الأشهر الأخيرة. فثمة عقد جديد تم بين الجيش والمحافل المدنية، وفي الخامس من ديسمبر/ كانون الأول الفائت وقّع الجيش وقوى إعلان الحرية والتغيير وقوى سياسية أخرى على اتفاق إطار لإقامة حكومة مدنية تدير عملية التحول الديموقراطية لفترة سنتين، ويفترض أن تجرى في نهاية هذه الفترة انتخابات حرة ونزيهة”.

وتستذكر أن البرهان قال ضمن خطاب لمؤيديه في كانون أول الماضي، إن المؤسسة العسكرية تتعهد ألا تتدخل في مسيرة السودان الانتقالية. ووعد الجنرال الجمهور قائلاً إن “المؤسسة العسكرية لن تحتل أي منصب في العملية الانتقالية للديموقراطية السودانية”. موضحة أنه في المناسبة إياها، تمنى البرهان إقامة حكومة مدنية تعكس تطلعات الشعب السوداني.

وترى الصحيفة العبرية أنه مع ذلك، ثمة ملاحظة واحدة في خطاب البرهان كشفت فكره عن الدور الذي يفترض بالجيش أن يلعبه: “القوات المسلحة تعبر عن جزء من قوى الدولة التي يتعين على الجمهور المشاركة في إدارتها”، قال البرهان وأشار إلى أن الجيش سيكون تابعاً للحكومة الانتقالية التي تجري انتخابات عاجلاً أم آجلاً. بمعنى أنه ما لم توجد حكومة مدنية ولم تجر انتخابات، فإن الجيش باق هنا.

وتشير الصحيفة لمقال دكتور سامي عبد الحليم، مدير برنامج السودان في المؤسسة الدولية للديموقراطية والانتخابات، نشره مؤخراً، ألقى الضوء على المصاعب الدستورية في الطريق إلى صندوق الاقتراع. وتقول إن عبد الحليم أوضح في مقاله بأنه لا رؤيا واضحة عن تركيبة مؤسسات الانتخابات في الوثيقة التي وضعت في 2019 عندما تشكل مجلس السيادة الشهير، ذاك الذي أجلس جنرالات وزعماء احتجاج ورؤساء ميليشيات حول طاولة واحدة. وتنقل عن عبد الحليم قوله إن هناك ثلاث إمكانيات على جدول الأعمال للوصول إلى انتخابات: تعديل الوثيقة الدستورية، تسريع عملية صياغة دستور دائم أو تأجيل انتخابات حتى بلورة دستور دائم، والإمكانية الثالثة ربما تمس بشرعية المؤسسات المؤقتة وتؤدي إلى انقلاب عسكري ضد الدستور.

وتدعي “إسرائيل اليوم” أنه بعد الانقلاب في 2021، اصطدم البرهان بمعضلة؛ فمن جهة، ولكي يحافظ على الاستقرار الاقتصادي في الدولة وعدم مواجهة العقوبات، فإنه بحاجة إلى إسناد من الغرب. من جهة أخرى، فإن إجراء انتخابات وإقامة حكومة مدنية، كفيل بأن يدحره إلى الهوامش.

وتضيف: “لكن ما دام إجراء الانتخابات يتطلب دستوراً أو إنتاجاً لمؤسسات الانتخابات وإقامة الحكومة المدنية في طور العرقلة، فيبدو أن الجنرال لا يحتاج للاجتهاد كي يبقى ممسكاً بدفة الحكم بالفعل. المؤقت في السودان اليوم هو الدائم”.

كما أن العلاقات مع إسرائيل برأي الصحيفة تميزت بذلك: صحيح أن السودان لم ينضم إلى اتفاقات إبراهيم بشكل كامل في أيلول 2020، لكن عقب مكالمة هاتفية ثلاثية بين ترامب ونتنياهو والبرهان، انتهت حالة الحرب رسمياً. ظل السودان على مدى سنين حليفاً لإيران، بل استضاف محافل من حماس، أما في تلك المكالمة الهاتفية، فقد اتفق البرهان أيضاً على توقيع اتفاق بينه وبين إسرائيل.

وتخلص الصحيفة للقول: “غير أن ضعضعة الاستقرار في الدولة في ظل الاحتجاج الجماهيري، كبح استكمال العملية. الآن، الحكم المؤقت للبرهان كفيل بأن يكمل التفاهمات المؤقتة مع إسرائيل ويثبتها في الأشهر القريبة القادمة”.

يشار إلى أن مصادر إسرائيلية قالت قبل أيام، إن وفدا سودانيا يضم مسوؤلين كبار من الحكومة السودانية سيقوم بزيارة تطبيعية لإسرائيل في الأيام القريبة القليلة، وذلك بعد زيارة وزير الخارجية في حكومة الاحتلال إيلي كوهن للخرطوم قبل نحو أسبوعين، حيث اجتمع خلالها مع رئيس المجلس العسكري السوداني عبد الفتاح البرهان ووزير الخارجية.

وقالت القناة الصهيوينة “أي 24” الأربعاء الماضي، إن وفدا سودانيا يضم مسوؤلين كبارا في الحكومة السودانية سيصل إسرائيل خلال أيام دون تحديد موعد محدد للزيارة التطبيعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول قلم حر في زمن مر:

    نقمة الحكام العرب إنهم دمية بيد أمريكا اللعينة الخبيثة التي ترعى دويلة الصهاينة الملاعنة الذين يحتلون أرض فلسطين و يقتلون الشعب الفلسطيني الأعزل المسكين الصامد في وجه ابرتهايد الصهيونية البغيضة الحقيرة هذي عقود وعقود وعقود

إشترك في قائمتنا البريدية