صحيفة إسرائيلية.. “قتلنا الإيراني وأبناء هنية وأردناها حرب يأجوج ومأجوج”: ما ضر لو بقينا في صورة “الضحية”؟

حجم الخط
0

 القاعدة تطالب بالردع. مركز الليكود يضغط. بن غفير يفحص وبردوغو يطلب. إذاً، ألا نعطيهم ما يريدون؟ في نهاية المطاف، لن ينتهي هذا إلا عندما يشعر أحد ما بأنه حصل على ما يكفي من الكرامة. الأساس أن صواريخهم لم تمس بكرامتنا، وأن انتقامهم الذي سيأتي بعد ردنا لن يمس مرة أخرى بما بقي من كرامتنا بعد اليومين اللذين مررنا فيهما بخوف مرعب.

 “إلى متى ستستمر دائرة الرعب؟ من يلاحق هو الملاحَق ومن يضرب هو المضروب، متى سينتهي هذا الجنون؟”، تساءلت حافا البرشتاين. والجوا: لن يحدث هذا أبداً. لا حدود للكرامة. ونحن كلاعب الشطرنج السيئ المليء بالثقة والحيوية، يخطط عدة خطوات إلى الأمام، وكل منها أسوأ من سابقتها.

 خطوتنا اللامعة: إيران نعم، المخطوفون لا، فليموتوا. 

الاستوديوهات تفجرت غطرسة، ونسينا 7 أكتوبر، ونسينا الدراجات التي احتلت “نير عوز”. وبول “التفوق التكنولوجي” وصل إلى رؤوسنا مرة أخرى. الفئران تجلس في الأستوديوهات وتناقش النصائح: هل علينا ابتلاع كل القط أم الاكتفاء بذيله. وفي نهاية المطاف، اكتفوا بدعوة انفعالية: أمسكونا! أمسكونا قبل أن تلم بنا نوبة الهستيريا ونقتل (بالخطأ!) بضعة أوروبيين آخرين من الذين يحبون السلام (بعد ذلك نقدم اعتذارنا!).

نطالب بأن نعود ضحايا.

نسينا للتو كم هو مريح أن تكون ضحية. يختبئ داخل كل معتد ضحية. 7 أكتوبر حل مكان الستة ملايين. نكشف فظائع السبت ذلك كمتسول يكشف عن قدمه المبتورة (هذا نجح حتى تم اكتشاف أن المتسول يضرب زوجته وأولاده).

“إيذاء تنافسي”، هكذا عرف عالم النفس البريطاني، الدكتور ماسي نور، محاولة المعتدي تبرير أفعاله بالادعاء أن معاناته أكبر من معاناة ضحيته.

على من يلقون بالمسؤولية عن المعاناة؟

قبل أي شيء آخر، يلقون بـ “المسؤولية” بعيداً جداً، يلقونها على الجندي الصغير، والجندي الصغير الجديد الآن هو “العقيد”؛ فهو الذي قرر وحده (نتنياهو وغالانت لم يعرفا، كما قال المحللون من أجل التهدئة) قتل أبناء هنية، وتفجير المفاوضات بشأن المخطوفين، وقتل الإيراني وإسقاط الصواريخ علينا.

لكن ليس وحده المسؤول فقط.

الضابط الصغير الذي ضغط على الزر الذي قتل الجنرال مسؤول أيضاً، ومثله الشخص الذي قتل أبناء هنية وأحفاد. عرفوا ما يفعلون ولم يرفضوا ولم يسألوا لماذا. ليسوا روبوتات وليسوا منفصلين؛ بل هم عرفوا تداعيات قتل الإيراني وأبناء هنية. ماذا سيقولون لأولادهم؟ “نفذت الأوامر”؟

 لقد عرفنا كل شيء حتى قبل المقابلة مع نداف ارغمان.

 لم نكن بحاجة إلى ارغمان لنعرف أن نتنياهو يؤخر صفقة المخطوفين ويقودنا إلى كارثة. ورونين بار ودافيد برنياع يعرفان أيضاً، لقد سمعا ارغمان، سمعا وصمتا، ولم نسمع منهما أو من غانتس وآيزنكوت يهبّان للدفاع عن نتنياهو. لم يقولوا إن ارغمان كان يكذب، أو أنه أخطأ أو شوش. ولكن هذا لا يعفيهما من المسؤولية، فالمسؤولية ملقاة أيضاً على من يجلسون وأيديهم متشابكة إلى جانب شخص مجنون يدهور السيارة إلى الهاوية. أي وجه لبرنياع وبار وهما يدخلان الآن في مفاوضات كل العالم يعرف أنه لن يخرج منها شيء؟ أي وجه للأشخاص الـ 64 الذين يعرفون، لكن لا يوجد بينهم وطني واحد في مستوى الوطني الصهيوني، يقول إن الملك عار ويجب أن يذهب.

 وماذا عنا؟ أيضاً سيسألوننا ما سألناه للغزيين: لماذا لم تثوروا؟ كيف سمحتم لعصابة بالسيطرة عليكم؟ ننشغل الآن في إشعال الشرق الأوسط، ومع قليل من الحظ إشعال العالم كله. نجلس فوق الغيمة اللينة لوهم جميل وخداع نفس لذيذ وكأننا الأقوى في العالم. حتى الآن، الأمور تسير معنا بصورة لا بأس بها. نار في “المناطق” [الضفة الغربية] ونار في غزة، ونار في الشمال. بن غفير يصرخ فرحاً، وعميت سيغل يقول بسرور: عيد فصح سعيد، أيها اليهود، نحن في حرب يأجوج ومأجوج! يجب أن تثقوا بهم في كل ما يتعلق بالكرامة الوطنية، فهم سيحاربون من أجلها حتى الإسرائيلي الأخير.

يوسي كلاين

 هآرتس 18/4/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية