سموتريتش لواشنطن والعالم: دخلنا الحكومة لنملأ الضفة الغربية بالمستوطنين

حجم الخط
0

أسرة التحرير

في نهاية الأسبوع، أضافت حكومة نتنياهو إلى قائمة إخفاقاتها مواجهة جبهوية مع صديقة إسرائيل في العالم وموردة السلاح الرئيسة لها في أصعب حرب في تاريخها. بعد بضع ساعات من العملية التي وقعت قرب “معاليه أدوميم” [مستوطنة] الأسبوع الماضي، تباهى وزير المالية سموتريتش بقرار للمضي ببناء آلاف الشقق في المستوطنات – نحو 2350 في “معاليه أدوميم”، ونحو 300 في “كيدار” و694 في “أفرات” [مستوطنتان]. وهو “رد صهيوني مناسب” من قبيل إجراء إسرائيلي، غير أنه رد مناهض للصهيونية، بروح مشروع الاستيطان الذي يقوض إسرائيل من لحظة إقامته، ويدفع قدماً برؤيا أبرتهايد إسرائيل الكاملة.

يدور الحديث عن قرار إجرامي لحكومة مستوطنين تتجاهل العالم، وتستغل “الفرص” التي تقدمها لها العمليات والحرب كي تدفع قدماً باستمرار مشروع سلب الأراضي وتعميق الأبرتهايد الإسرائيلي في “المناطق” [الضفة الغربية]، وكل هذا برئاسة رئيس وزراء الأمر الوحيد الذي أمام ناظريه وبقاء حكومته الخطيرة.

في ذروة حرب، في لحظة يحاول فيها الأمريكيون تقريب هدوء إقليمي قبيل شهر رمضان وتحقيق تطبيع بين إسرائيل والسعودية وحل الدولتين، ها هي حكومة نتنياهو والمستوطنين تزج مزيداً من العصي في الدواليب ويشجعون التصعيد في الضفة والحرم [القدسي] قبيل شهر المسلمين المقدس.

وبالفعل، سارع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ليوضح بأن المستوطنات تقوض السلام وتخرق القانون الدولي. الجمعة، قلبت إدارة بايدن سياسية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول البناء في المستوطنات في الضفة (عقيدة بومبيو) وقضى بأنها غير قانونية.

من يخاف على مصير إسرائيل فعليه الترحيب بهذا القرار. فإعلان إدارة واشنطن عدم قانونية مشروع الاستيطان ينضم إلى العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة ودول أخرى على مستوطنين عنيفين. عملياً، الإعلان الحالي حول مكانة المستوطنات القانونية يشق طريقاً إلى خطوات أخرى، مثل وسم بضائع من المناطق مرشحة للتصدير إلى الولايات المتحدة، ووقف الارتباطات مع الشركات التي تعمل في الضفة. والرأي يقول إن دولاً أخرى ستسير في أعقاب واشنطن. كل هذه الخطوات تبين أن الولايات المتحدة والعالم فهموا بأن حكومة المتطرفين المحبة لإشعال النار ومشروع الاستيطان الهدام، سيدهورون إسرائيل والمنطقة كلها إلى الهوة. ثمة ضرورة لوضع حدود من الخارج بغياب قيادة مسؤولية في إسرائيل. ومع أنه عار لرئيس وزراء إسرائيل نتنياهو، ينبغي الترحيب بهذه الخطوة. فهي تثبت ما هي الصداقة الحقيقة.

 هآرتس 25/2/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية