سؤال للأسد: إنتصرت على من؟… وفضائيات الكراهية المعلبة في مصر

جارح حتى الموت ذلك الحوار البسيط الذي بثته محطة العربية بين جنديين سوريين في حمص الأول مع الجيش الحر والثاني مع الجيش النظامي.
الجندي الثاني وضع سلاحه على الأرض وتوجه نحو مقاتلي (الحر) للمصافحة والسلام والأول عرض على مواطنه وعدوه في مفارقة لا تحصل إلا بيننا نحن العرب (شرب الماء).
قالها الجندي النظامي بكل ما فيها من صدق ومباشرة وبساطة: أخي إحنا كلنا ولاد سوريا ثم أكمل: نحن مظاليم يأتي ضابط سيء أو وزير فاسد فندفع جميعنا الثمن.
صدقت أيها الرجل فالشعوب العربية تدفع ثمن إخفاقات جنرالات العسكر في كل المعارك مع العدو الإسرائيلي ولصوصية الوزراء والمحاسيب والنسايب والقرايب وكبار الموظفين .
ما فعله الجندي النظامي على الأرجح كلفه حياته إذا نقل الخبر لشبيحة النظام السوري الذين لا يرحمون حتى الدجاج والبقر في بعض القرى… هؤلاء حصريا ومثلهم في كل عالمنا العربي هم بنادق وسكاكين وبيادق الجنرال أو الزعيم السيء والوزير الحرامي .
لكن الفضائية السورية ومعها محطات موسكو تبدو محتفلة ببث صور الرئيس الأسد منتشيا مع بعض العسكر متأكدا من الإنتصار وهو المشهد الذي دفع برأي البعض الأمير بندر بن سلطان رئيس الإستخبارات السعودية إلى موسكو أملا في توفير ملاذ للخروج الآمن من الملف السعودي حسب بعض الإجتهادات.
حسابات السياسة هنا لا تهمني بقدر إصراري على السؤال التالي: من الذي إنتصر في سوريا على من بعد مقتل وجرح نصف مليون مواطن سوري وتشريد ونزوح وإعتقال سبعة ملايين؟… بالله عليكم أي إنتصار بائس هذا للنظام السوري على الشجر والحجر والبسمة خلال وقوف إستعراضي أمام الكاميرا لا معنى ولا قيمة له.

أبو الملايين

يقدم مسؤول المشتريات الفاشل (الكويتي حسن البلام) عرضا لرئيس مجلس الإدارة (السعودي ناصر القصيبي ) يتعلق بالبضاعة المتخصصة في مجال القمع الأمني التي ستستوردها الشركة قريبا.
عندما يسأل الثاني الأول عن آليات التسويق يقول البلام ما يلي : بسيطة شركتنا وإسمها (هوهو) تستعين ببعض الصحفيين من جماعة (البيزات) للكتابة ثم نستأجر ناشطا سياسيا لكي يتحدث على كل المنابر عن ضرورة خصخصة قطاع الأمن ونحصل نحن على الصفقات .
وصفة سريعة وساخرة في مسلسل (أبو الملايين) الذي تعرضه إم بي سي الأولى تنتج إنطباعا جماعيا عن الصحفيين والنشطاء السياسيين ..على الأرجح المفارقة مقصودة بكل الأحوال لكن سؤالي البريء لجماعة المسلسل: ماذا عن بعض نجوم الفن والدراما ألا يشاركون في حفلة (هو هو) بكفاءة؟

أرجوكم حرروا القدس

مسلسل أبو الملايين على الطريقة اللبنانية له مذاق مختلف فمرة أخرى وعلى شاشة محطة المنار ووسط إحتفالية من محطة الميادين والفضائية السورية الحكومية وعد الشيخ حسن نصر ألله المؤمنين بالعمل على تحرير القدس متحدثا بإسم شيعة العالم.
يعني ذ لك ضمنيا أن الشيخ كان قادرا فعلا على العمل من أجل تحرير القدس ولم يفعل.. بسبب الإنشغال في مدينة القصير على الأرجح وأولويات معركة حزب إلله.
هل الكلام هنا مجددا لأغراض الإستهلاك الإعلامي والسياسي فقط فنفس الشعارات رفعتها إيران منذ عشر ات السنين ولم يتسن لي أن أرصد إلا مظاهرات وفيالق تحمل إسم القدس دون أن تتحرك لتحريرها لأننا إكتشفنا في لحظة تاريخية فارقة أن هذه الفيالق مستعدة للمساهمة في تدمير وإحتلال العراق وتخويف السعودية والبحرين ليس أكثر.
سئمنا نحن المسلمين من ترديد الإسطوانات المشروخة عن تحرير القدس، والشيخ الذي نجله ونحترمه حسن نصر الله يمارس لعبة الخطأ البصري عندما يتعهد بان تصبح كل الجبهات مفتوحة ضد إسرائيل وسمعنا نفس الكلام قبل أشهر من الرئيس السوري بشار الأسد ولم تطلق رصاصة واحدة ضد الإسرائيليين منذ ذلك الحين.
كان جارنا يقول لي: من يكثر من التهديد لا يفعل.. حزب إلله يكثر من تهديد إسرائيل كما فعل نظام دمشق لسبب على الأرجح.
لكن على الشيخ حسن نصر ألله أن يفعلها ويضرب إسرائيل تحت عنوان (تحرير القدس) فعلا.. لو حصل سنصفق جميعا وقد نؤمن بأن حزب ألله جدير بقيادتنا في المعركة المقبلة .

معلبات تحريضية

عادت لغة التحريض والتعبئة تعبق في أرجاء المكان عند فضائيات مصرية من طراز الفراعين والقاهرة والناس حيث لاحظ أحد الأصدقاء بأن مذيعة في محطة الفراعين إتهمت الأخوان المسلمين بالتخلف (الديني).
طبعا الصبية قصدها التطرف الديني لكن الخلفية التعبوية للخطاب أعمت عينها عن إختيارالمفردة الأنسب .
زميل مصري عزيز يعمل في صحيفة الوفد طرح علي السؤال التالي: بماذا أخطأ إعلامنا المصري وكيف تورطت فضائياتنا بهذه الأخطاء؟.. قدمت الإجابة وفقا لنقاعتي لكن زميلنا طلب مني الكتابة عن رأيي بهذا الموضوع ووعدت بذلك لاحقا.
لكن بسرعة يمكنني القول بالسياق بأنه في الحالة المصرية لم تضخ إطلاقا أي منتجات إعلامية مقنعة موجهة للرأي العام العربي توضح فعلا وبطريقة مهنية ومقنعة حجم الغضب وما الذي حصل ويحصل.
مؤسسات الإعلام المناهضة للأخوان المسلمين إنشغلت بمهام (تعبوية) أخرى على حساب مهمة الإعلام والتوضيح والأخبار المهنية فجزء من الإعلام المصري بدا أنه بائس وسقيم وهو يكرر الرواية الرسمية والأمنية فقط للأحداث وجزء آخر من الإعلام إنشغل بالتحريض فقط على الأخوان المسلمين وسهر على إقناع الناس بالبقاء بالشوارع بعد بروز ثنائية (رابعة التحرير) و جزء ثالث من الإعلام ركز أكثر مما ينبغي على قصة دور (السوريين والفلسطينيين) حتى برزت مشروخة غير منطقية يتم ترديدها بمناسبة وبدون مناسبة وبشكل يسيء لمصر ويمتدح عمليا حركتي حماس والمعارضة السورية بإعتبارهما (منتجان ومؤثران) في دولة عملاقة مثل مصر.
هنا تحديدا خسرت معركة الإعلام المصري ضد الأخوان المسلمين وبمجرد الترديد الساذج لقصة تدخل سوريين وفلسطينيين جمهورا عريضا وفاعلا … الأصل تقديم أدلة مقنعة وقصص غير مفبركة على تدخل أي طرف خارجي.

مدير مكتب ‘القدس العربي’ في عمّان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الرشيد:

    لن أقول أكثر مما قاله سامر، و لا حول و لا قوة إلا بالله.

  2. يقول يعقوب:

    تريد ان ترى صواريخ حزب الله تدك اسرائيل حتى تصفق و تصدق … و الله لو حرر حزب الله فلسطين من النهر الى البحر لوجدتم الاعذار لالنفسكم لعدائه .

  3. يقول محمد مرسي:

    اللهم يحشركم مع.الذى تحبونه….. قولو امين….

    1. يقول haytam:

      آمين يارب مع الصدقين والشهداء ومع من يحبون أوطانهم في المكاره و المحاسن وليس من يرفعون شعار الدين ليتملكو رقاب الناس

  4. يقول سلام:

    الأسد انتصر على من اغتصب الإسلام و نجّسه و قتل و ذبح و اغتصب الأطفال قبل النساء باسمه. الأسد انتصر على برابرة و مغول العصر و فكرهم الظلامي الجاهلي من أحفاد أبي جهل الذي لعنه رب هذا الكون في أقدس كتبه. الأسد انتصر على إخوان الشياطين من الوهابيين الحاقدين الذين لم تذق قلوبهم طعم المحبة والرأفة و الإنسانية. انتصر الأسد على أولئك الذين حوّلوا سنّة رسول الله الأكرم إلى ذبحٍ و نحرٍ و تقطيع الأجساد و هتك الأعراض وأكل قلوب البشر تحت نداء الله أكبر. المعذرة منك أخي الكريم, فأنا سنيّ حتى النخاع و لكني أخاف الله رب العالمين. انتصر الأسد و سينتصر و لو كره الكافرون.

  5. يقول د٠زياده:

    يا أخ بدارين
    استغرب تساؤلك عن انتصار الأسد وانت الصحافي القدير على تحليل الأمور
    اعتقد أن القاريء البسيط يمكنه الإجابة على تساؤلك دون عناء أو بحث أو تمحيص
    الأسد لا يدعي انه حامي حمى الديمقراطية في الوطن العربي ولكن أرني حاكما واحدا يفهم معنى هذه الكلمة الحقيقي
    كلنا تأملنا خيرا في بدايه التحرك الشعبي السلمي المطالب بالتغيير والإصلاح ولكن تدخل الخوارج الجدد وهجومهم المدمر لكل معلم حضاري وإنساني وأخلاقي في سوريا ممولاً بالبتر دولار أن انتصار الأسد هو انتصار لسياده سوريا ووحده سوريا وانتصاراً على فلول التكفيريين الذين لو نجحوا في مشروعهم المشبوه لا عادوا آلامه العربيٍه الى عصور ما قبل الجاهلية
    هل يمكنك تصور النتائج المترتبه عن نجاح هذه الهجمة الشرسة وهل تعتقد للحظه أن الثوار المخلصين للحرية والديمقراطيه بإمكانهم الصمود لساعات في وجه المد التكفيري وتجنب اقامه الإماره الإسلامية في بلاد الشام

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية