رغم الحرب والمجاعة.. مئات العالقين في مصر يسعون للعودة إلى قطاع غزة- (تدوينة)

تامر هنداوي
حجم الخط
0

القاهرة- “القدس العربي”:

لم يمر ساعات على إعلان السفارة الفلسطينية في القاهرة بدء رحلات عودة العالقين في مصر إلى قطاع غزة، حتى تجمع المئات من أبناء غزة أمام مقر بوابة الحديقة الدولية في منطقة مدينة نصر في القاهرة.

وكانت سفارة فلسطين لدى القاهرة أطلقت نداء الاثنين الماضي، على صفحتها على الفيسبوك، قالت فيه “تنويه هام للمواطنين الفلسطينيين العالقين في جمهورية مصر العربية والراغبين في العودة إلى قطاع غزة، تنوه سفارة دولة فلسطين لدى جمهورية مصر العربية، المواطنين الفلسطينيين المتواجدين في القاهرة والراغبين في العودة إلى قطاع غزة بأن عليهم التوجه الثلاثاء 26 مارس/ آذار 2024 الساعة الثامنة مساء أمام البوابة الرئيسية للحديقة الدولية في منطقة مدينة نصر؛ على أن يحمل المسافر حقيبة سفر واحدة وحقيبة يد واحدة”.

الرحلة الأولى التي نظمتها السفارة وانطلقت في طريق العودة إلى قطاع غزة، ضمت 50 مسافرا.

العشرات ممن تجمعوا في الموعد والمكان الذي حددته السفارة الفلسطينية، لم يتمكنوا من الحصول على أماكن في الحافلات التي انطلقت باتجاه معبر رفح البري على الحدود مع القطاع، لكنهم سجلوا أسمائهم في كشوف راغبي العودة على أمل تنظيم رحلة أخرى قبل عيد الفطر.

أحمد الأحمد شاب فلسطيني جاء قبل الحرب في رحلة علاج برفقة والدته، توجه إلى بوابة الحديقة الدولية في منطقة مدينة نصر، طبقا للنداء الذي أطلقته السفارة، لكنه لم يتمكن هو ووالدته من السفر.

يقول أحمد لـ”القدس العربي”، إن الخوف على زوجته وأطفاله الذين يقطنون في خان يونس، والظروف التي يمر بها قطاع غزة من الحرب والحصار، هي التي دفعته للسعي للعودة إلى قطاع غزة.

وأضاف: توجهت إلى المكان المحدد في الموعد الذي أعلنته السفارة على صفحتها على الفيسبوك، وفوجئت بوجود المئات من العالقين أو حتى من مصابي الحرب الذين أتموا علاجهم ويرغبون في العودة، وبعدما لم أتمكن من اللحاق بالرحلة الأولى سجلت اسمي واسم والدتي في السفارة على أمل أن يتصلوا بي عند تنظيم رحلة أخرى.

ويتابع: أخبروني أن المعبر مغلق الآن، وأنهم سيتواصلون معي هاتفيا خلال فترة قد تمتد لأربعة أسابيع بعد تنسيق الأمر مع الأجهزة الأمنية المصرية.

رائد أحد مصابي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، جاء إلى مصر لتلقي العلاج وبمجرد تعافيه، قرر العودة إلى القطاع مرة أخرى، يحكي لـ”القدس العربي”: “لا يمكنني أن أجلس هنا في أمان وعائلتي تواجه الموت والجوع يوميا، أكرم لي أن أعود وأموت في قطاع غزة عن مشاهدة أهلي يموتون على شاشة التلفاز”.

يؤكد رائد أنه سجل اسمه في السفارة الفلسطينية، ويأمل أن يقضي العيد وسط أسرته في قطاع غزة، لافتا إلى أن مسؤولي السفارة أبلغوه أنهم سيتواصلون معه خلال الأيام القادمة بعد تنسيق الأمر مع الأجهزة الأمنية.

مصدر مسؤول في السفارة الفلسطينية في القاهرة فضل عدم ذكر اسمه، قال إن السفارة تعاملت باهتمام مع ملف العالقين منذ البداية، وإن النداء الذي أطلقته السفارة ليس الأول من نوعه.

وأضاف المصدر، إن السفارة تنتظر تجميع عدد من راغبي العودة قبل الإعلان عن موعد للتجمع، مشيرا إلى أن راغبي العودة يمكنهم التوجه مباشرة إلى معبر فح البري دون انتظار قوائم السفارة.

وفيما يتعلق بتحديد عدد الحقائب المسموح لكل شخص باصطحابها، قال إن القرار مرتبط بما حددته إدارة معبر رفح، وإن دور السفارة يقتصر على إبلاغ المسافرين بالقرار، حتى لا يواجهون أزمات عند وصولهم المعبر.

في الموازاة واصل معبر رفح استقبال العالقين في قطاع غزة، وأصحاب الجنسيات المزدوجة والطلاب الفلسطينيين.

وأظهرت كشوف العابرين التي أعلنتها إدارة المعبر الخميس، عن عبور 650 شخصا ما بين عالقين وأصحاب إقامات في الخارج وحاملي جنسيات مزدوجة وطلاب ومصابين ومرضى.

وأظهرت الكشوف التي أعلنتها إدارة المعبر، استحواذ شركة هلا للسياحة والمعروفة بصاحبة تنسيق “هلا “على نصيب الأسد من المسافرين، حيث تضمنت كشوف تنسيق هلا 300 اسم، فيما تضمنت كشوف وزارة الخارجية المصرية الذي تعرف بتنسيق الخارجية 191 اسما.

تنسيق هلا يستحوذ على نصيب الأسد من المسافرين في “معبر رفح”

كما تضمنت الكشوف 39 من حاملي الجنسيات المزدوجة، و70 من الطلاب الذين يدرسون في مصر والخارج، و58 مصابا ومريضا فلسطينيا.

يذكر أن شركة “هلا للسياحة”، هي شركة مصرية لها فرعان أحدهما في القاهرة والآخر في ميدان النجمة في مدينة رفح الفلسطينية، كما لها وكيلان في قطاع غزة، هما “شركة مشتهى للحج والعمرة وشركة حمد للسياحة في القطاع”، حسب صفحة الشركة على موقع الفيسبوك.

وتولت الشركة خلال السنوات الماضية نقل المسافرين من قطاع غزة وإليه عبر معبر رفح، من خلال إجراءات ميسرة، وحافلات حديثة ومتطورة، فيما عرف ببرنامج الـ”في آي بي”.

والشركة تابعة لمجموعة “أبناء سيناء” المملوكة لرجل الأعمال السيناوي، إبراهيم العرجاني، التي تولت إحدى شركاتها عمليات إعادة الإعمار في قطاع غزة، ضمن المبادرة التي أعلنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بقيمة 500 مليون دولار في مايو/ أيار 2021.

وبحسب فلسطينيون سافروا عبر تنسيق هلا، فإن التسعيرة التي وضعتها الشركة، 650 دولارا للمصري، و5000 دولار للفلسطيني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية