رئيس المجلس العام لأبناء المهرة وسُقطرى محمد عبدالله آل عفرار: هدفنا تحقيق إقليم على حدود 67 في إطار الجمهورية اليمينة

حاوره: أحمد الأغبري
حجم الخط
0

تمثل محافظتا المهرة وأرخبيل سقطرى آخر مناطق حدودية لليمن الجيوسياسي شرقًا محاذية لسلطنة عُمان وجنوبًا في عند نقطة التقاء بحرب العرب بالمحيط الهندي، وعلى الرغم من ذلك لم تسلما من الوقوع في أتون أطماع خارجية؛ فوقعت سقطرى في قبضة ميليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي (الانفصالي) فيما بقي وما زال الانتقالي يحاول السيطرة على المهرة من دون جدوى. هذا الحوار مع رئيس المجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى، محمد عبدالله آل عفرار، والذي يُلقب بالسلطان، باعتباره سليل عائلة حكمت إحدى سلطنات جنوب اليمن قبل عام 1967 مناسبة لنقرأ من خلاله بعض إشكالات الواقع اليمني المتشظي جراء الحرب وموقف هذا المجلس مما تشهده المحافظتان، ويشهده اليمن عمومًا من حرب وقصف أمريكي وعمليات في البحر الأحمر، بالإضافة إلى قضيتي الوحدة والهُوية. وفيما يلي نص الحوار.
○ يطلقون عليكم لقب السلطان باعتباركم سليل عائلة كانت تحكم سلطنة في يمن ما قبل 1967 ماذا يعني إعادة هذا اللقب اليوم في ظل هذه التحديات التي يمر بها اليمن؟
• بالعودة إلى سؤالك عن لقب السلطان فإن الهدف منه هو التمسك بالإرث التاريخي السلطاني لأسرة آل عفرار، التي حكمت المهرة وسقطرى على مدى فترة زمنية طويلة؛ فالسلطنة العفرارية شملت تاريخياً محافظة المهرة وجزيرة سقطرى وعاصمتها قشن، بالإضافة إلى حديبو في جزيرة سقطرى، كان يحكمها أسرة آل عفرار، ونظراً للحضور الدائم لآسرة آل عفرار، التي تعتبر رمزاً تاريخيا لكل مهري وسقطري. لقد عُرفت الأسرة بالعدل وقربها من الناس وحفاظها على وحدة الأرض والنسيج الاجتماعي، ولكون أسرة آل عفرار دائمة الحضور فيما يهم المواطن المهري السقطري فقد كانت هي المرجعية، ولو زرتم أي منطقة بالمهرة وسقطرى ستجد كافة أطياف الناس هناك يتحدثون عن السلطنة العفرارية بالفخر والمحبة، ولذا فالقضايا والأزمات الداخلية ترى الحضور والثقل لآل عفرار. في كثير من الأحداث التي تمس نسيج هذا المجتمع، وعند حدوث المشاكل بين القبائل ترى أن هناك عودة لآسرة آل عفرار، لأنهم يعتبرون رمزا للمحافظتين. وهو ما يشعرنا بالفخر أننا جزء من نسيج هذا المجتمع، وكنا وما زلنا نضع نصب أعيننا خدمة المجتمع المهري السقطري، الذي نحن جزء منه.
○ دعنا نبدأ من الأهداف من وراء إنشاء المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى؟
• أولا: حتى يكون واضحاً؛ فالمجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى لم يأت وجوده ونشأته عبثاً أو اعتباطاً؛ لقد عانت محافظتا المهرة وسقطرى من التهميش لسنوات طويلة، وعلى مختلف الأصعدة، وبكافة الحقب والفترات، ونظراً لبُعد المحافظتين عن عواصم القرار؛ ولكون المحافظتان في محيط جغرافي منعزل نوعاً ما؛ ولأن أبناء المهرة وسقطرى عُرف عنهم الهدوء والسكينة؛ وهو ما ترك وللأسف، أثرًا سلبياً في تجاهل كافة الأنظمة المتعاقبة لواقع واحتياجات أبناء المهرة وسقطرى. ولذا فقد جاءت الحاجة الملحة لإنشاء مكون يُمثل أبناء المحافظتين؛ ليكون الصوت المسموع ويصنع الحضور القوي، ويعمل على تحقيق تطلعات أبناء المهرة وسقطرى، ويعبّر عن همومهم وحقيقة معاناتهم وتهميشهم، ولكون أبناء المهرة وسقطرى محتاجين لكيان يضمهم، ويكون هو لسانهم المتحدث بقوة، والمعبر عنهم في كافة المحافل، والمطالب بحقوقهم المشروعة التي كثير ما تم إلغاؤها أو تجاهلها؛ ولأن التطورات والأحداث المتسارعة دولياً ومحلياً قد كشفت مدى أهمية وجود ممثل للمحافظتين كان تأسيس هذا المجلس.
○ لكن لماذا مجلس خاص بأبناء محافظتي المهرة وسقطرى تحديدًا؟ وماذا حقق المجلس من أهدافه حتى اليوم؟
• قبل كل شيء، يجب أن تعلم أن هذا المكون وطني نابع من أبناء المحافظتين، ولم يأت بتوجيهات أو فرمانات خارجية، والمكون اختص بأبناء المهرة وسقطرى؛ لأن لهم جذور تاريخية مشتركة منذ مئات السنين؛ وهم مرتبطون بعلاقات أسرية، وفي نطاق معين. إن إنشاء المجلس أتى بإرادة شعبية؛ وهي حاجة ملحة في الوقت الذي عانت فيه المهرة وسقطرى من التهميش والحرمان، وكما أسلفت لبعدها عن عاصمة القرار، وعدم وجود شخصيات لها ثقلها في السلطات الحاكمة، والأهم والأولى من ذلك هو أن يكون المجلس العام الحاضر القوي والأساسي والكيان الرسمي المطالب بحقوق أبناء المهرة وسقطرى، وكذا ليعمل للحفاظ على الهُوية المهرية السقطرية التاريخية، ومن خلاله يمكن لأبناء المحافظتين أن يحصلوا على حقهم المشروع؛ لأن المجلس هو المرجعية لحماية حقوقهم، وبالنظر إلى قصر الفترة التي ظهر بها المجلس إلا أنه حقق الكثير من الأهداف، التي ما كانت لتتحقق لولا متابعته وسعيه الحثيث. والانجازات على مختلف الأصعدة الإنسانية والتنموية كتقديم دعم في مجالات الكهرباء والمياه والأسر الفقيرة، والحفاظ على الموروث الشعبي، والاهتمام والدعم في التعليم الأساسي والجامعي، وكذا الصحة والكهرباء، والكثير من المشروعات التي لا حصر لها، أما في الجانب الاجتماعي فقد حافظ المجلس العام على وحدة الصف والنسيج الاجتماعي من خلال التوعية بأخطار الاحتلال وأدواته، وجمع كلمة أبناء المهرة على هدف واحد ومنشود، وخصوصاً هدفه الأساسي والاسمى في تحقيق إقليم المهرة وسقطرى على حدود 1967 وهو حق مشروع في إطار الجمهورية اليمنية.
○ تم اختياركم لرئاسة المجلس خلفا لعبدالله عيسى آل عفرار، ما الذي تطمحون لتحقيقه للمجلس والمحافظتين؟
• لقد استدعت الضرورة والمتغيرات التي طرأت على المجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى بعد انحرافه عن مسارة الوطني وأهدافه التي كانت مرسومة؛ وهي أهداف سامية تحمي المهرة وسقطرى من أي تشكيلات أو تدخلات تنأى بالمحافظة عن أي توجه لأي فصيل أو طرف من أطراف الصراع، أن يكون هناك عملية انقاذ ولملمة لما أمكن لبقاء المجلس بعيدًا من التشرذم والخروج على الثوابت؛ فكانت كلمة الفصل لأبناء المحافظتين، الذين عملوا على إعادة اعتبار المجلس في مؤتمر تصحيحي في 10 تموز/يوليو 2020 وتم تعييني كرئيس للمجلس العام، ونحن قد تسلمنا مقاليد رئاسة المجلس، ونسعى بأذن الله لتحقيق طموحات وآمال المواطنين في حقهم بإدارة مواردهم ومحافظتهم؛ وهو حق مشروع ضمن ثوابتنا الوطنية بإذن الله.
○ لكن إنشاء مجلس لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى وعلى رأسه سليل عائلة سلاطين قد يوحي برغبة باستعادة أمجاد الماضي من خلال المجلس ما يسبب قلقا لبعض القوى؟
• لم نكن نحن شخصياً مَن أنشأ المجلس، أو وضع خطوطه الحمراء في التعيين والقيادة، ولكن هم أبناء المحافظتين أنفسهم من قرر واختار؛ وعلى الرغم من أنها مسؤولية وأمانة كبيرة وثقيلة على عاتقنا إلا أننا عاهدنا الله بأن نكون على مقربة من أبناء المحافظتين، وكذا الحفاظ على وحدة وأمن المهرة وسقطرى، وتحقيق طموحاتهم وآمالهم. لقد جاءت عملية اختيار رئيس المجلس العام من قواعد المواطنين ورغبة منهم، وحتى ونحن تولينا رئاسة المجلس، لكن يحكمه قوانين وأطر ومرجعيات ثابتة، وفي نفس السياق لسؤالك لابد أن نقول إن من لا ماضي له، لا حاضر له.

التجنيس

○ هل التقيتم بقيادات في التحالف، وحاولتم الوصول معها إلى معالجة لهذا التواجد، وتصحيح سوء الفهم إن وجد عن المهرة؟
• أن موقفنا ثابت ومبدئي، ونتحدث من مصدر قوة، وهي الإرادة الحرة لكل مهري وسقطري حر، وحديثنا غير قابل للتأويل أو المساومة، وبأننا لا ولن نتفاوض مع أي قوة تحاول المساس بالمهرة الأرض والإنسان، مهما كانت المبررات والظروف، فالأوطان خط أحمر غير قابلة للبيع والمتاجرة، ونحن ثابتون على موقفنا لن نحيد.
○ كيف تنظرون لعمليات التجنيس التي يقال إنها تمضي على قدم وساق في المهرة وسقطرى مثلما جرت في حضرموت من خلال البطائق الخضراء؟
• هناك العديد من التقارير، والتي قد يكون بعضها مبالغا فيه، وبه من المصداقية وتشوبه بعض الغموض، ولكن سمعنا عن عمليات مماثلة في سقطرى، لكن أولاً وأخيراً لا يصح إلا الصحيح، هو وطننا ونحن أصحاب الأرض، وهم يبنون قواعد شعبية وهمية لا وجود لها إلا في تقارير.
○ وماذا عما تمارسه الإمارات في جزيرة سقطرى، وما يتردد من أخبار عديدة عن مشاريع يتم العمل عليها في هذه الجزيرة؟
• كما أسلفت يسعى كل تواجد أجنبي للظفر بكل شيء بالإنسان والأرض والبيئة، ونحن في قيادة المجلس العام متمسكين بثوابتنا الوطنية، ونعمل على التوعية والتحذير من مخاطر الاحتلال وأعوانه، فمهما عملوا ستبقى الأرض حرة والشعب كريم. هناك شخصيات وطنية تقف بكل بسالة ترفض تلك المحاولات والمخططات، ولا خوف على سقطرى. هو مخاض صعب، لكن في النهاية ستبقى سقطرى حرة وستذهب جحافل المحتل، ومن في فلكها يدور.
○ لكن قبل ذلك، نجد جنوب اليمن يعاني الكثير من التحديات؛ أبرزها التنافس الإقليمي على فرض الهيمنة على مراكزه الاستراتيجية، وخاصة المحافظات الشرقية… أين أنتم مما يحصل، وهل تلقيتم عروضًا للاستقطاب، وماذا كان رد فعلكم؟
• المجلس العام خطه واضح، وسبق وتحدثنا في عدة لقاءات بحقيقة موقفنا غير قابل للشك أو المهادنة، نحن نتابع ونرى كل المشاهد أمامنا، ونعلم الوقائع، وما يدور، وسبق وما زلنا نطالب من منطلق وطني صريح وحريص على أمن الوطن واستقراره كل القوات الدخيلة على أرض اليمن بالرحيل الفوري؛ فاليمن حر منذ الأزل وسيظل بأذن الله.
○ هناك مَن يعتبر المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى يمثل موقف سلطنة عُمان، كيف تنظرون لذلك؟
• لا تحتاج سلطنة عُمان إلى موقف من المجلس العام. لا تسعى السلطنة إلى هذه الطرق إطلاقًا، وعلى النقيض تماماً؛ فالسلطنة قيادة حكيمة هي من وقفت وساندت اليمن، ولا يزال دورها مشهودًا له بالوقوف مع الوحدة اليمنية، وتبذل مساعي خيرة من أجل إنهاء الحرب وتحقيق السلام لليمنيين، والسلطنة خُطاها التنموية والسياسية ثابتة وناجحة، ودعمها لليمن ولمحافظتي المهرة وسقطرى بصماته الإنسانية واضحة.
○ لِمَ تقيمون في عُمان؟
• عُمان هي الجار الوفي والحضن الدافئ لكل أبناء اليمن وغيرهم؛ لهذا يطيب لنا الإقامة في السلطنة، وقيادة السلطنة قلبها مفتوح للجميع، وحين تتحدث عن الإقامة في السلطنة فهناك قيادات سواء من صنعاء أو من غيرها من المحافظات اليمنية يعيشون في ظل أمان واطمئنان في سلطنة الخير، وكذا سياسيون عرب فنحن كغيرنا يطيب لنا المقام هناك.

الجنوب

○ يتقاسم جنوب اليمن عدد من الكيانات، كيف تنظرون لواقع الجنوب في ظل ما يعاني من تشظي؟
• نرى أن لا مستقبل للمحافظات الجنوبية والشرقية في ظل تواجد وظهور تلك المكونات الدموية فيه، والتي تطرأ على السطح بشكل فجائي، فالمكونات للأسف أغلبها جهوية ومناطقية؛ وهي كرتونية مهترئة تختفي مع اختفاء الداعم والمحرك، ولذا نجد قيادات ترتحل بين هذه المكونات حسب مصلحتها، وتبحث عن تقسيم الوطن وتعميق الفرقة والانقسام.
○ كيف تنظرون إلى الدور الذي يمارسه المجلس الانتقالي في الجنوب وفي المهرة، في سياق سياسته لفرض نفوذه وهيمنته على المحافظات الجنوبية كلها؟
• نرى أن المجلس الانتقالي بدأ يتلاشى من ذات نفسه، وتراجع حضوره وسطوته، وصار يتآكل من داخله، وفي كل فترة نجد قيادات بارزة فيه تهاجمه وتكشف واقعه، ولذا فلا داعي للتطرق إلى تفاصيله.
○ دعا عيدروس الزُبيدي خلال كلمته الأخيرة إلى السيطرة على المهرة من خلال إنشاء قوات نخبة مماثلة فيها، كيف تنظرون إلى هذه السياسة؟
• لا يمكن لعيدروس الزُبيدي أن ينقل لنا تجربة الانتقالي في عدن إلى المهرة بعدما شاهدنا ما تعيشه عدن الآن؛ فالانتقالي كان أنصاره يتوقعون نقلة نوعية نحو مستقبل وغد أفضل، لكن الفشل والأزمات والواقع السلبي كشف حقيقة ذلك المكون، وبالنسبة لنا بالمهرة وسقطرى لا نقبل التجارب الفاشلة، وسبق وقلت إن تلك التجارب لا تنفع المواطن الباحث عن تنمية وحياة كريمة؛ فتلك التجارب وبال على المواطن المسكين والبسيط.
○ كيف استطاعت محافظة المهرة أن تبقى، حتى الآن، بمنأى عن سياسات الانتقالي الانفصالية فيما تم الاستحواذ على محافظة أرخبيل سقطرى؟
• محافظة المهرة آمنة بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بأبنائها وشعبها المهري الأصيل، ولا يمكن لأبناء المهرة أن يجعلوا منها ساحة للحرب والتصفيات، فبالرغم من سعي البعض إلى نقل المهرة إلى ساحة للصراع والتدمير والتهديم نجد أن أبناء المهرة كانوا على قدر من الوعي والمسؤولية في حماية المحافظة وحمايتها، ولله الحمد، وكان للمجلس العام دور كبير في التوعية والتحذير من التشرذم والاقتتال، وكان المهريون عند حسن الظن.

الإقليم الشرقي

○ مؤخرًا ظهر إلى الوجود المجلس الموحد للمحافظات الشرقية، ويؤكدون أنه سيضم المحافظات الثلاث حضرموت، شبوة، والمهرة…ما موقفكم من هذا المكون الجديد، وكيف تنظرون لضم المهرة لمكون يرفع مظلة المحافظات الشرقية؟
• إن خيار أبناء المهرة وسقطرى واضح وثابت، والمجلس العام عبّر في كل محفل عن هذا، وليس لأحد غير أبناء المهرة وسقطرى أن يحدد مصير المحافظتين، ولا خيارهم، لا يمكن أن يكون هناك إقليم غير إقليم المهرة وسقطرى، والذي ارتضاه أبناء المحافظتين، وسبق وغردنا في هذا الموضوع مرات عدة، وتحدثنا حتى مع شخصيات أممية في لقاءات جمعتنا بهم، وشرحنا حقيقة موقفنا وثوابتنا في المطالبة بإقليم المهرة وسقطرى والذي لن يكون لنا خيار غيره.
○ لكن بيان الاشهار الخاص بهذا المكون قال إنه سيضم جميع المكونات في المحافظات الثلاث ولن يكون بديلا عنها؟
• نحن نرحب بالسلام وحقن دماء اليمنيين، ولكن وفق أطر يختارها الشعب لا تُملى عليه، ونحن رحبنا بجهود السلام وإنهاء الحرب والصراع بما يحفظ للمهريين والسقطريين حقهم التاريخي، فكنا وكما نحن نرحب بالسلام، ولكن شرط ألا ينتقص من حقنا أو يلغي وجودنا وكياننا، هذا غير مقبول، ولذا فالمجلس العام هو الممثل الشرعي لتطلعات أبناء المهرة وسقطرى.
○ لماذا الإصرار على أن يكون لكم إقليم مستقل عن الإقليم الشرقي؟
• إن هذا هو المطلب الشرعي الذي سنناضل من أجله حتى يحققه الله تعالى، وحتى تتضح الرؤية؛ فهذا هو الوضع الطبيعي لنا في المحافظتين؛ فالمهرة وسقطرى كانتا وما زالتا كيانا واحدا منذ إن كانت السلطنة العفرارية تحكم سقطرى والمهرة وأبناء المهرة وسقطرى أسرة واحدة وعادات وتقاليد وقيم واحدة، لا فرق بينها، فلو ذهبت إلى المهرة وسقطرى ستجد القبائل المهرية والسقطرية ذات روابط أسرية، والكثير من الأسر السقطرية المهرية هم أسرة وكيان واحد، ولنا الحق في إقليم يضمنا بما لا يخل بالوحدة الوطنية.
○ كيف تنظرون للمجالس الجهوية، وهل هي حل لمشاكل الجنوب ومشاكل اليمن؟
• كما أسلفت لكم وتحدثت سابقاً لا يمكن أن تكون الانقسامات عبر المجالس والمكونات حلا أو تنقذ اليمن، بالعكس هي تعمق الفرقة والانقسام؛ فتلك المكونات والمجالس الجهوية لو لاحظتم توجهت بدعواتها إلى زيادة الفرقة؛ وهي من أوجدت هوة بين المواطن والسلطة، وهدفها تمحور في مصالح شخصية ضيقة وآنية؛ كون المنشأ والمعد والداعم لتلك المكونات هدفه تخريب وتقزيم الوطن، ولم يأت من أجل حماية الوطن ووحدته، ولذا فلو لاحظت فهي تظهر وتتلاشى وتضمحل بوقت قصير وقياسي؛ لأن هدفها صغير ومسارها خاطئ.
○ يمر اليمن بمنعطف خطير في السنوات الأخيرة، كيف تقرأون الوضع اليمني الراهن وما يتعرض له من تحديات؟
• عاش اليمن ويعيش العديد من الأزمات والتحديات والمخاطر، لكن كما عُرف عن اليمن ثباته وقوته في تجاوز كل تلك الأخطار؛ فالحروب والمؤامرات التي طالته والخيانات، ومحاولات التقسيم والفصل يخرج منها اليمن قوياً، وها نحن نرى العالم يتحدث ويفخر باسم اليمن لمواقفها الإسلامية والعروبية القوية والواضحة، فلم تكن هذه هي الأولى، ولن تكون الأخيرة، وفي اعتقادي أن توحد اليمنيين وحكمتهم رغم المحاولات البائسة والمريضة للنيل من وحدتهم وأرضهم ما زادهم إلا قوة وحضورا؛ فلا خوف على اليمن، مهما طالته الأزمات، والمعاناة لابد أن تنجلي بأذن الله.
○ تتعرض بعض مناطق سيطرة الحوثيين للقصف الأمريكي والبريطاني؛ كيف تنظرون لهذا الانتهاك للسيادة اليمنية؟
• نحن نددنا بأشد العبارات بتلك الهجمات البربرية غير المبررة، والتي استهدفت سيادة اليمن أرضاً وإنساناً، والتي أتت نتاجا للموقف العربي والإسلامي الصادق في دعم إخواننا في غزة، والذين يتعرضون للقتل الممنهج والوحشي، فأتت تلك الهجمات الاجرامية لتستهدف اليمن، ونحن في المجلس العام نرفض أي مساس بوحدة اليمن، وكما أسلفنا فالهجمات الأمريكية البريطانية هي ثمن لمواقف اليمن مع غزة.
○ وكيف تقرأون ما يشهده البحر الأحمر من عمليات ضد السفن المرتبطة بإسرائيل والسفن الأمريكية والبريطانية؟
• لقد بدى للعالم واضحاً أن أمريكا وبريطانيا هما الداعم والمساند للكيان الإسرائيلي، وإخواننا في صنعاء موقفهم ثابت وراسخ؛ وهم يقفون إلى جانب إخواننا في فلسطين بمنع السفن التي تدعم الكيان الصهيوني، ونحن نرى ذلك واجبا دينيا سيخلده التاريخ، وما كشفته الوقائع والحقائق بإن اليمن أرغم أمريكا وبريطانيا على الرضوخ للحق الفلسطيني والمطلب الحق، وكانت تلك الخطوات مؤثرة، والحمد لله لفتت أنظار العالم إلى معاناة إخواننا الفلسطينيين في غزة.
○ تتعرض وحدة اليمن لمشاكل عديدة مفروضة من الخارج…كيف تقرأون هذه المشكلات وكيف يمكن حلها؟ وما موقفكم من الوحدة والهُوية اليمنية الجامعة؟
• إن المؤامرات التي تستهدف اليمن كبيرة ومتعددة، ولكن نرى في توافق اليمنيين أنفسهم مخرجاً، وحالياً نرى بصيص أمل من خلال وجود توافق في حل هذه الأزمة والمعضلة التي عاناها اليمن طيلة سنوات عدة؛ فالحل يجب أن يكون يمنيا خالصا في اتفاق الأطراف، والخروج برؤية تعمل على حماية اليمن من الأطماع والتشرذم، وأعتقد فقد فهم اليمنيون الدرس، باستثناء جماعات مدفوعة خارجياً، لا يروق لها استقرار اليمن ووحدته، أما عن الهُوية فلا نقاش حولها أو خلاف، ونحن نفخر بتاريخنا وأرثنا وهويتنا، والمجلس العام خطه وتوجهه واضح ولا مجال لتأويله أو تحريفه.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية