رئيسة “العمل” الإسرائيلي تستبعد عودة الأسرى دون اتفاق بوقف القتال

حجم الخط
0

القدس: استبعدت رئيسة حزب العمل الإسرائيلي (يسار) ميراف ميخائيلي، إطلاق سراح الأسرى في قطاع غزة “دون اتفاق يتضمن وقف القتال” في القطاع.
جاء ذلك في مقابلة مع ميخائيلي نشرتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، الأربعاء.
وتطرقت ميخائيلي، إلى الهجوم الإيراني على إسرائيل بعشرات الصواريخ والطائرات المسيرة، داعية إلى الاستفادة من الهجوم من أجل “ترتيب إقليمي وليس من أجل رد بأسلوب (وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار) بن غفير”، الذي دعا إلى رد “جنوني” على إيران.
وقالت إن “ما سيوقف إيران هو اتفاق إقليمي يحدث تغييرا في الوضع بالشرق الأوسط”.
وأكدت رئيسة حزب العمل، أن على إسرائيل “عدم تفويت هذه الفرصة”.
ومساء السبت، أطلقت إيران نحو 350 صاروخا وطائرة مسيرة بأول هجوم تشنه من أراضيها على إسرائيل، ردا على هجوم صاروخي، لم تتبنه تل أبيب بشكل رسمي، استهدف القسم القنصلي بسفارة طهران لدى دمشق مطلع أبريل/ نيسان الجاري، فيما صرحت تل أبيب بعزمها على الرد.
وزعمت ميخائيلي، أن “الأداء المذهل الذي قدمته قدرات الدفاع الجوي لإسرائيل وحلفائها، والذي أدى إلى فشل الهجوم الإيراني، يوفر لإسرائيل فرصة نادرة لإعادة حساب مسارها”.
وتابعت: “كل الأشياء المهمة التي حدثت في الأيام القليلة الماضية يجب ألا تضيع مرة أخرى وتنقلب علينا كما حدث بعد 7 أكتوبر”.
ومضت بالقول: “لكي لا يحدث ذلك، يتعين على إسرائيل أن تتصرف بشكل مختلف تماما عن الطريقة التي تصرفت بها بعد المذبحة”.
وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، هاجمت “حماس” قواعد عسكرية ومستوطنات محاذية لقطاع غزة؛ ردا عل “جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى”، وفق الحركة.
ومع تأكيدها على أن “طلب الرد على إيران أمر مفهوم تماما”، دعت ميخائيلي، إلى أن يكون الرد “ذكيا ومتطورا”.
وأضافت: “نحن بحاجة إلى تأخير رد الفعل لفترة طويلة، من أجل الحفاظ على تفوقنا، وإيران في وضع مهدد وضعيف” على حد زعمها.
وقالت ميخائيلي: “بينما ينشغل الساسة والعسكريون في إسرائيل بكيفية الرد على إيران، فإن قطاع غزة لم يختف، وحماس لا تزال هنا، والأسوأ من ذلك كله أن مختطفينا ما زالوا في أنفاقهم”.
واعتبرت أن “الشيء الأكثر أهمية الذي يجب من أجله الاستفادة من النجاح ضد إيران، وبمساعدة الردع الذي تم إنشاؤه، هو التوصل إلى اتفاق يتعامل مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.
وأردفت رئيسة حزب العمل الإسرائيلي، أن “(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو، وائتلافه الحكومي المدمر، يستطيعان الاستمرار في إطلاق شعاراتهم الزائفة عن النصر المطلق وصرخاتهم القتالية السخيفة. لكن من المهم أن نفهم الواقع”.
وأكدت أن “عودة المختطفين لن تكون ممكنة إلا باتفاق يتضمن وقف القتال” في القطاع.
وأضافت: “الخيار الآخر؛ إدخال السلطة الفلسطينية إلى غزة، الأمر الذي سيؤدي إلى ضغط حقيقي على حماس، ما سيؤدي إلى اتفاق على عودة المختطفين”.
وقالت ميخائيلي إن “الحديث عن تحالف مشترك ضد إيران، مع تجاهل القضية الفلسطينية، كما يحاول (الوزير بمجلس الحرب بيني) غانتس، وجنرالات آخرون الادعاء، هو مجرد وهم (..) ولا يوجد شيء من هذا القبيل”.
وأشارت إلى أنه “من المستحيل المضي قدما في حل المشاكل في المنطقة دون التقدم نحو التوصل إلى اتفاق لحل الصراع مع الفلسطينيين”.
ومنذ أشهر، تبذل مصر وقطر جهود وساطة في مفاوضات غير مباشرة بين حكومة الاحتلال الإسرائيلي و”حماس”، للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف العدوان الإسرائيلي  المتواصل على غزة منذ 6 أشهر.
وتحتجز سلطات الاحتلال في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و400 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، وتقدر وجود حوالي 134 أسيرا إسرائيليا بغزة، فيما أعلنت “حماس” مقتل 70 منهم في غارات عشوائية للاحتلال الإسرائيلي.
وأعلنت “حماس” مرارا تمسكها في المفاوضات بإنهاء الحرب، وانسحاب قوات  الاحتلال الإسرائيلي تماما من قطاع غزة، وعودة النازحين إلى مناطقهم، وحرية إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلفت أكثر من مئة ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل قوات الاحتلال الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.
وحزب العمل، الذي تأسس في 1968، كان لنحو 16 عاما،الحزب الحاكم في إسرائيل (1969-1977، 1984-1986، 1992-1996، 1999-2001)، قبل أن يتراجع بمرور الوقت مع هيمنة اليمين، ليصل تمثيله في الكنيست الحالي إلى 4 مقاعد من أصل 120.

(وكالات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية