الفلسطينيون في ألمانيا محبطون من قرار محكمة العدل الدولية وينادون بمواصلة الاحتجاجات

علاء جمعة
حجم الخط
0

برلين- “القدس العربي”: سادت مشاعر الغضب والإحباط لدى الفلسطينيين في ألمانيا بعد صدور حكم العدل الدولية، اليوم الثلاثاء، بعدم اتخاذ إجراءات طارئة لوقف صادرات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل.

وكانت نيكاراغوا قد طلبت من محكمة العدل الدولية إصدار أمر لألمانيا بوقف صادرات الأسلحة إلى إسرائيل والعدول عن قرارها بوقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، قائلة إن هناك خطرا حقيقيا من حدوث إبادة جماعية في غزة.

ورفضت المحكمة إصدار أي أوامر، معتبرة أن الظروف الحالية التي عرضتها نيكاراغوا لا تتطلب منها اتخاذ إجراءات طارئة. لكن المحكمة رفضت طلبا ألمانيا بوقف نظر القضية، وهو ما يعني أنها ستمضي قدما.

وبحسب رئيس العدل الدولية القاضي نواف سلام فإن “المحكمة لا تزال تشعر بقلق بالغ إزاء الظروف المعيشية الكارثية للفلسطينيين في قطاع غزة، لا سيما في ظل ما يتعرضون له من حرمان مطول وواسع الانتشار من الغذاء وغيره من الاحتياجات الأساسية”.

واعتبر الدكتور خالد الحمد، رئيس الجالية الفلسطينية في ألمانيا، قرار المحكمة مخيبا للآمال ويضعف التوقعات بأن يكون لهذه المحكمة قرار مستقبلي مستقل يضع حدا لحرب الإبادة التي تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس ووضع حد للقتل والدمار الممنهج.

وقال الحمد، في حديث مع “القدس العربي، يأتي هذا القرار بالوقت الذي تزداد فيه الأصوات المعارضة لتسليح إسرائيل بأسلحة المانية تستخدم في حرب الإبادة الجماعية كخروج عن القانون الألماني الذي يحرم إرسال الأسلحة إلى أماكن الصراعات. وترتفع أيضا أصوات البرلمانيين الألمان ضد هذه السياسة، وهناك اقتراح سيقدم للبرلمان الألماني لوقف تسليح إسرائيل وموقع من قبل مجموعة سارة فاغن اكنيشت ومن حزب اليسار.

وتابع الحمد “في الوقت الذي نشكر فيه حكومة وشعب نيكاراغوا لوقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني وتقديم نيكاراغوا لهذه الدعوة، نفتقد الدعم العربي والإسلامي لهذه الدعوة، والذي كان من الممكن أن يعطي الدعوة مزيدا من القوة. ونتساءل إلى متى يبقى هذا الصمت الرسمي العربي والإسلامي والدولي على هذه المجازر ويبقى مقتصرا على المناشدات”.

الناشط محمد كمال من العاصمة الألمانية برلين أكد في حوار مع “القدس العربي” عن إحباطه الكامل من هذا الحكم الذي وصفه بـ”المجحف”، وقال “انتظر الفلسطينيون أسابيع طويلة، وهم يحلمون بنصرة الهيئات الدولية لكن يبدو أن هذا دون جدوى. وأضاف كمال، الذي شارك في العديد من المظاهرات الداعمة لفلسطين، بأن “هذا الحكم يمهد لما يجري خلف الكواليس وفي أروقة المؤسسات الدولية والذي يقضي بعدم تجريم إسرائيل واعتبارها خطا أحمر”.

البرلماني السابق عن حزب الخضر ورئيس الجالية الفلسطينية في دورتموند، برفسور هشام حماد، عبر عن خيبة أمله بهذا الحكم أيضا. وقال حماد وهو يحمل لقب سفير فخري من الحكومة الألمانية لـ”القدس العربي” إن هذا الحكم القاضي بعدم اتخاد إجراءات عاجلة لتوريد السلاح إلى إسرائيل وترك البت فيه لمدة غيرة محددة يعني أن هذه المؤسسة الدولية تشارك أيضا في عملية الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون. وهو ما يعكس تردد المحكمة المفترض أن تكون خالية من الضغوط السياسية بأنها ليست الملاذ المرجو للشعب الفلسطيني وأنها غير قادرة على نصرته”.

ورحبت وزارة الخارجية الألمانية برفض المحكمة اتخاذ إجراءات عاجلة وأكدت في تغريدة لها بأن ألمانيا أكبر مانح للمساعدات الإنسانية للفلسطينيين وأنها تعمل بشكل عاجل لضمان وصول المساعدات إلى المدنيين في غزة. وقالت: لا أحد فوق القانون. وهذا يوجه أفعالنا. إننا نرحب بالقرار الذي اتخذته محكمة العدل الدولية اليوم.

وأكدت الوزارة أن ألمانيا ليست طرفاً في الصراع في الشرق الأوسط ـ بل على العكس من ذلك: فألمانيا ملتزمة بحل الدولتين. بالمقابل أكدت الوزارة الألمانية أيضا على اقتناعها بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها” خاصة بعد أحداث السابع من أكتوبر.

في ذات السياق، وصف حسام الدلكي، الحقوقي والناشط وعضو الائتلاف الفلسطيني في غرب ألمانيا، قرار محكمة العدل الدولية بأنه مخز ومنحاز لما تورده ألمانيا إلى دولة الكيان الصهيوني والذي يتجاوز 300 مليون يورو سنويا.

واعتبر الدلكي أن ألمانيا وبما تصدره من أسلحة إلى إسرائيل تعتبر شريكة بجريمة الإبادة والدمار التي تحدث في غزة، مضيفا “أنه من المعيب والمخزي أن دولة ديمقراطية مثل ألمانيا تتجاوز دعوات شعبها وجامعاتها ونقابتها المنادية بوقف العدوان وانصاف الشعب الفلسطيني”، وقال إن “الشارع الألماني يغلي بالغضب الشعبي المؤيد للحق الفلسطيني والمستنكر للجرائم المروعة التي ترتكبها دولة الكيان في غزة”، مؤكدا على ضرورة “تجاوز ألمانيا عقدة الماضي النازية والنظر للمستقبل”. وقال “لقد غيرت غزة الوجه القبيح لهذا العالم ونحن نرى الجامعات والنقابات والطلبة وكأنها عادت لسنوات الستينيات في الحراك الطلابي الثوري.. وألمانيا ليست استثناء، وعلى الحكومة أن تخجل من شعبها. وتقف في المكان الصحيح في التاريخ”.

من جانبه، أكد رئيس اتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية جورج رشماوي لـ”القدس العربي” أن محكمة العدل الدولية في لاهاي أكدت أنه ليس من صلاحيتها اتخاذ تدابير فورية ضد ألمانيا بسبب دعمها بالسلاح لإسرائيل بالرغم من تأكيدات وفد نيكاراغوا في محكمة العدل الدولية أنهم يملكون كافة الأدلة بأن ألمانيا شريكة في الإبادة الجماعية”.

واعتبر رشماوي قرار المحكمة بأنه “بداية لطريق طويل حتى تدان ألمانيا بسبب شراكتها بقتل الشعب الفلسطيني. أما نتنياهو فهو يكرر بغض النظر عما يصدر من محكمة لاهاي بأنه ماض في تدمير مدينة رفح وهذا يدل أن على الفلسطينيين الانتظار طويلا من أجل الحصول على إنجاز قرار يدين إسرائيل وشريكتها ألمانيا “.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية