خيرت الشاطر يؤيد الإفراج عن مبارك مقابل اعادة الاموال.. تهكم على مشروع النهضة الذي اصاب المصريين بالامراض

حجم الخط
2

القاهرة – ‘القدس العربي’ أبرز ما في صحف مصر امس، كان عن المؤتمر الصحافي العالمي الذي عقده نادي القضاة برئاسة المستشار أحمد الزند وإعلانه انهم سيتقدمون ببلاغات الى المحكمة الجنائية الدولية، ضد الجماعات والأفراد الذين حرضوا على محاصرة منازل القضاة وعزلهم، واستخدام السلطة ضدهم، وعقد جمعية عمومية طارئة اليوم – الأربعاء – كما أعلنت جبهة الإنقاذ أنها ستقوم بمظاهرة لمحاصة مجلس الشورى إذا ناقش مشروع السلطة القضائية الذي قدمه حزب الوسط، كما طلب الرئيس مرسي الاجتماع مع المجلس الأعلى للقضاء، ولوحظ أنه تزامن مع المؤتمر الصحافي لنادي القضاة للتغطية عليه، مؤكداً لهم على احترامه للقضاء، كما لا تزال التكهنات مستمرة حول التعديل الوزاري، ومن سيخرج ومن سيبقى، هذا وقد أخبرني زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم يوم الاثنين في ‘الشروق’ انه اثناء دخوله لأحد المحلات التجارية فوجىء بالبائع يعرض عليه علبة مكتوب عليها وزراء ومحافظين جدد، صُنع في مكتب الارشاد، وداخلها عدد من الإخوان، بينما خرج أحدهم من العلبة، متجهاً لمجلس الوزراء، ويتحرك بزمبلك، والمشكلة انه لم يحدد لي عنوان المحل حتى اشتري عددا منهم لاحفادي، وأطلب منهم تحريك الوزير وضربه انتقاما من الجماعة ما دمنا لا نستطيع الآن الإطاحة بها، وأيدت محكمة الجنايات قبول طعن النيابة على قرار الإفراج عن مبارك وولديه في قضية الكسب غير المشروع.
كما نشرت الصحف تصريحات لخيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام بأنه يؤيد الإفراج عن مبارك وولديه بشرطين، الأول أن يردوا الأموال ويتم استفتاء شعبي، أي أن حجة القضاء المنحاز لمبارك التي يرددونها سقطت هنا، بل ويتم تكبيد الدولة مئات ملايين الجنيهات تكاليف الاستفتاء. ونشرت الصحف عن قرار إيقاف مدرس الابتدائي في مدرسة بسوهاج والتحقيق معه لإجباره ثلاثة تلاميذ على أكل البرسيم عقابا لهم على عدم إعدادهم الواجبات، كما أمر قاضي التحقيقات المستشار أسامة الصعيدي بالقبض على المحامي محمد أحمد عيسى لتقدمه ببلاغ ضد الفريق أحمد شفيق ورجلي الأعمال محمد الأمين ومنصور عامر اتهمهم فيه بلاستيلاء على أرض جمعية الطيارين، ولم يحضر للمحكمة رغم استدعائه أكثر من مرة لسؤاله عن بلاغه. وإلى بعض مما عندنا:

الدور العالمي الذي يقوم به مرسي

ونبدأ بالمعارك العنيفة الدائرة حول الرئيس بسبب قراراته وسياساته وتصريحاته، ونبدأ بالإخواني الدكتور سليمان صالح رئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة وتبشيره بالدور العالمي الذي سيقوم به الرئيس بقوله عنه يوم الأحد في جريدة ‘الحرية والعدالة’: ‘الله سبحانه وتعالى أراد بحكمته وقدرته أن تقوم الثورة في هذا التوقيت لأن البشرية كلها تتعرض لأزمة لا تتمثل في الاقتصاد فقط ولكن في الحضارة والثقافة والمجتمع، وحاجة البشرية كلها تشتد إلى الإسلام ومشروعه الحضاري الذي يمكن أن تشرق شمسه من مصر في هذا التوقيت الذي أراده الله سبحانه وتعالى، أي أن المصريين أيها السادة يمكن أن يبنوا نموذجاً ديمقراطياً ومشروعاً حضارياً إسلامياً يلهم شعوب العالم ويثير خيال الثوار الأحرار ليسقطوا الطواغيت ويقاموا عملية النهب الاستعماري والاستغلال الرأسمالي، تخيلوا معي أننا يمكن أن نبني الدولة الراشدة العاملة التي تبني مجتمع المعرفة فيشع نورها على العالم ويصبح النموذج الذي تقلده كل الشعوب، تخيلوا معي أننا نقود العالم لتحقيق الحرية والعدالة ولتعمير الأرض وإسعاد الإنسان، وفي هذه الدولة تتوفر لكل إنسان الفرصة للحصول على تعليم يتميز بجودة عالية وفرصة عمل تتناسب مع مؤهلاته وقدراته وحياة كريمة وقدرة على المشاركة السياسية، أستطيع أن أؤكد لكم أن النصر قادم وأن محمد مرسي سيقود شعب مصر لبناء دولة قوية تشكل نموذجاً يتطلع له كل الأحرار في عالمنا وأن موارد مصر سيتم استخدامها وإدارتها لبناء اقتصاد مصري جديد ينعم في ظله كل مصري بحياة كريمة، من أجل هذا الهدف أرجوكم أن تنتبهوا لخطر النظر تحت الأقدام والتركيز على الجزئيات وقاوموا حالة الاكتئاب التي تفرضها عليكم قنوات الفلول’.

‘صوت الأمة’: عشنا وشفنا نهضة الحاج مرسي!

ويبدو أن زميلنا وكاتب ‘صوت الأمة’ الساخر والمتميز كان من الذين أصيبوا بالاكتئاب من الإخوان، ولذلك صرخ في نفس اليوم قائلاً: ‘عشنا وشفنا نهضة الحاج مرسي التي وضع مولانا الخليفة المعظم العمة على نافوخها وقرأ عليها عدية ياسين، نهضة غير أي نهضة لا مؤاخذة، يعني تنزل على القفا تجيب حول وعشى ليلي، وتنزل على الجتة حتى لو كانت أتخن من جتة المشايخ تجيب بواسير واسقربوط وقراع، عشنا وشفنا نهضة الحاج مرسي التي تجيب النحس والفقر الدكر حتى صارت الناس تبحث عن أي كفيل من مشايخ الفشة والممبار يمنحها تأشيرة إقامة وقزازة زيت وشوية رز، وتذكرة للجنة حتى لو كان درجة ثالثة، لكن المشايخ الذين هم أطهر من ماء المطر على رأي الفيلسوف الشيخ صبحي صالح، عشنا وشفنا فلسفة النهضة اللوذعية ولا الحاج أفلاطون ولا المعلم أرسطو في زمانهم، فلسفة تتلخص دائماً في النصف العلوي للمرأة خاصة الصدر والرضاعة والصوابع اللي بتلعب جوه، ما تعرفش جوه فين أي داهية، وهاتولي راجل، وأسئلتك سخنة زيك يا مزة، وهاتي بوسة يابت، وأبلج ولجلج وما بينهم أعوج لدرجة أن الناس طلعت من هدومها وقعدت تهتف وتعيط بلاها نهضة يا مرسي نبوس إيدك يا شيخ كفاية لحد كده، جتتنا اتخرمت خلاص، وهاهو الزمن الأغبر الأسود يحط فوق دماغنا من كل الاتجاهات، ولا فرار، عشنا وشفنا المخلوع بيضحك على خيبتنا ووكستنا وإذا كان على قتل المتظاهرين فقد تفوق عليه محمد مرسي ومشايخه ووزير داخليته الجنرال محمد إبراهيم وأصبحت القضية بالنسبة له إما أن يحصل على البراءة، أو محمد مرسي يشرف في السرير اللي جنبه’.

اعتراف الرئيس مرسي بالتعاون مع إسرائيل أمنياً

أما زميلنا جمال سلطان من التيار الإسلامي ورئيس مجلس إدارة وتحرير ‘المصريون’، فقد سخر من حديث الرئيس مع الجميلة بقناة الجزيرة خديجة بن قنة وقال عنه: ‘الجديد في هذا الحوار هو اعتراف الرئيس محمد مرسي بأنه ‘يتعاون’ مع إسرائيل أمنياً ويعترف بصحة ما يقوله القادة الأمنيون في تل أبيب بأن التعاون الأمني مع مصر الآن هو أقوى من أي يوم مضى، أي أن تعاونه الأمني مع إسرائيل أوثق من تعاون مبارك معهم غير أن الرئيس مرسي أراد أن يقدم شرخاً مخففاً للصدمة عن الملايين الذين سمعوه يعلن ذلك بهدوء وبساطة فقال إن التعاون الأمني أقوى لأنه يقوم على الندية والحقيقة أني لا أفهم أي معنى أو قيمة لتعبير ‘الندية’ في العلاقات الأمنية بين أنظمة سياسية، ولكن الذي أفهمه ويفهمه الجميع أن التعاون الأمني يعني تقديم معلومات أمنية حساسة ومهمة لخدمة الطرف الآخر والتنسيق مع أجهزته الأمنية والاستخباراتية من أجل حماية أمنه وأمن مؤسساته وجيشه وشعبه ومستوطناته وحدوده وأن يتعهد بملاحقة ومنع أي أعمال أو تحركت من شأنها الإضرار بأمن إسرائيل، وفي المقابل تقوم إسرائيل بمساعدته في حماية نظامه وأمنه ومؤسساته وتقديم المعلومات التي تفيده في ذلك، والحقيقة أن هذا الاعتراف جدير بأن يناقشه مجلس العار المسمى بمجلس الشورى بدلا من انشغاله بالتآمر على القضاء المصري أعتقد أن من حق الشعب المصري أن يعرف حدود التعاون الأمني بين الإخوان المسلمين وبين الصهاينة، والذي اعترف به عضو مكتب الارشاد السابق ورئيس حزبهم السياسي وأحد أعضائه الحاليين الدكتور محمد مرسي كما أظن أن مثل هذا الاعتراف سيلزم الإخوان المسلمين – أخلاقياً – بتقديم الاعتذار الكامل إلى ‘المناضل’ الكبير محمد دحلان منسق العلاقات الأمنية بين السلطة الفلسطينية وبين الصهاينة.
بل إن ‘المخلوع’ مبارك سيكون له كامل الحق في اعتذار واضح وصريح من الإخوان المسلمين ومن الرئيس محمد مرسي شخصياً، لن أستعيد نصوص الرسالة التي أرسلها مرسي قبل عدة أشهر للرئيس ‘الإسرائيلي’ يصفه فيها ‘بالصديق العظيم’ وأنه – أي مرسي – صديقه الوفي الذي يتمنى طيب الحياة لدولة إسرائيل ويريد تطوير العلاقات معها’.

قيادي بالجماعة يزور التاريخ ويدعي فرار
جنود إسرائيل وترك أسلحتهم للإخوان

وإلى موضوع آخر، وهو استمرار محاولات البعض في تزوير الوقائع التاريخية، وأغلب المزورين هم من الإخوان، وبعض خصومهم أيضاً الذين ادعوا عليهم ما لم يقوموا به، ومنهم من حاول تشويه تاريخ حزب الوفد وزعيمه خالد الذكر مصطفى النحاس، وكذلك ثورة 23 يوليو وخالد الذكر جمال عبدالناصر، ومن مدة والمعلومات عن الوقائع لتاريخية أصبحت أحد محاور الصراع السياسي، لأن البعض يستغلها لتشويه خصومه أو لإبعاد الاتهامات عن نفسه، أو ينسب لنفسه بطولات وانجازات غيره، وسأتناول اليوم نموذجين متناقضين، الأول هو الشيخ محمد عبدالله الخطيب عضو مكتب الارشاد السابق لجماعة الإخوان المسلمين، الذي لم يردعه تدينه عن مواصلة الأكاذيب الفجة، وأحدثها ما كتبه يوم الأربعاء في جريدة ‘الحرية والعدالة’، قال: ‘إن أعداء الإسلام الذين يصرون على الابتعاد عنه وكراهية أهله وإنكار عظمته بل والتهكم به، خليط من المرتزقة وأصحاب الأهداف والغايات التي لا تشرف الإنسان الحر أن يقترب منها لأنها وباء، ونكسة للإنسانية بل عدوان على الآدمية، إن هؤلاء الأعداء يعلمون جيدا حقيقة الدعاة ومن هم، ولذلك قد جعلوا دعاة الإسلام هدفاً من أهدافهم التي يحرصون على الكيد لهم، وإنزال الضر بهم، وبذل ما يملكون للصد عن سبيل الله تعالى والحق تبارك وتعالى توعدهم بالعقاب الشديد لهم والرحمة والمغفرة لجند الله، إن الأمة المسلمة حين ينمو فيها الإسلام ويُمكن من القلوب الإيمان وتستشعر بحق وتؤمن بصدق بقوة الله عز وجل الجبار القادر على نصرهم ولو كانوا ضعفاء حين يأخذون في هذا الطريق الذي رباهم عليه الدعاة وعلى رأسهم الإمام البنا، وهذا هو الماضي القريب الذي عشناه مع الشباب في حرب فلسطين حين هرعوا يلبون نداء إخوانهم في فلسطين ونداء المسلمين جميعاً وسمع اليهود الشعار المرفوع يومها ‘هُبي ريح الجنة هُبي’ فأصابهم الذعر وأحاط بهم الخوف وقالوا مالنا من طاقة بمواجهة الذين يطلبون الجنة، هؤلاء لن يغلبهم أحد فأختفوا وراء الجدران’.

حينما ادب الاخوان الإنكليز
وحولوا حياتهم إلى جحيم

وكانت وصية الإمام يومها لإخوانه المسافرين الى فلسطين ‘لا تخافوا من اليهود وليخرج بعضكم من غير سلاح ويستولي على الأسلحة التي معهم ويقاتلهم بها وكنت تشاهد في فلسطين الشهيد الشيخ محمد فرغلي – رحمه الله – والبكباشي معروف الحضري – رحمه الله – يسيران من غير ساتر بينهما وبين اليهود، فيقول الإخوان لهما خذ ساتراً فيقولان لا أمرنا الإمام بألا نخاف من هؤلاء، وحين بغى الإنكليز في مصر واستعمروها وخطب الخطباء وكتب الكتاب يذمون الإنكليز ويلعنون الاستعمار ولم يحركوا ساكناً لدى الإنكليز ولا غيرهم، يومها عام 1951 هب الإخوان رغم الجراح إلى القناة وهناك استطاعوا أن يؤدبوا الإنكليز وأن يحولوا حياتهم إلى جحيم وأن يخرجوهم ويطردوهم من بلاد الإسلام فلا يدنسوها وأثبت الإخوان أن العزة لله وحده سبحانه ولأحبائه وأوليائه، ونظراً لأهمية الثقة في القيادة في فكرها وفي قراراتها فإن أعداء الإسلام يقومون بحملات التشكيك والتشويه ضد الإسلام وضد الجماعة وضد منهجها وضد قيادتها، وما أكثر الجهات التي تصدر منها هذه الحملات وواجب كل أخ ألا يتأثر بشيء منها وأن يطمئن ويثق في دينه أنه الدين الحق المقبول وأنه منهاج كامل لشئون الدنيا والآخرة وأن يطمئن ويثق في جماعته أنها على الطريق الحق وأنها تتحرى الكتاب والسنة في كل خطواتها ووسائلها وأن يطمئن إلى قيادته وأنها تترسم خطا – رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وصحابته رضوان الله عليهم جميعاً، وأنها تنزل على شرع الله في أي قضية تعرض لها أثناء سيرها وتتحرى مصلحة الدعوة’.

لماذا لم يتقدم الإخوان
ما دامت تكاليف النصر صفرا؟!

هل هذا كلام عال يخرج من عاقل، أن يأمر البنا الإخوان في حرب فلسطين التقدم مكشوفين نحو مواقع الجيش الإسرائيلي وبدون سلاح حتى يضرب الإسرائيليون خوفاً وهلعاً عندما يسمعونهم ينشدون هبي ريح الجنة هبي، ويتركون أسلحتهم لهم، ليأخذوها بكل بساطة ويطلقونها عليهم وعلى غيرهم، ودون أن يطلقوا رصاصة عليهم؟
ولماذا لم يواصل الإخوان ما دامت تكاليف النصر صفرا، تقدمهم نحو تل أبيب، وعكا ويافا وحيفا وهرتسليا، وغيرها مكتفين بهتاف، هبي ريح الجنة هبي؟ بل لماذا لم تفعل جيوش الدول العربية ذلك، بدلا من استخدام السلاح والهزيمة أمام القوات الإسرائيلية؟ صحيح، لماذا لم يواصل الإخوان تنفيذ وصية وخطة البنا والقضاء نهائياً على الدولة الإسرائيلية، اللهم إلا إذا كان يعملون لحساب الصهيونية العالمية؟
ومن يصل إلى هذا المستوى العقلي من التزوير لا يجد صعوبة لتزوير آخر أكثر شذوذاً، عندما ينسب للإخوان قيادة حرب الفدائيين في منطقة قناة السويس ضد قوات الاحتلال البريطاني عام 1951، بينما من بدأها حكومة حزب الوفد بزعامة خالد الذكر مصطفى النحاس، بعد فشل مفاوضات الجلاء مع بريطانيا وألغى معها معاهدة سنة 1936 والتي كان قد وقعها وهو رئيس الحكومة وقتها.
وشارك في حرب العصابات هذه وفديون وشيوعيون وأعضاء في مصر الفتاة وحزب وطني ومتطوعون وساعد فيها بالتدريب والتسليح عدد من أعضاء تنظيم الضباط الأحرار الذي قام بثورة يوليو بعد ذلك، وشباب من الإخوان ولولا مساعدات وتسهيلات حكومة الوفد لما اندلعت هذه الحرب واستمرت، والدليل انه بعد إقالتها في السابع والعشرين من يناير 1952 بعد حريق القاهرة توقفت حرب الفدائيين نهائياً، ومشاركة بعض شباب الإخوان في المقاومة حدثت رغم معارضة المرشد العام الثاني المرحوم أحمد حسن الهضيبي وله تصريح مشهور ومنشور وقتها برفض الاشتراك في هذه المعركة، وعلى كل، فها الادعاء يهون أمام قوله ان الإخوان هم من طردوا الإنجليز من مصر وبلاد الإسلام، أي من السودان أن خالد الذكر عبدالناصر لم يكن الذي وقع معهم اتفاقية الجلاء عام 1954 وتقرير المصير للسودان، وإنما الإخوان وهم الذين وقعوا في العراق مع الإنجليز الجلاء عن قاعدة الحبانية، وفعلوا نفس الشيء في الكويت والأردن وسلطنة عُمان والبحرين والإمارات العربية.
الإخوان هم من فعلوا ذلك، بل وهم الذين أخرجوا الإنجليز عام 1947 من شبه القارة الهندية وأسسوا دولة الباكستان.

تزوير التاريخ ضد الاخوان

وإلى نموذج آخر مضاد، يزور التاريخ ضد الإخوان، وهو الطبيبة لميس جابر زوجة الفنان القدير يحيى الفخراني والتي كنت ناصرية متعبة، ثم انقلبت إلى امتداد لأسرة محمد علي باشا، وحاولت ان تكون مؤرخة الأسرة الملكية، بعد أن ألفت مسلسل الملك فاروق وصدقت انها مؤرخة كلامها سيتقبله الناس دون مناقشة بعد اعجابهم بالمسلسل، والشعبية التي حققها، ثم تحولت إلى تأييد نظام مبارك وشنت هجمات مؤذية أثناء الثورة شده، المهم انها أثناء عرض المسلسل، أخذت تزور في التاريخ لتنفي عن الملك فاروق جرائمه، وخاصة وجود تنظيم الحرس الملكي الحديدي، ومحاولاته الفاشلة لاغتيال خالد الذكر مصطفى النحاس، واغتيال حسن البنا، فألصقت بالإخوان هذه المحاولات، قالت يوم الخميس في الفجر: ‘تم تفجير منزل النحاس باشا في جاردن سيتي بعربة مملوءة بالديناميت وكان حادثاً مروعاً هدم جزءا كبيرا من المنزل وحطم جداراً بجراج فؤاد باشا سراج الدين المقابل له وأسقط زجاج القصر وسبب محاولة قتل النحاس باشا بهذه الطريقة البشعة كان هجوم الوفد والنحاس شخصياً على مباديء البنا وجماعة الإخوان وكان قول شهير للنحاس أيامها عن البنا فقد قال: ‘لقد صادر الإسلام لحسابه’ أي أن القتل كان جزاء الهجوم الصحفي فقط على الإخوان، في نوفمبر كانت المحاولة الثانية من الإخوان لاغتيال النحاس باشا إذ هاجمته سيارة مسلحة أثناء عودته لداره مساء وانطلق منها رصاص غزير من رشاشات قتلت اثنين من الحرس وأصابت اثنين آخرين وجندياً، ونجا النحاس، كانت بعد ذلك المحاولة الثالثة للإخوان مع النحاس باشا وقد اكتشفت قنبلة وضعوها داخل العربة لتنفجر ساعة الدوران’.
وهذه الرواية كاذبة من ألفها إلى يائها، وكل كتب التاريخ عنها تنفيها، فالإخوان لا علاقة لهم بمحاولات اغتيال النحاس، آسف، قصدي خالد الذكر وإنما الملك فاروق بواسطة الحرس الحديدي، وهي شهادة كل من فؤاد سراج الدين وإبراهيم فرج سكرتير عام حزب الوفد، والمسجلة في كتابين لي، عن ذكريات كل منهما، وشارك في هذه المحاولات الرئيس الراحل أنور السادات وقد اعترف لفؤاد سراج الذين بذلك، هذا تزوير، فالإخوان لا علاقة لهم بهذه المحاولات، كما انه لا علاقة لهم باغتيال السادات.

رواية تاريخية كاذبة
من اولها الى اخرها

ووصلت جرأة مؤرخة الأسرة الملكية الجديدة، الى حد مذهل عندما ادعت ان الإخوان هم الذين اغتالوا حسن البنا، لا القصر الملكي، وقالت بالنص عن اغتيال الإخوان لرئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي في ديسمبر 1948 قول البنا ان من قتلوه ليسوا إخوانا ولا مسلمين: ‘شيء غير منطقي بالمرة أن يتم قتل رئيس وزراء مصر وشخص محبوب جداً مثل النقراشي باشا بغير علم المرشد، لذلك يتوقع بعض المؤرخين أن هذه الجملة التي قرأها عبدالرحمن السندي وهو مسجون جعلته يصمم على قتل البنا بواسطة ذراعه ليمنى سيد فايز، بدلي ان هذا الشخص قد تم اغتياله بواسطة علبة حلاوة مولد مفخخة أرسلت له، وقتل معه أخوه الأصغر تسع سنوات وطفلة صغيرة كانت تمر بجوار نافذة المنزل وكان هذا الإجراء في عهد الهضيبي الذي قرر تغيير الجهاز السري بأكمله’.
وهذه الرواية كاذبة من أولها إلى آخرها وهي من اختراعها ولم يقل بها أحد، فالذي اغتال البنا القصر الملكي وحكومة حزب الهيئة السعدية برئاسة إبراهيم عبدالهادي باشا الذي خلف النقراشي، وأما حكاية المهندس السيد فايز وكان يسكن في شبرا، فهو تعيينه مسئولا عن الجهاز السري، بقرار من المرشد العام الثاني المستشار احمد حسن الهضيبي بدلا من عبدالرحمن السندي، وقد أرسل له السندي في يوم المولد النبوي علبة حلاوة مولد هدية من مجهول انفجرت فيه وقتلته، وكان ذلك جزءاًَ من الصراع العنيف الذي اندلع داخل الجماعة وتمثل فيم حاولة عزل المرشد العام عام 1953، وقاد المحاولة المرحوم الشيخ محمد الغزالي عضو مكتب الارشاد وعبدالرحمن السندي واحتل الغاضبون المقر الرئيسي في الجماعة وكان في منطقة الحلمية المجاورة للقلعة في القاهرة، ولكن تمت مفاوضات وانتهى الأمر بانسحابهم.

‘الأخبار’: هل يدرك الاخوان
كيف صارت صورتهم؟

وبمناسبة اغتيال السيد فايز، قال في نفس اليوم الخميس زميلنا بـ’الأخبار’ والإخواني الذي تاب وأناب، عصام السباعي وقوله: ‘هل يدرك الإخواني الصورة التي أصبح كثيرون ينظرون إليهم بها؟
ولا يهمني هنا سواء كانت هذه الصورة مصطنعة غير صحيحة أو أنها عين الحقيقة، حدث امس كنت في طريقي الى الجريدة، وقابلت بالصدفة أحد زملائي المخضرمين وأراد أن يطمئن على صحتي من ظرف ألم بي فقال: ‘إن شاء الله العدو الإسرائيلي والإخواني’، اكتمل المشهد بتعليقات لاذعة على الإخوان وأداء الحكم من ابنة شقيقتي الكبرى وسألتها هل يعرف أصدقاؤك من أنت من عمك وهو المرحوم سيد فايز مسؤول الجهاز الخاص أيام الهضيبي الذي نسفه من نفسه هو وشقيقه الصغير، هل يعرفون زوجي عمتيك ووالدك الذين ذاقوا المر بعد قتل عمك ودخلوا كلهم المعتقل لأنهم أقارب الضحية، ضحكت وقالت يعرفون كل شيء تماما كما تعرف أن أداء الإخوان سيئاً ومصداقيتهم أكثر سوءاً! أريد أن أقول أن ‘الإخوان’ قد يريدون إصلاحاً ويبغون الرشاد ويهدفون الى إرضاء الله والناس وأعلم جيداً أن إرضاء كل الناس غاية لا تدرك، أعرف كل ذلك ولكن لا أفهم هل يعرفون أن هناك شيئاً غلط وأن رصيدهم يقل يقل، هل يتوقعون أن يأتي يوم يسمعون فيه الرسالة المسجلة، عفواً لقد نفد رصيدكم، هل سينتظرون هذا اليوم أن سيعودون إلى الشارع بنفس التواضع والحب والإيثار القديم؟! لا أعرف!!’.

‘الشروق’: تحريض الرئيس
على قرارات استثنائية ضد القضاة

وأخيراً، إلى معركة الإخوان للسيطرة على القضاء ونبدأ من يوم الاثنين مع زميلنا الإخواني ومقدم البرامج بقناة الجزيرة أحمد منصور، بتحريضه الرئيس على اتخاذ إجراءات استثنائية بقوله في عموده اليومي بجريدة ‘الشروق’: ‘هل يعقل أن النائب العام المصري المستشار طلعت عبدالله الذي يشن أعداء الثورة علي حرباً لا هوادة فيها حتى يبعدوه عن منصبه لديه القدرة والشجاعة أن يصدر قراراً بتشكيل نيابة الثورة في شهر يناير الماضي ولا توجد لدى وزير العدل و رئيس الجمهورية القدرة أو الشجاعة ليصدر قراراً بتشكيل محكمة الثورة، ما الذي يجعل الرئيس مرسي عاجزاً عن اتخاذ القرارات المناسبة في الأوقات المناسبة؟ ما هذا الهراء الذي يدار به المشهد السياسي في مصر بين قيادة عاجزة ضائعة ومعارضة تافهة فاشلة وتشريعات معيبة وإجراءات جنائية بالية؟ هل يظل السفهاء يتناطحون حول القضايا الهامشية والتافهة بينما يفلت المجرمون كل يوم من العدالة بسبب المادة 143 من قانون الإجراءات الجنائية؟ هل يعقل أن تقوم حرب شعواء على تحديد سن القضاة بينما مادة قانونية أو تعديل عليها بالأصح يقف الجميع عاجزين عن تعديله؟
ولماذا لا يقلب الرئيس مرسي المشهد ويعلن عن تشكيل محكمة الثورة؟’.

‘وطني’: القضاء نزيه حينما
يأتي بأغلبية اخوانية فقط!

وعلى العموم فقد تركنا أمره الى زميلتنا الجميلة بجريدة ‘وطني’ وعضو مجلس نقابة الصحافيين حنان فكري لترد عليه، وتقول: ‘العجب كل العجب ان ينظم مليونية الجمعة الماضية تحت اسم ‘تطهير القضاء’، أي قضاء ذلك الذي تسعى جماعة الإخوان المسلمين لتطهيره؟ لا بد انهم يحتاجون منعشاً للذاكرة ليعود بهم إلى الوراء بضعة أشهر وربما عاماً أو أكثر حينما أشرف القضاء المصري النزيه على انتخابات مجلس الشعب، فجاء بأغلبية برلمانية إخوانية وسلفية، حينها صرخ الخائفون – الليبراليون والعلمانيون – من سيطرة تيار الإسلام السياسي على إصدار التشريعات وأبداً لم يقل أحد إن الانتخابات مزورة فقط عبروا عن رصيدهم لتجاوزات حدثت أثناء الانتخابات وقالوا إن الشارع مخدوع، وحصل الإسلاميون على اكثر من 70′ من مقاعد البرلمان ثم جاءت انتخابات الشورى وحصلوا أيضا على أغلبية بعد تدني نسبة المشاركة التي لم تتعد 7′ ثم انتخابات الرئاسة وأشرف قضاة محايدون أو ربما حسب بعضهم على النظام السابق ونجح الدكتور محمد مرسي تحت إشراف القضاء الذي يريدون تطهيره الآن، ولم يتفوه أحدهم حينها بأن القضاء فاسد أو منحاز، فلماذا الآن تحديدا؟ هل بسبب أزمة النائب العام؟ لا أعتقد، ربما لأن معركة الدستور أطلقت إشارة بانخفاض شعبية الإخوان وتيار الإسلام السياسي كله وتزايدت مخاوفهم من تغير تركيبة المصوتين واختياراتهم في الانتخابات البرلمانية القادمة وفقدان شعبيتهم وكذلك المخاوف من تصاعد شعبية التيارات الليبرالية واليسارية وحصولها على نسب تصويت عالية فيصبح الدستور الذي مرروه سابقاً على دماء أبنائنا أمام قصر الاتحادية كالعدم، إذ أن حصول التيارات الأخرى على 33′ فأثر يستطيع أن يمنع أي قانون يريدون تمريره لخدمة الجماعة على حساب مصلحة الوطن’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول [email protected]:

    هي ألأموال أهم من دمآء الشهدآء ومصابي الثورة….هكذا يتاجر بنا تجار المال..عندهم المال أولآ..وهل إستشار أهل الشهدآء..وهل سأل شعبه.

  2. يقول د0 عطوة محمد عطوة0 فلسطين:

    اليكم ما تواجهه القيادة المصرية بعد ثورة25 يناير 2011 اولا فلول النظام
    البائد وفى هذه الايام يتصدرهم المستشار احمد الزند وقد علقت عليه ولكن
    مع الاسف ترفض الاهرام نشر تعليقى ويتلخص فى ادانات للزند وهى
    1 – انه طعن بشرعية مجلس الشعب المنتخب بعد الثورة من عشرات
    الملايين من الشعب المصرى بانتخابات شهد العالم لنزاهتها ونسى شرعيته
    هو انها نقبع اليوم فى طرة
    2- حول المتظاهرين المدنيين الى محاكم عسكرية بينما الكابتن طيار الى
    مدنية
    3 – مارس البلطجة باعلى مستوياتها بتهديده للنائب العام الجديد بعد
    الثورة بمسدس لارغامه على الاستقال ولاءعادة النائب العام الموكل من
    مبارك
    4 – انزاله قضاة مصر الى الشارع لاقناع الناس بعدم التصويت فى الاستفتاء
    على الدستور الجديد بعد الثورة
    5 -الهاء مصر اكثر من شهرين بجدل القضاء والدستور والقانون
    وما رافق ذلك من فتن وضحايا وصولا الى الفوضى
    6 – رفضه اعلان الولاء لمصر وشعب مصر وثورة شعب مصر بل ولائه
    لولى نعمته مبارك0

إشترك في قائمتنا البريدية