حواجز أمنية في عموم الضفة الغربية لمنع الاعتصام المركزي ومئات المعلمين يضربون أمام مجلس الوزراء

حجم الخط
0

رام الله- “القدس العربي”:

رغم محاولات قوى الأمن في عدد من مدن الضفة الغربية منْع المعلمين من الوصول إلى مقر مجلس رئاسة الوزراء الفلسطيني في مدينة رام الله، تمكن مئات المعلمين من التجمع والاحتشاد للمطالبة بحقوقهم في الاعتصام المركزي.

وكانت قوى الأمن قد أقامت جدارا حديديا لمنع تدفق المعلمين صوب مدخل مجلس الوزراء، حيث كان يعقد اجتماع الحكومة الفلسطينية الأسبوعي، لكن صيحات المعلمين وهتافاتهم وصلت المجلس.

 

وخرج وزير التربية والتعليم مروان عورتاني للمعلمين وحاول الحديث معهم أمام صيحات تضمنت مطالب المعلمين الذين دخل إضرابهم يومه الـ37 على التوالي.

وجلب المعلمون الذين تمكّنوا من الوصول، سماعات ضخمة حيث هتفوا مطالبين بتنفيذ الاتفاق الموقّع قبل نحو عام مع الحكومة الفلسطينية.

وقال أحد المعلمين مخاطبا وزير التربية والتعليم أن المعلمين لن يعودوا للمدراس إلا بعد تنفيذ المطالب حرفيا، فيما أكد أن اتحاد المعلمين لا يمثلهم.

وقال الوزير مخاطبا مئات المعلمين الغاضبين، إن إجراءات “مهننة التعليم” تسير على قدم وساق، وإنها لن تتوقف.

وأضاف: “مهننة التعليم تسير وفق المسطرة، وحسب الجدول المتفق عليه”.

 

وأقامت الأجهزة الأمنية حواجز على طرقات رئيسية في الضفة الغربية، صباح اليوم الإثنين، لاعتراض المعلمين المتوجهين إلى مدينة رام الله.

وطالب رئيس الوزراء محمد اشتية، المعلمين الممتنعين بالعودة إلى التعليم فوراً، مؤكدا أن ما يجري خطير جدا بحق أولادنا ومستقبلهم.

وقال رئيس الوزراء في كلمته بمستهل جلسة الحكومة: “قبل أيام وقّعنا اتفاقيات مع النقابات، وتجاوبنا إيجابا مع مطالبهم، وعاد الجميع إلى العمل عدا عدد من المعلمين”.

وأوضح أن المعلمين كانوا يطالبون بتثبيت العلاوة على قسيمة الراتب، وقد وافق مجلس الوزراء على ذلك، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، ووافق على دفع 5% مع راتب الشهر الحالي، وأن يثبت الباقي على القسيمة، وقدم كل النوايا الحسنة، خاصة فيما يتعلق بالخصومات وغيره، والإجراءات اللازمة لحماية العملية التعليمية، ولكن للأسف ما زال هناك عدد من المعلمين يمتنعون عن التدريس.

واعتبر اشتيه إن ما يجري “شيء خطير جدا بحق أولادنا ومستقبلهم. إنني أطلب من المعلمين الممتنعين العودة إلى التعليم فوراً”.

ورفع المعلمون المحتشدون رايات ويافطات كتبت عليها مطالبهم التي يقودها حراك لا رأس له، وهو أمر يراه نشطاء نقطة قوة التحرك المطالبي الذي يشارك فيه آلاف المعلمين في عموم الضفة الغربية والقدس.

وقال معلم، إن آلاف المعلمين جاءوا من الخليل وتحملوا تعب السفر، ليس من أجل أن يستمعوا إلى الحكومة وأوهامها، بل كي يوصلوا رسالتهم المزلزلة إلى مجلس الوزراء.

وأضاف: “هم الذين يجب أن يسمعونا وينصتوا إلينا وإلى حقوقنا، علينا أن نقول وعلى الحكومة أن تنفذ ما نقول. هم من يجب أن يستمعوا لنا”.

وأكد مع تصفيق حار من المعلمين: “حقوقنا مطالب موحدة ولن ترضى أي قسمة هنا وهناك”.

وفي سياق آخر، أفاد معلمون بأن الأمن الفلسطيني أقام حاجزا عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة، وعلى طريق رام الله- بيرزيت، وفي العبيدية عند أول طريق واد النار، وعند مدخل طولكرم وكذلك في مدينة طوباس.

وقال معلمون إن عناصر الأمن أوقفوا سيارات المعلمين وسيارات المواصلات العامة، وقاموا بفحص الهويات ومنع المعلمين من المرور.

وصرح المحامي فريد الأطرش، مدير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في جنوب الضفة، في حديث صحافي، أن عناصر الأمن في حاجز العبيدية مقنّعون، يوقفون المركبات ويسألون الركاب عن عملهم، ويجبرون المعلمين منهم على الترجل.

وأضاف أن عنصر أمن أجبر معلما على الترجل من المركبة وقال له: “مش بدكم نقابة؟ خلي النقابة توديك ع رام الله”.

وأقام الأمن أيضا حاجزا عند مدخل طولكرم المؤدي إلى نابلس، حيث أوقف الأمن حافلات تحمل معلمين وأجبروهم على الترجل من المركبات واحتجزوهم على جانب الطريق.

 

يذكر أن وزارة التربية والتعليم دعت المعلمين عبر مكبرات الصوت في المساجد المخصصة للأذان الموحد للتوجه إلى المدارس بدءا من يوم الأحد، كما دعت الأهالي لإرسال أطفالهم إلى المدارس، إلا أن نسبة الاستجابة كانت متدنية جدا.

ويطالب المعلمون بجدولة رواتب كاملة بعد عام ونصف من تلقيهم رواتب بنسبة 80% إلى جانب جدولة المستحقات على الحكومة، ودفع ضريبة غلاء المعيشة والانضمام إلى نقابة حرة.

يذكر أنه في الأسبوع الماضي، وقعت اتحاد المعلمين اتفاقا مع وزارة التربية والتعليم يتضمن منحهم علاوة 5% وتثبيت علاوة 10% على قسيمة الراتب، لكن آلاف المعلمين رفضوا الاتفاق وأعلنوا أن الاتحاد لا يمثلهم.

وشعر المعلمون بالغضب الكبير بعد أن قامت الحكومة بتنفيذ جدول خصومات على آلاف المعلمين المشاركين في الإضراب بعد يوم واحد من توقيع الاتفاق، حيث تراوحت نسبة الخصومات ما بين 1000 – 1200 شيقل، وهو ما ضاعف الغضب من قرارات الحكومة، حيث أعلنت في وقت لاحق عن نيتها في إعادة الخصومات المالية على رواتب المعلمين في حال الالتزام بالدوام فقط، وتنفيذ جدول تعويض.

وبعد الاعتصام الذي استمر حتى الساعة الواحدة بعد الظهر، انطلقت مسيرة للمعلمين من مجلس الوزراء باتجاه دوار المنارة، في ظل توافد أعداد متواصلة من المعلمين إلى موقع الاعتصام.

وطالب حراك المعلمين الموحد المؤسسات الأهلية والأهالي ولجان أولياء الأمور بالاعتصام معهم وتكثيف الضغط على الحكومة في سبيل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه قبل نحو عام ضمن مبادرة للمؤسسات والشخصيات الأهلية والحقوقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية