تغريداتُ المساء…

أجْلسُ….
علَى مقْعَد من العُشب
على غَسَق مُعتِم
تمُرُّ حولِي نَوارس بيضاء
وهَمس مياهٍ …
وصباح أزرق من البرد.
أتذكَّرُ…
حينما كانَت النُّجوم عارية
رأيتُ علَى قـاعِ البحْر
أوراق شُجيرات،
على كتِف زورقِِ،
وحملتُ مِياه الحُلم
على مركبَـة ذاكِرتي
كأنّي مِشكاة،
بين شفتي النُّجوم

٭ ٭ ٭

مَـا بيْـن الظّلام والنّور
نظَرْتُ إلى مرآة ذاكرتِي
أنثُـرُ الورد في ثوب عاشقةِِ
أبحَثُ عَـن أوراق مُعتمَـة
أتسكَّع على رصيف الكلمات
ثمَّة مَـنْ يَعشق المشي
على هوامش الأرصفة المُتعبة
ثمَّـة من يَجد العَزاء
في ظِلال الموْتى
حيثُ يركن الصَّمت
ويترنَّحُ المكان
في إنتظََار النور

٭ ٭ ٭

كَمْ كنتُ غَريباً
فِي عُيون المَارَّة
وكم كَان الضَّبَابُ…
يُداعِب زُجاج غُرفتي
مِن شَبقِ النظَّرات الغاويَة
ألمَسُ أجراماً سماوية
كما النار
ينفُثُ لهيبَهُ
على الهواء
وسَط الرَّماد
تُلاحقني الرَّعشة الطُّفولية
فِي أوْج نَشوتها
بِرشًفَة مِن صَدى صُراخي
كُل ليلةٍ…
أنحُثُ
حُلمِي على قُمَّاش ذاكرتي
كلَّما ضاقَتْ قصيدتِي
من هَذيان الشُّعراء
أخطُو مُتلبِّسا
إلى شُرفة «بابلُو نِيرودا»
أنقُر بَاب التِّيه
والنِّسيان.
أتمدَّدُ
كغيمَةٍ
مثقلَةٍ بالسُّهاد.

شاعر مغربي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الدكتور جمال البدري:

    شكرك أختي ليلى الصباغ على جميل الكلام الأنيق.شعر تلاميذ { غياث } يقولون شعرًا بديع التفوّق؛ فكيف بأستاذهم المرزوق؟ جمع طالب الدراسات العليا أبياتًا من شعره الممتع؛ غياث لديه لغة مبتكرة غير مسبوقة في الشعر.إنه يشبه جيمس جويس في روايته { عوليس } غياث في الشعر وجيمس في النثر.أنا لا أقلل من مكانة شعراء وكتّاب العرب؛ ولا أنخدع بمؤلفات الرّوم…فليست لديّ عقدة الخواجة.أدبي العربيّ سمو في علو في حنو في تلو متلو كالقرآن عبقريّ حسان رفرف…لا أقلل من شأنه كما يفعل أنصاف مثقف.يجب دعم كلّ المبدعين العرب؛ فهم حماة هويتنا القوميّة ضد طغيان الشرق والغرب.لشدّ ما يفرحني اصدار كتاب جديد في الشعر والنثر؛ فهو طابوقة لتعزيز بناءنا قبل أنْ ينُخر. الكاتب الذي لا يهتم بأدب الأمّة؛ ولو كان في المهجر…كصياد أناني يصطاد لنفسه ويترك عياله يجترون أحلام الانتظار. تحيّة لكادر الثقافة في الجريدة؛ فهم رواد في نشر وصناعة الجديد المبتكر.

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية