تجدد النشاط العسكري الصيني بالقرب من تايوان عقب مغادرة بلينكن لبكين

حجم الخط
0

تايبيه- بكين: قالت تايوان السبت إن النشاط العسكري الصيني تجدد بالقرب من الجزيرة، إذ عبرت 12 طائرة الخط الفاصل في مضيق تايوان، وذلك بعد يوم من اختتام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن زيارة للصين.

والولايات المتحدة هي أهم داعم دولي ومورد للأسلحة لتايوان على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بينهما. وقال بلينكن إنه شدد خلال وجوده في الصين على “الأهمية البالغة” للحفاظ على السلام والاستقرار عبر المضيق.

وتواجه تايوان التي تتمتع بحكم ديمقراطي ضغوطا عسكرية متزايدة من الصين التي تعتبر الجزيرة جزءا من أراضيها. وترفض حكومة الجزيرة هذا.

وقالت وزارة الدفاع التايوانية إنها رصدت اعتبارا من الساعة 09:30 صباحا (01:30 بتوقيت غرينتش) السبت 22 طائرة عسكرية صينية، من بينها مقاتلات من طراز سو-30، عبرت 12 منها الخط الفاصل إلى شمال ووسط تايوان.

وكان الخط الفاصل يمثل حدودا غير رسمية بين الجانبين لا تتجاوزه قوات أي منهما، لكن القوات الجوية الصينية الآن ترسل طائرات من حين لآخر تتجاوزه. وتقول بكين إنها لا تعترف بوجود الخط.

ولم ترد وزارة الدفاع الصينية على اتصالات هاتفية لطلب التعليق خارج ساعات العمل السبت.

وخلال لقائه الجمعة وزير الخارجية الأمريكي في قصر الشعب في بكين، أكّد الرئيس الصيني شي جينبينغ أنّ أكبر اقتصادَين في العالم يجب أن يكونا “شريكين، وليس خصمَين”، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّه لا يزال هناك “عدد من المشاكل” التي ينبغي حلّها في إطار علاقاتهما.

واعتبر شي جينبينغ أنّ البلدَين “حقّقا تقدّماً” منذ اجتماعه بنظيره الأمريكي جو بايدن في تشرين الثاني/ نوفمبر، وفقاً لما نقلته عنه قناة “سي سي تي في” الرسمية.

وقال شي إنّ “البلدَين يجب أن يكونا شريكَين وليس خصمَين”، حتى لو كان لا يزال هناك “العديد من المشاكل التي يجب حلّها”، مشيراً إلى أنّه “لا يزال من الممكن بذل مزيد من الجهود”.

وأضاف “نأمل في أن تتمكّن الولايات المتحدة من تبنّي نظرة إيجابية حيال تطوّر الصين”، مؤكداً أنّه “عندما يتمّ حلّ هذه المشكلة الأساسية… يمكن أن تستقرّ العلاقات حقّاً وتتحسّن وتتقدّم”.

وفي وقت سابق الجمعة، حذّر وزير الخارجية الصيني وانغ يي نظيره الأمريكي من أنّ الضغوط الأمريكية المتعدّدة على الصين قد تؤدي إلى “تدهور” العلاقات بين البلدين.

وتطرّق وانغ إلى قضية تايوان التي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها وتطالب بالسيادة عليها، بينما تدعمها واشنطن عسكرياً. وقال إنّ هذه القضية هي “الخط الأحمر الأول الذي لا ينبغي تجاوزه” في العلاقات الصينية الأمريكية.

من جانبه، رأى بلينكن أنّ الصين يمكن أن تلعب دوراً في تهدئة التوترات في الشرق الأوسط، خصوصاً عبر نفوذها على إيران.

وقال للصحافيين “أعتقد أنّ علاقات بكين يمكن أن تكون إيجابية في محاولة تهدئة التوترات ومنع التصعيد وتجنّب انتشار النزاع”، مضيفاً أنّ نظيره الصيني وانغ يي وافق على البقاء على اتصال بشأن الشرق الأوسط.

وفيما أشار إلى أنّه أثار مخاوف واشنطن بشأن دعم بكين لموسكو، أكد أنّ “روسيا ستواجه صعوبات في مواصلة هجومها على أوكرانيا” من دون هذا الدعم.

ولا تمد بكين موسكو مباشرة بأسلحة، إلا أن واشنطن اتّهمتها في الأسابيع الأخيرة بتزويدها مواد وتكنولوجيات ذات استخدام مزدوج، يمكن أن تساعدها في جهودها لتوسيع إمكاناتها العسكرية، في أكبر عملية إعادة تسلّح تشهدها روسيا منذ الحقبة السوفياتية.

في المقابل، تنتقد الصين الضغوط المتعدّدة التي تمارسها الولايات المتحدة عليها، خصوصاً فيما يتعلق ببحر الصين الجنوبي وتايوان والتجارة وعلاقاتها مع روسيا التي تعزّزت منذ غزو أوكرانيا في شباط/ فبراير 2022.

كذلك، تُثار خلافات بين البلدين في ظلّ القيود الأمريكية المفروضة على صادرات التكنولوجيا المتطورة ومن ضمنها أشباه الموصلات إلى الصين.

وتبرز شبكة التواصل الاجتماعي تيك توك ضمن أحدث المواضيع الخلافية بين القوتين الاقتصاديتين، لا سيما أنّ هذا التطبيق مهدّد بالحظر في الولايات المتحدة ما لم يقطع علاقاته مع شركته الأم الصينية “بايتدانس”.

وتشتبه واشنطن بأن بكين تستخدم تيك توك للتجسّس على الأمريكيين وجمع بيانات شخصية ونشر الدعاية الصينية. غير أنّ شبكة التواصل الاجتماعي تنفي هذه الاتهامات بصورة قاطعة، فيما أبلغت الشركة الأم “بايتدانس” أنها لا تعتزم بيع التطبيق.

(وكالات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية