بن غفير: كلما أرهبت المتظاهرين زادت فرص ترفيعك بجهاز الشرطة

حجم الخط
0

قرار المفتش العام للشرطة كوبي شبتاي ترفيع الرائد مئير سويسا وتعيينه قائد محطة في لواء تل أبيب هو دليل آخر على انهيار الشرطة في أيدي وزير الأمن القومي بن غفير. الرائد سويسا، الذي يعمل ضابط عمليات في محطة قلب تل أبيب، أصبح رمز العنف الشرطي تجاه المتظاهرين ضد الانقلاب النظامي، ولاحقاً ضد المحتجين على الحكومة في موضوع صفقة المخطوفين. في كل أسبوع كان سويسا يأمر بكل حماسة فرسان الشرطة وقوات وحدة “يسم” الخاصة للهجوم على المتظاهرين في كابلان وفي أيالون، وأصبحت القوات بقيادته عنيفة أكثر فأكثر تجاه المحتجين. 

في إحدى الحالات، ألقى سويسا بنفسه قنابل صوت نحو المتظاهرين ضد الانقلاب النظمي – ظاهراً، بخلاف أوامر الشرطة. إلقاء القنابل بينما كان بن غفير في غرفة عمليات الشرطة، كان ذروة عنف شرطي تجاه المتظاهرين. بعضهم نقل لتلقي العلاج الطبي في مستشفى “ايخلوف”.

 عقب الحدث الشاذ، حققت وحدة التحقيق “ماحش” مع سويسا. رغم ذلك، سمح له لواء تل أبيب بقيادة القوات في مواجهة المتظاهرين، وفي شباط حققت مع “ماحش” مرة أخرى للاشتباه باعتدائه على متظاهر مسنّ كان يحتج ضد الحكومة في مفترق كابلان بعد بضعة أيام من بدء الحرب. لقد أصبح سويسا اسماً مرادفاً لاستخدام العنف الزائد تجاه المتظاهرين ضد الحكومة.

غير أن ما يفترض أن يكون وصمة عار أصبح لدى بن غفير سبباً للترفيع. فقد قرر بن غفير ترفيع سويسا لسلوكه المشبوه بالأفعال الجنائية. كل هذا قبل أن تحسم “ماحش” إذا كانت ستقدمه للمحاكمة. ليس في ذلك مفاجأة. فبن غفير يرى في أفراد الشرطة الذين يتخذون العنف تجاه معارضيه أنهم المناسبون للترفع وللتعظيم. الرسالة التي يراد إيصالها لأفراد الشرطة، أن دم المتظاهرين مباح.

بينما لا مجال لتوقع سلوك آخر من الكهاني والمجرم الذي أدين 13 مرة، فإن من كان يفترض بهم أن ينصبوا إشارة “قف” هم المفتش العام وقائد لواء تل أبيب اللواء بيرتس عومر. غير أن قيادة الشرطة فقدت قيمها الأساسية منذ زمن بعيد. شبتاي في أيامه الأخيرة في المنصب لا يزال معنياً بإرضاء بن غفير كي يرفع مقربيه، لهذا هو مستعد لترفيع ضباط مشبوهين بأفعال جنائية خطيرة. اللواء عومر يتطلع لتعيين مفتش عام، إذا ما رفض ترشيح ابشالوم بيلد.

إن نتيجة هذا التسييس هي إعطاء ضوء أخضر لاستخدام قنابل الصوت ووسائل زائدة وعنف شديد تجاه من يمارسون حقهم الأساس في التظاهر. هذه خطوة أخرى في طريق بن غفير للسيطرة على شرطة إسرائيل وجعل ضباط الشرطة ذراعاً طويلة للكهانية الخطيرة.

بقلم: أسرة التحرير

 هآرتس 9/5/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية