المقاومة وشعبها يواجهون أشرار الكون بإيمان بأرضهم وحقهم… وانتهاء محنتها مسألة وقت

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: هذا الشاب الغزاوي الذي فقد أطفاله الستة وزوجته، وجلس يرسل التهاني للعرب والمسلمين أول أيام العيد معلنا، عدم عتبه وشعبه على أحد، وعدم انتظار أي دعم من أي نوع، لا من شركاء الدين، أو اللغة، وهو جالس أمام رفات أسرته، خير مثال على أن المؤامرة التي تحاك الآن بغرض دفع الفلسطينيين في قطاع غزة للرحيل عن أرضهم والرضا بوطن بديل محكوم عليها بالفشل، مهما بلغ إجرام الإدارة الأمريكية وربيبتها إسرائيل، وخدمهما الجاهزين لتقديم الخدمات.. تمر الأيام لتثبت الأحداث أن الشعب الفلسطيني أكبر من أي مؤامرة تحاك لطرده من وطنه، إذ بعد 2500 مذبحة وقعت على أراضي القطاع منذ السابع من أكتوبر المجيد، يثبت الغزاويون أنهم أشد صلابة من كل ما يتحرك على وجه الأرض، من عتاد ودبابات ومركبات وبشر.. فهذا الشعب مستحيل ترويضه.
أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، حرص الدولة بمختلف أجهزتها، على إتاحة الدعم اللازم للمصنعين والمصدرين المصريين، من خلال تذليل مختلف المعوقات أمام دفع وزيادة الصادرات المصرية، على الرغم من أي تحديات، وفي هذا الصدد تم عقد اجتماع مؤخرا بحضور رؤساء ومسؤولي المجالس التصديرية؛ لمتابعة جهود تعزيز معدلات الصادرات من القطاعات الإنتاجية المُختلفة، وكذا سُبل تعميق الصناعات المحلية، التي تُسهم بدورها في زيادة نسب الصادرات، ما يُعزز بالتبعية، الحصيلة الدولارية من التصدير. وحول الاستعداد للماراثون التعليمي الأهم: أكد الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم، أنه تم اتخاذ إجراءات جديدة وحازمة والاستعداد المبكر لامتحانات الثانوية العامة لهذا العام، بعد حصر جميع المشكلات التي واجهت الامتحانات خلال الأعوام الماضية، وشدد الوزيرعلى التفتيش الدقيق قبل دخول اللجان واستخدام العصا الإلكترونية للكشف عن الإلكترونيات ومنع اصطحاب المراقبين الهواتف المحمولة داخل اللجان واستخدام تقنيات حديثة سيتم تطبيقها العام الحالي، في مواجهة محاولات الغش الإلكتروني، مؤكدا أنه سيتم على الفور رصد أي طالب يقوم بمحاولة الغش الإلكتروني واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حياله. ومن أخبار الطقس: حذّر خبراء الأرصاد الجوية المواطنين من الذباب الصحراوي، الذي دخل الأراضي المصرية مصاحبا لرياح الخماسين، حيث وصل محافظة مرسى مطروح وناشد خبراء الأرصاد الجوية بضرورة غلق النوافذ للحفاظ على سلامتهم وصحتهم من أضرار ذلك الذباب الذي يأتي بسبب الرياح السودانية الجنوبية الصحراوية.
مقابل وجبة

الكل يواجه الموت لحظة بلحظة، ولا مفر من الموت تحت القصف الصهيوني، الذي لم يتوقف منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي يقترب من ستة أشهر ونصف الشهر، وفشلت كل محاولات وقف الحرب، بما في ذلك قرار مجلس الأمن، وهناك موت آخر يقع ويواجه الفلسطينيين في غزة وما حولها، يتمثل وفقا لما يقوله محمود الحضري في “الشروق” في الموت من أجل “وجبة”، أو حفنة أرز، أو دقيق (طحين)، أو علبة فول، أو حتى جرامات من المعكرونة، خلال عمليات إنزال المساعدات، عبر مظلات على مناطق النازحين. الموت بحثا عن طعام، خطر يواجه أهل غزة والفلسطينيين، وهذا ما يقع من حين إلى آخر، وهناك حكايات عديدة تروي مآسٍ مختلفة عنوانها “الموت من أجل وجبة”، ومنها ما وقع للطفل زين عروق، الذي نجا قبل ذلك من موت حتمي، عندما دمرت غارة جوية صهيونية منزل عائلته في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وحوصر تحت الأنقاض، بعد إصابته، فيما لقي 17 فردا من أقاربه حتفهم، ليخرج للحياة مرة أخرى، مصابا بجرح في رأسه وفي يده ورجله، لينجو بكرم من الله. القصة، أن الطفل زين ابن الـ13 عاما، واجه بعد نجاته في المرة الأولى، مصيرا قاسيا في غزة مثله مثل باقي أهل وطنه من نقص حاد في الدواء والغذاء والماء. وكان الاستشهاد مصيره خلال عملية إسقاط جوي للمساعدات، حيث أصاب أحد الطرود الفتى، حينما كان أمله إمساك مجرد وجبة، من تلك المساعدات التي تسقطها جوا دول مختلفة، ووفقا لما قاله جده علي عروق، “بعدما نجا زين في المرة الأولى، إلا أنه ابن موت، وبدلا من أن يكون في مدرسته، كان يقف جوار بركة كبيرة من مياه الصرف، ليحصل على وجبة خلال عملية إنزال المساعدات ليصطدم رأسه بصندوق المساعدات وتدفق الناس عليه دهسا دون أن ينتبه إليه الجياع من المحاصرين والنازحين في غزة.

خطر الإنزال الجوي للمساعدات

سلسلة الموت في غزة، من أجل وجبة تتكرر، فقد لقي 18 فلسطينيا حتفهم بسبب إنزال جوي لمساعدات، قيل وقتها وفق ما يرى محمود الحضري أنه تم بشكل خاطئ، الأمر الذي دفع جهات فلسطينية إلى المطالبة بوقف عمليات إنزال المساعدات بهذه الطريقة وأن فتح المعابر البرية هو الحل الأمثل. ووفقا للمعلومات وقتها أن من بين قتلى إنزال المساعدات 12 طفلا لقوا حتفهم غرقا داخل البحر قبالة محافظة شمال قطاع غزة، عندما دخل عشرات الجائعين إلى البحر للحصول على مساعدات ألقتها الطائرات داخل البحر، ما تسبب في غرق العشرات، ولقي ستة آخرون حتفهم بسبب التدافع في أكثر من مكان، عند محاولة الحصول على مساعدات ألقتها طائرات. المكتب الإعلامي الحكومي الفلسطيني حذر مرارا من أن عمليات إنزال المساعدات جوا أضحت تشكل خطرا فعليا على حياة الجوعى من سكان غزة، ما يتطلب وقف عمليات إنزال المساعدات بطريقة مسيئة وغير لائقة وغير مجدية، والعمل فقط بنظام نقل المساعدات عبر المعابر. المؤكد أن عمليات الموت من أجل وجبة تكررت أثناء جمع المساعدات التي تم إسقاطها منذ بدأت مطلع فبراير/شباط دول عدة، سواء تلك التي نفذتها وما زالت الأردن، ومصر، والإمارات وفرنسا، والولايات المتحدة وألمانيا، من خلال إسقاط شحنات المساعدات بالمظلات. وليس مقبولا أن يتعرض الفلسطينيون للموت عند البحث عن كسرة خبز، ما دفع المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة جيمس إلدر، للقول “يجب إرسال مزيد من المساعدات إلى غزة عن طريق البر، وليس الجو أو البحر، لتجنب الموت والمجاعة. وفي الأماكن التي ينعزل فيها الناس على بعد مئات الكيلومترات، يتم إسقاط المساعدات الغذائية جوا فقط، بينما في حالة غزة لا ينطبق ذلك، فالمساعدات التي يحتاجها الناس موجودة على بعد كيلومترات منهم، وتصبح الحاجة لاستخدام شبكات الطرق البرية، هو الحل الأفضل. لا نريد مزيدٍا من الضحايا الذين بلغ عددهم نتيجة العدوان الصهيوني على غزة 33899 شهيدا و76664 مصابا، مع المآسي التي تواجه 2.4 مليون نسمة معظمهم نازحون مهددون بالمجاعة.

برضا الطرفين

لم تفاجئ التسريبات الصادرة من واشنطن تعليقا على تجاوز نتنياهو قواعد التحالف، جميل مطر في “الشروق”، كانت أهم التسريبات ما تعلق بالشكوك الجديدة الطارئة على العقل السياسي الأمريكي، ومنها أن إسرائيل، تحت قيادة معينة، يمكن أن تعرّض أمن القواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط للخطر. شكوك من هذا النوع تؤثر في المعتقد السائد تاريخيا، وهو أن إسرائيل بوجودها تحمي مصالح أمريكا ومنها، قواعدها العسكرية ومصالحها النفطية وتحالفاتها التقليدية في دول الخليج وخطط تطبيع أوسع. من ناحية ثانية تأكد لقيادات في الحزب الديمقراطي والبيت الأبيض أن تصرفات نتنياهو ضد المدنيين الفلسطينيين أثرت على اتجاهات تصويتية بين جماهير الحزب، ما صار يهدد فرص بايدن في الفوز، وهو الأمر الجلل في سنة انتخابية. من ناحية ثالثة تسرب أن قيادات الحرب لمست قلقا متزايدا بين قادة دول الخليج ودول عربية أخرى نتيجة المواقف الإسرائيلية التي وصفت بالرعناء والاستهانة بمصالح حلفاء أمريكا في المنطقة. هناك اتصالات غير مباشرة جرت بين واشنطن وطهران أقرت بحق إيران في الانتقام للغارة الإسرائيلية على السفارة في دمشق، بشرط أن يكون معتدلا، وأن أمريكا ستلجأ فور إتمام الغارة إلى تعبئة القوى السياسية لحلفاء أمريكا وإطلاق حملة إعلامية تشد من أزر الحليف الإسرائيلي أملا في تطويعه ومنعه من الاستمرار في سياسات هدفها التورط والتوريط والاستهتار بمصالح أمريكا وحلفائها في الشرق الأوسط. وقع الانتقام الإيراني كان في الشكل كثيفا، وفي الواقع ناعما وفي آثاره مثيرا. عشرات المسيرات ومئات الصواريخ في موجات متلاحقة نحو لا أهداف محددة باستثناء وحيد هو مطار مهم تضررت بعض ممراته ومخازنه وربما أشياء أخرى أخفاها الجيش الإسرائيلي في بياناته المتضاربة. الأهم أن لا ضحايا مدنيين، إنجاز هائل في حرب في الشرق الأوسط. إنجاز أكدته الولايات المتحدة حتى قبل أن تعلنه إيران أو تشكك فيه إسرائيل.

أغلبها هالكة

مهم أيضا، حسب جميل مطر، أن السرعة التي خرجت بها أمريكا لتحصل مع بريطانيا وفرنسا على الفضل في «إحباط الهجوم الإيراني» قبل أن تعود وتعلن انتصار إسرائيل وتشن حملة إعلامية داخلية تجمع بين إعلان الفضل لأمريكا والثناء على كفاءة جيش إسرائيل. كنت شاهدا مرات غير قليلة على مثل هذا التضارب في الإعلام الرسمي الأمريكي، لكن ولا مرة واحدة بمثل هذا التخبط. شكل الهجمة الإيرانية على إسرائيل وواقع تنفيذها، أثار بالفعل ردود فعل متباينة أما الآثار المباشرة وغير المباشرة فكثيرة وبعضها كاشف، منها على سبيل المثال: (1) استعاد بايدن مؤقتا هيمنة أمريكا على تصرفات حكومة إسرائيل. ففي الشكل وأمام شعبه أنقذ إسرائيل وسوف يطلب الثمن من نتنياهو. (2) أوقفت أمريكا، ولو مؤقتا، مسلسل هزائم إسرائيل في حربها ضد غزة. (3) بعد أن سمحت أمريكا لإيران بحرب محدودة تكشف فيها عن ضخامة ترسانتها من الصواريخ والمسيرات، تستطيع الآن أن تستأنف وبسرعة المفاوضات لاستكمال تنفيذ مشروع الحلف الإبراهيمي ضد إيران والمقاومة الفلسطينية، توطئة لإقامة جامعة الدول الإبراهيمية. (4) لمدة غير قصيرة أتوقع أن تتراجع بين يهود العالم مكانة إسرائيل كملاذ آمن لهم. (5) ولمدة أيضا غير قصيرة أتوقع أن يستمر الأمن العربي القومي مهددا، وكذلك الاستقرار الداخلي في دول عربية أكثر على نمط ما حدث في أعقاب النكبة الأولى أو على نمط مختلف. (6) كسب بايدن، كمرشح للرئاسة الأمريكية، نقاطا جديدة وإن محدودة في المنافسة مع دونالد ترامب. (7) يبقى مؤكدا أكثر من أي وقت مضى أن أمريكا مسؤولة كليا عن جميع تهورات إسرائيل. الأزمة ممتدة ولا حل حقيقيا أو عاجلا في الأفق، فالأطراف، كلها أو أغلبها، مأزومة أو ضعيفة والوشائج بينها، كلها أو أغلبها، هالكة أو متهالكة، ومن أمامنا الغرب بزعاماته وحضارته في انحدار ومن ورائنا الشرق الناهض ما يزال بعيدا.

نسينا غزة

بعد الرد الإيراني على استهداف إسرائيل قنصليتها في دمشق، ونحن في انتظار الرد الإسرائيلي على الضربة الإيرانية، التي قال الإسرائيليون إنه تم إحباطها، نسي العالم ما ترتكبه القوات الاسرائيلية من مجازر في غزة، وتوقف الترقب لهدنة في حرب الإبادة الإسرائيلية ضد أهلها.. فإن التصعيد الإيراني الإسرائيلي من وجهة نظر عبد القادر شهيب في “فيتو” طغى على أصل المشكلة، وهو العدوان الإسرائيلي البشع على أهل غزة، وبدلا من أن يطالب العالم إسرائيل بإنهاء هذا العدوان فإنه بات يطالبها الآن بعدم الرد على الهجوم الإيراني.. وهذا بعض ما كان يريده نتنياهو فهو يريد استمرار الحرب ضد أهل غزة واحتواء الضغوط العالمية التي تستهدف وقفها، ويرتب كما أعلن لاقتحام رفح الفلسطينية، ويسعى لإفشال محادثات الهدنة المستمرة منذ عدة أشهر، وقد تحقق له بعض ما أراده وما سعى إليه.. فالاهتمام العالمي الآن انحرف بعيدا عن مأساة أهل غزة، وذهب إلى التصعيد الإسرائيلي الإيراني.. وصار الحديث العالمي الآن تستأثر به الضربة الإيرانية لإسرائيل وتقييمها ومدى ما حققته، وهل هو نجاح أو إخفاق، ورغبة الإسرائيليين التي لا يشاركهم فيها الأمريكيون في الرد على هذه الضربة. أما الحديث عن وقف حرب الإبادة ضد أهل غزة ووقف المجازر التي يرتكبها الإسرائيليون ضدهم فقد خفت، مثلما توارت التحذيرات العالمية للإسرائيليين من اقتحام رفح الفلسطينية، الذي خططوا له ويصرون عليه.. كما خفت أيضا حديث المجاعة التي يتعرض لها أهل غزة واستهداف الإسرائيليين لمنظمات الإغاثة والعاملين فيها، وتعطيل وصول المساعدات الغذائية والطبية لأهل غزة المشردين داخل القطاع، بعد أن دمرت القوات الإسرائيلية منازلهم وفرضت عليهم نزوحا إجباريا وقسريا من مناطق إقامتهم في شمال القطاع ووسطه وكل ذلك حدث بعد الهجوم الإيراني بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل الذي تصدت له مع حلفاءها الامريكان والاوروبيين، قبل أن يبلغ الأراضى الإسرائيلية.

مفاجآت قد تقع

في أقل من أسبوعين تغير المشهد السياسي في الشرق الأوسط تغيرا جذريّا، بدءا من قيام إسرائيل في الأول من أبريل/نيسان بتفجير مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، ثم عشرة أيام من الترقب لرد الفعل الإيراني، ثم إطلاق ثلاثمئة صاروخ وطائرة مسيرة على إسرائيل يوم 13 أبريل.
وها نحن حسب زياد بهاء الدين في “المصري اليوم” في مرحلة ترقب ثانية انتظارا للخطوة الإسرائيلية التالية، بينما النشاط الدبلوماسي الدولي منطلق في كل الاتجاهات، والصحافيون والمحللون منهمكون في التحليلات. مع ذلك، فإن موضوعي اليوم ليس تقييم فاعلية أو جدية الصواريخ الإيرانية، ولا الخوض في المناقشة الجارية، عما إذا كان رد الفعل الإيراني قد شكل تهديدا حقيقيّا على إسرائيل، أم لم يعدُ أن يكون «ألعابا نارية»، كما وصفها بعض المعلقين. فبغض النظر عن دوافع إيران وعن فاعلية، أو عدم فاعلية صواريخها وطائراتها المسيرة، فإن الأكيد أن إسرائيل نجحت في تحويل الاهتمام العالمي من حرب الإبادة التي تشنها ضد الشعب الفلسطيني في غزة منذ ستة أشهر إلى ما صورته على أنه مواجهة عالمية ضد إيران. خلال عشرة أيام فقط حققت إسرائيل ما يأتي: (1) استعادة الدعم السياسي والعسكري من الدول الكبرى التي كانت خلال الشهر السابق قد أعلنت بوضوح تحفظها على سياستها العدوانية في غزة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية. (2) تحويل الأنظار عما يجري على الأرض من عدوان مستمر على أهل غزة، الذي كان قد بلغ قمة جديدة مع تدمير مستشفى الشفاء، وقتل المئات داخله حتى اليوم السابق على ضرب القنصلية الإيرانية في دمشق.

دلالات هزلية

ومن توابع التبرير الصهيو أمريكي للعملية الإيرانية وفقا لزياد بهاء الدين إعادة تصوير وضع إسرائيل في المنطقة، باعتبارها الواحة الصغيرة للحضارة والديمقراطية، والمحاطة من كل جانب ببحر من العداوة والكراهية، والمضطرة دائما لخوض حرب دفاعية على عدة جبهات عربية، وكذلك إزاحة أي تهديد سياسي داخلي لرئيس الوزراء نتنياهو ولحكومته في ظل الخطر العسكري الأكبر الوافد من الشرق الإيراني. (5) تجديد الإيمان التقليدي بأن الجيش الإسرائيلي الأفضل والأكفأ والأكثر تقدما في المنطقة، بعد نجاحه في ضرب القنصلية، ثم في التصدي لأكثر من ثلاثمئة صاروخ وطائرة مسيرة، بعد الهزة التي أصابته من الفشل في توقع وتوقي هجوم حماس في أكتوبر/تشرين الأول، أو تحقيق أهدافه في إخلاء غزة من المسلحين، أو تحرير الرهائن. وكذلك أخذ زمام المبادرة في المفاوضات الجارية حول مستقبل غزة وأهلها. فضلا عن إعادة وضع إيران في قلب المشهد، باعتبارها مصدر الشر والعنف والتطرف في المنطقة والخطر العالمي الرئيسي. قد يكون لرد الفعل الإيراني دلالات مهمة يشير إليها المعلقون – بغض النظر عن فاعليته العسكرية – وعلى رأسها أنه أول هجوم إيراني على إسرائيل ذاتها وأنه حشد الجماهير الإيرانية في موقف شعبي ضد إسرائيل. ولكنها تظل مجرد دلالات هزيلة مقارنة بما حققته إسرائيل من مكاسب سياسية وعسكرية ودولية جراء هذه المواجهة، على الأقل حتى الآن وما لم يجرِ تصعيدها من الجانبين.

لرفع الحرج

يرى محمد بركات في “الأخبار” أنه من الصعوبة بمكان ونحن ندقق في ما جرى بخصوص الهجوم الإيراني الواسع والمتعدد الأسلحة والصواريخ والمقذوفات، على إسرائيل السبت الماضي، أن ننحي جانبا ولو بصورة مؤقتة، ذلك الانطباع الطاغي الذي ساد وانتشر بين كل الدوائر السياسية والعسكرية، وأيضا دوائر صنع واتخاذ القرار في العالم على اتساعه في أعقاب الهجوم، وجلاء النتائج، حيث تأكد للكل أننا أمام عملية متوافق عليها بين الأطراف الثلاثة إيران والولايات المتحدة وإسرائيل، قبل وقوعها، وتم الاتفاق سلفا على كل خطوطها الرئيسية والجانبية، وأيضا النتائج التي ستسفر عنها. والصعوبة هنا ترجع في الأساس إلى ما ظهر بجلاء خلال الإعداد للعملية، من الحرص الشديد على تضخيم وارتفاع حجم التوقعات الإعلامية السابقة، والمُصاحبِة للعملية، باعتبارها الرد الانتقامي المزلزل وغير المسبوق من جانب إيران، على العربدة الإسرائيلية والاعتداء الأخير على القنصلية الإيرانية في دمشق، وما سبقه من عمليات عدوانية كثيرة، منها مقتل قاسم سليماني وغيره. وقد زاد من حجم هذه التوقعات ما صاحب كل ذلك، من كم واسع من التصريحات الصحافية الأمريكية حول الهجوم الإيراني المُتوقع، والاستعدادات الأمريكية لمواجهته، والحد من أخطاره على إسرائيل، والقدر الكبير من الاستنفار بين القوات الأمريكية وقواعدها المنتشرة في المنطقة، وأيضا قطع الأسطول في البحر الأحمر، وهي الحملة الإعلامية المنظمة التي شارك فيها الرئيس الأمريكي بنفسه. كما ساعد على ارتفاع حدة التوقعات بالطبع، ما صدر وأُعلن بصفة يومية من إسرائيل، عن القدر الكبير للاستعدادات لمواجهة الهجمات الإيرانية المُتوقعة، وآثارها التي يمكن أن تكون شديدة الوقع على إسرائيل وسكانها.

قلق عابر

في ظل ما سبق أن ألقى عليه محمد بركات الضوء بشأن الرد الإيراني على تفجير القنصلية الإيرانية في دمشق، ومقتل عدد من أهم القيادات الإيرانية زاد حجم التوقعات في المنطقة العربية والشرق أوسطية، وأيضا في مناطق عديدة في العالم، شملت أوروبا وآسيا وغيرها، بأن المنطقة والعالم في انتظار ضربة إيرانية موجعة، بل شديدة الوجع والأثر على إسرائيل. وقد تسبب ذلك كله، في أن العالم كله في أوروبا وأمريكا وآسيا وأستراليا، وليس في منطقتنا العربية والخليجية، والشرق أوسطية فقط، اضطر إلى حبس أنفاسه ترقبا لما سيحدث من الجانب الإيراني، وأيضا على الجانب الإسرائيلي، وماذا ستفعل الولايات المتحدة في مواجهة ذلك. ثم حدثت الضربة الإيرانية بالفعل، وكانت على قدرٍ ليس بقليل من الضخامة، من حيث كثرة وتنوع الأسلحة المُستخدمة فيها، التي ضمت: 36 صاروخ كروز 110 صواريخ أرض أرض، بالإضافة إلى 185 طائرة مسيرة دون طيار. ولكن النتائج التي تكشفت بعد إتمامها لم تكن على قدر ارتفاع الضجة والضجيج المصاحب للعملية قبل انطلاقها وخلالها، بل أصبح واضحا دون شك، وجود حرص إيراني شديد على عدم التسبب في إحداث أي أضرار جسيمة، ولا حتى طفيفة للعملية على الجانب الإسرائيلي، ما دعا الكل للاستنتاج بأن ما جرى هو عملية توافقية بين الأطراف الثلاثة: إيران وأمريكا وإسرائيل، وأن أمريكا قامت بدور ضابط الإيقاع.

بين الرد وعدمه

كيف سترد إسرائيل، على أول هجوم إيراني مباشر عليها؟ وهو رد فعل من وجهة نظر الدكتور مصطفى عبد الرازق في “الوفد” ربما يكون تحصيل حاصل في ضوء استراتيجية الردع الإسرائيلية، وأكد عليه وزير الدفاع الإسرائيلي بالإشارة إلى أن تل أبيب ليس أمامها خيار سوى ضربة مضادة. لكن لماذا يكون لإسرائيل حق الرد، دون أن يمتد هذا الحق إلى باقي الدول؟ مقتضى السؤال هو أن الهجوم الإيراني على إسرائيل الذي، يعد الأول من نوعه منذ قيام الدولة العبرية، إنما كان في التحليل النهائي رد فعل على مبادرة إسرائيل بالهجوم على قنصيلتها في سوريا، وأي دارس للقانون الدولي يعلم أن سفارة أو قنصلية أي دولة تعتبر جزءا لا يتجزأ من أراضيها. على هذا النحو فإن تداعيات الأزمة الجارية بشأن تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل ربما تقدم العديد من الدروس من واقع تفاعل النظام الدولي معها.. أول هذه الدروس افتقاد النظام الدولي للعدالة في تعامله مع الواقع، الأمر الذي انعكس في رفض مجلس الأمن تبني موقف مندد بالهجوم على القنصلية، ما دعا طهران إلى المبادرة بالفعل دفاعا عن نفسها. وهنا يأتي الدرس الثاني، وهو أن القوة ربما تكون هي اللغة الوحيدة التي يفهمها ويقرها الفاعلون الدوليون، حيث استطاعت إيران بهذا الفعل أن تكرس وضعا مؤداه صعوبة أن يمر اعتداء عليها دون رد.

ولاية أمريكية

الدرس الثالث الذي التفت إليه الدكتور مصطفى عبد الرازق، أن السيمفونية التي بدا عليها الموقف الغربي وتتابع إدانته للهجوم الإيراني وعلى النحو الذي خرج به.. يؤكد النفاق الدولي على نحو ما ذهب إليه ممثل روسيا في مجلس الأمن، حيث كان من باب أولى تناسق المواقف، ما كان يعني إدانة تلك الدول للاعتداء الإسرائيلي على قنصلية إيران. الدرس الرابع أن موقف الولايات المتحدة شديد الحماس للدفاع عما تراه أمن إسرائيل والتزامها بهذا الأمر في كل الأحوال، سواء كانت إسرائيل المبادرة إلى العدوان أم العكس، يعزز فكرة أو مقولة أن إسرائيل ليست سوى ولاية أمريكية، ما يعني أن السياسات الإسرائيلية تمثل امتدادا بشكل أو بآخر للسياسة الأمريكية. هذا الطرح يطرح التساؤلات بشأن طبيعة العلاقة، أو المعادلة التي تسعى واشنطن لفرضها في المنطقة، وهي معادلة يبدو من تفاعلات الأحداث أن الولايات المتحدة ترى أنها يجب أن تقوم على أساس أن تل أبيب هي فتوة المنطقة، وأن على الآخرين الائتمار بأمره والسكوت على كل مظالمه، الأمر الذي يمكن التأكيد على أنه يعكس معادلة سارية بالفعل في المحيط العربي، وأن إيران أبت أن تكون جزءا من تلك المعادلة. الدرس الخامس أن مثل هذا النوع من التوترات لا تكون نتيجته عادة من نوع المباريات الصفرية، ولذلك فإن الجدل حول من المنتصر في المواجهة في حدود ما جرى حتى الآن جدل عبثي ليس له معنى، فمن المؤكد أن إسرائيل بهجومها على القنصلية كانت ترسم لأهداف ربما تكون حققت بعضها منها، خلط الأوراق في المنطقة، وصرف أنظار العالم عن الحرب في غزة، وجر إيران لحرب تكون مقدمة للقضاء على قوتها أو تقليص مساعيها لامتلاك سلاح نووي.

رأس الحكمة ليست طوق نجاة

بعد طول تفكير انتهى مدحت نافع في “الشروق”، إلى أن صفقة رأس الحكمة ليست طوق النجاة، ولا المخرج الآمن من الأزمات الاقتصادية المتتالية التي عانتها مصر بمحفزات خارجية، وتحت إدارة اقتصادية تقليدية وادعة، تتحرّك بأسلوب رد الفعل. فالمخرج الآمن من الأزمة يتطلب استراتيجيات وإجراءات حاسمة على مستوى الاقتصاد العيني، لزيادة وتطوير الإنتاجية وتحسين كفاءة الإنتاج. وقد ثبت بالدليل القاطع أن المجموعة الاقتصادية في الحكومة المصرية الحالية لم تتمكّن من تحقيق تلك المستهدفات، رغم بقائها في السلطة مدة طويلة الأمر الذي فاقم تداعيات الأزمات والضربات العالمية، وقلل من قدرة مصر على امتصاصها، أو تحويلها إلى فرص يمكن استغلالها. الوتيرة التي تعمل بها تلك المجموعة أبطأ من اللازم. وزارة الزراعة – مثلا- كانت تعكف على حل أزمة محصول قصب السكر منذ سنوات، لكن الحلول المقترحة لم تدخل أبدا حيز النفاذ رغم بساطتها، إلى أن تحوّلت أزمة المحصول إلى أزمة عنيدة في منتجى السكر والورق. وقد ضربت هذا المثال لأنني كنت شاهدا على مولد التحرّك الحكومي في هذا الاتجاه، وكتبت مقالا بعنوان «مقومات النهوض بمحصول قصب السكر في مصر»، وقد شهد المقال تحرّكا من قبل وزير الزراعة لتفعيل اللجنة المعنية بهذا الموضوع، بغية تنفيذ المقترحات المذكورة في المقال، وحتى يومنا هذا لم يتحقق شيء يذكر.

الدور المفقود

هناك ثقل كبير في أداء الكثير من الوزارات ذات الطابع الاقتصادي، وهناك دور مفقود لوزارة الاقتصاد، انتبه له مدحت نافع لم تملأ فراغه وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، التي عجزت عن التنبؤ بالصدمات الاقتصادية المحلية والخارجية، على نحو يساعد في إدارة المخاطر عوضا عن إدارة الأزمات. كذلك لم توفّق وزارة التجارة والصناعة في زيادة الناتج الصناعي الذي ما زال هزيلا يداعب نسبة 16% من الناتج المحلي الإجمالي. ولم تتمكن من فض الاشتباك بين أهداف الصناع والتجّار، أو حل أزمة المصانع المغلقة والمتعثّرة. كما أن وزارة التموين والتجارة الداخلية تعمل بأدوات قديمة بالية، وتحقق الشركات التابعة لها خسائر غير مسبوقة في التاريخ، كما تحقق أذرعها الرقابية إخفاقا ترصده جهات رقابية أخرى، في هيئة ضبط مخالفات وتجاوزات. أما وزارتا الكهرباء والبترول فلا يصل أثرهما إلى المواطن العادي، إلا عبر ارتفاعات مستمرة في أسعار الوقود، تنتقل إلى أسعار سائر المنتجات، وانقطاعات مستمرة في التيار الكهربائي على خلفية اتهامات متبادلة بين الوزارتين، ونقص في إمدادات الغاز الطبيعي إلى مستهلكه الأكبر (المتمثّل في وزارة الكهرباء). التخطيط والتحوّط ضد تقلبات أسعار الطاقة عالميا والانتقال الجاد للطاقة في مصر.. هي بعض المفردات الغائبة في قاموس الوزارتين، أو للإنصاف، هي التي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام والتخصص. انقطاع التيار الكهربائي يهدد مختلف أوجه العمران وجذب الاستثمارات، ويضعف تصدير صورة الاستقرار المجتمعي والاقتصادي اللازمة لجذب تلك الاستثمارات، ولرفاهية المواطن، الذي بات يدفع فاتورة متزايدة وتكاليف كبيرة ثم لا يحصل على الخدمة المتوقعة، ولا يعرف أمدا لما يعرف بتخفيف الأحمال.

أخيرا تذكرناه

فجأة استيقظ محمد أمين في “المصري اليوم” على عناوين تملأ صفحات الصحف تتعلق بإحالة توصيات مجلس الشيوخ عن دراسة موقف محصول القطن إلى الحكومة لتنفيذها.. شيء طيب أن نسترجع تاريخنا في كل المحاصيل القومية، ومنها القطن والقصب والأرز.. ولكن من أسباب الدهشة أننا نتكلم عن الحكمة في التوسع أحيانا، وفي وقت آخر نتكلم عن الحكمة في تقليل الزراعة في الوقت نفسه، وفي كل مرة هناك حكمة بالتأكيد. لماذا تركنا المحصول يموت، ولماذا تراجعت فرص مصر في الزراعة والتصدير، بحجة الاحتكار، والقصور في عمليات التداول؟ كانت مصر معروفة بالقطن طويل التيلة، وتحولت فجأة إلى زراعة القطن قصير التيلة، بحجة توفيره لمصانع القطاع الخاص.. الكلام شكله حلو، ولكن باطنه عيب. الآن يتحدثون عن خطة تسعير عادلة، بعد أن انصرف الفلاح عن الزراعة، حدث هذا في محصولي القطن والقصب، حتى وصل سعر كيلو السكر إلى خمسين جنيها، بعد ثلاثة جنيهات، وعشنا أزمة لم تحدث في تاريخ مصر. صناعة الغزل والنسيج، التي كانت من أهم الصناعات المصرية التي تتربع على عرش الصادرات الوطنية، تراجعت كثيرا في السنوات الماضية، ويجب أن تحصل على الاهتمام الكبير من الحكومة بتحديد سعر ضمان للمزارعين لتوريد القطن، بحيث يكون سعر الضمان 10 آلاف جنيه لقنطار القطن متوسط التيلة في الوجه القبلي، و12 ألف جنيه لقنطار القطن طويل التيلة في الوجه البحري ليعود الفلاح من جديد إلى زراعة القطن كمحصول قومي، له عائد كبير ومباشر على الفلاح، ووضع سياسات حكيمة تضمن زراعته والتوسع في زراعة المحصول، وبالتالي التصدير. وتقول وكالة فيتش إن مصر في وضع أفضل لتنمية إنتاج الملابس، حيث تتمتع بأكبر قوى عاملة في منطقة الشرق الأوسط وافريقيا، وتحسين بيئة التشغيل، وزيادة القدرة التنافسية التي تتمتع بميزة قربها وسهولة الوصول إلى الأسواق الأوروبية والأمريكية. هذه الصحوة مطلوبة الآن، ومناقشة هذه القضايا المهمة في البرلمان والصحف أمر ضروري، فمشكلتنا اقتصادية أساسا.

يستحقون الأفضل

بيننا وبين الشعب السوداني الشقيق مودة ومحبة، يدعو كرم جبر في “الأخبار” المولى عز وجل أن تنطفئ نيران الفتنة، وينعم أهله الطيبون بخيرات بلادهم التي يندر أن تكون في دولة أخرى. وفي آخر زيارة للسودان منذ خمس سنوات حرصت على الذهاب إلى مكان التقاء النيل الأبيض بالنيل الأزرق في ساعة الغروب، لمشاهدة المنحة الإلهية الخالدة، التي انعكست ملامحها على طباع وملامح أبناء وادي النيل. لوحة رائعة الجمال، ويمتد عناق النهرين طويلا مخترقا الأراضي السودانية والمصرية، ليرتوي الشعبان معا من مياهه الخالدة. هل يعقل أن السودان يعاني من خطر المجاعة، بينما يمتلك 200 مليون فدان صالحة للزراعة، وأكثر من 100 مليون من حيوانات الغذاء و50 مليونا من الدواجن، على جانب ملايين الأطنان من الثروة السمكية؟ السودان الذي يقع معظم سكانه تحت خط الفقر، تغطي المعادن الثمينة نصف مساحته، وفيه جبال من الذهب والفضة، والنحاس والزنك والحديد والرخام والمنغنيز واليورانيوم. السودانيون عاشقون للفن والحضارة والغناء والموسيقى، وفي ذاكرتهم الفنانة الخالدة أم كلثوم، التي غنت لشاعرهم الكبير الهادي آدم قصيدة “أغدا ألقاك”، وأم كلثوم بالمناسبة كانت شديدة الحرص على أن تشدو بكلمات لمؤلفين من معظم الدول العربية. السودان الذي يحتاج وسطاء محايدين لحلحلة أزمته، كان بطل المصالحة التاريخية جمال عبد الناصر والملك فيصل، بعد سنوات من الخلاف بينهما على خلفية حرب اليمن. كان عبد الناصر قلقا على الوضع في الضفة الغربية والقدس، وكان يرى ضرورة العمل الدبلوماسي لتحريرهما بأقصى سرعة، واستغلال العلاقات الطيبة بين العاهل الأردني الملك حسين والولايات المتحدة، وعاد عبد الناصر من السودان منتشيا رغم الهزيمة، ومزودا بشحنات حماسية رائعة، استمدها من روح الشعب السوداني، وحبه لمصر، ووقوفه إلى جانبها في لحظات الشدة. السودان، جزء غالٍ من الجسد العربي، ويعاني ضربات وطعنات نافذة، ندعو الله أن تنزاح الفتن وينعم شعبه بالأمن والسلام.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية