“القدس العربي” ترصد اصطفاف شاحنات المساعدات في رفح والعريش- (صور)

تامر هنداوي
حجم الخط
0

القاهرة- “القدس العربي”:

اصطفت مئات شاحنات المساعدات في المنطقة المحيطة بمطار العريش الدولي.

فبمجرد خروجك من بوابة المطار يمكنك أن تلاحظ وجود الشاحنات المحملة بالمساعدات، وفي الطريق ما بين مطار العريش ومعبر رفح، لم يتغير الأمر، فعلى مسافات متباينة تجد تجمعات لشاحنات المساعدات في مناطق خصصتها السلطات المصرية لتخزينها محاطة بالأسوار.

وقبل وصولك إلى بوابة معبر رفح البري بعدة كيلومترات، كان يمكننا أن نرى من نوافذ الحافلة التي تقل الوفد الصحافي المتجه إلى المعبر لحضور المؤتمر الصحافي لأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الشاحنات المحلمة بالمواد الغذائية.

وكان محافظ شمال سيناء اللواء عبد الفضيل شوشة، قال إن هناك 7 آلاف شاحنة مساعدات تنتظر السماح لها بالدخول إلى قطاع غزة.

أمام المعبر، تواجد عدد من المتطوعين الذين يرتدون زيا يحمل اسم الهلال الأحمر المصري، بصحبة سائقي الشاحنات التي اقترب دورها في التحرك إلى معبر كرم أبو سالم للخضوع للتفتيش قبل عودتهم إلى معبر رفح لدخول القطاع.

رفض العديد منهم الحديث عن رحلتهم إلى القطاع، وقال أحدهم لـ”القدس العربي”، “لا أريد أن أدخل في مشكلة”، في إشارة إلى التنبيه عليهم بعدم التحدث للإعلام والاكتفاء بالسماح بالتقاط صور لهم بجانب الشاحنات.

آخر تحدث لـ”القدس العربي”، شريطة ألا نذكر اسمه، وقال: “دخلت إلى قطاع غزة مرتين من قبل، والمرة القادمة ستكون الرحلة الثالثة لي”.

يحكي السائق عن أنه يعمل مع الهلال الأحمر المصري، وأنه أحيانا يتحرك بشاحنته اتجاه المعبر ثم ينتظر لأيام قبل السماح له بدخول قطاع غزة.

يقول السائق: تبدأ الرحلة بدخول معبر رفح البري والسير بمحاذاة السور وصولا لمعبر العوجة.

ويضيف: تبلغ المسافة حوالي 100 كيلومتر، وندمت نصل إلى معبر العوجة ننتظر تفتيش السيارات، ويتعمد جنود الاحتلال الإسرائيلي المكلفين بعملية التفتيش، الانتظار لساعات قبل إجراء التفتيش، واستغراق وقت أكبر من المفترض في تفتيش الشاحنة، حتى إن إحدى الرحلات التي خضتها، انتظرت فيها في معبر العوجة لأكثر من 10 ساعات.

وتابع: بعد انتهاء إجراءات التفتيش، أعود مرة أخرى لمعبر رفح، لدخول القطاع، ويكون الهلال الأحمر الفلسطيني في انتظاري وهو من يتولى تفريغ الشاحنة وتوزيعها.

يؤكد السائق، أن عدد الشاحنات التي تدخل القطاع يوميا لا يتعدى الـ 100 شاحنة، قائلا: بهذا المعدل تحتاج الشاحنات الموجودة في العريش ورفح لأشهر حتى تتمكن من دخول قطاع غزة.

وكانت مصر توصلت لاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي، بعد أيام من بدء العدوان، يقضي بتوجه الشاحنات إلى معبر العوجة للخضوع للتفتيش قبل عودتها إلى معبر رفح البري مرة أخرى والدخول إلى قطاع غزة.

أثناء وجودنا أمام المعبر وعلى فترات كانت تخرج الشاحنات التي أفرغت حمولتها في مدينة رفح الفلسطينية، فيما اصطفت عدد من سيارات الإسعاف، بجوار باب المعبر، وهي السيارات التي خصصتها وزارة الصحة المصرية للعمل في المعبر لنقل المصابين حال وصولهم يوما إلى مستشفيات محافظة شمال سيناء والمحافظات القريبة، أو لنقلهم إلى مطار العريش ومنه للسفر إلى إحدى الدول العربية لتلقي العلاج هناك.

تغير محيط معبر رفح وخلال الرحلة من مطار العريش إلى معبر رفح، ظهرت أسوار جديدة شيدتها السلطات المصرية، طول طريق الشيخ زويد-رفح على بعد بضعة كيلومترات غرب الحدود مع غزة.

وبدت الحواجز خرسانية مسبقة الصنع تم وضعها على طول الطريق.

وكانت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان نشرت تقريرا يتضمن صور رافعة ترفع الجدران الخرسانية إلى أماكنها على طول الطريق.

وشهد المعبر خروج عدد من الفلسطينيين والمصريين العالقين في قطاع غزة في سيارات.

وقالت مصادر مسؤولة في المعبر، إن السيارات تتبع شركة هلا للسياحة المملوكة لرجل الأعمال صاحب شركة أبناء سيناء إبراهيم العرجاني.

وعادت الشركة إلى تولي ملف النقل من وإلى غزة بعد توقفها لفترة عقب الجدل الذي أثارته بعد اكتشاف تحصيلها لآلاف الدولارات من الفلسطينيين الراغبين قي الخروج من قطاع غزة.

وشركة “هلا للسياحة”، هي شركة مصرية لها فرعان أحدهما في القاهرة والآخر في ميدان النجمة في مدينة رفح الفلسطينية، كما لها وكيلان في قطاع غزة، هما “شركة مشتهى للحج والعمرة وشركة حمد للسياحة في القطاع”، حسب صفحة الشركة على موقع الفيسبوك.

وتولت الشركة خلال السنوات الماضية نقل المسافرين من قطاع غزة وإليه عبر معبر رفح، من خلال إجراءات ميسرة، وحافلات حديثة ومتطورة، فيما عرف ببرنامج الـ”في أي بي”.

والشركة تابعة لمجموعة “أبناء سيناء” المملوكة لرجل الأعمال السيناوي، إبراهيم العرجاني، التي تولت إحدى شركاتها عمليات إعادة الإعمار في قطاع غزة، ضمن المبادرة التي أعلنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بقيمة 500 مليون دولار في مايو/ أيار 2021.

وبحسب الأرقام الرسمية، استقبلت مصر منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أكثر من 5 آلاف مصاب ومريض من أبناء غزة لعلاجهم بالمستشفيات المصرية وبعض الدول الشقيقة والصديقة، ومعهم نحو 6 آلاف مرافق، إضافة إلى عبور 29 ألف شخص من الفلسطينيين والرعايا الأجانب ومزدوجي الجنسية، ونحو 6 آلاف مصري من العالقين في القطاع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية