الفوتوغرافي السوري محمود الشرع: الفن ليس خيارا شخصيا

حجم الخط
0

تراه حاملاً كاميرته الفوتوغرافية، ومتجولاً في مدينة ريمس الفرنسية، ليثبِّتَ لحظة من الزمن، ويقدمها كلوحة فنية لمتذوقي فن التصوير الفوتوغرافي، الذين بدأوا يزدادون يوماً إثر آخر، خصوصاً بعد أن أصبح التصوير في متناول الجميع عبر الهواتف الذكية، ووسائل التواصل الاجتماعي، التي جعلت الكثيرين يشعرون بأنهم مصورون فوتوغرافيون، ولكن القليلين من احترفوا هذه المهنة على أصولها، وقلة منهم استطاعت تحويل هذه المهنة إلى فن لا يخضع إلا لقواعد الجمال.
عندما قدم المخرج التلفزيوني السوري محمود الشرع إلى فرنسا لاجئا سياسيا عام 2014، لم يفكر حينها بتغيير مهنته، لكن ثلاث سنوات كانت كافية حتى يبدأ محمود الشرع بالتفكير بتغيير مهنته، خصوصاً في ظل ندرة فرص العمل في فرنسا، «خلال هذا الوقت الطويل كنت في حل من أي التزام مهني، لذلك بدأت أشعر بحرية مطلقة للاتجاه نحو ما أحب. لذلك كان توجهي للتصوير الفوتوغرافي. وهي مغامرة أحببت أن أسير فيها حتى النهاية، قليل من الوقت كان كافياً للشعور بالرضى وبأن هذا فعلاً ما أود أن أكونه».


لم يكن الشرع مصوراً محترفاً قبل عام ألفين وسبعة عشر، لكنه الآن تعدى حدود الاحتراف إلى الإبداع في هذا الفن، «أن تكون فناناً ليس خياراً بالتأكيد، وأنا لم أقرر أن أكون فناناً أبداً، ولكن مسار تجربتي والمحيط الثقافي والفني في المدينة التي أعيش فيها هو ما دفعني بهذا الاتجاه ومنحني الثقة الكافية للاستمرار فيه».
خمسة معارض جماعية شارك بها الشرع، ومعرضان منفردان، أخيرهم أقيم في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. في هذا المعرض اشترى العديد من الفرنسيين من لوحات الشرع، وباتت تزين جدران منازلهم. لوحات تصور جزئيات بسيطة من واقع الحياة اليومي في فرنسا، غلب عليها الأبيض والأسود.
فنان التصوير الفوتوغرافي ذو الستة والأربعين عاماً والحاصل على صفة اللجوء السياسي في فرنسا، لا يرى أن كون الإنسان لاجئاً قد يقدم قيمة مضافة للأعمال الفنية المطروحة، بل إن ذلك قد يؤثر على التقييم الحقيقي للعمل الفني، «أن تكون لاجئاً سورياً لا يعني بالضرورة أن تقدم شيئاً مختلفاً أو خاصاً، وإن ظهر أثر هذه الصفة من خلال المواضيع التي تشتغل عليها وتثير اهتمامك. التركيز الدائم على ثنائية الفنان- اللاجئ قد لا تسمح لمحاكمة العمل الفني بشكل عادل وقد تسمح للعاطفة بالتأثير على تقييم سوية عملك وهذا ما أرفضه».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية