الفائز هو بينيت

حجم الخط
0

مع انتهاء الانتخابات التمهيدية في البيت اليهودي تم تحديد، إلى هذا الحد أو ذاك، القوائم الثلاثة للاحزاب الثلاثة الكبرى في اسرائيل، الليكود، المعسكر الصهيوني (اسم مؤقت؟) والبيت اليهودي. لقد أقام ناخبو اثنين من الثلاثة احزاب قائمة حذرة ومحافظة مكونة في الأساس من ممثليهم في الكنيست السابقة. الحزب اليساري، قام بخطوة جريئة نسبيا على الوجوه الجديدة للحزب، وقدمهم للمواقع الاساسية. ليس من الصعب أن نجد تفسيرا لهذا الفرق – حزبا اليمين (حزب الوسط – اليمين وحزب اليمين) كانا راضيين جدا عن وضعهما ومن ممثليهما، ولكن في حزب اليسار شعر المنتخبون أنه حان الوقت للتغيير. من المفهوم أن هذا ليس مفاجئا. لم يكن صدفة لو وجدنا أن خطوط الحملة الانتخابية كانت كذلك. من اليسار هناك اصوات تنادي بالتغيير بكل ثمن (لنتذكر، ناخبو العمل وافقوا على قبول تسيبي لفني المكروهة داخل صفوف حزبهم، وحتى تغيير الحزب، كل ذلك من اجل احتمال العودة إلى الحكم). من اليمين، هناك تأييد لابقاء الوضع الراهن من خلال الاعتماد على الذاكرة الجماعية التي تربط بين حكم اليسار مع سنوات الخوف الأمني للطعن واطلاق النار والحافلات المتفجرة.
ناخبو البيت اليهودي كانوا الاعلى صوتا من كل ناخبي الاحزاب في التعبير عن امتعاضهم من القائمة التي تم انتخابها لحزبهم. في العمل كان الاحتجاج (بالتأكيد ليس محقا وليس له علاقة بالواقع). في الليكود كان الاحتجاج التقليدي، الذي يضم اتهامات بالتزوير ودعاوى من كل نوع. ولكن في البيت اليهودي ظهر هناك تساؤل كبير. لماذا؟ يبدو أن الاستطلاعات الايجابية والشعبية العظيمة للقائمة (أكثر من 40 مرشح تنافسوا على 5 – 9 مقاعد حقيقية)، خلقت توقعا بأن شيئا جديدا قد بدأ. القائمة كما تبلورت في النهاية وبعد الاماكن المضمونة الكثيرة (للنهضة، للنساء، للوسط ولمرشحي رئيس الحزب)، عرضت وجوها معروفة جدا وقطاعية جدا.
الممثلان اللامعان، أصحاب الصورة الاعلامية الجذابة، رونين شوفال وداني ديان، بقوا خارجا. المرشحة العربية آنت حسقيا، التي كانت تستطيع أن تعمل سابقة تاريخية (لأنها غير اليهودية الاولى في الحزب والمسلمة الاولى فيه ويمكن ايضا المسلمة الصهيونية الاولى بصورة واضحة في الكنيست، بيقين في العقدين الاخيرين)، بقيت خارج القائمة ايضا، في الوقت الذي أعطاها حوالي 6 آلاف من بين الـ 40 ألف ناخب اصواتهم. وفي المقابل يبرز حضور ممثلي «القطاعات» مثل آفي فرتسمان، موتي يوغف، ونيسان سلومنسكي، وهم اعضاء كنيست مجهولين نسبيا لدى الجمهور الواسع، ولكنهم معروفون لجمهور المتدينين القوميين نظرا لعلاقتهم بمؤسساته التقليدية، وقدرتهم على الحصول على الميزانيات. في الحقيقة سأقول ذلك بصورة صريحة، إنهم اشخاص يعرفون كيف يحلون المشاكل في الشؤون العامة على المستوى الوطني، حسب تقاليد الاحزاب المتدينة.
مع ذلك، ليس من شأن ذلك أن يُنبيء بهبوط الحزب في الاستطلاعات أو في النتائج النهائية. وفي نهاية المطاف، فان ناخبي البيت اليهودي الجدد، الجمهور الذي يدور الحديث عنه – العلماني، التل ابيبي، الشاب جيل الفيس بوك الخ – هؤلاء ناخبون لرجل واحد اسمه نفتالي بينيت. القانون الذي قام بتمريره باغلبية كبيرة في مركز الحزب قبيل الانتخابات التمهيدية أبقى في يديه قوة كبيرة نسبيا كقائد لحزب ديمقراطي. أكبر فائزين في الانتخابات التمهيدية اييلت شكيد وايلي بن دهان هما، رجاله، الامر الذي سيؤمن له الهدوء في الهيئة القيادية العليا، وحياة برلمانية اكثر سلاسة منها في الدورة السابقة. البيت اليهودي ما زال حزبا قطاعيا ولم يتنافس على قيادة الدولة، لكنه بيقين في الطريق اليها.

معاريف 18/1/2015

افيشاي عبري

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية