العراق: «المقاومة» تقصف قاعدة للاحتلال في بئر السبع… وهنية يهاتف السوداني والعامري

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: أعلنت فصائل «المقاومة الإسلامية» في العراق، أنها قصفت، فجر أمس الخميس، قاعدة «نيفاتيم» العسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلي في بئر السبع جنوبي فلسطين المحتلة، فيما جدّد مسؤولون عراقيون رفضهم لاستمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين في فلسطين، داعين إلى وقف العدوان، فيما شددوا على وجوب أن يأخذ المجتمع الدولي دوره في هذا السياق.

نصرة لأهل غزة

وقالت المقاومة في بيان لها: إن «مجاهديها في العراق، استهدفوا القاعدة بالطيران المسيّر».
وأكدت «استمرارها في دكّ معاقل الأعداء، استمراراً بنهجنا في مقاومة الاحتلال، ونُصرةً لأهلنا في غزّة، وردّاً على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحقّ المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ».
وقال نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير التخطيط العراقي، محمد علي تميم، خلال كلمته التي القاها في افتتاح اجتماعات الدورة 58 للمنظمة العربية للتنمية الإدارية المنعقدة في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة، أمس، «علينا أن لا ننسى أهلنا في غزة وما يتعرضون له من عدوان إسرائيلي سافر، تجاوز كل المديات الإنسانية» داعياً إلى أن «تكون القرارات والتوصيات التي تنتج عن هذه الاجتماعات غير عادية، في ظل الظروف الصعبة والمعقدة التي تمر بها دول المنطقة». وأشار إلى أن «هذا اللقاء يمثل فرصة طيبة ولحظة تاريخية مهمة في أن يلتئم شمل الجمعية العمومية للمنظمة العربية للتنمية الادارية في دورتها الثامنة والخمسين، في مرحلة حرجة وحساسة تمر بها المنطقة ودولنا العربية على وجه التحديد، الأمر الذي يتطلب أن تكون القرارات والتوصيات التي تنتج عن هذه الدورة غير عادية».
وشدد على أن تكون القرارات «تتواءم وتستجيب لدواعي هذه المرحلة شديدة التعقيد» لافتاً إلى أن «انتخاب مجلس تنفيذي جديد للمنظمة للعامين المقبلين ينبغي أن يأخذ بنظر الاعتبار تمثيل الدول العربية في هذا المجلس، وعلاقة ذلك بموقف سداد الالتزامات المالية المترتبة على الدول الاعضاء».
تصريحات الوزير جاءت في أعقاب إشادة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، بموافقة حركة «حماس» على مقترح الهدنة في غزة. وذكر بيان لمكتب السوداني، أن الأخير «تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية، وأكد أن القرار الذي اتخذته الحركة بالموافقة على الهدنة هو قرار مسؤول ينبع من تقدير المصالح العليا للشعب الفلسطيني» مشيراً إلى «دعم العراق لهذه الخطوة، التي من شأنها أن توقف معاناة الشعب الفلسطيني، كما أنه يمثل استجابة لجهود الأشقاء العرب لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني».
وشدد على ضرورة أن «يتخذ المجتمع الدولي موقفاً لإيقاف الحرب في غزة، وأن تتحمل الدول الكبرى مسؤولياتها في منع استمرار العدوان، خصوصاً مع إصرار قوات الاحتلال على اقتحام معبر رفح والتسبب بكارثة إنسانية، ومواصلة ارتكاب الجرائم البشعة بحق المدنيين».

أكدت استمرارها في «دك معاقل الأعداء» رداً على المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين

فيما قدم هنية، خلال الاتصال، شرحاً مفصلاً بشأن قرار حركة حماس بالموافقة على الهدنة لإيقاف الحرب في غزة، والاستجابة للجهود العربية، معرباً عن «شكره وتقديره للدعم الذي قدمه العراق، حكومةً وشعباً، سواء في المواقف السياسية أو من خلال إرسال المساعدات الإنسانية العاجلة للمدنيين المحاصرين في غزة». كذلك، استعرض رئيس تحالف «نبني» المنضوي في «الإطار التنسيقي» الشيعي، هادي العامري، مع هنية، مستجدات غزة وموقف الحركة من مفاوضات القاهرة.
وذكر مكتب العامري، في بيان صحافي إن الأخير أطلع على «آخر المستجدات الميدانية والعسكرية والإنسانية في قطاع غزة، والصمود الاسطوري المتواصل للشعب الفلسطيني أمام العدوان الصهيوني، وحرب الإبادة المدعومة من أمريكا والغرب».
وبين أن هنية «موقف حماس من مفاوضات القاهرة ومقترح الوسطاء وحرصها على الوصول إلى اتفاق يحقق مطالب الشعب الفلسطيني ويتضمن إنهاء العدوان الوحشي والحصار المفروض على غزة وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع».
وجدد العامري، موقفه «القوي الداعم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وحقه في الدفاع عن نفسه والخلاص من الاحتلال الذي يرتكب مجازره دون أي ردة فعلية دولية حقيقة أو محاسبة فعلية».
وسبق أن اعتبر رئيس الحكومة العراقية، إن العدوان على قطاع غزّة، كشف «زيف المجتمع الغربي» الذي قال إنه «صدّع رؤوسنا» بالمُثل والقيم. وجاءت تصريحات السوداني خلال لقائه، مساء الأربعاء، وفد المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، مؤكداً أن «الأمة الإسلامية ابتليت بالتشويه المقصود والمتكرر للرسالة المحمدية عبر التاريخ، وهو ما ظهر بوجوه مختلفة في عصرنا الحديث، وواحد من هذه الوجوه هو الإرهاب».
وأكد رئيس مجلس الوزراء، حسب البيان، أن «العراقيين خاضوا معركة مصيرية دفاعاً عن الأرض والوجود، بدءًا من 2003، والإطاحة بالنظام الدكتاتوري، مروراً بمعركة الإرهاب ومجيء داعش، وأن هذه المحطة الصعبة وحّدت العراقيين جميعاً، خاصة بعد الفتوى المباركة لسماحة المرجع الأعلى السيد السيستاني».
وبين أن «التنوع المذهبي يعضّد الترابط داخل الوطن الواحد، وأنّ تنوع هذه المدارس في الفقه والنحو والتفسير والقراءات القرآنية مصدر افتخار وعلامة غنى تاريخي» مؤكداً أن «رسالة التقريب وتقوية التواصل رسالة إنسانية إسلامية محمدية بامتياز».
وشدد السوداني على أن «أمتنا اليوم تُمتحن في صميمها عبر العدوان الآثم على غزّة، الذي كشف زيف المجتمع الغربي والذي صدع رؤوسنا بالمُثل والمبادئ».
ولفت إلى أن «موجات الإرهاب الأعمى استهدفت كل مكونات الشعب العراقي، وهو لا يمت بصلة إلى واقع الشعب العراقي المتعايش والمتآخي» مستدركاً: «قدّمنا قوافل الشهداء من أجل تحرير الارض، وداعش استهدفت المنطقة ضمن مشروع كبير يهدف إلى تغيير معالم المنطقة، تقف وراءه إرادات وقوى معروفة».
وتابع: «نحتاج إلى تنمية جيل من شبابنا، وعموم قطاعات الشعوب الإسلامية، للتعامل مع الفوارق المذهبية على أنها مدارس فكرية بالدرجة الأولى» لافتا إلى أن «المذاهب بالأصل قريبة من بعضها، وما يجمعها اليوم، أكبر بكثير مما يفرقها».

القضية الفلسطينية جوهرية

وبين أن «العدوان الهمجي الذي تنفذه قوات الاحتلال إبادة جماعية، لا يوجد له مثيل على مستوى الأحداث التاريخية والجرائم المرتكبة» مؤكدا أنه «لجأ المدنيون إلى آخر مكان في رفح، وجرى استهدافهم بشكل بشع».
ولفت إلى أنه «نحتاج إلى وحدة الموقف، وكل المبادرات والإدانات ليست بمستوى الجريمة الحاصلة في غزّة» منوها بأن «القضية الفلسطينية جوهرية في وجدان العراقيين، وشهداؤنا مازالوا في أرض فلسطين».
ومضى بالقول: «اليوم مجتمعاتنا بأمسّ الحاجة إلى التحصين الأخلاقي أمام الهجمة التي تستثمر وجود التكنولوجيا».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية