الشّذراتُ يومئذٍ

حجم الخط
0

(1)أيُّها البحر،
هل تسمعُ مثلي
كيف تتأوّهُ الأمواج
في لعبة المدّ والجزر؟

(2)
قد كانوا شُجْعاناً وكراماً بالفطرة؛
داروا جوعَهُمْ
وسط الصحراء
بصوْتِ قافية!

(3)
يا للمفارقة!
ماتوا من العطش،
وهُمْ على ضفاف
وادي عبقر.

(4)
إذ أرى المزهرية تدمع،
يخفق وتري
ويتناهى إلى مسمعي
ما يشبه الرائحة.

(5)
أيُّها الخشب،
ماذا صنعتَ باللغة؟

(6)
أسمع الحفيف مذ وضعتُ رأسي على الأرض.
ليت الريح تثقُ بي
فإنّي مثلك أيتها الأغصان
لي كتاب أسرار’!

(7)
أعتذر لقلبي الذي مرض،
منذ ما يزيد
عن الشعر
ونحو امرأتين!

(8)
مع ما يحدث في الخارج من نشاز،
لم تضع مني البوصلة إذ أحملها من بيت إلى بيت،
ولا الموسيقى التي أورثنيها الْحُداء
لأبنائي الثلاثة.

(9)
يا أصدقائي،
إني أقرأ شعركم على ضوء سريرتي.
كلما طال لسان الذبالة سهرتم معي،
ورفعنا الأنخاب في ليل القصيدة.

(10)
أحدق طوال الليل في وجهك، وأتوقع البرق.
تلك السحب التي مرت بي في الصباح
تتراقص من عينيك،
وأسمعها تسيل بي قاب نهدين فأدنى!

(11)
لو تسمعني التي بالباب،
لو تسمح لي أن أقول لها ما معناه
أني اشتقت إليك،
لولا هذه الأطمار التي أقعدتني عنك!

(12)
قلت مثل هذا مراراً، وشرحته في أوقات الريح الطويلة؛
لكنّ غُصْناً يطير في نوم سنجاب
لا يُسْعفه شاعرٌ يمشي بالكاد
من مباذل الحياة!

(27-28 شتنبر 2013، أغادير)
*
شاعر من المغرب

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية