السودان: ارتفاع حصيلة هجمات قوات «الدعم السريع» على ولاية الجزيرة إلى 800 قتيل

ميعاد مبارك
حجم الخط
0

الخرطوم ـ «القدس العربي»: أكدت تنسيقيات لجان المقاومة في ولاية الجزيرة وسط السودان، مقتل 800 شخص منذ بداية توغل قوات الدعم السريع في قرى ومدن الولاية في 18 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وقالت إن قوات الدعم السريع، لم تترك خلال الأشهر الأربعة التي استحوذت خلالها على الولاية، شبرا من محلياتها السبعة ووحداتها الإدارية واحيائها إلا وارتكبت فيه أبشع أنواع الانتهاكات وأعمال القتل والنهب، والاغتصاب والترهيب.
ولفتت إلى أن مواطن الجزيرة يواجه ويلات الحرب بين مطرقة الدعم السريع وسندان الجيش، مشيرة إلى سقوط قتيلين خلال غارات جوية نفذها الطيران العسكري للجيش مساء الأربعاء على عدد من أحياء مدينة «ود مدني» عاصمة ولاية الجزيرة.
وعزت لجان المقاومة سيطرة الدعم السريع على الولاية إلى ما اعتبرته انسحابا مخزيا لقوات الجيش، «لقد تركوا المدنيين في قبضة سفاحي ميليشيا الجنجويد التي تواصل قتل الحياة في الجزيرة».
واتهمت قواتِ الدعم السريع بقتل 800 من المدنيين وإصابة الآلاف خلال هجماتها المتواصلة على المناطق المأهولة بالسكان، بالإضافة إلى سرقة آلاف السيارات.
ونددت بتصاعد الانتهاكات الجنسية، مشيرة إلى رصد عدد من حالات الاغتصاب والتعدي على أجساد النساء والأطفال، محذرة من تداعيات استمرار هذه الانتهاكات وآثارها على النساء والمجتمع.
وقالت إن استيلاء القوات التي يقودها محمد حمدان دقلو «حميدتي» على الولاية واستحواذها على مئات الآليات الزراعية ادى إلى فشل الموسم الزراعي الشتوي والتحضير للموسم الصيفي.
وأدى تمدد المعارك في ديسمبر/ كانون الأول الماضي إلى ولاية الجزيرة، التي تعد سلة خبز البلاد، إلى اضطراب غير مسبوق في إنتاج الغذاء.
ومنذ اندلاع الحرب السودانية منتصف أبريل/ نيسان الماضي، انهار إنتاج الغذاء، وتوقفت الواردات، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية بنسبة 45٪ في أقل من عام.
ودفع تقييد حركة المواد الغذائية في جميع أنحاء البلاد، خاصة المناطق الريفية أكثر من 37٪ من السكان إلى مستويات أعلى من مؤشر أزمة الجوع، في وقت نزحت أعداد كبيرة من المدنيين من المدن إلى القرى بسبب تصاعد المعارك.
وتفاقمت الأزمة في ظل استمرار تعطيل خدمات الاتصال والانترنت في الجزيرة وعدد من المدن السودانية الأخرى، مما أدى إلى زيادة التعتيم على الانتهاكات التي تشهدها الولاية وصعوبة عمليات الرصد والتوثيق ووصول المساعدات إلى العالقين في مناطق القتال.
ونددت لجان المقاومة بما اعتبرته قطعا متعمدا لشبكات الاتصالات والانترنت لنحو أربعة أشهر، مشيرة إلى تعطل التحويلات البنكية وحركة الشراء والتداول وإمداد المؤن واحتياجات الغذاء المرتبطة بشكل أساسي بخدمات الانترنت بسبب النقص الحاد في النقد.
ولفتت إلى النقص الحاد في الأدوية المنقذة للحياة والعلاجات الدورية وخروج عشرات المستشفيات ومئات المرافق الصحية عن الخدمة.
وفي ظل معاناة معظم قرى ومدن الولاية من استمرار انقطاع المياه والكهرباء، أشارت لجان المقاومة في مدينة «ود مدني» إلى أن قوات الدعم السريع تقوم ببيع المياه للمدنيين بأسعار باهظة، منددة بما اعتبرته استغلالا لحاجة المدنيين للماء.
وفي ظل تصاعد انتهاكات قوات الدعم السريع، تتفاقم معاناة المدنيين مع ارتفاع وتيرة غارات الطيران العسكري التابع للجيش.
وقالت لجان المقاومة إن سلاح الجو التابع للقوات المسلحة شن مؤخرا غارات جوية متكررة مستخدماً اسقاط البراميل المتفجرة واسعة الانتشار في مناطق عديدة في ولاية الجزيرة خاصة مدن «ود مدني» و «ود الحداد» حيث خلّف عشرات القتلى والجرحى من المدنيين دون مراعاة لقواعد القصف الجوي فضلا عن وقوع أخطاء متكررة في قصف تجمعات قوات الدعم السريع.
وأشارت إلى أن عمليات القصف طالت منازل الأهالي الذين عانوا من انتهاكات الدعم السريع لأشهر.
واعتبرت إعلان الجيش التقدم نحو ولاية الجزيرة مجرد دعاية عسكرية في وسائل التواصل الاجتماعي دون أي حراك فعلي على الأرض.
وقالت إن القوات التي تتقدم على الأرض من مجموعات المتطوعين محدودي الخبرة والتدريب العسكري بالإضافة إلى مجموعة من منسوبي الحركة الإسلامية والحركات المسلحة، محذرة من أن الجيش السوداني يحارب «المليشيات» لكنه في الوقت ذاته يصنع المزيد منها.
وأشارت لجان مقاومة « ود مدني» إلى رصدها على نحو دقيق كل الانتهاكات وجرائم الحرب التي طالت مواطني ولاية الجزيرة خلال هجمات قوات الدعم السريع على المُدن والقرى التي لا يوجد فيها أي وجود عسكري أو حتى نقاط شرطة.
وأضافت: أنها كذلك رصدت الضحايا والخسائر الناجمة عن القصف العشوائي لسلاح جو القوات المسلحة لمواقع لا ينشط فيها أي فرد من منسوبي قوات الدعم السريع.
ومثّلت ولاية الجزيرة لأشهر عدة، ملاذا آمنا للمدنيين الفارين من المعارك المندلعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى.
كما انتقلت إليها المنظمات الإنسانية والمستشفيات والخدمات الطبية، التي تقدم الرعاية الصحية لمئات الآلاف من المرضى الذين نزحوا من مختلف ولايات السودان، بما في ذلك جرحى ومصابو الحرب والمرضى في أقسام العناية المركزة.
ولاحقا نقل العديد من المستثمرين ورجال الأعمال أعمالهم إلى هناك في ظل الحراك النشط الذي شهدته المدينة. ولكن سرعان ما انتقلت إليها المعارك، حيث أعلنت قوات الدعم السريع في 18 ديسمبر/ كانون الأول الماضي سيطرتها على عاصمة الولاية «ود مدني» بعد أربعة أيام من المعارك المتواصلة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية