البطولات النسائية في رمضان أنقذت الدراما المصرية من الهبوط

 كمال القاضي
حجم الخط
0

على كثرة ما تم تقديمه في الجولة الأولى للسباق الرمضاني خلال النصف الأول من الشهر، لم تأت النتائج النهائية للتقييم على ما يُرام، فالكثير من المُسلسلات التي تم عرضها لم يكن لها التأثير الإيجابي الذي يُرضي الجمهور، لاسيما تلك الأعمال المُسندة بطولاتها للرجال كعناصر أساسية في الحواديت التقليدية للصراعات والمُشكلات والجرائم.
فباستثناء مسلسل «الحشاشين» الذي حظي باهتمام إعلامي واسع نظراً لطبيعة الموضوع وضخامة الإنتاج والدعم الرسمي، لم تتفق الشرائح الجماهيرية على مُسلسل بعينه أو عدد من المُسلسلات كأعمال متميزة ومُلبية للاحتياج الحقيقي فنياً وإبداعياً وثقافياً واجتماعياً، فمُعظم استطلاعات الرأي التي أجرتها المؤسسات الصحافية والمواقع الإلكترونية لاستبيان الآراء لمعرفة مستوى ما تم تقديمه على مدار الخمسة عشر يوماً الأولى من رمضان جاءت سلبية ومُتحفظة على بعض النوعيات من أعمال الأكشن والإثارة وهو ما يُمثل ردة الفعل التلقائية إزاء الدراما المُتكررة القائمة في مُعظمها على بطولات فردية أو ثنائية لا تنطوي على جديد، اللهم غير محاولة خلق صراعات افتراضية بشكل تعسفي لا يخضع للمنطق وليس به من حرفة الكتابة الإبداعية ما يساعد على الإقناع.
وبرغم تعدد المُسميات والعناوين وأطر التوظيف ما بين الخير والشر كثنائية تقليدية في العمل الدرامي، إلا أن الناتج واحد في الكثير من الأعمال، حيث تقوم البطولة بشكل أساسي على الرجل كنصر محوري ورئيسي، فهناك مُسلسلات بعينها اعتمدت على بطولة الرجل وحده دون غيره وجاءت عناوينها صريحة وواضحة في هذا الصدد، كمسلسل «مُحارب» بطولة حسن الرداد وتأليف محمد سيد بشير وإخراج شيرين عادل ومسلسل «امبراطورية ميم» لخالد النبوي وحلا شيحا.
كذلك مسلسل «بيت الرفاعي» للمؤلف بيتر ميمي والمخرج أحمد نادر جلال، البطولة فيه أسندت بشكل مُطلق لأمير كرارة وعدد من الممثلين أهمهم سيد رجب وأحمد فؤاد سليم وأحمد صيام ومحمد لطفي وأحمد رزق وتامر نبيل، بينما يأتي ترتيب المرأة فيه في المُرتبة الثانية كميرنا جميل وملك قورة ودنيا المصري وعايدة رياض ورحاب الجمل وصفاء الطوخي وماجدة منير وإيناس كامل.

الظاهرة الذكورية

كما أن للظاهرة الذكورية أيضاً ترجمتها الدرامية في أعمال أخرى مثل مُسلسل «عتبات البهجة» ليحي الفخراني المأخوذ عن رواية الكاتب إبراهيم عبد المجيد ومسلسل «حق عرب» لأحمد العوضي والمخرج إسماعيل فاروق ومسلسل «صلة رحم» بطولة إياد نصار ومُسلسل «المعلم» لمصطفى شعبان وأحمد بدير ومسلسل «قلع الحجر» بطولة محمد رياض وعبد العزيز مخيون ومُسلسل «مسار إجباري» بطولة أحمد داش كنجم صاعد أتته الفرصة بعد قيامه بأدوار ثانوية وبطولات ثانية لعدة مواسم متتالية أثبت خلالها جدارته كممثل بإمكانه تحمل مسؤولية البطولة المُطلقة في مسلسل على قدر من الأهمية.
وفي سياق ما تم ذكره والتدليل عليه كظاهرة ذكورية في مُعظم الأعمال الدرامية الرمضانية هذا العام مع وجود هامش ضيق لمساهمات المرأة بجانب الرجل، جاءت بعض الفرص المهمة لمُمثلات استثنائيات ليُثبتن قُدراتهن كنجمات كبيرات يمتلكن خبرة المنافسة أمام الرجال، فمن بين من حظين بالفرصة الذهبية سمية الخشاب التي تم الاعتماد عليها بشكل رئيسي في مسلسل «ب 100 راجل» مع محمود عبد المُغني كبطل مساعد شغل دوره مساحة واسعة سمحت له باستعراض قُدراته وبروزه كنجم حقيقي تنقصه فقط الفرصة ليكون بطلاً مُطلقاً يُراهن عليه في المواسم الدرامية على مدار السنة.
كذلك ريهام حجاج استطاعت انتزاع حقها المُكتسب في البطولة المُطلقة بدورها في مسلسل «صدفة» وإلى حد ما تمكنت زينة من تأكيد وجودها كبطلة موثوق في قُدراتها من خلال دورها في مُسلسل «العتاولة» برغم تواضع المستوى الفني والإبداعي للفكرة والموضوع.
وبالطبع تأتي غادة عبد الرازق كنجمة لها الكثير من الخبرات في البطولات والمنافسات السينمائية والدرامية على رأس قائمة الشخصيات النسائية التي حققت التوازن المُفتقد في مُعادلة البطولة المُطلقة وأثبتت تفوقاً ملحوظاً في المنافسة مع الرجال من خلال مسلسل «صيد العقارب» للمؤلف باهر دويدار والمخرج أحمد حسن ومجموعة الأبطال، محمد علاء ورياض الخولي وأحمد ماهر وسيمون وأحمد سعيد عبد الغني.
كما اشتملت الخريطة الدرامية الرمضانية على عدة أعمال لعبت فيها المرأة دور البطولة الرئيسية وكسرت طوق الحصار الذي فرضه النجوم الرجال، فهناك مسلسل «فراولة» لنيلي كريم ومسلسل «نعمة الأفوكاتو» لمي عمر ومسلسل «لانش بوكس» لغادة عادل ومسلسل «إثبات نسب» لدُرة و«سر إلهي» لروجينا و«رحيل» لياسمين صبري و«كامل العدد» لدينا الشربيني و«لحظة غضب» لصبا مُبارك و«جريمة مُنتصف الليل» لرانيا يوسف و«أعلى نسبة مشاهدة» لسلمى أبو ضيف وليلى أحمد زاهر.
وبموجب هذه الفرص التي توافرت لبعض النجمات تم إنقاذ الموسم الرمضاني للدراما المصرية من الفشل والإفلاس.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية