البحرين عشية الانتخابات: فوضي الاتهامات تستخدم كل التقنيات .. والشعار الطائفي مطروح

حجم الخط
0

البحرين عشية الانتخابات: فوضي الاتهامات تستخدم كل التقنيات .. والشعار الطائفي مطروح

البحرين عشية الانتخابات: فوضي الاتهامات تستخدم كل التقنيات .. والشعار الطائفي مطروحالمنامة ـ القدس العربي ـ من بسام البدارين:تقنيات الاتهام لا حدود لها في البحرين هذه الأيام فقبل ثلاثة أيام فقط من الانتخابات البرلمانية والبلدية التي تستعد لها البلاد يمكن لأي مرشح ولأي مناصر لأي مرشح استخدام أي تكتيك او تقنية في ترويج أي اشاعة او اتهام بدون حدود.والاتهامات لها علاقة دوما بمسألتين القرب أو البعد عن السلطة أولا والطائفية ثانيا، أما تقنيات العرض والنشر والبث فتستخدم كل ما هو متاح من شبكة الانترنت الي الاثارة داخل الخيمات الانتخابية الي الرسائل القصيرة عبر الهواتف الخلوية.والرسائل الخلوية ظاهرة بارزة في موسم التحضيرات الانتخابية وآلية لا يمكن السيطرة عليها، فعبر الهواتف الخلوية المنتشرة في أيدي المرشحين وأعوانهم والمواطنين يمكن توجيه أي تهمة معلبة او نشر أي اشاعة وبالتالي دخلت الخلويات ورسائلها معركة التنافس من أوسع الأبواب بدلا من ان تكون وسيلة للتعريف بالبرامج والأفكار.ولذلك من الطبيعي ان تسمع كل من يعمل علي هامش العملية الانتخابية في البحرين وهو يشكو من رسائل الخلويات القصيرة التي تبث الانقسام وتتهم وتنصح المقترعين بعدم التصويت لفلان او لعلان من المرشحين بسبب خلفيته الطائفية او الدينية.ومفارقات الاتهام العامة لا تقف عند هذه الحدود ففي انتخابات تشارك فيها قواعد اجتماعية غير مطلعة تصبح العناوين السياسية والحزبية مثارا للسخرية والقلق أحيانا.ومن يقرأ الصحف المحلية في المنامة يدرك مستوي الجدل الذي تتسبب به أحداث صغيرة علي هامش العملية الانتخابية، فخلال يومين فقط كانت كل الصحف مشغولة بقصة المرشحة التي خلعت الحجاب وسط الناخبين في ندوة انتخابية لكي تثبت وجهة نظرها المتفقة مع وجهة نظر وزير الثقافة المصري فاروق حسني فيما يبدو.وقصة هذه المرشحة من القصص المتداولة بقوة في اوساط الانتخابات البحرينية فالمرشحة هدي مطاوعة كانت تلتقي الناخبين في مقر تابع لجماعة أصولية وكانت ترتدي الحجاب لكنها وخلال سخونة الحوار فاجأت الجميع بخلع الحجاب الذي أعجب قبلا مضيفيها من الأصوليين.المطاوعة قالت بأن مضيفها الأصولي حرض جمهور النساء عليها والمضيف اتهمها بتقصد المشهد لأغراض انتخابية في كل الأحوال.وأسهل اتهامات في مجتمع الانتخابات البحرينية هي الاتهامات الفكرية فأحد الكتاب كشف حصول مشهد ساخر في أحد اللقاءات حيث وصف المرشح امرأة منافسة له بأنها ناصرية علي اساس ان الناصرية تهمة، وعندما سألته احدي المشاركات عن معني كلمة ناصرية قال لها انها بالتأكيد نصرانية .وفي السياق ثمة منشورات تصدر من جهات غامضة وتوزع قبالة المقار او المساجد وتحتوي دائما علي عبارات واشارات انقسامية وطائفية ورغم ان الجميع يتحدث عن هذه المنشورات الا ان احدا لا يستطيع الادعاء بالقدرة علي تحديد مصدرها وكذلك الرسائل الخلوية، ولان المصدر غامض ومجهول فكل الجهات متهمة ابتداء من السلطة وأجهزتها وانتهاء بالأحزاب والحكومة والشخصيات وحتي بعض الدول المجاورة التي يمكن ان تكون لها اياد في العبث بالتجرية الديمقراطية البحرينية.وللنساء دوما نكهة خاصة ومميزة علي هامش انتخابات البحرين النيابية والبلدية فهن موجودات في كل مكان حيث بلغ عدد المرشحات 19 مرشحة فازت واحدة منهن فقط بالتزكية مساء الأربعاء ولا يتوقع فوز الكثيرات في الوقت نفسه بسبب النظرة الذكورية لمجمل المشهد كما تقول المرشحة خديجة القحطاني، التي تفضل الاشارة لدور زوجة الملك الشيخة سبيكة المحوري في مسألة تشجيع النساء علي الترشيح وتوفير التعزيز المالي للمنظمات التي ترعي دور المرأة في المجال.وفي الجانب السياسي والنسائي لا تعلو أي حكاية انتخابية علي حكاية الدكتورة منيرة فخرو المرشحة الأكثر جرأة وشهرة في المنامة والتي قررت ترشيح نفسها في دائرة الحيتان الانتخابية التي تعتبر من معاقل جمعية المنبر الاسلامي (الاخوان المسلمين) نسخة البحرين من التيار الاسلامي المعتدل.ومع حكاية فخرو يمكن رصد كل المتناقضات السياسية التي تتميز بها الحالة الديمقراطــــية والدعائية في هذا البلد، فالمرشحة علمانية مــــعروفة ومحســــوبة علي خط اليسار القومي في البحرين لكنها رشحت نفســـها في دائرة تعتــبر من معاقل تيار الاخوان الذي تدعمه الحكومة او الذي يعتبر قريبا من السلطة مع ان داعميها الأساسيين هم ممثلو جماعة الوفاق وهي حركة تعتبر الأكثر ميلا وتمثيلا للشيعة في البحرين.وهذه حكاية انتخابية بحرينية بامتياز حيث تترشح امرأة علمانية سنية ضد الاخوان المسلمين ويدعمها التيار الشيعي الأهم، وتلك واحدة من مفارقات كثيرة لا يمكن تجاهلها في المسألة الانتخابية في هذا البلد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية