الاحتلال ومستوطنون يغتالون 3 فلسطينيين… ومواجهات عنيفة في الضفة

سعيد أبو معلا
حجم الخط
0

الضفة الغربية- «القدس العربي» قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 3 فلسطينيين أمس في الضفة الغربية المحتلة من بينهم طفل في مدينة نابلس خلال عملية اقتحام خاطفة للمدينة بحجة ملاحقة مقاومين وسط اشتباكات مسلحة عنيفة، فيما واصلت القوات عمليات الاقتحام التي أسفرت عن اعتقال العشرات، واستمر المستوطنون في هجماتهم العنيفة بحق المواطنين.
وقالت مصادر إعلامية فلسطينية أمس إن مواطنين فلسطينيين استشهدا خلال هجوم للمستوطنين على خربة الطويل شرق بلدة عقربا، جنوب نابلس.
ومنعت قوات الاحتلال الطواقم الطبية من التعامل مع الإصابتين فور وقوع الهجوم.وكان جنود الاحتلال الإسرائيلي اغتالوا الطفل يزن شتية، وأصابوا ثلاثة بعد اقتحامهم مدينة نابلس بشكل مفاجئ، واعتقالهم شابًا بعد محاصرتهم بناية سكنية في شارع المريج على أطراف المدينة.
وذكرت إذاعة جيش الاحتلال، والقناة العبرية السابعة أنّ «العملية العسكرية» في نابلس تأتي في إطار البحث عن قاتل «المستوطن الراعي» الذي عُثر عليه مقتولًا بعد يومين من اختفائه شرق رام الله.
والشهيد يزن محمد فوزي شتية (17 عامًا) من قرية سالم، وهو أحد طلبة المدرسة الصناعية في نابلس.

8 شهداء حصيلة الاعتداءات منذ الجمعة… واعتقال وإصابة العشرات

وقال الهلال الأحمر إنّ الشهيد أصيب برصاص من النوع الحيّ في صدره، خلال مواجهات في شارع المريج، وقد استشهد على إثرها لاحقًا، حسب وزارة الصحة.
وأسفر الاقتحام الإسرائيلي لنابلس عن اعتقال الشاب جعفر بعارة.
وذكرت مصادر محلية أنّ الاحتلال خلّف دمارًا كبيرًا داخل منزله في شارع المريج، ما أدّى لاندلاع مواجهات.
وشيعت جماهير محافظة نابلس جثمان الشهيد الطفل إلى مثواه الأخير في بلدة سالم، شرق نابلس، شمال الضفة الغربية.
وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى رفيديا، بمشاركة ممثلي الفعاليات الرسمية والشعبية في نابلس، باتجاه مسقط رأس الشهيد في بلدة سالم.
ومنذ فجر يوم الجمعة الماضي، استُشهد خمسة مواطنين برصاص قوات الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية، إضافة إلى معتقل في سجون الاحتلال، وأصيب أكثر من 65 مواطناً، بينهم 14 في حالة خطيرة، وفق وزارة الصحة.
والشهداء هم: محمد عصام شحماوي (22 عاما)، ومحمد رسول دراغمة (26 عاما) وكلاهما من طوباس، وجهاد عفيف صدقي أبو عليا (25 عاما) من قرية المغير، والطفل عمر أحمد حامد (17 عاما) من قرية بيتين، والأسير عبد الرحيم عبد الكريم عامر (59 عاما) من قلقيلية، والطفل يزن محمد فوزي اشتية (17 عاماً) من قرية سالم في نابلس.
وبارتقاء الشهداء الستة ترتفع حصيلة الشهداء في الضفة الغربية منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي إلى 466، والإصابات إلى 4800.
وخلال المواجهات في شارع المريج أصيب شاب (20 عامًا) برصاص الاحتلال في قدمه، وشاب آخر برصاص حيّ في الصدر والقدم والبطن، قال الهلال الأحمر إنّ إصابته خطيرة. ووفق مصادر محليّة فإن المصاب بحالة خطيرة هو الشاب عميد شبارو (40 عامًا)، وأُطلقت النيران عليه بينما كان في مركبته التي يعمل عليها لتوزيع السكاكر. وحسب شهود عيان فقد أطلق جنود الاحتلال النار عليه وظلّ ينزف لنحو نصف ساعة، وجرى نقله لاحقًا الى المستشفى.
وقال الهلال الأحمر إنه أدخل إلى العمليات بصورة مستعجلة.

اقتحامات ومواجهات

وشهدت بلدات مدينة نابلس اقتحامات ومواجهات، حيث أصيب شاب بالرصاص الحي، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية برقة شمال غرب نابلس.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس بأن المواجهات داخل البلدة أسفرت عن إصابة شاب يبلغ من العمر (27 عاما) عاما بالرصاص الحي في القدم.
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت القرية وسط إطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز والصوت ما أدى إلى اندلاع مواجهات.
وفي طوباس، شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي، إجراءاتها العسكرية على حاجز تياسير شرق طوباس.

«عميد شبارو أصابوه خلال عمله على عربة السكاكر»

ونقل شهود عيان أن طابورا من المركبات كان يتجه إلى الأغوار امتد على طول مئات الأمتار، بفعل تشديدات الاحتلال العسكرية على الحاجز.
ويشهد الحاجز منذ أشهر تشديدا وتفتيشا لمركبات المواطنين، مما يعوق تنقلاتهم والتحاقهم بوظائفهم وأعمالهم اليومية.
وفي الخليل، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق حارة جابر القريبة من الحرم الإبراهيمي، في البلدة القديمة من مدينة الخليل، ومنعت المواطنين ومركباتهم من الوجود في حارة جابر، من الساعة السابعة مساء ولغاية السابعة من صباح اليوم الثلاثاء، فيما سمحت للمستوطنين بالتجول والعربدة في المنطقة وشارعها الرئيسي.
وتفرض قوات الاحتلال حظر التجول منذ أيام في حارة جابر، وتقوم بتوقيف واحتجاز المواطنين، أو اعتقالهم أحيانا، وذلك في سياق تضييق الخناق على المواطنين الصامدين في أحياء البلدة القديمة من الخليل.

هجمات للمستوطنين

وفي سياق آخر واصل مستوطنون هجماتهم العنيفة بحق المواطنين في مناطق متفرقة من الضفة الغربية.
واعتدى عدد منهم على المواطن خالد سالم غنيمات من قرية كفر مالك شرق رام الله بالحجارة، خلال وجوده في أرضه.
وكان مواطن أصيب برضوض واختطف آخر في هجوم للمستوطنين على قرية كفر مالك.
وفي رام الله، رشق مستوطنون مركبات المواطنين بالحجارة قرب مخيم الجلزون شمال مدينة البيرة.
وكان 5 مواطنين أصيبوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال المواجهات التي اندلعت قرب مدخل مخيم الجلزون. وذكرت وزارة الصحة أن خمسة مواطنين أصيبوا برصاص الاحتلال قرب مخيم الجلزون، بينهم ثلاثة وصفت إصاباتهم بالخطيرة.
وأفادت مصادر محلية بأن المواجهات اندلعت عقب محاولة المواطنين التصدي لهجوم مستعمرين بحماية قوات الاحتلال على منزل المواطن جمعة أبو حاتم، قرب جدار الفصل والتوسع العنصري المقام عند مدخل المخيم.
وفي جنين، هاجم مستوطنون مركبات المواطنين شمال بلدة يعبد في محافظة جنين.

«الاحتلال يعتقل جدّة طفل شهيد بزعم محاولة طعن»

وذكرت مصادر محلية أن مستوطنين من مستوطنة «شاكيد» المقامة على أراضي منطقة يعبد، هاجموا مركبات المواطنين بالحجارة، ما أدى لتحطيم زجاج مركبة تعود لمواطن من قرية ظهر المالح، مضيفة أن جنود الاحتلال اقتحموا بلدة يعبد، دون أن يبلغ عن اعتقالات. ومنذ يوم الجمعة الماضي يواصل المستوطنون هجماتهم الإرهابية بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي على عدة قرى شمال وشرق رام الله (المغير، بيتين، دير جرير، سلواد، عين سينيا، أبو فلاح، برقة، عطارة، والمزرعة الغربية)، ما أدى إلى استشهاد مواطنين وإصابة العشرات، إضافة إلى إحراق عشرات المنازل والمركبات.

اعتقال جدّة شهيد

وفي سياق متصل، اعتقل جنود الاحتلال «أم مهدي عكوبة» وهي جدّة الشهيد الطفل يزن عكوبة، بعد إطلاق النار في الهواء، بدعوى محاولتها تنفيذ عملية طعن في دير شرف في محافظة نابلس.
والشهيد الصبي يزن عكوب (14 عامًا) في نابلس، استشهد في الثاني من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بعد إصابته برصاص الاحتلال قرب بلدة تل، وجرى احتجاز جثمانه لساعات ومنعت طواقم الإسعاف من الوصول إليه، قبل تسليمه فجر اليوم التالي. كما اعتقلت قوات الاحتلال 25 مواطنا على الأقل من الضّفة الغربية، بينهم فتاة، وأسرى سابقون.
وقال نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيان مشترك، إن عمليات الاعتقال تركزت في محافظة طولكرم، فيما توزعت بقية الاعتقالات على محافظات رام الله والبيرة، وجنين، ونابلس، وطوباس، والقدس، رافقتها عمليات تنكيل واسعة، واعتداءات بالضرب المبرّح، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين.
وأضاف البيان أن حصيلة الاعتقالات بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ارتفعت إلى نحو (8240)، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية