الأوضاع الإنسانية تتفاقم مع استمرار الهجمات البرية.. عشرات الضحايا في غارات للاحتلال ودبابير غزة تحارب بجوار المقاومة

حجم الخط
0

غزة – “القدس العربي”:

تفاقمت أزمة سكان قطاع غزة بشكل أكبر، بسبب استمرار جيش الاحتلال في شن هجمات أكثر دموية على مناطق التوغل في رفح وشرق مدينة غزة، وفي إغلاق معابر قطاع غزة التي تمر منها مساعدات إنسانية وأدوية، لليوم الرابع على التوالي، ما ينذر بتفاقم أزمة الجوع، وتأثر المشافي العاملة التي تقدم خدماتها لعشرات آلف المرضى والمصابين.

ضحايا وقصف في كل مكان

وفي اليوم الـ 217، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية والمدفعية غارات وعمليات قصف كثيفة، على الكثير من مناطق قطاع غزة، استهدفت فيها منازل وتجمعات للمواطنين، وعلى أراض زراعية، ما أدى إلى وقوع عشرات الضحايا.

وفي التفاصيل، استشهد أربعة مواطنين في قصف الاحتلال منزلا يقع شمالي قطاع غزة، كما استشهدت طفلة بقصف إسرائيلي في محيط مسجد التوبة بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة

وفي مدينة غزة، استشهد ثلاثة مواطنين وسقط خمسة جرحى في قصف صاروخي إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة عبد العال، يقع في شارع اليرموك وسط المدينة.

كذلك أصيب ستة مواطنين في قصف للاحتلال استهدف منزلا لعائلة الددا في شارع النفق بالمدينة.

وترافق ذلك مع قيام الطيران الحربي الإسرائيلي بشن غارات جوية وعمليات قصف مدفعي عنيفة على أحياء أخرى في مدينة غزة هي الزيتون والصبرة والنصر وتل الهوا.

كما استمرت قوات جيش الاحتلال في توغلها البري في حي الزيتون، الواقع جنوب شرق مدينة غزة.

وسقط عدد من المصابين، بعدما قامت قوات جيش الاحتلال بقصف مستودع ومحلات وأرض زراعية، تقع شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وسقط ثمانية شهداء من عائلة قديح، جراء قصف مدفعي استهدف منطقة سكنهم الواقعة شرق مدينة خان يونس.

أبقت قوات الاحتلال على وتيرة هجماتها الدامية ضد مدينة رفح، التي بدأ جيش الاحتلال عملية عسكرية ضدها منذ أربعة أيام

إلى ذلك فقد أبقت قوات الاحتلال على وتيرة هجماتها الدامية ضد مدينة رفح، التي بدأ جيش الاحتلال عملية عسكرية ضدها منذ أربعة أيام، أسفرت لغاية اللحظة عن سقوط عشرات الشهداء ومئات المصابين، وإلى تهجير عشرات الآلاف من السكان.

واستهدف جيش الاحتلال منطقة الحدود الفاصلة بين مدينة رفح والأراضي المصرية، بقصف مدفعي عنيف، في وقت أغارت فيه الطائرات الحربية على عدة مواقع أخرى تقع شرق المدينة.

وأكد مواطنون يقطنون على مقربة من المناطق الشرقية، أن أصوات انفجارات ضخمة تسمع في مناطق الشرق من المدينة، مع تصاعد أعمدة الدخان، بالإضافة إلى سماع أصوات إطلاق نار كثيف بين الحين والآخر.

ويؤكد المواطنون أن جيش الاحتلال يقوم خلال الهجوم على شرق رفح، بنسف منازل سكنية هناك.

وأعلن جيش الاحتلال إصابة 12 من جنوده بجروح خلال القتال في قطاع غزة، لافتا إلى أنه تم نقل 12 جنديا من كتائب المدرعات وجفعاتي إلى أحد المشافي، بعد تعرضهم للسعات دبابير خطيرة في المنطقة العازلة الواقعة على الحدود بالقرب من “كيبوتس نيريم” في قطاع غزة، بعد أن داست دبابة عشا للدبابير في المكان.

زيادة عدد النازحين

ويواجه السكان في قطاع غزة في هذا الوقت نقصا حادا في المواد الغذائية وارتفاعا خطيرا في أسعارها، لعدم سماح سلطات الاحتلال دخول أي من المواد والسلع الضرورية للسكان منذ بدء العملية العسكرية ضد مدينة رفح، وإغلاقها معبري كرم أبو سالم ورفح الحدودي مع مصر، وهما المعبران اللذان كانت تمر منهما المساعدات الإنسانية بكميات قليلة إلى سكان غزة المنكوبين.

وقد نفت هيئة المعابر في قطاع غزة ما ذكرته وزارة الخارجية الأمريكية، بشأن فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع.

وأكدت أن معابر القطاع لا تزال مغلقة وتحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي ولم يتم إدخال أي مساعدات منذ بدء الاجتياح البري لمحافظة رفح واحتلال معبر رفح الحدودي.

كان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، أكد أنه لم يُسمح لأحد بالدخول إلى قطاع غزة أو الخروج منه، منذ ثلاثة أيام

وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، أكد أنه لم يُسمح لأحد بالدخول إلى قطاع غزة أو الخروج منه، منذ ثلاثة أيام.

وأشار إلى أن إغلاق المعابر الحدودية “حال دون إمداد غزة بالوقود”، وقد تحدث عن إيقاف حركة عبور شاحنات المساعدات والمولدات والمياه والكهرباء والأشخاص والمنتجات إلى القطاع، وقال وهو يصف أحوال السكان “المدنيون يقتلون ويتضورون جوعا في غزة، ونحن ممنوعون من مساعدتهم”.

وقد حذرت الوكالات الإنسانية الدولية في غزة، من أن مخزونات الوقود الموجودة في القطاع ستنفد قريبا، وهو ما سيخلف أثرا فوريا على جميع العمليات الإنسانية وشبكات الاتصالات وأعمال البنوك.

وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن عدم استئناف دخول الوقود إلى غزة، سيحول دون قدرة وكالات الإغاثة على إرسال مخزونات المعونة المتاحة وتوزيعها، وجمع المعلومات عن الاحتياجات الإنسانية ودعم عمل المخابز، كما ستحول العملية دون تشغيل جميع القطاعات الحيوية.

وعلى الأرض، أعلنت إدارة مستشفى شهداء الأقصى بالمحافظة الوسطى، أنّ الوقود المتوفر لديها يوشك على النفاد، مؤكدة أن ذلك يهدد بوقوع أزمة إنسانية، ويُنذر بوقف الخدمة الصحية.

وقالت إن ما لديها من وقود سينفد خلال الـ48 ساعة القادمة، مطالبة بتوريد الوقود للمستشفى فوراً، لافتة إلى أن المشفى هو الأخير الذي يقدم الخدمة الصحية في قطاع غزة، بعد تدمير الاحتلال للقطاع الصحي والمنظومة الطبية، وإخراج 33 مستشفى عن الخدمة بشكل كامل.

مفاوضات التهدئة

وجاءت هذه التطورات على وقع عدم إحراز أي تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار الأخيرة، التي استضافتها العاصمة المصرية القاهرة، على مدار اليومين الماضيين.

ويوم الجمعة غادر الوفد الإسرائيلي، وكذلك رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بيل بيرنز، القاهرة، ومن قبلهم غادر وفد حركة حماس.

وحسب ما كشف فإن الهجوم البري الإسرائيلي على مدينة رفح، كان سببا في انهيار المحادثات التي سعت من خلالها القاهرة بحضور الوسطاء للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وأن ذلك كان سببا في قيام وفد حماس بمغادرة المفاوضات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية