زهير أندراوس الناصرة ـ ‘القدس العربي’: ليس سرا أن السياح الإسرائيليين باتوا معروفين جدًا في جميع أرجاء العالم بسبب صلفهم ووقاحتهم وميلهم إلى البخل، واستغلال الفنادق التي يزورونها، كما قالت أمس صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ العبرية، فبعد أن باتوا غير مرغوبين في تركيا، التي درجوا على سرقة حنفيات الفنادق منها، وبعد أنْ قام سائح إسرائيلي بإضرام النار في عشرات آلاف الدونمات، كشفت الصحيفة العبرية النقاب أيضا عن أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أصدرت أمس تحذيرا أمنيا رسميا لجميع السياح الذين يتوجهون إلى المملكة الأردنية الهاشمية، لزيارة مدينة البتراء السياحية بعدم إحضار الأكل والشرب معهم من الدولة العبرية وذلك من أجل أمنهم.وساقت الصحيفة قائلةً إن التحذير الأمني لا علاقة له بالأمن، إنما بتصرفات السياح في الأردن، وأن المخابرات الأردنية لا تخشى بالمرة من أنْ يقوم الإسرائيليون بنقل الأسلحة معهم إلى داخل حدود المملكة. فقد تبين من الفحص الذي أجرته المصادر ذات الصلة، قالت الصحيفة العبرية، أن السياح من إسرائيل يصلون إلى الأردن عبر معبر الشيخ حسين، وهم يحملون معهم المأكولات التي جهزوها في البيت، كما أنهم يشترون المياه المعدنية من الجانب الإسرائيلي ويدخلون إلى الأردن لزيارة تستمر يومًا واحدًا فقط، وخلال تواجدهم هناك لا يدخلون المطاعم أو المقاصف المنتشرة في المكان السياحي، لا بل أكثر من ذلك، فالعديد منهم، كما قالت الصحيفة العبرية، يدخلون مع المأكل والمشرب الذي بحوزتهم إلى المطاعم ويأكلون هناك، وبما أن الأردنيين يريدون المحافظة على السياحة التي تعتبر مصدر رزق جيد للكثيرين، فإنهم يمتنعون عن التعرض لهم، ولا يقومون بطردهم من المكان.وساقت الصحيفة قائلةً إن القضية وصلت إلى كبار صناع القرار في المملكة الهاشمية، ذلك أن العديد من أصحاب المطاعم والمقاصف رفعوا الشكاوى حول تصرفات السياح الإسرائيليين، وعدم صرفهم ولو حتى دينارًا واحدًا خلال رحلتهم السياحية إلى مدينة البتراء الأردنية، ومؤخرًا اتخذت الحكومة الأردنية قرارا غريبا بعض الشيء، كما قالت المصادر في تل أبيب، حيث جاء فيه إن السلطات الأردنية تمنع منعا باتا من القادمين إليها من جهة الغرب، أي من جهة إسرائيل، بإدخال المأكولات معهم، كما جاء في القرار أن إدخال المياه عن طريق معبر الشيخ حسين، وهو المعبر المخصص للإسرائيليين، يُمنع منعًا باتًا، لأنه لم يعبر فحصًا للبحث في ما إذا كان يحمل جراثيم أو أمورا أخرى تضر بصحة الإنسان.وبحسب المصادر عينها، فإن الأردنيين لم يكتفوا بذلك، بل قرروا أيضا رفع أسعار الدخول إلى المناطق السياحية في مدينة البتراء لإجبار الإسرائيليين على دفع الثمن، وسيدخل رفع الأسعار الجديد إلى حيز التنفيذ في الفاتح من شهر آذار (مارس) المقبل، الأمر الذي سيرفع سعر الرحلة لعشرات آلاف الإسرائيليين الذين يقومون بزيارة المملكة الأردنية في السنة، وأردفت الصحيفة قائلةً إن عدد الإسرائيليين الذين يزورون المملكة سنويا يصل حسب الإحصائيات الرسمية إلى مئة ألف.في نفس السياق، فإن القار الأردني يعود سلبا على آلاف الطلاب العرب من مناطق الـ48، الذين يدرسون في الجامعات الأردنية، إذ أن السلطات في المملكة الهاشمية باتت تمنعهم من إدخال المأكولات التي تحضرها الأمهات في البيوت.