اعتقالات في سوريا وبلغاريا.. التحقيقات في تفجير إسطنبول تتوسع وتكشف مزيدا من التفاصيل  

إسماعيل جمال  
حجم الخط
0

إسطنبول- “القدس العربي”:

تتواصل وتتوسع التحقيقات المرتبطة بالتفجير الذي استهدف شارع الاستقلال قرب ميدان تقسيم السياحي الشهير وسط إسطنبول، يوم الأحد الماضي، وأدى إلى مقتل 6 مدنيين أتراك، وإصابة أكثر من 80 آخرين، في أول هجوم كبير تشهده تركيا منذ أكثر من 6 سنوات.

وبينما تتواصل التحقيقات والتحريات والملاحقات في مناطق مختلفة من تركيا، امتدت القضية إلى دول أخرى عقب توقيف مطلوب رئيسي مرتبط بالهجوم في شمال سوريا، وسط أنباء عن اعتقال مجموعة تهريب في بلغاريا يعتقد أنها ربما ساعدت في تهريب متهمين رئيسيين بالمشاركة في الهجوم الذي تكشّفت الكثير من تفاصيله، ولا يزال الغموض يكتنف الكثير من التفاصيل الأخرى.

والأربعاء، قالت مصادر رسمية تركية، إن قوات الأمن في مدينة أعزاز شمالي سوريا، ألقت القبض على عضو في تنظيم “بي كي كي/ بي واي دي” يلقب بـ”حسام” قالت إنه متورط في التفجير، موضحة أن الموقوف عضو في الوحدات الكردية بشمال سوريا، ووصل إلى إسطنبول قبل عام من التفجير، ورُصد وهو يتحرك في المدينة إلى جانب منفذة التفجير وأشخاص آخرين ساعدوها.

وأوضحت المصادر أن المشتبه به ساعد منفذة التفجير “أحلام البشير” والمشتبهين الذين تحركوا معها خلال إعدادهم للتفجير، مشيرة إلى أن “حسام” فرّ إلى سوريا قبل إلقاء القبض عليه في العملية التي انطلقت عقب التفجير. ويُعتقد أن الاعتقال جرى بالتنسيق بين المخابرات والجيش التركي وعناصر أمن محلية تابعة للمعارضة السورية في أعزاز.

وعقب اعتقال قوات الأمن التركية المشتبه به “حسام” تتركز الجهود حالياً للوصول إلى شخص يدعى “بلال حسان” الذي يُعتقد أنه قد تمكن بالفعل من الفرار إلى بلغاريا عبر الحدود التركية براً.

و”بلال حسان” هو شخص أقام لأسابيع طويلة في نفس المنزل مع المنفذة أحلام البشير، وكان يقول إنه زوجها، كما عمل معها في نفس ورشة الخياطة التي عملت بها في إسطنبول، وتتوقع الجهات الأمنية التركية أن حسام ليس الزوج الحقيقي للمنفذة، وأنهما مثّلا ذلك لفترة طويلة ليساعدهم على التحرك بسهولة من الناحية الأمنية.

وبحسب التحقيقات التركية، فإن “بلال حسن” هو أهم شخص في الخلية التي نفذت الهجوم بعد المنفذة أحلام، كونه الشخص الذي أوصلها إلى ميدان تقسيم قبل أن تدخل شارع الاستقلال لتفجير القنبلة، كما جرى التثبت من أنه أول شخص اتصلت به المنفذة عقب تفجيرها القنبلة، وتشير التحقيقات إلى أنه تواجد في أدرنة قرب الحدود اليونانية والبلغارية ليلة التفجير، ويعتقد أنه دخل بطريقة غير قانونية إلى بلغاريا.

صحيفة “حرييت” التركية قالت في تقرير لها، إن قوات الأمن على تواصل مع الجهات المعنية في بلغاريا، وأن الجهات الأمنية هناك تمكنت من إلقاء القبض على 5 أشخاص يحملون جنسية مولدوفا يعتقد أنهم خلية من مهربي البشر ساعدوا “بلال حسان” في الدخول إلى الأراضي البلغارية، وسط تنسيق أمني ومساعٍ مشتركة للوصول إلى المتهم.

وتشير الصحيفة إلى أن خلاصة التحقيقات تكشف أن العقل المدبر الأساسي للهجوم هو “عمار جركس”، وهو سوري وصل إلى تركيا قبل نحو عام، وتلقى التعليمات المباشرة من شخص يدعى “حاجي” في القامشلي شمالي سوريا، حيث رُصد اتصال هاتفي يقول فيه مخطط الهجوم: “البنت (منفذة الهجوم) ليست مهمة، اقتلوها، عمار مهم بالنسبة لنا، أخرجوه (من تركيا إلى اليونان أو بلغاريا)”.

وتشير تقارير جديدة إلى أن منفذة الهجوم قامت برمي خط الهاتف المحمول الذي كانت تستخدمه في تركيا طوال الأشهر الماضية، واستخدمت خط هاتف محمولا جديدا يوم التفجير حتى لا يتم رصد اتصالاتها، كما عمدت المنفذة إلى عدم ترك الحقيبة التي كانت تحتوي على المتفجرات والمغادرة فوراً، وبقيت بجانبها لمدة 40 دقيقة حتى لا يجري الاشتباه بالشنطة، وتظاهرت بأنها بائعة ورد.

تقول وكالة الأناضول التركية، إن المنفذة “أحلام البشير” اعترفت أثناء استجوابها الأول لدى السلطات التركية، أنها تلقت أمر تنفيذ الهجوم من مسؤول كبير في تنظيم “بي كي كي” يدعي باسمه الحركي “حاجي”، كما اعترفت بأنها كانت تخطط للفرار إلى خارج البلاد عبر ولاية أدرنة الحدودية بعد تنفيذ التفجير، كما كشفت أنها دخلت إلى تركيا عبر عفرين- إدلب بعد أن مكثت في مدينة منبج لمدة شهرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية