استنفار أردني على شبكات التواصل لمنع ترحيل لاجئ سوري شارك في مظاهرة مؤيدة لغزة

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: غرقت شبكات التواصل الاجتماعي في الأردن بصور لشاب سوري اعتقلته أجهزة الأمن الأردنية يوم التاسع من نيسان/أبريل الحالي، وقررت خلال أيام إبعاده عن الأراضي الأردنية، ويواجه احتمالات أن يتم تسليمه إلى دمشق، وذلك عقاباً له على مشاركته في مظاهرة منددة بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وتبين بأن الشاب السوري عطية أبو سالم هو طالب جامعي يدرس في قسم الصحافة والإعلام بجامعة اليرموك الأردنية، كما تبين بأنه لم يُشارك في التظاهرات التي تم اعتقاله خلالها وإنما كان يقوم بالتصوير هناك على سبيل التدريب الصحافي، لكن قوات الأمن الأردنية ألقت القبض عليه وقررت سريعاً إبعاده عن الأردن التي لجأ إليها مع عائلته وهو طفل صغير، فيما لم يتم عرض الشاب أبو سالم على أية هيئة قضائية كما لم يتم توجيه أية اتهامات له ولم يتم إدانته بارتكاب مخالفات قانونية.
وسرعان ما تصدر عطية أبو سالم اهتمام الأردنيين على شبكات التواصل الاجتماعي، وتصدر اسمه قوائم الوسوم الأوسع انتشاراً والأكثر تداولاً في الأردن، فيما سارع الكثير من النشطاء في الأردن إلى المطالبة بالتراجع عن قرار إبعاده وترحيله.
وكتبت الناشطة بيان أبو طعمة على شبكة «إكس» (تويتر سابقاً): «عطية شاب سوري الجنسية مقيم في الأردن منذ 12 عاماً، ويعمل إلى جانب دراسته في مجال صناعة الأفلام والإعلام المرئي بشكل مستقل. لم يُعرض عطية على المدعي العام أو الحاكم الإداري ولم توجه إليه أيّ تهم، ورغم ذلك فقد صدر بحقه قرار إبعاد من قبل وزارة الداخلية الأردنية».
وأضافت أبو طعمة في تدوينة لاحقة: «حسب شقيقة عطية فوالدته اليوم كان لديها جلسة علاج (جرعة كيميائي) ولم تتمكن من الذهاب لأن عطية مرافقها المسجّل لدى مركز الحسين للسرطان غير موجود».
وكتب أحد المعلقين: «قامت قوات الأمن الأردنية مساء يوم الثلاثاء الموافق 9 نيسان/ابريل باعتقال الشاب السوري عطية أبو سالم وهو في طريقه لتصوير وقفة تضامنية مع قطاع غزة الذي يواجه إبادة جماعية منذ أكثر من نصف عام».

لم يصدر بحقه حكم يجرّمه

أما مدونة تُدعى راية فكتبت تقول: «لم يُعرَض على محكمة ولم يصدر بحقه حكم يجرّمه أو يفيد أنه أخلّ بالأمن، عدا عن أن إبعاده إلى سوريا يشكل خطراً على حياته.. تضامن اللاجئ السوري مع غزة على أرض الأردن ليس جريمة».
وكتب أحمد السواعي: «عدا عن خطورة الإبعاد على حياة عطية الشخصية، فإنّ تداعياته ستكون كبيرة على عائلته أيضاً، والدته مصابة بمرض السرطان وهو أكبر أبنائها الذكور المقيمين في الأردن ومعيلها والمرافق لها عند المراجعات وجرعات العلاج الكيماوي فإذا تم تنفيذ قرار الإبعاد سوف تتعاظم مصيبتها بالسرطان مع فقدانه».
وأضاف في تغريدة ثانية: «أجمع أصدقاء عطية ومن يعرفه -وأنا منهم- على أدبه وصدقه وحبه لهذا البلد. عودته لحياته كمُعيل لوالدته وطالب جامعي وناشط حقيقي في مجاله من أبسط حقوقه، وفي إبعاده دون عرضه على القضاء ظلم لا نقبله كأردنيين».
وعلقت دانية: «عطية لم يؤذِ أحداً ولا يستحق الإبعاد، هو طالب وعيلته هون وشغله هون.. ولا مرة شفنا منه تصرف غلط لشو الإبعاد؟ هاد ظلم بحقه وبحق إمه يلي الله بيعلم بوجعها جسدياً ونفسياً.. هو مصوّر شو عمل؟ عطية رح يبعدوه عن إمه المريضة يلي بحاجته وينهوا مسيرته الدراسية وشغله عشان بصوّر في المظاهرات، عطية مصوّر وإعلامي مو مجرم! قرار الإبعاد إلى سوريا هو قرار ظالم وبلا رحمة».
أما إسراء فعلقت تقول: «طالب إعلام راح يغطّي المظاهرات مع غزة أمام السفارة، في دولة (الصحافة فيها سقفها السماء).. لا لإبعاد عطية».
وكتبت هالة: «لا يمكن إعادة اللاجئين وطالبي اللجوء أو ترحيلهم إلى بلد قد تنتهك فيه حياتهم أو سلامتهم البدنية ولا ينبغي إعادتهم إلى بلدهم الأصلي تحت أي ظرف من الظروف.. (المادة 33 من الاتّفاقيّة الخاصة بوضع اللاجئين)».
وعلقت هدى أبو هاشم: «مجرد تخيَّل مصير عطية أبو سالم، المعتقل السوري الذي اعتقل أثناء توجهه لتصوير مظاهرات الرابية، من اختفاء خلف غياهب سجون الأسد وتدهور صحة والدته المصابة بالسرطان تحتِّم علينا مواصلة الحديث عن عطية والمطالبة بإطلاق سراحه دون كلل ومحاربة اعتياد صورته وأخباره».
أما زميلة عطية في الجامعة زهراء، فكتبت: «عطيّة زميل دراسة وعمل، مثابر وطموح، لا يكاد ينطق جملتين إلّا ويذكر حبّه وانتمائه للمكان الآمن اللي موجود فيه.. أتذكر سرده لتفاصيل كلامه عن البلاد وجملته اللي كلّ مرّة كان يذكرها (إحنا بنبكي على بلادنا بالليل) (بدنا نعمر بلادنا إحنا)».
وقال ماهر بدران: «العرب تنذبح ولا تسلم دخيلها.. الدخيل دخيل لو ذباح أبوك، والحق يجي بعدين، إذا في حق أصلا.. عار علينا كأردنيين إن ترحل هذا الطالب وتم تسليمه لنظام بشار الأسد».

قرار ظالم

وكتب أحد المعلقين: «شاب صغير ولسا بيدرس وإمه بحاجته كتير وما عمل شي خطير ولا مؤذي يا الله كيف هيك قرار ظالم بصير في حقه؟ شو بدكم فيه شو رح يعمل لو ما راح؟ رح يدمرنا يعني؟ لا ولمكان خطير عليه كمان.. والله مسخرة وظلم صريح».
وقال مهيوب عطياني: «همنا واحد منذ الأزل، من يشيطن هذا الشاب عليه ان يتذكر أن القسام من مدينة جبلة السورية ولم يكن فلسطينيا من حيفا، وحارب الحوارنيون في ليبيا ضد الاستعمار الايطالي».
وغرد فرانسيسكو لوراسو على شبكة «إكس» قائلاً: «عطية أبو سالم شاب سوري مقيم بالأردن أعتقل على خلفية التظاهر السلمي لدعم غزة مساء يوم الثلاثاء الموافق 9 نيسان، عطية مقيم في الأردن منذ 12 عاماً وهو طالب في مجال صناعة الأفلام والإعلام المرئي، واليوم ورغم أنه لم يتم عرضه على المدعي العام وعدم توجيه أية تهم إليه تم إصدار قرار بالإبعاد من وزارة الداخلية الأردنية، وهو بالطبع قرار تعسفي يمثل خطراً كبيراً على حياة الشاب واستقرار أسرته حيث أن أمه مصابة بمرض السرطان وهو أكبر أبنائها ومعيلها.. نتمنى ونطالب بالإفراج عن عطية وعن جميع المعتقلين بشكل غير قانوني على خلفية التظاهر السلمي لدعم القضية الفلسطينية».
وكتب أحد النشطاء: «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، والظلم ظلمات، شاب عم يدرس ويشتغل رح يبعد عن دراسته وأهله مقيم عندكم كل هل فترة يعني رح تنقلب حياته رأساً على عقب بسبب تافه، الله يحمي الأردن، ماعمل شي لإبعاده، ياريت محامي يعترض ويحاول يدافع عنه.. كونوا صوته».

مخالفة دستورية

ونشر «فريق حقوق الإنسان» في الجامعة الأردنية تدوينة قال فيها: «لماذا يشكل قرار إبعاد الطالب عطية مخالفة دستورية وقانونية؟ لأن المادة (21) من الدستور الأردني نصت على عدم جواز تسليم اللاجئين السياسيين بسبب مبادئهم السياسية أو دفاعهم عن الحرية، كما أنها تركت إجراءات تسليم مرتكبي الجرائم من اللاجئين إلى الاتفاقات الدولية». وكتب أحمد: «مش معقول نرحل سوري عند بشار عشان صوَّر مظاهرة، لازم يكون في رحمة له، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء».
وقالت ليلى العاجيب: «احنا كشعب وصلتنا الرسالة بأن سقف حرية التعبير تم تخفيضه. ونعلم أن التشدد بالتضييق الأمني هو رسالة سياسية فحواها رسم حدود جديدة. صحيح مش رادين كثير. بس فاهمين والله.. ما في داعي لأيصال هذه الرسالة عن طريق قرارات فيها خطر على حياة شاب وإيذاء لعائلته».
وعلقت منى الخطيب: «ولا تخيلت بأسوأ السيناريوهات سواداً ان تقوم السلطات باستخدام كرت الترحيل بحق أي من الموجودين على أرضنا.. هذا إجراء بحقنا كلنا وعلينا جميعاً رفضه ومنعه».
وكتب بلال الجابر: «كل التضامن مع الشاب السوري الذي صدر قرار ترحيله بسبب مشاركته في مظاهرات متضامنة مع غزة.. مش معقولة يكون اللاجئ مكسر عصا ودرس لغيره.. إذا بالأساس شايف انه المظاهرات مش قانونية أو تهديد للأمن القومي لا تسمح فيها».
وعلقت جولان ظاظا: «الزميل عطية أبو سالم راح كبش فدا في سبيل ترهيب كل من تسول له نفسه ويتجرأ ويعبر عن رأيه وهنا تستهدف ترهيب جميع الطلاب بشكل عام، وطلاب الصحافة والإعلام والإذاعة والتلفزيون بشكل خاص».
وقال أسامة خالد الجهني: «من ليلة العيد ولليوم عطية وعبد الرحمن معتقلين بسبب نيتهم تغطية وقفة التضامن مع أهل غزة.. عطية وعبد الرحمن من خيرة شباب جامعة اليرموك، بدنا إيّاهم أحرار آمنين بين أهلهم وأحبابهم».
وعلقت آلاء غنام: «طلبة الجامعات مكانهم بين أصدقائهم، على مقاعد دراستهم، وفي الشارع بين شعبهم حاملين قضايا أمتهم، مش السجون».
وقال يمان المو: «لم يفعل الشاب أي مخالفة قانونية ولم يصدر بحقه حكم يستحق الترحيل.. كونوا معه يا أهل الأردن». فيما كتبت رغد: «هذا ليس مجرد حكم بالإبعاد، هذا حكم بالإعدام بحقه ووالدته، هذا يعني تهديد حقيقي على حياته، هذا إنهاء لحياته.. والله ماعهدنا الأردن إلا عنوانًا للضيافة مع الغرباء، فكيف هو الحال مع أبناء جلدتهم، أبناء الدم الواحد، أبناء العقيدة الواحدة».
وقال عمر عايش: «من متى الأردني برد الضيف وما بحمي المستجير، عطية أمانه عنا ولاجئ، لما نقول إحنا ضد إيران هذا يعني أنه نحمي أي عربي مسلم هارب من بطشها مش نبعثه للموت بإيدينا». وكتبت المحامية هالة عاهد: «قرار إبعاد الطالب السوري عطية محمد سالم قرار تعسفي؛ فلم يعرض على محكمة ولم يصدر بحقه حكم يجرمه أو يفيد أنه أخل بالأمن، ناهيك أن إبعاده لسوريا يشكل خطراً على حياته».
وقالت بيسان عودة: «بأي حق يبعد الطالب عطية محمد أبو سالم؟ وبأي وجه نسلمه إلى قاتله؟ لا لاستضعاف اللاجئين وتهديدهم بترحيلهم إلى الأنظمة المجرمة بسبب دعمهم لغزة.. هذا ما لا نقبل به كأردنيين ولن نقبل».
بالمقابل كتب الناشط الأردني تامر الخوالدة: «أطالب بترحيل السوري عطية محمد ابو سالم وإبعاده من الأردن وذلك إثر مشاركته بالمظاهرات في الأردن، الدستور الأردني كفل حق التظاهر للأردنيين حصراً، والشعب الأردني أثبت حسن ضيافته للأشقاء السوريين وسيبقى كذلك، لكن هذا لا يعني سكوته عن أية تجاوزات فردية، الأحزاب التي تستأجر اللاجئين في مظاهراتها وحدها من تتحمل المسؤولية الأخلاقية لإبعاد أي مخالف للأنظمة والقوانين في الأردن، ولا أحد فوق القانون».
كما كتبت الصحافي المؤيد للحكومة سمير الحياري قائلاً: «لستُ مع إبعاد أي شقيق عربي خارج الأردن قبل جلده وتأديبه وحبسه.. ليس لانه شارك بمظاهرات ضد بلدنا وهتف ضد النظام فحسب إنما المعاملة بالمثل فأي أردني لو شارك في مظاهرة أو ما شابه في بلد غير بلده لتمت تصفيته.. على المزاودين ان يكفوا عن البرادة وقلة الحياء».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية