أمير قطر في باريس في أول زيارة دولة له منذ توليه الحكم- (صور وفيديو)

حجم الخط
0

باريس- ‘‘القدس العربي’’: استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، في قصر الإليزيه، أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي يزور باريس يومي الثلاثاء والأربعاء، على رأس وفد رفيع المستوى، في زيارة دولة هي الأولى له إلى فرنسا منذ توليه السلطة عام 2013. وقال قصر الإليزيه إن الزيارة تمثل “شرفا” لفرنسا وتوضح “عمق الروابط” بين البلدين، وتأتي استمراراً للزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الدوحة في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وأجرى آل ثاني وماكرون، عصراً، محادثات ثنائية تلاها التوقيع على بعض الاتفاقات. بعد ذلك، تم الترحيب بالضيوف، ليلاً، على عشاء العمل الذي أقامه الرئيس الفرنسي وزوجته بريجيت ماكرون على شرف أمير قطر والوفد المرافق له.

ومن بين الشخصيات التي دعاها قصر الإليزيه نجم نادي باريس سان جرمان الفرنسي، كيليان مبابي. كما عرف الحفل أيضا حضور ناصر الخليفي رئيس باريس سان جيرمان. ورغم أنها ليست المرة التي تتم فيها دعوة كيليان مبابي إلى عشاء من هذا القبيل والمستوى، إلا أن السياق الذي تأتي فيه هو ما يثير شهية وسائل الإعلام. فهي تأتي بعد أيام من كشف وسائل إعلام فرنسية وعالمية عن أن قائد المنتخب الفرنسي أبلغ إدارة نادي باريس سان جيرمان القطرية عن عزمه على مغادرة النادي مع انتهاء عقده رسميا في الصيف المقبل.

كان اليوم الأول لهذه الزيارة، التي تأتي في سياق جيوسياسي متوتر في الشرق الأوسط، مخصصاً للقضايا الجيوسياسية، لاسيما مسألة إدارة ونتائج الصراع الدائر في الشرق الأوسط. بينما سيُركز اليوم الثاني والأخير، أي هذا الأربعاء، على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين باريس والدوحة. فقد أوضح قصر الإليزيه أن هذه الزيارة ستكون فرصة لتعميق العلاقات الثنائية بما يتماشى مع رؤى 2030 لفرنسا وقطر، في المجالين الاقتصادي والاستثماري، وفي مجال الدفاع والأمن، ولكن أيضًا في مجال العلاقات والتعاون الثقافي والتنموي.

سيترأس رئيسا وزراء البلدين غابرييل أتال ومحمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الأربعاء، منتدى اقتصاديا حول فرص الاستثمار بين البلدين في مجالات الذكاء الاصطناعي وإزالة الكربون وأشباه الموصلات والتكنولوجيا الحيوية والصحة. كما سيتم تسليط الضوء على العلاقات الثقافية بين البلدين خلال الزيارة، حيث كشفت وسائل إعلام فرنسية أن باريس والدوحة على وشك إعادة إطلاق تعاونهما الثقافي. وفي هذا الصدد، من المتوقع أن تزور وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي قطر خلال الأسابيع المقبلة، لإعادة إطلاق العلاقات الثقافية بين البلدين.

وتعد قطر من أهم مستوردي الأسلحة في العالم، وقد زادت، وفق صحيفة “لوبينيون” الفرنسية، من زيارات مسؤوليها إلى فرنسا لمحاولة حل العديد من الاتفاقيات التجارية التي كان ينبغي إبرامها قبل عشر سنوات بين شركة Nexter، (المجموعة الفرنسية التي تقدم للقوات المسلحة القطرية المركبات المدرعة). ويعد هذا أحد رهانات فرنسا فيما يتعلق بزيارة أمير، حيث ما تزال الدوحة مترددة بين شركة راينميتال الألمانية التي تنتج البوكسر، ومركبات مجموعة بي إم سي التركية. والحديث هنا عن مئات المركبات المدرعة وعقود تبلغ قيمتها مئات ملايين اليورو، كما تقول تقارير إعلامية فرنسية.

من جهة أخرى، تؤمن فرنسا إمداداتها من الغاز الطبيعي المسال بفضل عقد توتال إنيرجي مع قطر، حيث وقعت الدوحة والشركة، في منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عقدين لتوريد الغاز الطبيعي المسال لمدة 27 عاما. وستقوم الشركة الوطنية قطر للطاقة بتسليم ما يصل إلى 3.5 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويًا إلى فرنسا اعتبارًا من عام 2026. وبالتالي، ستستمر عمليات تسليم الطاقة الأحفورية إلى ما بعد عام 2050، وهو التاريخ الذي تلتزم فيه فرنسا بتحقيق الحياد الكربوني.

ولتحقيق أهدافها المناخية، تريد فرنسا تسريع نشر الطاقات المتجددة، وأعادت إطلاق برنامج لبناء محطات الطاقة النووية. لكنها لا تزال تستخدم الكثير من الغاز، خاصة لتدفئة المنازل والمكاتب وكذلك في الصناعة. ويمثل الغاز الطبيعي حاليا حوالي 18% من مزيج الطاقة الفرنسي. وهو واحد من أكبر وأطول عقود التوريد الموقعة حتى الآن، مما يؤكد اعتماد أوروبا على الغاز الطبيعي المسال ليحل محل الغاز الروسي الذي كان يتم تسليمه عبر خطوط الأنابيب حتى الحرب في أوكرانيا.

وتعد فرنسا رابع أكبر مستورد في العالم بعد اليابان والصين وكوريا الجنوبية. وفقًا لبيانات ICIS LNG التي نقلتها وكالة بلومبرغ، فقد اشترت فرنسا 26 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال في عام 2022. وتحصل باريس على إمداداتها بشكل رئيسي من الولايات المتحدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية