“أبو منشار” وخاشقجي والشيخ الطحاوي: ما هو سر قصاصة ورق ضبطت تحت وسادة زعيم السلفية الجهادية الأردني؟

حجم الخط
3

لندن- “القدس العربي”:

ليست مجرد ” قصاصة ورق” .. قد تكون الورقة الأكثر كلفة من حيث نتائجها خصوصا تلك المتعلقة بعدد سنوات السجن التي سيحظى بها من كتب تلك القصاصة.

هي مجرد قصاصة ورق مكتوبة بخط اليد باعتبارها “مسودة” فتوى شرعية فكر بإصدارها إلى خارج السجن الزعيم الأبرز لتيار السلفية الجهادية الأردنية والسجين بطبيعة الحال للعام الخامس على التوالي الشيخ أبو محمد الطحاوي.

ما كتب على تلك القصاصة هو الاهم بالنسبة للسلطات الأردنية حيث عبارة تصف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بلقب “أبو منشار”.

الشيخ الطحاوي كان يخطط لإعلان موقف من قضية تصفية واغتيال الإعلامي السعودي الراحل جمال خاشقجي.

لا احد يعلم حتى اللحظة حتى من انصار السلفية الاردنية ما الذي خطر في ذهن الشيخ الطحاوي حتى يكتب مسودة على ورقة داخل سجنه يتحدث فيها عن اغتيال خاشقجي.

وفقا لأنصار الطحاوي ومحاميه موسى العبد اللات اعتقل الرجل عدة سنوات خارج نطاق الشرعية القانونية وبدون تهمة محددة.

لاحقا، حُكم الطحاوي بالتهمة المنسوبة إليه. وفيما كانت عائلته تستعد لانقضاء فترة المحكومية، اكتشفت جولة تفتيش تلك القصاصة بيد الشيخ المعتل والمريض وتحت وسادته.

بعد كشف القصاصة قررت السلطات بقاء الشيخ الطحاوي في السجن.

الأهم هو القرار التالي: مجددا فتح ملف تحقيق قضائي بتهمة جديدة لها علاقة بتعكير صفو العلاقات مع دولة شقيقة عبر تلك القصاصة التي وجدت تحت مخدة الرجل وهو في زنزانته.

يعترض محامي الطحاوي على الاتجاه نحو بناء لائحة ظن واتهام جديدة وعلى أساس مبدأ قانوني يؤشر على أن الدليل مجرد قصاصة لم ينشر مضمونها ولم تصدر او تذاع رسميا مما يؤسس لنفي التهمة.

ورغم أن أنصار الطحاوي لا يفسرون خلفية اهتمام شيخهم بالملف السعودي أصلا، أو بملف خاشقجي من حيث المبدأ، إلا أن الرسالة التي يلتقطونها تشير إلى أن الهدف من بناء اتهام جديد هو حصريا بقاء الرجل خلف القضبان رغم عمره الكبير وحالته الصحية المتردية، ورغم لجوء عائلته عدة مرات الى الصليب الأحمر والمركز الوطني لحقوق الانسان.

بمعنى آخر تريد السلطات أن يبقى الطحاوي في السجن.

وبمعنى سياسي بالتوازي، ثمة رسالة للمملكة العربية السعودية تؤكد بأن السلطات لا تتهاون مع أي إساءة للقيادة السعودية بصرف النظر عن جدوى وإنتاجية بناء اتصالات عميقة ومكثفة مع الجانب السعودي مؤخرا.

التيار السلفي الجهادي العلني في الاردن يختفي تماما عن أي نشاط في الشارع خصوصا بعد الاعتصام الشهير في مدينة الزرقاء والذي انتهى عمليا بتوقيف ومحاكمة الطحاوي وغيره.

المهتمون بالأب الروحي الأبرز للنسخة الأردنية من السلفية يحاولون اقناع السلطات بأن العقوبة التي حظي بها الشيخ الطحاوي الطاعن في السن تكفي، وأن الإفراج عنه لأسباب صحية وإنسانية قد يكون مفيدا في إعادة إنتاج توافقات ضمنية قديمة مع التيارات الجهادية، خصوصا تلك التي لا تؤمن بالعمل في الساحة الاردنية.

وخصوصا أيضا بعد انحسار دولة الخلافة في العراق والشام، والغياب المجهول الغامض لفعاليات تنظيم “الدولة” في بلاد الرافدين حيث يتحدث الجهاديون في الأردن عن أكثر من 7 آلاف جهادي من التنظيم معتقلون اليوم في كل من سوريا والعراق، بينهم مئات النساء والأطفال الذين يتم خطفهم وتجنيدهم في أماكن معزولة، إضافة إلى تعذيب النساء والرجال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول م. محمد جبرؤوتي:

    يعني كل الناس في الأردن وخارج الأردن تصف المنشار بالمنشار هل يعقل أن تقع برأس رجل مسن ويصبح ضحية.

  2. يقول Sam:

    السلام عليكم ‘ ابو منشار مخوف الكل ، الله ينتقم منه ان شاء الله، والله انه وبال على الأمه ألعربيه , وهذا الرجل الطاعن بالسن بالسجن بسببه كمان الظلم في كل مكان. لكل ظالم يوم لا محال . وشكرا

  3. يقول Al NASHASHIBI:

    حريه التعبير من اساس نظافة الأنظمة…ولكن للأسف هذا معدم في جميع الوطن العربي المنكوب والمستعنر منع قبل القواعد العسكريه الصهيوامركانبيطنوفرنسيروسي. المجرمة…
    نعم لإعادة بنا الأنظمة العربيه بحكمه العقل. وطهار ه القلوب…

إشترك في قائمتنا البريدية