وزير الدخلية المغربي يتهم اميناتو حيدر بالتشويش وارهاب المواطنين في مدينة العيون

حجم الخط
0

الرباط ـ ‘القدس العربي’: اتهم وزير الداخلية المغربية محند العنصر ناشطة صحراوية مناهضة للمغرب بالتشويش وارهاب المواطنين في مدينة العيون كبرى حواضر الصحراء الغربية وذلك على خلفية احتجاجات تشهدها المدينة تؤيد مقاربة جبهة البوليزاريو بتقرير المصير واقامة دولة مستقلة بالصحراء.
وقال وزير الداخلية المغربي امام البرلمان ان اميناتو حيدر رئيسة جمعية الصحراويين المدافعين عن حقوق الانسان (كوديسا) تشوش مع جماعات أخرى وترهب الساكنة في مدينة العيون. واوضح ان نوعا من التشويش يبدأ يوميا ابتداء من الساعة السادسة ويستمر الى ما بعد الثانية عشرة ليلا.
وأضاف العنصر أن وزارة الداخلية سهلت زيارة صحافيتين الى العيون، رغم علمها بأنها ستلتقي بالانفصاليين (اشارة الى ناشطي جبهة البوليزاريو او ما يعرف مغربيا بانفصاليي الداخل او بريزارو الداخل) وقال ‘عرفنا انهم سيلتقون الانفصاليين وقلنا لا بأس، لما وصلت الصحافيتان كانت الدعوة للخروج بشكل مكثف، وكانت الغاية هو انتظار التدخل الأمني، ونحن تركنا المسيرة ولم نتدخل ولم نفرق التدخل… وبدأ تكسير السيارات ووقعت أشياء من باب الاجرام وليس التظاهر، لأن هناك من اصيب بالحجارة والمولوتوف، واستعمال البريك. وان الحصيلة كانت اصابة حوالى 150 رجل أمن وبعض الاصابات خطيرة، ورجل من القوات المساعدة الذي تعطلت سيارته ضربوه وهو الآن في المستشفى.
واتهم المسؤول المغربي ناشطي جبهة البوليزاريو بافتعال موجهات وضحايا لتسويق صوة سلبية عن المغرب امام وسائل الاعلام واوضح ان لامن لم يتدخل في احدى مسيرات مدينة العيون اتهمت سيدة أغلق الباب على يديها رجال الأمن بالاعتداء عليها، وهناك من افتعل الاغماء وهو ما يؤكد بالنسبة للعنصر ‘ان هذا ليس عفويا، بل مخطط له وهو محاولة لاستفزاز الأمن وتصويرنا على أساس أننا نعتدي عليهم’
واتهم وزير الداخلية المغربي جمعيات حقوقية باعداد تقارير وكأنها طرف، كيف تدعي وهي طرف وتتبنى أطروحة طرف، وهناك استخدام الأطفال والنساء، وهو مخطط وليس سريا ويمول من الجهات الأجنبية عن طريق البوليزاريو واحد من كاناريا وآخر معين.
ونفت اميناتو حيدرا في وقت سابق اتهام السلطات المغربية لها بافتعال مواجهات او تحريض الصحراويين على الخروج وقالت ان الصحراويين يخرجون بتلقائية للتعبير عن حقهم في تقرير المصير.
ويوجه المسؤولون المغاربة والصحف اتهامات صريحة للناشطين الصحراويين المؤيدين لجبهة البوليزاريو منهم الناشطة الصحراوية أميناتو حيدر، بكونها تقف وراء الأحداث التي شهدتها عدة مدن صحراوية خاصة أعمال التخريب التي ينفذها أطفال ونساء بدعم جزائري من أجل دفع السلطات المغربية إلى استعمال العنف في التصدي للمحتجين.
ونفت دعوتها للعنف لحمل السلاح ضد المغرب وجددت تخوفها من ان يدي العنف الذي تستخدمه السلطات الامنية المغربية ضد المتظاهرين الصحراويين الى تحولهم من ‘المقاومة السلمية’ إلى ردة فعل عنيفة يُحمل فيها السلاح أمام ما وصفته بـ’حمق النظام المغربي، واستمراره في قمع المظاهرات السلمية بعنجهية’.
وقالت حيدر إنه في حالة حدوث حمل للسلاح ‘لن تكون سعيدة إطلاقا’، مشيرة إلى أن نضال الناشطين الصحراويين سلمي، و’سندافع عن حقنا بجهد قياسي بالوسائل السلمية’ وفق تعبير الناشطة الصحراوية.
واتهمت الناشطة الصحراوية في التصريحات التي تم تداولها على مختلف المنابر الالكترونية المغربية أجهزة الأمن والمخابرات المغربية بالوقوف وراء تهديدات طالتها بتصفيتها جسديا، مردفة بأنها تعرضت لحملة تشويه وتحريض واسعة ضد شخصها من طرف الصحافة المغربية، واصفة إياها بكونها ‘حملة عشوائية وشوفينية مليئة بالمغالطات والنعوت القدحية’.
وقالت حيدر عن علاقة دمقرطة المغرب وتطويره لحقوق الإنسان بتوقفها ومن معها عن المطالبة بـ’الاستقلال’، بأن ‘الوضع بالصحراء الغربية لا علاقة له بالدمقرطة في المغرب، إلا من باب أنه في حالة إنجاز الديمقراطية سيتمكن الشعب المغربي الشقيق من فهم حقيقة الأمور، التي ملخصها أن الصحراء مستعمرة من طرف النظام المغربي، حسب ما يقر بذلك المنتظم الدولي منذ 1965’ تبعا لتعبير الناشطة الانفصالية.
واوضحت ‘لو كانت الديمقراطية في المغرب لكانت طبيعة النزاع واضحة للشعب المغربي، ومعرفة حقيقة النزاع، ولكانت الأصوات الحرة عبرت عن رأيها المساند دون خوف من كيد السلطات المغربية’.
وذكرت السلطات المحلية بمدينة اسمارة العاصمة الروحية للصحراء، أن 16 من رجال الأمن أصيبوا مساء يوم السبت والأحد جراء ‘أعمال شغب’ عرفتها المدينة، ووصف بيان صادر عن العمالة (المحافظة) أن الإصابات عبارة عن ‘جروح متفاوتة الخطورة، تطلبت نقل أصحابها إلى المستشفى الإقليمي بالسمارة وإحالة اثنين منهم إلى المؤسسات الإستشفائية بمدينة العيون قصد تلقي العلاجات اللازمة’.
وقال البيان ‘قامت مجموعة من الأشخاص يوم الأحد بمحاولة التجمهر على مستوى حي مولاي رشيد بمدينة السمارة مسخرين لذلك مجموعة من القاصرين، حيث قاموا بوضع متاريس من الأحجار على الطريق محاولين بذلك احتلال الشارع العام وعرقلة حركة السير وإحداث حالة من الفوضى’.
وأضاف أنه ‘على إثر عدم امتثالهم للإنذار القانوني اضطرت قوات حفظ الأمن إلى التدخل وفقا للضوابط القانونية الجاري بها العمل لتفريق المتجمهرين وتحرير الشارع العام خاصة حين عمد هؤلاء الأشخاص إلى الرشق بالحجارة وبشكل كثيف واستفزاز قوى حفظ الأمن بالشارع العام’.
وذكر البيان أن ساكنة الحي المذكور استنكروا ‘بشدة هذه الأعمال الشنيعة التي تمس بالنظام العام وبالسلم الاجتماعي والاستقرار اللذين تنعم بهما مدينة السمارة’.
دوليا تتوافد هيئات رسمية وحقوقية وصحافية على المدن الصحراوية لتتبع ما تعرفه هذه المدن من مواجهات، ويتوقع وصول وفد رسمي الماني رفيع المستوى يوم غد الاربعاء الى مدينة العيون وقال لوران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسي حول تكليف قوات الامم المتحدة (المينورسو) بمراقبة حقوق الانسان بالصحراء أن فرنسا تسير في اتجاه حماية حقوق الإنسان، لكن في الظروف التي تكون فعالة ومفيدة’.
وأوضح فابيوس أن أي مبادرة من شأنها أن تؤدي إلى عرقلة مهمة بعثة المينورسو، في الصحراء لن تقدم أي شيء، في الوقت الذي من المهم فيه التقدم في المفاوضات لإيجاد حل للنزاع حول الصحراء الغربية، التي تعرقل مع الأسف التقدم في دول المغرب العربي’.
وأوضح أن بلاده ومنذ مدة وهي تتمنى التوصل إلى حل عادل، ودائم، ومتفق عليه بين الطرفين المغربي والجزائري، تحت رعاية الأمم المتحدة، ووفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي. مشيدا في الآن ذاته بأهمية المقترح المغربي للحكم الذاتي، الذي قال عنه أنه ‘أساس جدي، وذو مصداقية، وحل قابل للتفاوض بشأنه’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية