معهد سويدي : تراجع الإنفاق العسكري العالمي عام 2012

حجم الخط
0

ستوكهولم 15 نيسان/أبريل (د ب أ) – سجل الإنفاق العسكري العالمي العام الماضي تراجعا طفيفا وذلك بسبب التقشف وخفض الإنفاق على الحرب في كل من الولايات المتحدة وكندا واستراليا والعديد من الدول الأوروبية بينما ارتفعت في الصين وروسيا ، وفقا لما أعلنه معهد ‘سيبري’ السويدي لأبحاث السلام.
وقدر المعهد اليوم الإثنين في العاصمة ستوكهولم إن إجمالي الإنفاق العسكري العالمي في 2012 بلغ 75ر1 تريليون دولار بانخفاض بلغت نسبته 5ر0 في المئة عن عام 2011، مشيرا إلى أن هذا أول انخفاض من حيث القيمة الحقيقية منذ عام 1998 .
وعلى الرغم من الانخفاض، فإن الإنفاق العسكري العالمي لا يزال أعلى من حيث القيمة الحقيقية مما كان عليه في ذروته مع نهاية الحرب الباردة.
ولا تزال الولايات المتحدة هي أكبر منفق في العالم حيث أنفقت 682 مليار دولار ، في تراجع بلغت نسبته 6 في المئة عن 2011، ويعود هذا أساسا إلى انخفاض الإنفاق في كل من أفغانستان والعراق.
وعلى الرغم من تراجع حصة الولايات المتحدة من نسبة الإنفاق العسكري العالمي إلى أقل من 40 في المئة وذلك للمرة الأولى منذ عام 1991، إلا أن انفاقها كان أعلى من إجمالي إنفاق الدول العشر التالية لها مجتمعة، وفقا لمعهد ‘سيبري’.
واحتلت الصين المركز الثاني بإنفاق يقدر بنحو 166 مليار دولار، بزيادة نسبتها 8 في المئة عن 2011 . وجاءت روسيا في المركز الثالث ، وفقا لتقديرات معهد ‘سيبري’ ، بإجمالي إنفاق 7ر90 مليار دولار وذلك بزيادة 16 في المئة عن 2011 .
وتلاهم كل من بريطانيا واليابان وفرنسا والمملكة العربية السعودية والهند وألمانيا وإيطاليا في قائمة المراكز العشرة الأولى في الإنفاق العسكري .
ويتوقع المعهد أن الإنفاق العالمي سيتراجع خلال عامين إلى ثلاثة أعوام مقبلة ، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى انسحاب دول حلف شمال الأطلسي ‘ناتو’ من أفغانستان.
وشهدت منطقة غرب ووسط أوروبا انخفاضا في الإنفاق بلغت نسبته 6ر1 في المئة مقارنة بعام 2011. وجاء ذلك متماشيا مع الاتجاه الذي ارجعه معهد ‘سيبري’ إلى الأزمة المالية في عام 2008، والتي تلتها تخفيضات في الميزانيات العسكرية.
وكانت أوروبا الشرقية المنطقة الأعلى من حيث زيادة الإنفاق بنسبة قدرها 3ر15 في المئة. وزاد الإنفاق في أوكرانيا بنسبة 24 في المئة. كما ستواصل روسيا زيادة إنفاقها خلال الفترة من 2013 حتى 2015.
وقال سام بيرلو فريمان، رئيس برنامج الإنفاق العسكري وإنتاج الأسلحة في معهد سيبري: ‘نشهد ما قد يكون بداية لتحول في ميزان الإنفاق العسكري العالمي من الدول الغربية الغنية إلى المناطق النامية’.
وفي الشرق الأوسط، قدر المعهد زيادة الإنفاق العسكري بنسبة 3ر8 في المئة. وقال إن المملكة العربية السعودية زادت إنفاقها بنسبة 12 في المئة وذلك على أساس سنوي، فيما رفعت سلطنة عمان إنفاقها بنسبة 51 في المئة – أكبر نسبة زيادة في العالم.
ولم يشتمل التقرير على بيانات كافية عن عدة بلدان في المنطقة، من بينها سورية والإمارات العربية المتحدة وإيران. وقال المعهد انه من السابق لأوانه تقييم أثر الربيع العربي على اتجاهات الإنفاق.
وارتفع الإنفاق في شمال أفريقيا بنسبة 8 في المئة تقريبا، مع استمرار الجزائر، المصدرة للنفط والغاز ، في زيادة مشترياتها من الأسلحة.
وفي آسيا ارتفع الإنفاق بنسبة 3ر3 في المئة في عام 2012، في وتيرة اقل مما كانت عليه في السنوات السابقة. وقادت الصين الزيادة في الانفاق بينما خفضت الهند من إنفاقها العسكري .
وزاد الانفاق العسكري في أمريكا الجنوبية بنسبة 8ر3 في المئة، على الرغم من انخفاض طفيف في الميزانية العسكرية للبرازيل. ويمثل انفاق البرازيل حوالي نصف قيمة إجمالي الإنفاق في المنطقة. وارتفع الانفاق في كل من الأرجنتين وشيلي وكولومبيا وبيرو .
وقال المعهد إن أرقامه شملت الرواتب وتكاليف العمليات، ومشتريات الأسلحة والمعدات فضلا عن البحث والتطوير.
يذكر أن البرلمان السويدي أسس معهد ستوكهولم لابحاث السلام الدولي كمؤسسة مستقلة عام 1966.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية