تونس: المجموعتان المسلحتان الملاحقتان قرب الحدود مع الجزائر على صلة بـ’االقاعدة’

حجم الخط
0

تونس ـ وكالات: اعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية محمد علي العروي امس الثلاثاء، ان المجموعتين المسلحتين اللتين تلاحقهما قوات الامن والجيش قرب الحدود مع الجزائر، لهما صلة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، فيما وصل الرئيس التونسي امس الى منطقة جبلية قرب الحدود مع الجزائر حيث يلاحق الجيش والشرطة مسلحين.
وأوضح العروي في مؤتمر صحافي مشترك مع الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع ان المجموعة الاولى تتألف من نحو 15 شخصا وتتحصن بجبل في ولاية الكاف (شمال غرب) والثانية من حوالى 20 شخصا وتتحصن بجبل الشعانبي في ولاية القصرين (وسط غرب) الحدودية مع الجزائر.
وقال ‘ثمة صلة بين المجموعتين، ومجموعة الشعانبي على صلة بكتيبة ‘عقبة بن نافع’المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي’.
وكشف الناطق باسم وزارة الداخلية علي العروي ، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزارة الدفاع التونسية امس الثلاثاء ، أن قوات الأمن والجيش تمكنت خلال رصدها لنشاطات عناصر ارهابية منذ شهر كانون أول/ديسمبر الماضي من ايقاف العشرات موزعين عبر مجموعتين في مدينتي ‘الكاف’ و’القصرين’ المتجاورتين غرب البلاد قرب الحدود الجزائرية.
وفي السادس من شهر كانون أول/ديسمبر الماضي ، أوقفت قوات الأمن سيارة محملة بالأسلحة بمدينة الكاف وأدت مواجهات بين قوات الحرس الوطني وعناصر جهادية في المنطقة إلى وفاة ضابط في العاشر من نفس الشهر.
وقال العروي انه منذ تلك الأحداث جرى ايقاف 37 شخصا ينتمون لكتيبة عقبة ابن نافع متورطين في الأحداث بعضهم يحمل جنسيات دول مجاورة لتونس تمت احالتهم الى القضاء ، مشيرا الى ان المجموعات الارهابية كانت تتلقى الدعم والتموين والمساعدة اللوجيستية من داخل مدينة القصرين حتى تبقى متحصنة في الجبال.
وأضاف العروي ‘تجري ملاحقة نحو 20 ارهابيا في جبل الشعانبي الآن.. ونحن ننسق مع السلطات الجزائرية والليبية في تعقب العناصر الارهابية’.
وتابع ‘تونس ليست بمعزل عن الوضع الأمني الاقليمي وما يحدث في ليبيا ومالي. تونس لديها خطر الارهاب ونحن شاعرون بخطورة هذه المجموعات لكننا ساعون للقضاء عليها’.
وقال مكتب الرئيس التونسي ان الرئيس المنصف المرزوقي وصل الى منطقة الشعانبي الجبلية قرب الحدود مع الجزائر للاطمئنان على سير عملية ملاحقة مسلحين على صلة بتنظيم القاعدة.
واضاف مسؤول بمكتب الرئيس لرويترز ‘الرئيس وصل الى الشعانبي لرفع معنويات الجنود والاطمئنان على سير عمليات ملاحقة المسلحين هناك’.
وفي 21 كانون الاول/ديسمبر 2012 اعلن وزير الداخلية السابق علي العريض تفكيك ‘كتيبة عقبة بن نافع’ التي قال انها سعت الى اقامة معسكر في جبال القصرين قرب الحدود مع الجزائر وتكوين خلية في تونس تابعة للقاعدة.
واوضح العريض حينها في مؤتمر صحافي ان اغلب عناصر الكتيبة من ولاية القصرين وانه ‘ثلاثة جزائريين لهم علاقة بأمير القاعدة في المغرب الاسلامي أبو مصعب عبد الودود يشرفون على تدريبهم’.
وكانت الكتيبة تنوي ‘القيام باعمال تخريبية (في تونس) تحت عنوان الجهاد او احياء الجهاد وفرض الشريعة الاسلامية (..) واستقطاب عناصر شبابية متبنية للفكر (الديني) المتشدد لتدريبها عقائديا وعسكريا (..) وارسالها للتدرب في معسكرات تابعة للقاعدة في ليبيا والجزائر’ بحسب علي العريض.
ولفت الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية الى ان مطاردة المجموعتين المسلحتين بدأت يوم 6 كانون الاول/ديسمبر 2012 عندما اعتقلت الشرطة في معتمدية فريانة من ولاية القصرين 6 اشخاص كانوا داخل سيارة رباعية الدفع بداخلها اسلحة وخرائط وازياء عسكرية.
وذكر بأن احدى المجموعتين قتلت في 10 كانون الاول/ديسمبر 2012 عنصرا بجهاز الحرس الوطني (الدرك) في قرية درناية من معتمدية فريانة.
وأضاف انه تم حتى الان اعتقل 37 شخصا من المرتبطين ‘بشكل مباشر او غير مباشر’ بالمجموعتين.
وتابع ‘لقد قمنا بعزل المجموعتين، واعتقلنا في القصرين الشخص الرئيسي الذي كان يزود مجموعة الشعانبي بالمواد الغذائية’.
وذكر بان ‘كتيبة عقبة بن نافع’ لها علاقة بمجموعتي ‘الروحية’ و’بئر علي بن خليفة’ وبشحنات اسلحة حربية مهربة من ليبيا عثرت عليها الشرطة التونسية اواخر 2012 في مخازن بأحياء شعبية قرب العاصمة تونس.
وفي 18 مايو/ايار 2011 قتل عقيد وجندي بالجيش التونسي، ومسلحان – تسللا من الجزائر- خلال اشتباكات في بلدة الروحية بولاية سليانة (شمال غرب).
ومطلع شباط/فبراير 2012 قتل مسلحان تونسيان ينتميان الى ‘القاعدة’ في مواجهات مع الامن ببلدة بئر علي بن خليفة من ولاية صفاقس (وسط شرق).
واعلنت وزارة الداخلية في 13 شباط/فبراير 2012 تفكيك مجموعة مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة قالت ان لها صلة باحداث بئر علي بن خليفة.
وقالت الوزارة وقتئذ ان المجموعة خططت لاقامة ‘امارة اسلامية في تونس’.
واعلن العميد مختار بن نصر الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسية ان مجموعة الشعانبي حاولت اتخاذ المنطقة التي تتحصن فيها حاليا ‘مركزا للتدريب او قاعدة خلفية تعود اليها كلما نفذت اعمالا ارهابية في مناطق أخرى’.
وقال انه تم العثور في جبل الشعانبي على 16 مخبأ أعدتها المجموعة المسلحة من الاعشاب واغصان الاشجار.
وعثر داخل هذه المخابئ على ‘أفرشة ووثائق ورسائل وكتب تبسط كيفية صنع الالغام التقليدية’ بحسب المتحدث باسم وزارة الدفاع.
وتابع ان الالغام التقليدية التي انفجرت في جبل الشعانبي مصنوعة من مادة ‘الامونيتر’ الكيميائية (تستعمل في تسميد تربة الاراضي الزراعية) ‘ما شكل صعوبة في الكشف عنها بالأنياب (كلاب الشرطة) او كاشفات الالغام’.
وأوضح ان هذه الالغام ‘تنفجر بمجرد الدوس عليها’ وأن ‘الارهابيين’ زرعوها لمنع تقدم قوات من الامن والجيش وحتى تكون ‘وسيلة للانذار تمكنهم من الهروب’ قبل القبض عليهم.
وتسبب انفجار اربعة من هذه الالغام في اصابة 10 من عناصر الحرس الوطني (3 بترت ارجلهم) و6 من الجيش (اثنان بترت ارجلهما) وفق العميد مختار بن نصر.
واعلن محمد علي العروي ان الشرطة حجزت في ولاية الكاف شاحنة كان متنها 10 أطنان من سماد ‘الامونيتر’ خشية انتقالها الى ‘الارهابيين’.
وقال مختار بن نصر ان ‘الاضرار البشرية في صفوف قوات الامن والجيش لن تثنينا عن مواصلة عملية تمشيط الجبال الى غاية تطهيرها من الالغام والارهابيين’.
ولاحظ ان الجيش التونسي له خريطة بكامل المخابئ والكهوف الجبلية والمنازل المهجورة في مختلف مناطق البلاد وانه ‘ليس امام الارهابيين سوى المواجهة أو تسليم انفسهم او المغادرة’.
وانتقل الرئيس التونسي منصف المرزوقي ووزير الداخلية لطفي بن جدو والجنرال رشيد عمار قائد اركان الجيوش الثلاثاء الى جبل الشعانبي لمعاينة عمليات التمشيط،، حسب ما اعلن متحدث باسم الرئاسة التونسية.
وتبلغ مساحة جبل الشعانبي 100 كلم مربع بينها 70 كلم مربعا من الغابات الكثيفة.
وطاردت الشرطة الثلاثاء في مركز مدينة القصرين رجلين تنكرا في نقاب يشتبه انهما على علاقة بالمجموعة المتحصنة في جبل الشعانبي على ما افاد مراسل فرانس برس بالمنطقة.
وفي ولاية الكاف (شمال غرب) باشرت قوات الجيش والأمن عمليات تمشيط واسعة لجبل ‘قرن الحلفاوة’ و’الطويرف’ بحثا عن ‘الارهابيين’ حسبما اعلنت وكالة الانباء التونسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية