تصريحات ‘مجاملة’ في الدورة الـ31 لاجتماع مجلس وزراء الخارجية باتحاد المغرب العربي بالرباط

حجم الخط
0

الرباط ـ ‘القدس العربي’ من محمود معروف: يتابع المسؤولون المغاربة تصريحات المجاملة التي لا تعكس حقيقة العلاقات بين دولهم، مما يفقد دولها مصداقية هي تحتاجها، لتجاوز حقيقي للاشكاليات التي تحول دون مغرب عربي موحد اسس من اجله اتحاد قبل 24 عاما.
وتصريحات المسؤولين في المغرب والجزائر، عندما يلتقون ثنائيا او في اطار متعدد الاطراف، نموذج لتصريحات ‘المجاملة’ هذه، والمتلقي يظن انه يستمع لتصريحات مسؤولين المان وفرنسيين الان، فيما الواقع يقول ان العلاقات بينهما اقرب الى العلاقات الفرنسية الالمانية قبل الحرب العالمية الثانية.
فالحملات الصحافية لا تتوقف، والحرب الدبلوماسية على اشدها، والحدود البرية بينهما لا زالت مغلقة ولا يبدو انها ستفتح في المدى المنظور، وتبقى قضية الصحراء الغربية والاتهامات المتبادلة بين الرباط والجزائر العنوان الابرز لهذه الحالة، في مرحلة تمر فيه هذه القضية بمنعطفات حاسمة لكل اطرافها.
اول امس الاحد احتضنت الرباط اجتماعا لوزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي، والملفات التي بحثت حسب التصريحات كثيرة وهامة، منها ما يتعلق بالاتحاد ودوله ومنها ما يتعلق بالاقليم المتفجر خاصة منطقة الساحل والصحراء ومنها ما يتعلق بالقضايا العربية وتبني موقف موحد من هذه القضايا. وأكد وزير الخارجية المغربي الدكتور سعد الدين العثماني أن السياق الحالي بالمنطقة المغاربية يستدعي أكثر من أي وقت مضى بلورة استراتيجية موحدة ومندمجة للاستجابة لتطلعات شعوب دول المغرب العربي للتنمية الشاملة والاندماج الاقتصادي.
وقال العثماني في افتتاح الدورة الـ31 لاجتماع مجلس وزراء الخارجية باتحاد المغرب العربي بالرباط إن الاجتماع ‘يأتي في سياق مرحلة انتقالية تحمل دلالات وإشارات سياسية قوية’ تتطلب من الحكومات المغاربية بلورة استراتيجية موحدة ومندمجة ‘للتجاوب بسرعة مع تطلعات الشعوب للتنمية الشاملة والاندماج الاقتصادي’.
وأوضح الدكتور العثماني أن الظروف الدقيقة التي تمر منها منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الساحل والصحراء التي أضحت مرتعا متناميا للإرهاب والجريمة المنظمة وخاصة ما عرفته دولة مالي من تهديدات لوحدتها واستقرارها تؤكد أهمية العمل المشترك بين دول المنطقة لمواجهة مختلف التهديدات أيا كان مصدرها.
وأضاف أنه رغم النجاحات التي حققها اتحاد المغرب العربي والمتمثلة في رزنامة النصوص القانونية المؤطرة لعمله وغيرها فإن هناك حاجة لأدوات خلاقة وإرادة سياسية لتفعيله على أرض الواقع.
وأكد العثماني حرص المغرب الدائم على بذل كل الجهود الرامية إلى إقامة نظام مغاربي جديد قوي ومتماسك يقوم على احترام سيادة وسلامة أراضي الدول الأعضاء وذلك وفق استراتيجية واضحة تمكنه من أن يصبح تكتلا فاعلا على المستوى الإقليمي والدولي.
وأوضح أن تحقيق هذا الهدف يمر بالضرورة عبر مد جسور التعاون بشكل أكبر بين الدول الأعضاء وخدمة المصالح المشتركة وتكريس الحكامة الجيدة وبناء شبكة لربط البنيات التحتية وتوفير الظروف الملائمة للاستثمار وخلق مشاريع مندمجة وتعزيز حرية تنقل الأشخاص والخدمات ورؤوس الأموال وأن دول اتحاد المغرب العربي توجد اليوم أمام مسؤولية تاريخية لتحقيق التنمية الشاملة مؤكدا استعداد المغرب التام للمضي قدما في تحقيق الأهداف التي تصبو إليها شعوبها.
وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي اكد أن العلاقات المغربية الجزائرية تشهد منذ شهور تحولا إيجابيا و’تشهد تحولا ايجابيا شهرا بعد شهر’ وأن البلدين لديهما نفس الطموح لتطوير العلاقات الثنائية والارتقاء بها على مستوى جميع المجالات.
وقال ‘نحن مرتبطان بنفس الطموحات ونتمنى أن تتحول هذه العلاقات بصفة ايجابية وسريعة حتى تصبح علاقات طبيعية تهم كافة الجوانب الإنسانية والاقتصادية وغيرها من الامور’.
ولم يفوت المسول الجزائري في ندوة صحافية التطرق الى النزاع الصحراوي واتهام المغرب لبلاده بتحريك تظاهرات تشهدها مختلف المدن الصحراوية منذ صدور قرار مجلس الامن الدولي 2099 والتي تدعو الى تقرير المصير للصحراويين واقامة دولة مستقلة بالمنطقة التي يقول المغرب انها جزء من ترابه الوطني.
وقال مدلسي ‘لا ينبغي طرح مسألة الصحراء الغربية على الصعيد الثنائي وإنما على مستوى منظمة الأمم المتحدة’.
وأشار إلى أن ‘الزيارة الأخيرة لسعد الدين العثماني، وزير الخارجية المغربي إلى الجزائر منذ سنة و نصف كانت قائمة على هذا الاتفاق’.
وأعرب مدلسي عن أمله في أن تتطور العلاقات المغربية الجزائرية بشكل ‘ايجابي و سريع حتى تصبح طبيعية’ في كل المجالات مهما كانت المشاكل التي يواجهها البلدان. مشيرا إلى ضرورة ارساء مناخ ملائم لا سيما من خلال الصحافة للتقدم في الاتجاه الصائب. و قال مدلسي للصحافة المغربية ‘هذا ما ننتظره منكم (وسائل الإعلام)’.
وحول دعوة أمين عام حزب الإستقلال حميد شباط الى إسترجاع المغرب لمناطق جزائرية تساءل مدلسي ‘هل يمكننا قبول تصريحات لبعض من إخوتنا بالمغرب عافهم الله حول أشياء تجاوزها الزمن و تمت تسويتها منذ مدة دون التحرك’.
وحول إعادة فتح الحدود البرية بين البلدين أكد مدلسي أن هذه المسألة تعد منذ زمن طويل محل دراسة و لكن ‘ليست مدرجة في جدول أعمال’ أشغال اتحاد المغرب العربي وجدد تأكيد بلاده أن إعادة فتح الحدود لن تخرج عن إطار يتجاوز إرادة الشعبين و الدولتين الجزائر والمغرب.
من جهته قال وزير الخارجية والتعاون الدولي الليبي محمد عبد العزيز إن بلدان اتحاد المغرب العربي تعتبر أن تسوية الأزمة المالية يجب أن تتخذ طابعا شموليا لا يقتصر فقط على الجانب العسكري، داعيا إلى أن تشمل مهمة دعم مالي بالإضافة الى قوة حفظ السلام تقديم الدعم الكفيل ببناء دولة مالي من جديد وتحقيق انتقال ديمقراطي من خلال تنظيم انتخابات حرة ونزيهة والمساعدة في اعادة بناء مؤسسات الدولة.
وأوضح محمد عبد العزيز الذي تتولى بلاده رئاسة الدورة الحالية لاتحاد المغرب العربي في ندوة صحافية في ختام الاجتماع الـ31 لمجلس وزراء الشؤون الخارجية باتحاد المغرب العربي الذي احتضنته الرباط اول امس الاحد إنه من الأهمية بمكان أن يكون المجتمع الدولي جاهزا لمواجهة ظروف ما بعد الحرب في شمال مالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية