انتعاش الامال بتسوية سلمية لنزاع الصحراء الغربية العاهل المغربي يستقبل المبعوث الدولي

حجم الخط
0

الرباط ـ ‘القدس العربي’: انتعشت الامال بتسوية سلمية لنزاع الصحراء الغربية، وصدور قرار من مجلس الامن الدولي تقبله اطراف النزاع ويشكل ارضية لانطلاق مفاوضات تذهب نحو حل متفاهم عليه ومقبول، وذلك بتحرك الامم المتحدة خلال الاسابيع الاخيرة والاهتمام الذي اولته الدول الكبرى لهذا التحرك.
واستقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس امس الاربعاء بالقصر الملكي بفاس كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية.
وقال بلاغ للقصر الملكي بالرباط بأن استقبال الملك محمد السادس للمبعوث روس ‘يندرج في إطار استئناف جهود المبعوث الشخصي، بعد الضمانات والتوضيحات المقدمة للملك من طرف بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، خلال الاتصال الهاتفي ليوم 25 اب/اغسطس 2012، خاصة حول طبيعة مهمته ومعايير التفاوض التي تؤكد بالخصوص وجاهة المبادرة المغربية بمنح حكم ذاتي موسع للصحراء التي تقدمت بها المملكة سنة 2007’.
وقام المبعوث الدولي في شهر اذار (مارس) الماضي بجولة في المنطقة زار فيها المغرب، بما فيه مدن صحراوية والجزائر، بما فيها مخيمات تندوف حيث تجمع اللاجئين الصحراويين وجبهة البوليزاريو، بالاضافة الى موريتانيا كطرف معني بالنزاع.
وهدفت زيارة روس الى الاستماع لاطراف النزاع الصحراوي لمقارباتهم للنزاع وتسويته على ضوء فشل الامم المتحدة الاقلاع في هذه التسوية بعد 4 سنوات و9 جولات من الاتصالات واللقاءات غير الرسمية تحت رعاية الامم المتحدة في عدد من مدن العالم، الا ان اغلبها كان في نيويورك.
واقترح روس في جولة سابقة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي عقد مفاوضات مباشرة بين اطراف النزاع عبر جولات مكوكية، كما تردد انه حمل معه في اذار (مارس) الماضي افكارا حول حفظ السيادة المغربية على الصحراء الغربية المتنازع عليها عبر علاقة فيدرالية او كونفيدرالية بين الصحراء والمغرب. واعتبرت هذه الافكار حلا ممكنا ما دامت تحافظ على السيادة المغربية وتعطي للصحراويين بعض مواصفات ‘الشعب’ ولمنطقتهم بعض مواصفات الاستقلال.
وابدى المغرب في وقت سابق استعداده لادخال تطوير على مبادرته بمنح الصحراويين حكما ذاتيا ذا سلطات واسعة تحت السيادة المغربية، الا ان جبهة البوليزاريو تتمسك باجراء استفتاء يقرر من خلاله الاستقلال او الاندماج بالمغرب.
ومن المقرر ان يعقد مجلس الامن الدولي خلال الاسبوع الاخير من شهر نيسان/ ابريل الجاري دورة نقاش سنوية حول تطورات النزاع الصحراوي يصدر في ختامها قرار جديد يمدد لقوات الامم المتحدة المنتشرة بالصحراء (المينورسيو) وقرارات على خلفية تقرير قدمه الامين العام للامم المتحدة بان كي كمون الاثنين الماضي، على ضوء خلاصات جولة روس للمنطقة.
وقال بلاغ القصر الملكي المغربي ان’الملك أكد مجددا خلال هذا الاستقبال على انخراط المغرب وتعاونه التام مع جهود الامم المتحدة وأعرب مجددا عن العزم الأكيد للمملكة على المضي قدما من أجل البحث على هذا الاساس عن حل عادل وواقعي . وفي هذا الإطار يعد مشروع الحكم الذاتي المقدم من طرف المملكة حلا مفتوحا وذا مصداقية كفيلا بوضع حد لهذا النزاع الذي يتسبب في عقود من التفرقة’.
وذكر الملك، خلال هذه المباحثات أنه ‘يتعين على الأطراف الأخرى أيضا أن تبدي روح توافق وانفتاح مماثلين’ كما جدد ‘نجاعة وأهمية الأعمال التي يقوم بها حاليا المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي حول نموذج التنمية الاقتصادية بالصحراء وهي الأعمال التي ستشكل قطب الرحى لتطبيق فعال لمسلسل انطلق فعلا يتعلق بالجهوية المتقدمة خاصة في المناطق الجنوبية’.
واضاف البلاغ ان الملك والمبعوث الشخصي للأمين العام تبادلا الآراء بشأن المخاطر المحدقة بمجموع منطقة الساحل والصحراء في ظل تفاقم التهديدات الأمنية’ وان ‘عدم حل نزاع الصحراء يمكن أن يشكل عاملا لاتساع حجم هذه التهديدات، خاصة من خلال إعاقة تعاون فعال بين دول المنطقة’.
وكانت الحرب مع الجماعات الاسلامية المتشددة في مالي محور تصريحات روس في مختلف العواضم والمدن التي زارها في جولته في مارس الماضي.
وشدد الملك محمد السادس حسب بلاغ القصر الملكي، على تشبث المغرب الدائم بتعميق علاقات الأخوة وحسن الجوار مع الجزائر والتزام المملكة ببناء مغرب عربي جديد قادر على الاستجابة للتحديات والتهديدات المتعددة التي تواجهها المنطقة’.
ويتهم المغرب الجزائر بانها وراء جبهة البوليزاريو والنزاع الصحراوي ويصفه بالنزاع المفتعل. ويتسبب هذا النزاع منذ اندلاعه 1976 بتوتر دائم للعلاقات المغربية الجزائرية.
وتنفي الجزائر ان تكون طرفا بالنزاع وتقول انها تدعم الصحراويين انطلاقا من دعمها للشعوب في تقرير مصيرها، واكدت اول امس أنها لن تغيّر موقفها المبدئي من قضية الصحراء الغربية وشدّدت وزارة الخارجية على لسان ناطقها الرسمي عمار بلاني، على ‘أن احترام قرارات هيئة الأمم المتحدة، والسماح للصحراويين بتقرير مصيرهم، هو الحلّ الوحيد لطيّ الملف نهائيا’.
وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الجزائرية ، أنه ليس هناك شكّ بأن بعض الأصوات والأطراف ترغب في الاستثمار أو الاستفادة من حالة عدم الاستقرار في منطقة الساحل بهدف تحقيق أمل مكبوت وملغم وإطلاق مزاعم كاذبة.
وأوضح عمّار بلاني في تصريح مكتوب نشرته امس الخميس صحيفة ‘الشروق’ الجزائرية ردا على تصريحات الوزير المغربي بالشؤون الخارجية يوسف العمراني، ان ‘مثل هذه التصريحات تعكس خفة اليد لمحاولة ليّ رقبة القانون الدولي وتجاوز الشرعية الدولية’، مؤكدا أن السياق الإقليمي، يقتضي المشاركة في تسهيل البحث عن حلّ سياسي مقبول بما يتناسق مع روح ونص قرارات مجلس الأمن الدولي، وأن المنطق المغربي بإملاء ‘شروط مسبقة’ يبقى مرفوضا جملة وتفصيلا.
ودعا المتحدث باسم الخارجية الجزائرية، الطرف المغربي إلى تصفية موقفه المتصلّب وغير الواقعي الذي يهدف إلى إجهاض خيار الاستفتاء حول تقرير المصير ومحاولة فرض قبول ‘الحكم الذاتي’ وفق التصوّر المغربي كخيار كما لو أنه كان.
وقال ان الجزائر تؤكد إلى ما لا نهاية، موقفها المبدئي غير القابل للتنازل أو التفاوض، بشأن أولوية حقّ يبقى غير قابل للتصرّف، وهو حقّ الشعب الصحراوي في تقرير المصير، موازاة مع بطاقات يطلقها الطرف المغربي، من الحين إلى الآخر، تعكس التفكير بالتمني كملاذ أخير، على الرغم من أن الشعب الصحراوي يملك وحده قرار تقرير مصيره بكل حرية وبدون قيود وتحديد مستقبله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية