العريض: ‘الإرهاب’ في تونس ليس وليد المرحلة الراهنة ونواب وجهوا له ولـ’النهضة’ إنتقادات

حجم الخط
0

تونس ـ وكالات: أقر رئيس الحكومة التونسية علي العريض بأن ‘الإرهاب’ في بلاده ليس وليد المرحلة الراهنة، وذلك في موقف يتناقض كليا مع مواقفه السابقة التي كان يعتبر فيها أن الحديث عن الإرهاب خلال فترة حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي، ‘مجرد فزاعة’ لإخافة المعارضة.
وقال العريض وهو قيادي بارز في حركة النهضة الإسلامية خلال جلسة عقدها امس الاربعاء المجلس الوطني التأسيسي لمعرفة الأوضاع السائدة في غرب البلاد على ضوء تزايد العمليات المسلحة لعناصر وُصفت بالإرهابية، إن الإرهاب في تونس ‘ليس وليد اللحظة بل هو موجود من قبل الثورة’.
وأشار في هذا السياق إلى عدد من العمليات الإرهابية التي عرفتها تونس خلال فترة حكم الرئيس السابق بن علي، وخاصة منها تفجير المعبد اليهودي ‘الغريبة’ في جزيرة جربة في العام 2002، والاشتباكات المسلحة مع عناصر مسلحة في بلدة سليمان من محافظة نابل في العام 2006.
وقال علي العريض إن ‘المعركة ضد الارهاب تقوم في أحد جوانبها على الإمساك بزمام الأمور بالمساجد بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية’.
وقال العريض امس ‘وقع استرجاع عدد كبير من المساجد ولم يبق سوى القليل منها منفلت وخارج سيطرة الدولة’.
ورأى مراقبون أن هذا الموقف الجديد لرئيس الحكومة التونسية يتناقض مع المواقف السابقة لحركة النهضة التي كانت تعتبر أن حديث النظام السابق عن الإرهاب وخطر إنتشاره’ليس سوى فزاعة لتبرير ضرب الإسلاميين’.
ومن جهة أخرى، إعتبر رئيس الحكومة التونسية أن المجموعات الإرهابية الناشطة في تونس ‘إستغلت الإنفلات الأمني، وضعف الدولة إثر أحداث الثورة ومناخ الحرية’.
وأكد أن الإرهاب ‘لا يخص تونس فقط بل هو ظاهرة عامة في كل دول الربيع العربي، وهي تكتسي طابعا متشعبا ومتعدد المكونات في تونس’. ودعا في المقابل إلى ضرورة فرز السلمي عن العنيف في ما يتعلق بالمجموعات الدينية التي برزت إثر أحداث الثورة مستغلة مناخ الحرية، وذلك في إشارة إلى التيارات السلفية الناشطة في البلاد.
غير أن هذا الموقف، وما رافقه من تبريرات لم تُقنع أعضاء المجلس الوطني التأسيسي الذين وجهوا له إنتقادات لاذعة، شملت أداء وزارة الداخلية عندما كان يديرها قبل أن يتسلم رئاسة الحكومة.
وحمّل عدد من أعضاء المجلس الوطني العريض مسؤولية ما تعيشه تونس اليوم من أعمال إرهابية، واتهموه بـ’إطلاق العنان للمتطرفين دينيا’، حتى أن النائب هشام حسني لم يتردد في إتهام العريض وراشد الغنوشي رئيس حركة النهضة بـ’تشجيع الإرهابيين على التمادي في ممارساتهم’.
وأشار إلى أن العريض عندما كان وزيرا للداخلية ‘ لم يتخذ الإجراءات اللازمة للتصدي للمجموعات المتطرفة، ولم يتعامل معهم بحزم خلال أحداث السفارة الأمريكية، ما شجعهم على التمادي في إرهابهم ورفع السلاح في وجه قوات الأمن’،على حد تعبيره.
ولفت إلى أن الغنوشي سبق له أن ذكر أكثر من مرة بأن السلفيين المتشددين ‘جاؤوا للتبشير بثقافة جديدة، ويجب إستيعابهم’.
يشار إلى أن تونس تعيش منذ اكر من أسبوع على وقع تزايد تفجيرات العبوات الناسفة في منطقة جبل الشعانبي بمحافظة القصرين يُعتقد ان عناصر مرتبطة بتنظيم القاعدة قد زرعتها لعرقلة تقدم قوات الأمن والجيش التي تقوم منذ مدة بتمشيط لتلك المنطقة.
وتعاني تونس منذ الاطاحة بحكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي وضعا أمنيا هشا سمح بصعود تيارات جهادية وانتشار السلاح على نطاق واسع عبر ليبيا والجزائر وفي عدة مدن تونسية.
وتشكو أجهزة الأمن من غياب الضمانات القانونية والصحية عند التدخل والافتقاد الى المعدات والتجهيزات لمواجهة جماعات مدججة بأسلحة نوعية وأجهزة اتصالات متطورة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية