سندفع مرتين.. مرة لحماس واخري لفتح واولمرت يرغب بشراكة مع ابو مازن علي حساب سورية

حجم الخط
0

سندفع مرتين.. مرة لحماس واخري لفتح واولمرت يرغب بشراكة مع ابو مازن علي حساب سورية

pp اولمرت يُركز (….) الآن علي حكايته مع أبو مازن. اللقاء الذي عقد عشية يوم السبت دخل الي جدول الاعمال الاسرائيلي بالأساس بسبب القبلة الرنانة التي طبعها اولمرت علي خد الرئيس. أبو مازن فوجيء، كما تقول المصادر الفلسطينية، إلا أنه لم يحول ذلك الي قضية. اولمرت يبرر القبلة بالتقاليد المتبعة: أبو مازن كان يستهل كل لقاء بينهما بالعناق والقبل، لذلك افترض أن هذا ما سيحدث في هذه المرة.الفلسطينيون من أتباع فتح يرون في اللقاء علامة فارقة. واولمرت كذلك. اللقاء من وجهة نظرهم هو بداية سلسلة تنازلات اسرائيلية صغيرة نسبيا، إلا أنها هامة في المواجهة مع حماس. وهم واثقون إثر هذا اللقاء من صدق نواياه، أما بالنسبة لاولمرت فاللقاء هو الحلقة الاولي علي طريق استئناف الشراكة بين حكومة اسرائيل وقيادة فتح. اسرائيل ستقوم بأمور كثيرة وستضبط نفسها كثيرا، كل هذا من اجل انقاذ حكم أبو مازن.ppالمشكلة الضاغطة هي اطلاق سراح السجناء. هي تعتبر معضلة صعبة للجانبين. رئيس حكومة اسرائيل ملزم بالاختيار بين أبو مازن وجلعاد شليط: الاثنان يقفان قبالة بعضهما البعض في الوضع الناشيء بعد الاختطاف. حماس مستعدة لاطلاق سراح شليط فورا والثمن معروف. المشكلة هي أن الانجازات التي ستكسبها حماس في الشارع الفلسطيني كبيرة لدرجة انها قد تُسقط أبو مازن وتتسبب في انهياره. اطلاق سراح السجناء يجب أن يتم علي ما يبدو بطريقة أكثر تعقيدا. اسرائيل تقوم باطلاق سراح بضع عشرات من النساء والأحداث مقابل نقل شليط الي السلطة المصرية. بعد ذلك تقوم باطلاق سراح مئات آخرين، ولكن قبل اطلاق سراحهم يتم اطلاق سراح مئات من سجناء فتح لأبو مازن. اسرائيل ستدفع مرتين، مرة لحماس واخري لفتح. ليس هناك حل آخر في الوقت الراهن.اولمرت وعد أبو مازن بتحويل 100 مليون دولار من اموال السلطة. أمس الاول تم تحويل اول دفعة من المبلغ الي مستشفيات القدس، كما وافق علي نقل لواء بدر من الاردن الي غزة، إلا أن الامريكيين هم الذين يعرقلون هذه الخطوة لاعتقادهم أن هذه القوة ليست جاهزة للمهمة التي يخصصها لها أبو مازن. اولمرت وعد برفع حواجز داخلية في الضفة، وهو مستعد للتصادم مع الجيش في هذه القضية. اولمرت قال لي مرة حكاية حددت موقفه من الحواجز. في عام 1968 ـ 1969 سافرت في سيارة أجرة من القدس الي تل ابيب. بجانبي جلس رجل فلسطيني يرتدي لباسا فاخرا. حاجز شرطة أوقفنا وسرعان ما أخرجه رجال الشرطة وأخذوا يفتشون جسمه بأيديهم، وشاهدت كيف بدأ الرجل يفقد أعصابه. توجهت الي الشرطي وقلت له كفي، فلتدعوه وشأنه. فرد علي الشرطي: أغلق فمك، وإلا فعلنا لك ما نفعله به .ليس هناك ما يمكن التفاوض حولهبشار الأسد لم يتمكن من صنع اشياء كثيرة في حياته، إلا أنه أحدث جلبة كبيرة في اسرائيل. أحد القادة العسكريين الكبار علي قناعة بأن الأسد متحمس جدا لعقد الاتفاق مع اسرائيل لدرجة أنه مستعد لتأجيل اعادة الجولان عشرين عاما. قائد آخر قام بتأنيب زميله. المستوي السياسي قرأ عن وعود الأسد الجديد في الصحف.الشخصيات الاجنبية التي تأتي الي هنا من دمشق تحمل معها رسائل متناقضة. وزير الخارجية الالماني شتاينماور سمع الأسد وخاب آمله. المرشح الديمقراطي للرئاسة، جون كيري، سمعه وشعر بالخيبة. هم وغيرهم سألوا الأسد عن لبنان. الرد كان: لبنان هو جزء من سورية. سناتور آخر وهو أرلين سبكتور عاد من دمشق مع معنويات أفضل من سابقيه.اولمرت ليس مُنجذبا لسورية. تصريحاته المختلفة في هذه القضية ملتوية وكثيرة الاعوجاج، إلا أنها ذات خلاصة واضحة: طالما بقيت سورية علي صلة بايران والارهاب، كان محظورا علي اسرائيل أن تتفاوض معها. المفاوضات مع الأسد ستتسبب في انهيار الجبهة التي بناها الامريكيون ضد سورية وحماس وحزب الله.الحكومة الاسرائيلية التي ترفض علانية التفاوض مع دولة عربية مجاورة هي ظاهرة شاذة. التقاليد السياسية في اسرائيل تقضي دائما بقبول التفاوض مع كل دولة كانت، بصرف النظر عن سياساتها ونظامها. أما الثمن فهو مسألة اخري.أسلاف اولمرت توجهوا الي الفلسطينيين فقط بعد أن فشلوا في اتصالاتهم مع سورية. اولمرت يسير في اتجاه معاكس. اذا فشل مع أبو مازن فلن يكون أمامه مفر آخر.ناحوم برنياع(هآرتس) ـ 29/12/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية