‘تحيا مصر’: هي صيحة مصرية تحررية من أيام الاستعمار البريطاني ‘الكريم’، ولعل سيادة المشير يقصد من شعاره؛ أنّ الإخوان استعمار، واستيطاني أيضاً! ويقصد أيضاً أنه ثائر ومتظاهر ضد الاستعمار الإخواني، طبعاً كان الاخوان استعماراً استيطانياً للسجون والمعتقلات. الشعار الحقيقي بعد كشط الدهن عن العظم هو: ستون سنة نزداد عسكرة أو.. مسخرة! وإذا تذكرنا فيلم عاطف الطيب يمكن أن نقترح الشعار التالي: الشعب المصري ‘البريء’ يذهب إلى الجيش!
لكل زعيم كاريزما، أمّا السيسي فقد حباه الله بالجاذبية إلى النساء، والغالبين والغلابة والسلفية والملاحدة! لقد سحر المغناطيس كثيراً من الشعب المصري بصوته الرومانسي! أحد انجازات الديمقراطية هو عزل الجيش عن السياسة، لكن في حالتنا ينوي الماريشال تحويل الشعب المصري الى عسكر!
لا أدري كم مرة سمعت إعلام الفلول والعسكر يقول عن السيسي: يخلع ‘البدلة’ ويترشح.. طيب إذا كانت البدلة جلداً فما العمل!! الماريشال، غضب من الدويتو ‘لولو وهيما’ عندما سألوه عن العسكر والسياسة، فغار على المؤسسة الوحيدة الباقية في مصر، وغضبه وهو يهدد بأياديه’ العشرة ‘ التي لا أحد يسخر منها كما فعلوا مع ‘صباع’ مرسي. لنتذكر أنه جاء للثأر للعسكر من الإهانات التي طالته من المظاهرات والثورة! لا تلعبوا بيه ولا تلعبوا معاه..:يعني: هو يلعب بيكم. طبعاً لا يشرح لنا أحد لمَ انهارت كل المؤسسات وبقي الجيش! لعل ذلك سببه المعكرونة والكفتة التي يبتدعها العسكر في المخابر العلمية لمقاومة استعمار الايدز والتهاب التخلف الوبائي !

مالئ الدنيا وشاغل النسوان

عكفت فضائيات ست على نقل حوار المرشح الرئاسي ‘الضرورة’، ‘مالئ أم الدنيا وشاغل النسوان’، وقد تابعت بعض اللقطات التي بثتها ‘الجزيرة’ و’العربية’ و’الميادين’، وكانت كل واحدة تختار من الحوار ما يناسب خطابها الاعلامي، فـ’العربية’ تدرج انتخابات مصر الرئاسية تحت عنوان ‘الجمهورية الجديدة’ ، و’الميادين’ حولت الشماتة بقطر وتركيا إلى مهنة، أما ‘الجزيرة’ فتحرص على كشف وهن الخطاب الانقلابي وتهافته وركاكته وزيفه. اربع ساعات لحوار مع البلياتشو ‘الوسيم’!
ثمة ملاحظات مورفولجية من خلال بعض مشاهد الحوار. ‘لغة الجسد’ للجنرال ‘السكسي’ المثير تقول: إنّ آلات الشعوذة المعاصرة، من كاميرات وانوار واضاءة ودهاقنة سحر القول الإعلامي، حاولت أن تحوّل المرشح الى صنم عجوة بشري، لكنه لا يؤكل كما كان صنم العجوة الجاهلي اللذيذ. الحوار مفلتر ومرتب ومصفى ومنقى ومسجل وفق سيناريو. الرجل يخشى أن يظهر على الهواء الغدار. الهواء أخواني هو الآخر!
عمليات التجميل التصويرية التي يسمونها بالمونتاج تتسبب أحيانا بكوميديا مفاجئة: فقد وجهت القهرمانة رولا خرسا للمشير السيسي سؤالا بخصوص الفئة المعترضة على 25 يناير/كانون الثاني، والتي يعتبرها الكثير مؤامرة على ثورة يناير، فكانت إجابة المشير ‘أنا لبيت أمر وطن وأنا ‘بجد’ مكنتش عايز أتقدم لمنصب رئيس الجمهورية’! يمكن ‘لجوتيوب’ و’الحرام’ و’باكوس’ والبرامج الساخرة الإستفادة من كوميديا المونتاج في مشاهد ضاحكة.
الحوار ‘المضلع’ دار حول منضدة ‘مستديرة’، والإعلاميان المعروفان بالدهاء والخبث باتا مهذبين، يرممان عثرات الولد الذي انجبه الجيش، سبب كل هذا الحب هو أن الانقلاب سعيد بأن الدولة العميقة غير عقيمة فقد انجبت ولدا، والولد يحبو ويتكلم ويكاد يلعب كاراتيه بأياديه العشرة.. وكل الأمهات تظن أن ابنها أذكى الأبناء. المسافة كانت بعيدة بين الطرفين المتحاورين.. لزوم آداب الملوك. صمته له معنى، وإشارات يديه لها معنى. يعني: ‘مصر شابة’. لم يكن ينقض الحوار إلا موسيقى تصويرية حتى يصير فلما ‘حربيا’ مثل.. خلي بالك من زوزو.
استخدم الرجل يديه في الشرح لمؤازرة لسانه الكليل، كما لم يفعل أحد من قبل. لعله يقصد أنّ افكاره مركبة يعجز عنها لسانه، حتى أنه ذكرني بمذيع الصم والبكم، وبالآلهة الهندية متعددة الأيدي، الألهة الاخطبوط. كم من أحمق مطاع.. ومحبوب. حتى في أمريكا كان جورج بوش الأحمق محبويا.

تجديد الاسلام

الرجل أسوة حسنة لكل المصريين، وجدد الاسلام القديم، والإسلام الجديد غير قابل للتصدير.
كان اعلام الاسد يستغل عبارة ‘تجديد الاسلام’ ايضا فيحتال على الحديث الشريف الذي يقول: ‘إنّ الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها’. نافرا من ذكر مصدر القول تأكيدا على علمانيته: إذا لكل إمة عظيم في كل مائة سنة، فالأسد عظيم هذه الامة! الدين الحالي هو، دين احمد الطيب ودين علي طوبة، ودين سيد القمني، الذي تحول الى قاضٍ وأدان عثمان بن عفان بسرقة بيت المال.. وكان السيد، قد بكى من عين واحدة، مثل بطل فيلم ‘سيمون’، وهو يتحدث عن الإسلام المسكين الذي أنقذه من الغرق، ولو كان مرسي مثلا هو الباكي، لقامت عليه الدنيا.
البكاء في العرف الشعبي للنساء، لكنه في حالة السيسي، رقّة وخشوع، فالانبياء ‘خروا سجدا وبكيا’، كما قال توفيق بوتامك مدافعا عن الدموع السواجم على الخد الايمن للجنرال التقي. الموظف في الخارجية المصرية أيمن سلامة ذهب الى تأويل حركات يدي السيسي وهو يشرح موقفه من سوريا بأنه نظم اشارات مرور السياسة الخارجية الجديدة! كده وكده

عزف منفرد

‘ خروج أول دفعة من مقاتلي حمص الى الدار الكبيرة، ليست الدفعة الاولى من آيفون 6، الحصار لم ينته وإنما تحول من اللون الاحمر في حمص الى اللون البرتقالي في الدار الكبيرة .
‘ بتنا بحاجة ماسة الى فضائية مثل موجة كوميدي اسمها ‘مسخرة’ تعرض المشاهد الكوميدية في الاعلام السياسي الضاحك.

‘ كاتب من كوكب الأرض