فتوى شرعية يصدرها 33 إماماً وشيخا تونسياً تُحرّم الموافقة على الفصل 6 من الدستور الجديد

حجم الخط
4

تونس ـ يو بي اي ـ أصدر 33 إماماً وشيخاً تونسياً، الثلاثاء، فتوى شرعية حرّموا بموجبها الموافقة على الفصل 6 من الدستور التونسي الجديد الذي نصّ على حرية الضمير وتجريم التكفير.

وشددوا في هذه الفتوى على أن “الإسلام، وإن كان يقرّ بحرية الإنسان في الإعتقاد وممارسة عقيدته، إلا أنه يمنع الدعاية لغير عقيدة الإسلام في ديار الإسلام بأي صورة من صور الدعاية”.

ولفتوا في هذه الفتوى التي جاءت في بيان وزّع اليوم، إلى أن “ما جاء في الفصل السادس من الدستور التونسي الجديد يخلّ بأعظم كليات الإسلام الضرورية الخمس، ويفتح الباب على مصراعيه لإنتشار الإلحاد وما يخالف العقيدة الإسلامية”.

واعتبروا أن “تحجير التكفير هو إسقاط لحكم شرعي ثابت بالقرآن والسنة، ما يفتح الباب أمام الإستخفاف بالعقائد والمقدّسات”.

وينص الفصل السادس في الدستور التونسي الجديد على “الدولة راعية للدين، كافلة لحريّة المعتقد والضمير وممارسة الشعائر الدينيّة، وحامية للمقدسات وضامنة لحياد المساجد ودور العبادة عن التوظيف الحزبي، ويُحجر التكفير والتحريض على العنف”.

وقد صوت لصالح هذا النص قبل أسبوع، 130 نائباً من أصل 217، فيما اعترض عليه 30 نائباً، لتنجح في ذلك المعارضة في تضمين الدستور الجديد مثل هذا النص الذي كانت تطالب به منذ تزايد عمليات “التكفير” التي كادت أن تتحوّل إلى ظاهرة في تونس منذ وصول حركة النهضة الإسلامية إلى الحكم إثر إنتخابات 23 تشرين الأول/أكتوبر 2011.

واستنكر الـ33 إماماً وشيخاً تونسياً في بيانهم “خلو الدستور من الضمانات التي تحقق الحماية الفعلية للدين الإسلامي”، واعتبروا أن صياغة الدستور تمت تحت “ضغوطات تيارات علمانية” ما أتاح تمرير مفاهيم اعتبروها “غريبة عن الإسلام”، على غرار “تحجير التكفير” و”حرية الضمير”.

واعتبروا أن “تحجير التكفير” و”حرية الضمير” قد مرّرت في الجلسة العامة وتمت المصادقة عليها في الفصل السادس “في غفلة من الشعب التونسي وبطريقة متسرعة تبعث على الريبة”، وأن “هاتين المسألتين تتعاضدان حتماً على انتشار العقائد الفاسدة والمذاهب المنحرفة…”.

وأعربوا في بيانهم عن رفضهم “لأن تعني حرية الضمير الدعاية لغير العقيدة الإسلامية”، و”للمساواة بين المرأة الرجل في جميع المجالات ضمن الفصل 45 من الدستور، لما في ذلك من هدم لأركان الأسرة وتفكيك روابطها”. 

وكان هؤلاء الأئمة والشيوخ قد اجتمعوا قبل صدور هذه الفتوى مع نواب بالمجلس التأسيسي عن “حركة النهضة الإسلامية”، و”حركة وفاء”، البشير شمام، وكمال عمار، وعبد العزيز شعبان، وعبد المجيد النجار، وجمال بوعجاجة، وعبد الرؤوف العيادي، إلى جانب النائب المستقل إبراهيم القصاص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول حسن.ز.تونس:

    لقد سبق أن علقت بجريدة القدس العربي حول الفصل السادس من الدستور وتمنيت لو أضيفت جملة *ويجرم الاعتداء على المقدسات *خوفا من أن يعتبرذلك من حرية التعبير والفكر.

  2. يقول arwen rommel:

    ….الإسلام، وإن كان يقرّ بحرية الإنسان في الإعتقاد وممارسة عقيدته، إلا أنه يمنع الدعاية لغير عقيدة الإسلام في ديار الإسلام بأي صورة من صور الدعاية”….?????
    ماهذا التناقض….اين العدل اذا كان المسلم يحق له التبشير بينما لا يحق التبشير لاي عقيدة اخرى…….هل يقبل المسلم العكس

  3. يقول مصرى:

    لقد قالها المتنبى منذ اكثر ن الف عام هى امة ضحكت من جهلها الامم ولم يكن يدرى ان الامم ستظل تضحك من جهلها الى يوم الدين هل حرية الفكر جريمه مخالفة للشرع الم يقل القران من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر اليست هذه حرية افيدونا يرحمكم الله

  4. يقول احمد:

    ان هذا الفصل يناقض بعضه بعضا لأنه ينص على حرية الضمير والمعتقد ثم يجرم التكفير والحال أن الفصل الأول من الدستور ينص على أن دين الدولة هو الاسلام وأي تغيير للمعتقد بحكم حرية الضمير والمعتقد يعد خروج عن الاسلام فيغدو التكفير حكما شرعيا توصيفيا
    ثم ان الحر الذي اختار عقيدة تخالف عقيدة الاسلام سيكون فحورا بخروجه عن الاسلام وكفره فلما يخشى التكفير والحال أن حرية الضمير تكفل له حقه في الكفر في حين تجريم التكفير هو سلب لحرية غيره في نعته بما هو أهل له
    الخلاصة أن هذا الفصل لابد له من التعديل كي نخرج به من حيز التناقض الى وضعية التوازن و الانسجام وكمقترح للتعديل أرى أن يضاف له ، ,,, وأن يحجر التكفير عموما الا على هيئة الافتاء الشرعي المتثلة في المفتى والقضاء العدلي

إشترك في قائمتنا البريدية