هيوستون وجهة الكبار في صناعة النفط مع انحسار التوترات بين «أوبك» وقطاع النفط الصخري الأمريكي

حجم الخط
0

 

هيوستون – رويترز: يتجمع أصحاب الأسماء الرنانة في صناعة النفط هذا الأسبوع بمناسبة مؤتمر سيراويك، أكبر ملتقى لصناعة الطاقة في الأمريكتين، في وقت يشهد إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة ازدهارا ويرتفع فيه الطلب العالمي وتتحرك أسعار النفط في نطاق مريح لكبار المنتجين الأمريكيين وأعضاء منظمة أوبك على حد سواء.
كان القرار الذي اتخذته منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) العام الماضي لتقييد الإنتاج قد أدى إلى انتهاء تخمة المعروض في الأسواق العالمية والتي كانت الشغل الشاغل في مناقشات ملتقى سيراويك العام الماضي.
ومع ارتفاع أسعار النفط حوالي 15 في المئة منذ اجتماع وزراء النفط وكبار المسؤولين التنفيذيين في الصناعة هنا العام الماضي انحسرت المخاوف من حدوث منافسة حامية بين أوبك وصناعة النفط الصخري الأمريكية.
فقد أدى ارتفاع الأسعار إلى زيادة إنتاج النفط الصخري الأمريكي الأمر الذي دفع بالإنتاج الأمريكي إلى مستوى قياسي يتجاوز العشرة ملايين برميل يوميا. ومن المحتمل أن تتفوق الولايات المتحدة هذا العام على روسيا لتصبح أكبر منتج للنفط في العالم.
من ناحية أخرى لم تبد أوبك أي بادرة على زيادة الإنتاج إذ بلغ إنتاج أعضاء المنظمة أقل مستوى له منذ عشرة أشهر، بل إن قادة المنظمة أبدوا اهتمامهم بالحفاظ على بعض قيود الإنتاج خلال 2019.
وقال دان ييرجن نائب رئيس آي.اتش.إس ماركت، التي تتولى تنظيم المؤتمر وهو مؤرخ مرموق لصناعة النفط حائز على جائزة بوليتزر، إن وزراء النفط ومستشاريهم سيستغلون المؤتمر لوضع صناعة النفط الصخري تحت المجهر.
وقال ييرجن «أوبك لا تزال تكافح كي تفهم ما هو هذا النشاط النفطي الجديد المسمى الصخري، وهذا المؤتمر رحلة ميدانية تقوم بها أوبك إلى واقع مختلف في النفط».
وقد تم ترتيب مآدب عشاء مع المديرين التنفيذيين في صناعة النفط الصخري ومموليها للمرة الثانية في عامين الأمر الذي يؤكد نضج العلاقة بين الدول النفطية الكبرى والصناعة التي كانت في وقت من الأوقات صناعة ناشئة سلمت من الجهود التي بذلتها أوبك لوأدها تحت تخمة من الإمدادات من 2014 إلى 2016.
وخرجت صناعة النفط أقوى من تلك الفترة وأصبح الحوض البرمي، أكبر مناطق الإنتاج في الولايات المتحدة، ينتج الآن ما يقرب من ثلاثة ملايين برميل يوميا أي ثلاثة أمثال إنتاجها في 2009. وسيستعرض المتحدثون الدور الصاعد لصناعة النفط الصخري في الأسواق العالمية وإمكانية نمو الإنتاج والصادرات مستقبلا من أمريكا الشمالية.
وتقول أوبك إنها تريد التشجيع على كبح إنتاج شركات النفط الصخري وكذلك إنتاج أعضائها. وغالبا ما تلجأ شركات النفط الصخري للتحوط، أو العقود المالية التي تستفيد من سعر محدد للإنتاج المستقبلي، بهدف ضمان تحقيق أرباح. فتلك العقود تحميها إذا هبطت الأسعار.
وقال علي نزار، الممثل الوطني للعراق لدى أوبك، «علينا جميعا أن ننظر بعين المسؤولية إلى السوق للحفاظ على توازنها قدر استطاعتنا كي لا يتضرر المستثمرون».
وتعتبر أوبك منتجي النفط الصخري كتلة واحدة لا مجموعة من الشركات المستقلة، وتأمل بأن يقول المسؤولون التنفيذيون إنهم سيواصلون كبح الإنتاج الأمريكي دون عشرة ملايين برميل يوميا. لكن مصدرا بأوبك قال لرويترز إن المنظمة تدرك أيضا أن منتجي النفط الصخري سينتهكون قانون مكافحة الاحتكار الأمريكي إذا اتفقوا على تسعير جماعي أو أبرموا اتفاقات بخصوص الإنتاج.
وكانت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية قالت يوم الثلاثاء إنها تتوقع أن يتجاوز إنتاج النفط المحلي 11 مليون برميل يوميا أواخر هذا العام. ويشعر قطاع النفط العالمي بالقلق من التهديدات التي تنذر بها تقنيات الطاقة المتجددة والتغيرات السريعة في قطاع السيارات. فالشركات الكبرى ومن بينها بي.بي تتوقع هبوط استهلاك البنزين مع تنامي استخدام المركبات الكهربائية.
ومن المتوقع أن تكشف ماري بارا الرئيسة التنفيذية لشركة جنرال موتورز، في أول مشاركة لها في المؤتمر النفطي، عن تفاصيل خطط أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم لتدشين 20 مركبة كهربائية جديدة في 2023.
وقالت إكسون موبيل وغيرها من الشركات إنها تتوقع أن يعوض ارتفاع الطلب على البتروكيماويات ووقود الطائرات انخفاض الطلب على الوقود السائل مثل البنزين.
ويعمل قطاع النفط أيضا على تمويل أبحاث في البيانات الضخمة والحوسبة السحابية وتطبيق التكنولوجيا الجديدة في عملياته لخفض التكاليف وتعزيز الإنتاج. وفي علامة على هذا الاتجاه، ستحضر المؤتمر أيضا رئيس وحدة خدمات غوغل السحابية (غوغل كلاود) التابعة لألفابت.
وقال ييرجن «القطاع الصخري الأمريكي أضحى ابتكاريا على نحو مذهل وأشبه بالبرمجيات المفتوحة المصدر، ففيه يخوض الجميع تجاربهم ويتعلمون من بعضهم البعض». من جانبها أعلنت وكالة الطاقة الدولية امس أن قطاع الصناعات النفطية بحاجة إلى زيادة في الاستثمارات لتلبية الطلب المتزايد خصوصا وأن النفط الصخري المزدهر في الولايات المتحدة لن يلبي هذه الحاجات إلا لعامين آخرين.
وقال رئيس الوكالة فاتح بيرول في بيان بعد نشر التقرير السنوي حول أسواق النفط أن»الولايات المتحدة ستترك بصمتها على بورصات النفط العالمية في السنوات الخمس المقبلة».
إلا أن بيرول أشار إلى أن «آفاق الاستثمار المحدودة على المستوى العالمي لا تزال مصدر قلق»، في الوقت الذي تواجه الصناعة النفطية طلبا متزايدا، مع جفاف العديد من الآبار.
وتابع بيرول «سنحتاج إلى المزيد من الاستثمارات للتعويض عن تراجع آبار النفط إذ علينا أن نؤمّن بديلا لثلاثة ملايين برميل في اليوم من التراجع في السنة وفي الوقت نفسه تلبية طلب قوي متنام».
ونشرت الوكالة توقعاتها للسنوات الخمس المقبلة بأن الطلب على النفط سيزيد بـ 6,9 ملايون برميل في اليوم بحلول 2023 ليبلغ 104,7 مليون برميل في اليوم بدفع من النمو الاقتصادي في آسيا وتحسن صناعة البتروكيميائيات في الولايات المتحدة.
في المقابل، ليس من المتوقع أن يزيد الانتاج سوى بـ 6,4 مليون برميل ليبلغ 107 مليون برميل في اليوم بحلول 2023.

هيوستون وجهة الكبار في صناعة النفط مع انحسار التوترات بين «أوبك» وقطاع النفط الصخري الأمريكي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية